صنعاء – سبأ:

أكد الرئيس مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى، أن أسلحة الردع جاهزة حتى يرعوي العدو ويكف عن مؤامراته.

وفي كلمة له اليوم الثلاثاء، خلال اجتماع موسع لقيادة السلطة المحلية ووجاهات محافظة صنعاء وأعضاء من مجلسي النواب والشورى، قال الرئيس المشاط: “نحن نستغل هذه المرحلة في تحقيق الردع للقوة الصاروخية والطيران المسير لنحقق سيادة بلدنا بإذن الله”.

ولفت قائلاً: “نعدكم بأنكم ستسمعون في الأيام القادمة ما يثلج صدوركم”، مؤكداً أن أسلحة الردع جاهزة بإذن الله حتى يرعوي العدو ويكف عن مؤامراته.

نص كلمة فخامة المشير الركن مهدي المشاط -رئيس المجلس السياسي الأعلى- خلال اللقاء الموسع لوجهاء محافظة صنعاء:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله محمد -صلوات الله عليه وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين..

الأخوة في قيادة السلطة المحلية، المكتب التنفيذي في محافظة صنعاء، الإخوة الضباط والصف والجنود، الأخوة المشايخ الكرام، والأعيان والشخصيات الاجتماعية، أعضاء مجلسي النواب والشورى، الحاضرون جميعاً، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته..

ومن خلالكم إلى جماهير أبناء شعبنا اليمني، ومن خلالكم إلى أمهات الشهداء وعوائل الجرحى والأسرى، ومن خلالكم إلى كل أخ في هذه المحافظة الكريمة المعطاءة..

نحن عندما نقف في محافظة صنعاء بكل قبائلها، التي نسميها بهمدان الكبرى.. أنتم أصل التاريخ، أنتم همدان الذي تحدث عنه الإمام علي -عليه السلام- الذي كان كلما يمر به أمر يمم وجهه قبلة همدان؛ آباؤكم وأجدادكم كانوا نصرة الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- ونصرة الأئمة الأطهار.

رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- أرسل الإمام علي إلى صنعاء؛ فكان آباؤكم وأجدادكم أول من استقبل ورحَّب وارتبط بالإمام علي من ذلك التاريخ إلى اليوم.

لذلك نحن عندما نقف بين أبناء هذه القبائل نحن نقف على أعتاب عمق تاريخي كبير، مرتبط بكل أعلام الهدى على امتداد التاريخ الإسلامي.

الدور الريادي الكبير، الذي قامت به هذه القبائل الوفية، هو دور محوري في مواجهة أعتى وأقذر عدوان مر على تاريخ اليمن، كان لهذه القبائل الوفية الباع الكبير، واليد الطولى في مقارعة هذا العدوان الغاشم.

منذ أن بدأت، وبدأ قائد الثورة يدعو إلى ثورة 21 من سبتمبر، كانت الركيزة الأولى والمحورية هي لأبناء قبائل صنعاء الكرام الوفية، وكان العدو يراهن على هذه القبائل الوفية.

وأنا من هنا -يا أخوتي- أدعوكم إلى أن تحافظوا على وحدة صفكم، وعلى نسيجكم الاجتماعي، فهذه القبائل الوفية المضحية محط اهتمام للعدو، يريد أن يثير الخلافات والمنازعات والمناكفات داخل هذه القبائل؛ لأضعافها؛ لأنه يعرف من هي هذه القبائل إذا ضعفت.

لذلك، وتفويتاً للفرصة على عدونا، أدعوكم إلى وحدة الكلمة لحل الخلاف؛ للتنازل لبعضنا البعض حتى نواصل المشوار، وحتى نصل إلى النصر – بإذن الله سبحانه وتعالى.

الدور الريادي والكبير لأبناء قبائل همدان الكبرى بكل قبائلها كان دوراً محورياً في ثورة 21 من سبتمبر، كان دورا أساسيا في مقارعة هذا العدوان الغاشم البغيض الذي يستمر على بلدنا لمدى 9 سنوات.

