وزير خارجية المغرب: نتطلع لدور اليابان لنصرة القضايا العربية وعلى رأسها فلسطين
تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT
أشاد وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة بجهود الرئاسة المشتركة المصرية اليابانية لأعمال الدورة الثالثة للاجتماع الوزاري للحوار السياسي العربي الياباني، وكذلك جهود الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في التحضير المحكم لهذه الدورة.
وأضاف وزير الخارجية المغربي خلال كلمته في أعمال الحوار العربي الياباني، قناعتنا بجدوى هذا الحوار وأهميته كإطار مكمل للعلاقات الثنائية بين اليابان والدول العربية، فبعد عشر سنوات من التوقيع على مذكرة التفاهم بين الجامعة والحكومة اليابانية، أسفر هذا الحوار على نتائج إيجابية وخلق تفاعلات حول مجموعة من القضايا ذات الاهتمام المشترك؛ فإذا كان الواقع الجغرافي يباعد بين اليابان والدول العربية، فإن الواقع الجيوسياسي يقارب بينهما على أساس الروابط المشتركة والمصالح المتبادلة والعلاقات التاريخية القوية.
وأعرب وزير الخارجية المغربي عن تطلعه للدور الهام الذي يمكن أن تضطلع به اليابان، البلد الوازن والمتوازن وذو مصداقية في المشهد الدولي، لنصرة القضايا العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، خاصة وأن هذه القضية لا تعد حصرا قضية عربية، بل هي من القضايا العادلة التي تستوجب تأييدا واضحا من كافة الفاعلين الدوليين.
وأشار وزير الخارجية المغربي إلى جهود الملك محمد السادس ملك المغرب، بصفته رئيسا للجنة القدس التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، ما فتئ يؤكد على الالتزام المتجدد والثابت بدعم القضية الفلسطينية وفي صلبها القدس الشريف، حيث جعلها جعلها ملك المغرب من ثوابت وأولويات السياسة الخارجية للمملكة، والتي تنبني على الإيمان والتشبث الدائم بخيار السلام ونهج الحوار والتفاوض كسبيل وحيد للتوصل إلى حل نهائي من خلال قرارات الشرعية الدولية وعلى أساس حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على خط الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: وزیر الخارجیة المغربی
إقرأ أيضاً:
من أوكرانيا إلى فلسطين: العدالة الغائبة تحت عباءة السياسة العربية
محمد عبدالمؤمن الشامي
في المحاضرة الرمضانية الـ 12 للسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أشار إلى حقيقة صارخة لا يمكن إنكارها: الفرق الشاسع بين الدعم الغربي لأوكرانيا في مواجهة روسيا، وبين تعامل الدول العربية مع القضية الفلسطينية. هذه المقارنة تفتح الباب على مصراعيه أمام تساؤلات جوهرية حول طبيعة المواقف السياسية، ومعايير “الإنسانية” التي تُستخدم بمكيالين في القضايا الدولية.
أُورُوبا وأوكرانيا: دعم غير محدود
منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، سارعت الدول الأُورُوبية، مدعومةً من الولايات المتحدة، إلى تقديم كُـلّ أشكال الدعم لكييف، سواء عبر المساعدات العسكرية، الاقتصادية، أَو حتى التغطية السياسية والإعلامية الواسعة. لا تكاد تخلو أي قمة أُورُوبية من قرارات بزيادة الدعم لأوكرانيا، سواء عبر شحنات الأسلحة المتطورة أَو المساعدات المالية الضخمة التي تُقدَّم بلا شروط.
كل ذلك يتم تحت شعار “الدفاع عن السيادة والحق في مواجهة الاحتلال”، وهو الشعار الذي يُنتهك يوميًّا عندما يتعلق الأمر بفلسطين، حَيثُ يمارس الاحتلال الإسرائيلي أبشع الجرائم ضد الفلسطينيين دون أن يواجه أي ضغط حقيقي من الغرب، بل على العكس، يحظى بدعم سياسي وعسكري غير محدود.
العرب وفلسطين: عجز وتخاذل
في المقابل، تعيش فلسطين مأساة ممتدة منذ أكثر من 75 عامًا، ومع ذلك، لم تحظَ بدعم عربي يقترب حتى من مستوى ما قُدِّم لأوكرانيا خلال عامين فقط. الأنظمة العربية تكتفي ببيانات الشجب والإدانة، فيما تواصل بعضها خطوات التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، في تناقض صارخ مع كُـلّ الشعارات القومية والإسلامية.
لم تُستخدم الثروات العربية كما استُخدمت الأموال الغربية لدعم أوكرانيا، ولم تُقدَّم الأسلحة للمقاومة الفلسطينية كما تُقدَّم لكييف، ولم تُفرض عقوبات على “إسرائيل” كما فُرضت على روسيا، بل على العكس، أصبح التطبيع سياسة علنية لدى بعض العواصم، وتحول الصمت العربي إلى مشاركة غير مباشرة في استمرار الاحتلال الصهيوني وجرائمه.
المقاومة: الخيار الوحيد أمام هذه المعادلة الظالمة
في ظل هذا الواقع، يتجلى الحل الوحيد أمام الفلسطينيين، كما أكّـد السيد القائد عبد الملك الحوثي، في التمسك بخيار المقاومة، التي أثبتت وحدها أنها قادرة على فرض معادلات جديدة. فمن دون دعم رسمي، ومن دون مساعدات عسكرية أَو اقتصادية، استطاعت المقاومة أن تُحرج الاحتلال وتُغيّر قواعد الاشتباك، وتجعل الاحتلال يحسب ألف حساب قبل أي اعتداء.
وإن كانت أوكرانيا قد حصلت على دعم الغرب بلا حدود، فَــإنَّ الفلسطينيين لا خيار لهم سوى الاعتماد على إرادتهم الذاتية، واحتضان محور المقاومة كبديل عن الدعم العربي المفقود. لقد أثبتت الأحداث أن المقاومة وحدها هي القادرة على إحداث تغيير حقيقي في مسار القضية الفلسطينية، بينما لم يحقّق التفاوض والتطبيع سوى المزيد من التراجع والخسائر.
المواقف بالأفعال لا بالشعارات:
عندما تُقاس المواقف بالأفعال لا بالشعارات، تنكشف الحقائق الصادمة: فلسطين تُترك وحيدة، بينما تُغدق أُورُوبا الدعم على أوكرانيا بلا حساب. هذه هي المعادلة الظالمة التي كشفها السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، حَيثُ يتجلى التخاذل العربي بأبشع صوره، ما بين متواطئ بصمته، ومتآمر بتطبيعه، وعاجز عن اتِّخاذ موقف يليق بحجم القضية.
إن ازدواجية المعايير لم تعد مُجَـرّد سياسة خفية، بل باتت نهجًا مُعلنًا، تُباع فيه المبادئ على طاولات المصالح، بينما يُترك الفلسطيني تحت القصف والحصار. وكما أكّـد السيد القائد عبد الملك الحوثي، فَــإنَّ المقاومة وحدها هي القادرة على إعادة التوازن لهذه المعادلة المختلة، مهما تعاظم التواطؤ، ومهما خفتت الأصوات الصادقة.