حظر العباءة.. الحكومة الفرنسية تتمسك بالعلمانية والمنظمات الإسلامية تتحرك قضائيا
تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT
باريس- يبدو أن تركيز بعض الأسر في فرنسا لم يكن مقتصرا هذا العام على شراء اللوازم المدرسية واختيار الأنسب سعرا فقط، حيث حمّلهم قرار وزير التربية غابريال أتال -بحظر ارتداء العباءة- مزيدا من الأعباء قبل أيام من العودة للمدارس.
وفي خطاب موجّه إلى أولياء التلاميذ، الخميس، كتب الوزير "مبدأ العلمانية يفترض حياد الدولة تجاه جميع الطلاب، بغض النظر عن معتقداتهم" مشيرا إلى "عدم وجوب ارتداء العباءات والقميص في المدارس".
من جانبها، قالت رئيسة الوزراء إليزابيث بورن خلال زيارة لمدرسة ابتدائية في سان جيرمان سور إيل "الأمور تسير على ما يرام صباح الإثنين" وأضافت "سنواصل توخي الحذر طوال اليوم حتى يفهم الطلاب معنى هذه القاعدة".
غير أن القرار أثار معارضة الجمعيات الإسلامية التي تقدمت بشكوى ضد حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون، بعد قرار حظر العباءة في المدارس، بدعوى انتهاكها للحريات الأساسية.
الطالبات في فرنسا خضعن لمراقبة ملابسهن عند عودتهن للمدارس (غيتي) بداية بطعم المرارةوعلى الساعة الثامنة من صباح أمس الاثنين، توافد التلاميذ على مدرسة "إميل ماتيس" الثانوية بمنطقة "شيلتيغايم" بضواحي مدينة ستراسبورغ، حيث وقفت في استقبالهم إحدى الموظفات.
وقالت إحدى الطالبات "قررت ارتداء فستان فضفاض وطويل كبديل للعباءة تجنبا لأية تعليقات من الأساتذة وللتمكن من الدخول إلى الصف في أول يوم دراسي".
وأضافت في حديثها للجزيرة نت "شاهدت بعض مقاطع الفيديو على تيك توك لأخذ فكرة عما يحدث وقررت أنا وصديقاتي ارتداء هذا النوع من الملابس المحتشمة رغم رفضنا قرار الوزارة. ونعلم أنه في حال عدم الامتثال لذلك، سنُحرم من الدخول" إلى الفصول.
وتابعت أخرى بالقول "نخلع الحجاب على باب المدرسة كل يوم، وهو أمر صعب كثيرا بالنسبة لنا ولأسرنا. واليوم، نجد أنفسنا مجبرات على التخلي عن العباءة أيضا. إنه قرار غير عادل ويستهدف العرب والمسلمين بشكل مباشر. أتمنى أن تساعدنا الجمعيات والجهات الفاعلة للحفاظ على جزء من حقوقنا".
أما موظفة باب المدرسة، فأوضحت للجزيرة نت أنها تراقب ملابس الطالبات "للتأكد من عدم ارتدائهن هذا الزي تطبيقا لقرار وزارة التربية" رافضة التعليق.
ومنذ إعلان الوزارة، بدأت بعض فتيات المدارس الثانوية بنشر مقاطع فيديو على منصة تيك توك تدعو "للتحايل على الحظر" وتقديم نصائح وأفكار لأزياء فضفاضة بديلة للعباءة.
وأفادت وسائل إعلام محلية بأنه تمت دعوة بعض الطالبات اللاتي اخترن ارتداء ملابس فضفاضة داكنة اللون بمدرسة "مارتينيز دوشير" بمدينة ليون، إلى مكتب المدير للنقاش، مبينة أن "بعضهن تمكن من الانضمام إلى صفوفهن وأن أخريات فشلن في ذلك".
المدرسة علمانية
في هذه الأثناء، شدد الرئيس الفرنس خلال لقاء مع الصحفي هيغو ترافيرس أمس على أن "المدرسة علمانية من رياض الأطفال إلى البكالوريا، ولا مكان فيها للرموز الدينية".
ووصف ماكرون هذه الخطوة التي دخلت حيز التنفيذ أمس في حوالي 500 مؤسسة تعليمية بـ "القضية العميقة" وفتح المجال للتشاور حول إمكانية فرض ارتداء الزي الموحد "الذي يمكن أن يتكون من جينز وتيشيرت وجاكيت لاستبعاد أي لباس معين".
وقد أيد عدد من السياسيين الفرنسيين -وخاصة اليمين المتطرف- هذا القرار الجدلي، حيث كتب النائب جوليان أودول عبر منصة إكس "أخيرا وبعد سنوات من الجُبن، قبلت الحكومة مقترح الجبهة الوطنية بحظر العباءة".
وتابع "لا يزال هناك الكثير للقيام به لطرد الإسلاموية من مدارسنا، حظر الحجاب على مرافقي الطلبة وتطبيق الملابس الموحدة".
بالمقابل، أثار منع العباءة الذي يأتي استمرارا لقانون 2004 الذي يحظر ارتداء الملابس أو العلامات التي "تظهر ظاهريا الانتماء الديني" جدلا بالأحزاب اليسارية، ووعدت حركة "فرنسا الأبية" بالطعن في القرار أمام مجلس الدولة.