نحن هنا أتينا إليكم، ونحن على عتاب، وفي استقبال مولد خير البشر محمد -صلوات الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين- ونحن إذا أتينا إليكم فإنما لنربط الماضي بالحاضر، والتاريخ بالواقع.

عندما نتذكر رسول الله وقاداتِ الإسلام في يومه الأول نتذكر أبناء همدان الكبرى، الذين هم آباؤكم وأجدادكم الذين كان لهم شرف السبق؛ شرف المقارعة والمصارعة لكل العتاة والطاغين والباغين على هذه الرسالة وعلى هذا الإسلام.

أنتم -أيها الأخوة- يا أبناء القبائل الوفية الكرام تشاهدون، وكل واحد منا يشاهد، الواقع المرير والمؤلم الموجود في المناطق الخاضعة تحت الاحتلال، وأنا أعتقد أن أخر جريمة سمعتم بها جريمة السحل والربط في بعض الأشجار لأحد المواطنين في مديرية صبر الموادم بالأمس.

إجراءات وحشية تعبِّر عن أقذر وأوقح الحركات الاستخباراتية العالمية تنفذ على أرض وطننا المحتل، وللأسف الشديد.. هذا هو ما كان يراد أن يكون في مناطقنا لولا الله وحكمة القيادة، وهذه الوجوه الوفية والطيبة التي وثبت وثبة الأسود، ووقفت وقفة الرجل الواحد في مقارعة هذا العدوان الغاشم، الذي كان يريد احتلال هذا البلد، إلا أنها تحطمت كل أمانيه على صخرة قوتكم، وعلى صخرة وعيكم وتماسككم، وثباتكم ثبات الرجال في أحلك الظروف.

في هذه المرحلة، لا زالت الأولويات هي الأولويات التي حددها قائد الثورة؛ الثلاث الأولويات الحتمية، وأضيف إليها أولويتان أخريان بمناسبة الوضعية القائمة؛ سأتحدث عنها:

الأولوية الأولى: لا زالت هي التصدي للعدوان والحصار الظالم والغاشم على بلدنا، لذلك كلنا جميعاً لا ينبغي ولا يجوز أن ننحرف عن هذه الأولوية، ولا يجوز ولا ينبغي أن نفتر من عزائمنا، أو نفتر ونقنع أنفسنا، أو أننا خرجنا من الحرب لا، الحرب مستمرة، متوقع لها أن تعود بين الحين والأخر، ونحن نتابع المسار السياسي، متوقع لها في أي ساعة أن تعود.

لذلك يجب أن تبقى الهمة عالية، والشدة مستمرة، والجهوزية عالية مننا جميعاً: جيش، أمن، رجال قبائل، رسمي، شعبي، كلنا جميعاً لا زالت الأولوية الأولى في المقدمة، التصدي للعدوان، ورفع الحصار، إذا لم نحقق هذا الهدف بالسلم فمن المؤكد أن هناك طرقا وخيارات أخرى سيتحقق بها -بإذن الله سبحانه وتعالى.

نحن إذا تحدثنا تحت أولوية أن العدوان مستمر نتحدث عن عناوين وتفاصيل كثيرة، عندما نقول إن العدوان لا زال مستمرا، وأنتم، وكلنا، تشاهدون المارينز في حضرموت، كيف ينزل إلى الشوارع، المؤامرات التي تحاك على المناطق المحتلة في بلدنا الحبيب في جنوب الوطن، وفي المحافظات المحتلة، ولكن هيهات لهم ذلك، وفي يمننا قبائل همدان الكبرى الوفية، التي ناصرت الإسلام من يومه الأول، التي وقفت سدا منيعاً أمام الغزاة طوال هذا التاريخ.

لذلك يجب أن تستمر التعبئة، التعبئة العامة تستمر بين أوساط الجيش، وأوساط القبائل، وأوساط النخب، وأوساط كل المجالات الرسمية والشعبية، ونحن يجب أن نبقى على أهبة الاستعداد لعودة العدوان في أي لحظة، فعدونا لا رُكنة عليه، ومتوقع أن يغدر، وأن يخدع في أي لحظة.

التعبئة يجب أن تبقى مستمرة لنكون جاهزين في حال ارتكاب أي حماقة من عدونا، وفي حال استمراره في المماطلة في حق هذا الشعب في رفع العدوان، ورفع الحصار، وحلحلة الملف الإنساني، التعبة يجب أن تبقى مستمرة في جميع الأنصار الشعبوية والرسمية والنخبوية والسياسية والإعلامية، وأن لا ننجر بأي أولويات غير ما يشد العزم، وما يقوي الوضع هذه هي أول الأولويات.

كذلك مؤامرات الأعداء يجب أن نستمر في كشفها: نهب الثروة، احتلال أجزاء كبير من البلد، ونحن وأنتم جميعا تطالعنا الأخبار كل يوم عن استحداثات لمواقع عسكرية وقواعد عسكرية في أجزاء كبيرة من مناطقنا المحتلة، في المحافظات المحتلة، في الجزر اليمنية، في المياه الإقليمية والاقتصادية اليمنية، حتى وصل بهم الحال إلى النزول المباشر في شوارع بلدنا الحبيب في حضرموت.

كشف مؤامرات الأعداء يجب أن يندرج تحت هذه أولوية التصدي للعدوان، كذلك المؤامرات الاقتصادية مستمرة -أيها الأخوة- ونحن تحدثنا كثيرا مع من لقيناهم كيف أننا نمارس حرباً اقتصادية مع عدونا بالتزامن مع حربه العسكرية، الآن دخل في حرب تسمى في علم السياسة “الحرب الهجينة”، التي تستخدم فيها الحرب الصلبة والحرب الناعمة، لكن هيهات له ذلك سيفشل -بإذن الله- وستفشل مؤامراته -بإذن الله- كما فشل في الحرب العسكرية والصلبة سيفشل في الهجينة والناعمة، وكلها -بإذن الله- رهاننا على وعيكم وعلى صمودكم -بإذن الله سبحانه وتعالى.

الأولوية الثانية هي استقرار الجبهة الداخلية، ومن هنا إلى كل الإعلاميين والسياسيين لا تذهبوا بعيداً، وحدة الكلمة قبل كل موقف، وحدة الكلمة قبل كل عواطف، أو مشاعر تشاع من هنا أو هناك، لدينا عدو، لدينا عدو يجب أن نوحد الكلمة، ونرص الصفوف في مواجهة هذا العدو، لا نذهب بعيداً.

نحن إذا ما اتجهنا إلى وضعنا الداخلي، هناك حرب اقتصادية يشنها العدو، ومن الأخطاء الجسيمة والفادحة أن تتوجه أو يتوجه كائن من كان إلى تحويل اللوم على القوى الوطنية، المعاناة الاقتصادية العدوان يقف وراءها، وهو المسؤول الأول عنها، إذا ما تحدثنا عن مؤامرة اقتصادية أكيد وراءها نتائج بما فيها صعوبات اقتصادية، بما فيها قل الموارد، عدم القدرة على الإيفاء بالنفقات الواجبة والضرورية، بما فيها المرتبات، لكن هذه نتيجة إجراءات وممارسات وحرب اقتصادية يمارسها العدو، فلا نأتي لنحمل بعضنا البعض، هذا غير صحيح، ولا يجوز ولا ينبغي، نحن إذا ما توفرت الإمكانات نحن نتعبد الله بخدمة هذا الشعب.

الآن -أيها الأخوة- إذا ما تحدثنا عن وضعنا في استغلالنا لهذه الوضعية، التي هي هجينة (لا حرب ولا سلم)، نحن نستغلها في تحقيق الردع للقوة الصاروخية والطيران المسيَّر.