التلميذات يلجأن للفساتين الفضفاضة بدل العباءة تجنبا للمشاكل (غيتي) قضية قانونيةوعلى أثر الجدل حول القرار، يدرس مجلس الدولة الفرنسي، اليوم الثلاثاء، الطلب الذي قدمته جمعية حقوق المسلمين "إيه دي إم" (ADM) أمام المحكمة بشكل عاجل للنظر في مسألة منع العباءة بالمدارس.
وتأسست هذه الجمعية سنة 2015 للدفاع عن ضحايا التمييز بدعمهم قانونيا وعمليا بالتعاون مع الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان في جنيف، ومجموعة المنظمات الإسلامية التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
وأكدت مؤسِّسة الجمعية ومديرتها سهام زين –في طلبها القضائي- أن "قرار الوزارة يتجاهل الدستور والقانون الذي يعتبر عاما ولا يفرض تحديد الطبيعة الدينية الظاهرية لارتداء هذه الملابس".
كما اعتبرت الجمعية أن هذا القرار "ينتهك حقوق الطفل ويستهدف العرب والأفارقة والمسلمين، مما يصنع خطر التنميط العرقي والديني في المدرسة وإدامة عدم المساواة واستبعاد الأقليات والتمييز ضدها".
وقالت مديرة الجمعية -للجزيرة نت- إن منع الطالبات بالمؤسسات العامة من ارتداء هذا اللباس يعني منعهن من التعبير عن ارتباطهن بثقافة أو بمنطقة جغرافية معينة، منتقدة إصرار الحكومة ووسائل الإعلام على كتابة "العباءة" بالحروف الفرنسية (Abaya) عوض استخدام ترجمتها التي معناها "فستان".
وشدد نص الطلب -الذي حصلت الجزيرة نت على نسخة منه- على أن "الوزير ينتهك بشكل خطير حقوق عدم التمييز على أساس اللون أو الأصل عبر منع ارتداء الزي العربي أو الأفريقي ومطالبة الموظفين في المدارس بتحديد سبب ارتداء الطلاب لهذه الملابس".
بدوره، أكد المجلس الفرنسي للعبادة الإسلامية "سي إف سي إم" (CFCM) أن العباءة رمز ثقافي وليس دينيا. وصرح طارق أوبرو إمام مسجد بوردو لموقع "فرانس إنفو" الخميس "إننا نركض خلف شبح يرتدي الملابس" معتبرا أن ذلك "لا يعالج جذور المشكلة وأن الشريعة الإسلامية لا تنص على علامات أو لباس دينيين".
يُذكر أن المادة 2 من قانون التعليم رقم 141 تنص على أن "الدولة تضمن حق الأطفال والمراهقين في المؤسسات التعليمية العامة، وإمكانية تلقي التعليم المناسب لقدراتهم مع الاحترام المتساوي لكل المعتقدات".
كما تنص مادة أخرى على أن "التعليم العالي العام علماني ومستقل عن أي تأثير سياسي أو اقتصادي أو ديني أو أيديولوجي، ويحترم تنوع الآراء".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: على أن
إقرأ أيضاً:
من "كان" لـ"غولدن غلوب".. كيت بلانشيت تعيد ارتداء فستانها الأيقوني
تألقت الممثلة الأسترالية كيت بلانشيت بإطلالة ساحرة على السجادة الحمراء لحفل توزيع جوائز "غولدن غلوب 2025"، حيث ظهرت بفستانها الذهبي المميز من تصميم دار "لويس فيتون"، الذي ارتدته لأول مرة قبل ثمانية أشهر خلال مهرجان "كان" السينمائي 2024.
الفستان، المصمم خصيصاً لها، يتميز بصدرية فضفاضة على شكل عباءة مع تفاصيل معدنية حول الكتفين، وتنورة عمودية طويلة ذات ذيل فاخر.
وأكملت بلانشيت، البالغة من العمر 55 عاماً، إطلالتها بأقراط ألماسية، فيما اختارت تسريحة شعر بسيطة مفروقة على الجانب.
رمز الاستدامة والأناقةوبهذا الظهور، أكدت كيت بلانشيت مكانتها كرمز للأناقة والاستدامة، حيث أثبتت أن الإطلالة المميزة يمكن أن تبقى خالدة عبر إعادة تدوير الأزياء بأسلوب راقٍ.
1200 ساعة عمل و15 رطلاً من حبات الذهبمصممة الأزياء إليزابيث ستيوارت، التي أشرفت على إطلالة بلانشيت، كشفت سابقاً أن الفستان استغرق تصميمه أكثر من 1200 ساعة عمل، واستخدم في تطريزه يدوياً نحو 15 رطلاً من حبات الذهب الدقيقة. وأضافت أن الفستان يجمع بين البساطة والإبداع الفني، قائلة: "إنه تصميم مذهل يبدو وكأنه سائل ومنحوت في آنٍ واحد". بلانشيت، التي تم ترشيحها لجائزة أفضل أداء لممثلة عن دورها في مسلسل "Disclaimer"، تخوض سباق الجوائز للمرة الثالثة عشرة في مسيرتها المهنية، حيث سبق أن فازت بأربع جوائز "غولدن غلوب" عن أفلام مثل "Elizabeth" و"I'm Not There" و"Blue Jasmine" و"Tár". كما ينافس مسلسل "Disclaimer" في ثلاث فئات أخرى.