وإذا كان لنا من إمكانات، أنا أعدكم، وثقوا أنتم وأبناء شعبنا، أنها ستسخر في دعم هذه القوة حتى نحقق الردع الكامل -بإذن الله سبحانه وتعالى.

أنتم تعرفون ما هو مدى أثرها على عدونا؛ عندما نحقق سلاح ردع كامل نحقق سيادة لبلدنا، هذا هو الهاجس الذي يطالعنا في استغلال الإمكانات، وفي استغلال هذه الفترة،

لدينا أولويات، وفي مقدمتها تحقيق أسلحة الردع، وأنا -بإذن الله- أعدكم وأعد جماهير شعبنا اليمني بأنكم ستسمعون في الأيام القادمة ما يثلج صدوركم، ما يحقق الردع الحقيقي لعدونا حتى يرعوي، وحتى يكف عن مؤامراته على بلدنا، وأن يترك بلدنا لينعم بخيره، وينهض بأبنائه دون وصاية من أحد: حرية، واستقلال، دون وصاية من أحد، ما لم فأسلحة الردع جاهزة -بإذن الله سبحانه وتعالى.

الأولوية الثالثة: إصلاح مؤسسات الدولة:

نحن إذا تحدثنا عن إصلاح مؤسسات الدولة، كثير من المهتمين، ومن السياسيين والإعلاميين، يعتبر أن هذا الموضوع يعني تغيير فلان أو فلان، أو إبدال فلان بدل فلان، هذا غير صحيح، هذا قطرة من مطرة، وجزء بسيط من إصلاح مؤسسات الدولة.

يا إخواني، إذا تحدثنا عن إصلاح مؤسسات الدولة يجب علينا أن نفلسف هذه الأولوية، لدينا عوائق لدينا، وضعية قائمة، لدينا مشاكل، يجب أي تناول لهذا العنوان أن يكون من كل الزوايا، وبعنوان أشمل وأكبر، مثلا أكبر تحدٍ لنا في إصلاح مؤسسات الدولة هو إرث الماضي، بغض النظر عن المسميات، إرث الماضي، نحن لم نرث دولة.

أنا توليت منصب رئيس المجلس السياسي الأعلى، وأنتم تتخيلون كيف كانت تلك الوضعية، وكيف كان التصعيد في أكثر من أربعين جبهة، وكيف معنويات الناس بعد اغتيال الشهيد الصماد -رحمة الله عليه- بفضل الله وبفضل الإجراءات والإصلاحات، التي عملناها مع جميع الشرفاء من أبناء المؤسسات الإدارية في جميع مؤسسات الدولة نهضنا ببلدنا من تحت الصفر؛ أنشأنا دولة من لا شيء، قارعنا في أكثر من 40 جبهة من لا شيء.

اليوم نضع حجر الأساس لحزمة من المشاريع تتجاوز خمسة مليارات في محافظة صنعاء، وفي غيرها من المحافظات سنستمر -بإذن الله سبحانه وتعالى- يعني أننا -بفضل الله- لدينا القدرة على النهوض ببلدنا، ونحن مسكنا هذا البلد ومؤسسات الدولة تحت الصفر.

أنا آتي اتحدث معكم عن البنية التحتية؛ لأننا نعرف كيف كانت الوضعية، عندما مسكنا كيف كانت مؤسسات الدولة، وكان أكبر تحدٍ لنا هو إرث الماضي، أنا لا أتي هنا لأحمل طرفا من طرف، ولكن أضعكم أمام الحقيقة، وأضع جماهير شعبنا أمام الحقيقة، إرث الماضي هو أكبر عائق لنا في سياق إصلاح مؤسسات الدولة.

نحن كلما علمنا في الفترة الماضية حتى جعلنا دولتنا وبلدنا تقوم على أقدامها، وتحقق تطلعات أبناء جماهير شعبنا، وتحقق المقارعة في أكثر من أربعين جبهة لعدونا؛ لأقذر عدو تاريخي في تاريخ اليمن، كل هذا كان بفضل الله وبفضل إجراءات بسيطة قمنا بها في إصلاح مؤسسات الدولة، وسنستمر -بإذن الله- في إصلاحها، وفي مقدمها إرث الماضي.

الآن لدينا لجان نزلت تمر على كل هياكل مؤسسات الدولة، هذا هو التغيير الجذري الذي تحدث عنه السيد القائد، وهذه هي أولوية اصلاح مؤسسات الدولة.

أن آتي إلى دائرة إذا أردت أن استخرج معاملة معينة أمر على 13 إدارة، و13 توقيعا، يعني أعطيكم مثالا: هيئة الأراضي، إذا تريد تستخرج كرت يجب أن تمر من على 13 جهة، و13 توقيعا، أيش هذا من تطفيش؟ أيش هذا من معاملات؟ التغيير الجذري يأتي في هذا السياق، والله المواطن ما يحتاج 13 معاملة تمر عليها حتى يحصل على كرت أو قسيمة، هذا مثال واحد في كثير من المؤسسات.

لو نأتي مثلا إلى كيف كان وضع البنية التحتية، يعني كنا لا نملك للنفط اثنين خزانات يعني لا تكفي للبلد عشرين يوما، الآن نحتاج إذا أردنا حرية واستقلال وأردنا تحقيق اكتفاء ذاتي نريد أن نبدأ في كثير من الأشياء من الصفر، وللأسف الشديد.

الآن لدينا ما يتعلق بموضوع شركة الغاز على سبيل المثال: لا يوجد لدينا أي خزانات احتياطية في البلد لمادة الغاز، أين كانت تلك الدول؟ أين كان الماضي؟ أين كانوا عايشين؟! لا يوجد لدينا خزان ليوم واحد، شركة النفط لا يوجد لديها إلا خزانات لعشرين يوما بالكثير، وقد كانت متهالكة، عملنا على إصلاحها من الصفر، كانت شبه متهالكة، وأين البنية التحتية؟ أين الدولة؟ نحن جئنا في أصعب وضع، وفي وضع اللا دولة، ووصلنا ولا يوجد هناك مؤسسات. إذا ما تحدثنا عن إصلاح مؤسسات الدولة نستحضر هذه العناوين، تغيير الوضع الإداري، إصلاح مؤسسات الدولة، يجب أن يكون الشيء أشمل وأوسع مما نتصور، ارث الماضي رتب وضع البلد على الاعتماد على الاستيراد من الخارج، وللأسف الشديد الآن نتحول ونوجه جماهير شعبنا إلى الاكتفاء الذاتي، والتوجه إلى الإنتاج والتصنيع المحلي، لكن سنبدأ الآن يعني تحقيق النهضة، ستتحرك العجلة، وسيلمس المواطن الأثر بعد حين.

تحقيق النهضة لبلدنا هذه الأولوية الرابعة، وسنعمل -بإذن الله سبحانه وتعالى- على تحقيق هذه النهضة لوضعنا الداخلي، سنتجه للإنتاج الداخلي -بإذن الله- سنتجه ويتجه معنا جماهير شعبنا إلى الاهتمام بالزراعة، فهي من أكبر المقومات التي تجعلنا نقف على أقدامنا في مواجهة الغزاة والمحتلين -بإذن الله، سنتجه -بإذن الله- إلى تهيئة بيئة الاستثمار لرجال المال والأعمال، التي كان بلدنا يصنف بأنه بيئة طاردة للاستثمار المحلي، واتجهت رؤوس الأموال، وأنتم تسمعون كثيرا من الأموال ذهبت إلى تركيا، وإلى الأردن، وإلى كثير من البلدان الخارجية، وللأسف الشديد؛ لأن القوانين: قانون الاستثمار، واللوائح وكل القوانين واللوائح المتعلقة بالاستثمار كانت تشكل بيئة طاردة للمستثمرين، ولبيئة الاستثمار، الآن سنتجه -بإذن الله- إلى إصلاح هذه البيئة لننهض ببلدنا – بإذن الله سبحانه وتعالى.. أعد رجال المال والأعمال بأننا سنهيئ البيئة بإذن الله، ونتجه نحن وإياكم وجماهير شعبنا اليمني إلى الإنتاج المحلي، فنحن شعب عريق، يجب أن يقف على أقدامه، وأن لا يعتمد على الاستيراد الخارجي، كما كان في الماضي – بإذن الله.

يجب علينا في شعب الإيمان والحكمة أن نهتم بالهوية الإيمانية، ونحن إذا تحدثنا عن الهوية الإيمانية فإنما نتحدث عن حضارتكم، وعن أصالتكم وعن ارتباطكم بالإسلام، يا قبائل همدان الكبرى، الهوية الإيمانية يجب الاهتمام بها من الجميع، فهي عنوان عام للجميع يجب أن نحافظ عليه.. عندما نرى الآخرون الأمريكيين يتزعمون قيادة الشذوذ بكل وقاحة، ونحن يجب علينا أن نقابل هذه الحرب المستعرة مع أعداء الإسلام بالتمسك بهويتنا الإيمانية، يأتي تحت هذا العنوان مولد خير البشر محمد -صلوات الله عليه وعلى آله- يأتي تحت عنوان الهوية الإيمانية، ويجب علينا جميعا وعلى جماهير شعبنا اليمني الاهتمام بهذه المناسبة، فالاهتمام بمناسبة مولد خير البشر محمد -صلوات الله عليه وعلى آله- تأتي في سياق الاهتمام والحفاظ على هويتنا الإيمانية، وعلى هويتنا اليمنية، وعلى أصالتنا، وعلى ارتباطنا برسالة الإسلام، وبرسول الإسلام، وبأعلام الهدى من رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- إلى يومنا هذا..

أسأل الله سبحانه وتعالى لي ولكم النجاح والفلاح والفوز والظفر والنصر والتمكين، واعتذر منكم على الإطالة.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

المصدر: الوحدة نيوز

كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا ايران تونس روسيا سوريا صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نبيل الصوفي صلوات الله علیه وعلى آله محافظة صنعاء شعبنا الیمنی یجب علینا هذا العدو رسول الله نحن إذا کیف کان کثیر من لا یوجد یجب أن إذا ما

إقرأ أيضاً:

هذا ما سيفعله الرئيس الشرع لمواجهة إسرائيل

خطا الرئيس السوري أحمد الشرع ثلاث خطوات مُهمة نحو إعادة توحيد سوريا، ومواجهة مشاريع تقسيمها. الأولى، إفشال التمرد المُسلّح الذي قادته خلايا النظام المخلوع في مناطق الساحل بهدف إسقاط الدولة الجديدة وإشعال حرب أهلية. والثانية، إبرام اتفاق مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) لدمجها في الدولة الجديدة، والثالثة، الاتفاق مع أهالي ووجهاء محافظة السويداء الجنوبية على دمجها الكامل في مؤسسات الدولة.

مع ذلك، تبقى مُعضلة الجنوب السوري إشكالية ضاغطة على سوريا؛ بسبب التحركات التي بدأتها إسرائيل منذ الإطاحة بنظام الأسد واحتلالها أجزاء جديدة من الأراضي السورية ومحاولتها تأليب دروز الجنوب على إدارة الرئيس الشرع.

على الرغم من أن إسرائيل سعت في البداية إلى تسويق تحرّكاتها العدوانية في سوريا في إطار مواجهة مخاطر أمنية مزعومة تُهددها، فإن النهج الإسرائيلي أصبح بعد ذلك أكثر وضوحًا، خصوصًا بعد إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في 23 فبراير/ شباط الماضي عن نوايا إسرائيل الإستراتيجية في سوريا. وتتضمن هذه النوايا تحقيق أربعة أهداف متوسطة وبعيدة المدى.

أولًا، تكريس احتلال المنطقة العازلة في الجولان وقمة جبل الشيخ الإستراتيجية كأمر واقع من خلال ربط التواجد الإسرائيلي فيهما بالتهديدات المزعومة بعيدة المدى التي تواجه إسرائيل من سوريا، وليس القريبة المدى. وبالنظر إلى أن المناطق المُحتلة الجديدة ليست كبيرة من حيث الحجم، فإن إسرائيل قادرة على الاحتفاظ بها، إما بهدف ضمها لها بشكل نهائي، أو بهدف تعزيز موقفها في أي مفاوضات مستقبلية مُحتملة مع النظام الجديد في سوريا. ثانيًا، محاولة إحداث شرخ كبير بين الدروز في جنوب سوريا والإدارة الجديدة كبوابة لتأسيس كيان درزي كمنطقة عازلة بينها وبين سوريا. ولا تقتصر وسائل إسرائيل بهذا الخصوص على تشجيع النزعة الانفصالية بين الدروز، وتقديم نفسها كحامٍ لهم، بل تشمل كذلك طرح مطلب تحويل جنوب سوريا إلى منطقة منزوعة السلاح وعدم انتشار الجيش السوري الجديد فيها، فضلًا عن اعتزام السماح للدروز بالعمل داخل إسرائيل. ثالثًا، تدمير ما تبقى من الأصول العسكرية التي أصبحت ملكًا للدولة السورية بعد الإطاحة بنظام الأسد من أجل إضعاف القدرات العسكرية لهذه الدولة، وتقويض قدرتها على امتلاك عناصر القوة لبسط سيطرتها على كافة أراضيها وللتعامل مع التحديات الأمنية الداخلية التي تواجهها، خصوصًا مع الأطراف: (قسد، خلايا النظام في الساحل، والتشكيلات المسلحة في الجنوب). وتندرج هذه الإستراتيجية ضمن أهداف إسرائيل في تشجيع النزعات الانفصالية على الأطراف لإضعاف السلطة المركزية في دمشق. رابعًا، تقويض قدرة تركيا على الاستفادة من التحول السوري لتعزيز دورها في سوريا، وفي المنافسة الجيوسياسية مع إسرائيل في الشرق الأوسط. ولهذه الغاية، تعمل إسرائيل على مسارات مُتعددة، ليس فقط محاولة إيجاد موطئ قدم لها بين الدروز في الجنوب، بل أيضًا شيطنة الإدارة السورية الجديدة للتأثير على القبول الدولي بها، والضغط على إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لعدم الاعتراف بالرئيس الشرع، وإبقاء العقوبات على سوريا كسيف مُصلت عليها لتحقيق مصالح إسرائيل، والضغط كذلك على واشنطن لإقناعها بالحاجة إلى بقاء الوجود العسكري الروسي في سوريا كضرورة لمواجهة نفوذ تركيا. إعلان

حتى في الوقت الذي يبدو فيه تقسيم سوريا أو فَدْرلتها أو تحويل الجنوب إلى منطقة منزوعة السلاح (عدم وجود الجيش السوري فيها)، غير مُمكن وغير واقعي، فإنه من المرجح أن تحتفظ إسرائيل باحتلال المنطقة العازلة وقمة جبل الشيخ الإستراتيجية لفترة طويلة.

كما ستسعى لاستثمار الفترة الطويلة التي ستستغرقها عملية بناء الدولة الجديدة ومؤسساتها العسكرية والأمنية من أجل مواصلة شن ضربات على امتداد الأراضي السورية؛ بذريعة مواجهة تهديدات مُحتملة، أو خطر وقوع مثل هذه الأسلحة في أيدي جماعات تُشكل تهديدًا لإسرائيل.

إن هذا النهج الإسرائيلي المُحتمل ينطوي على مخاطر كبيرة على سوريا وإدارتها الجديدة، لأنه سيُقوض من قدرتها على تحقيق استقرار داخلي كامل وبناء مؤسسة عسكرية قوية. ولا تبدو احتمالية الدخول في حرب مع إسرائيل واردة على الإطلاق على جدول أعمال الرئيس الشرع، خصوصًا في هذه المرحلة التي تفرض عليه تركيز أولوياته على إنجاح المرحلة الانتقالية، وإعادة بناء الدولة، وبناء علاقات جيدة مع الغرب من أجل رفع العقوبات المفروضة على سوريا وإطلاق عملية إعادة الإعمار.

لقد شدد الشرع في القمة العربية الطارئة، التي عُقدت في القاهرة، على ضرورة العودة إلى اتفاقية فض الاشتباك بين سوريا وإسرائيل لعام 1974، بما في ذلك انسحاب إسرائيل من الأراضي الجديدة التي احتلتها بعد سقوط نظام الأسد. ويعمل الشرع على ثلاثة سياقات لمواجهة التحدي الإسرائيلي.

التأكيد على التزامه باتفاقية فض الاشتباك لإظهار رغبته في تجنب أي صدام عسكري مع إسرائيل. تقويض قدرة إسرائيل على استثمار الانقسامات الطائفية والمجتمعية والعرقية في سوريا من خلال السعي لدمج الحالات على الأطراف: (الشمال الشرقي، الساحل، الجنوب) في الدولة الجديدة. تعزيز القبول الدولي به لإقناع القوى الفاعلة في المجتمعين: الإقليمي والدولي بالضغط على إسرائيل للحد من اندفاعتها في سوريا، والعودة إلى الوضع الذي كان قائمًا في الجنوب قبل سقوط نظام بشار الأسد. إعلان

علاوة على ذلك، يُحاول الشرع توسيع هامش المناورة لديه في مواجهة التحدي الإسرائيلي من خلال تعميق الشراكة الجديدة لسوريا مع تركيا.

على الرغم من وجود مشروع لاتفاقية دفاع مشترك بين تركيا وسوريا، فإن الشرع لا يزال متريثًا في الإقدام على هذه الخطوة لاعتبارات مُتعددة. لكنه في حال تصاعد خطر التحدي الإسرائيلي على استقرار سوريا ووحدتها، فإنه قد يلجأ إلى هذه الاتفاقية للحصول على دعم تركي في تسليح الجيش السوري الجديد، وتعزيز قدرته على مواجهة هذا التحدي.

والخلاصة أن التحدي الإسرائيلي يُوجد عقبات كبيرة أمام نجاح التحول في سوريا، لكنه يُوجد في المقابل فرصًا للشرع لبلورة إستراتيجية متكاملة للتعامل مع هذا التحدي، وتعزيز القبول الدولي به كضمان لمنع اندلاع حرب بين سوريا وإسرائيل في المستقبل.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • مقتل شخصين في غارة إسرائيلية على بلدة برج الملوك جنوب لبنان
  • أفكار مسابقات دينية جاهزة للأطفال والكبار
  • خطبتا الجمعة بالحرمين: الزكاة والصدقة تنفيان عن المجتمع وحر الصدور وغلها وتشيعان المودة والرحمة بين الناس
  • هذا ما سيفعله الرئيس الشرع لمواجهة إسرائيل
  • إسرائيل تقصف منشأة أسلحة لحزب الله في لبنان
  • الرئيس المشاط يعزّي في وفاة القاضي العلامة عبدالله المتميز
  • إسرائيل تشنّ غارة جوية على منشأة أسلحة لحزب الله في لبنان
  • هل ودعت أجواء القاهرة موجات البرد؟.. الطقس الأيام القادمة
  • بالصورة... ضبط شحنة أسلحة لـحزب الله في سوريا
  • هل تستطيع بريطانيا الخروج من مظلة الردع النووي الأميركي؟