استكمل «المحور الاقتصادى» بالحوار الوطنى جلساته اليوم لمناقشة مشكلة التضخم والغلاء وارتفاع الأسعار وسبل مواجهتها لتقليل العبء عن المواطنين، وبدائل خفض الديْن العام، وتعظيم الفائدة من الاقتراض الداخلى والخارجى.

وعقدت لجنة الصناعة جلسة لمناقشة أهداف وخريطة الصناعة فى المدى القصير والمتوسط: الصناعات القائمة والمتعثرة والصناعات الجديدة.

«عبدالقوى»: يجب تفعيل صلاحيات جهاز حماية المستهلك

وقال الدكتور طلعت عبدالقوى، عضو مجلس أمناء الحوار الوطنى، إن قضية التضخم لا يمكن أن يختلف عليها أحد، مشيراً إلى أن الجميع ينتظر من هذه الجلسة روشتة وخطة يشعر من خلالها المواطن أن ليس هناك تشخيص فقط إنما علاج للأزمة، والمادة ٧٩ من الدستور تكفل لكل مواطن حق الغذاء، وهذا نص دستورى بأن الدولة معنية بهذا الشأن، خاصة أن هناك متغيرات حاصلة بالفعل منها الزيادة السكانية.

وأشار «عبدالقوى» إلى أن الأحداث الخارجية لها تأثير سلبى على الأوضاع فى مصر، لذا لا بد من زيادة العرض، وهناك تنظيمات تُحدث التوازن مثل المجتمع الأهلى والتعاونيات التى يمكنها توفير مستلزمات الإنتاج الزراعى، لافتاً إلى أن جهاز حماية المستهلك تحتاج صلاحياته إلى التفعيل بدلاً من كونها صورية، مع زيادة الثقافة التوعوية وترشيد الاستهلاك، وتابع: «أتمنى أن تكون هناك روشتة لتخفيف الاحتقان من ارتفاع الأسعار وحل أزمة المصانع المتوقفة».

«عبدالخالق»: التضخم وغلاء الأسعار ينعكس على الأجور

وقال الدكتور جودة عبدالخالق، عضو مجلس الأمناء، إن قضية التضخم وغلاء الأسعار ليست مشكلة اقتصادية بحتة، لكنها تنعكس على الحالة الاجتماعية والأجور فى المجتمع، داعياً إلى التحلى بالعقل والحكمة وإبعاد الانفعال والعاطفة خلال المشاركة فى الجلسات، فليس من حق أحد التعليق على رأى أحد.

وقال أحمد جلال، مقرر المحور الاقتصادى، إن هذه قضية من أهم قضايا الحوار الوطنى، نظراً لأنها تمس جميع المواطنين على اختلاف طبقاتهم، مشيراً إلى أن التضخم يهدد دخول المواطنين، مؤكداً ضرورة إصلاح السياسة النقدية وتغيير منظومة سعر الصرف وتفعيل مبدأ شمولية الموازنة وزيادة المعروض من السلع والخدمات لأن التضخم يرتفع عندما تكون هناك أسواق احتكارية، ويجب أن تكون هناك منافسة حقيقية فى السوق وحرية فى الدخول إليها.

وقال محمد سليمان، رئيس لجنة الشئون الاقتصادية بمجلس النواب، ومقرر لجنة التضخم وغلاء الأسعار، بالمحور الاقتصادى، إن جلسات التضخم وغلاء الأسعار تهم كل المصريين بمختلف شرائحهم، لأنه من الموضوعات التى لها انعكاسات مباشرة على المجتمع. وتابع «سليمان»: «أتمنى الخروج بحزمة من التوصيات والمقترحات والأفكار لتكون بمثابة دعم لقرار مواجهة هذه الأزمة، وإيجاد حلول على أرض الواقع للتضخم».

«عبدالحميد»: تعزيز الاحتياطى النقدى الأجنبى

وقال الدكتور محمد عبدالحميد، وكيل لجنة الشئون الاقتصادية بـ«النواب»، إن حالة التضخم وغلاء الأسعار نتيجة مشكلات كثيرة مثل السياسات النقدية والسياسات المالية وعدم الرقابة الكافية على الأسواق والأسعار، مضيفاً أن ارتفاع الأسعار فى الفترة الأخيرة أصبح متكرراً بصورة غير متوازنة ما أدى إلى حالة احتقان فى الشارع.

وأوضح «عبدالحميد» أن كبح جماح ارتفاع الأسعار يتطلب عدة أمور، منها ضرورة الإسراع فى تنفيذ عملية الطروحات المعلن عنها لمستثمرين أجانب لتعزيز الاحتياطى النقدى الأجنبى، علاوة على توفير حزمة من الاستثمارات الجادة فى تكنولوجيا المعلومات والصناعات الطبية وتوفيرها للمستثمر الأجنبى، مؤكداً ضرورة تطوير منظومة دعم الصادرات وحوافز أكثر جاذبية للمستثمرين، وتطوير مفهوم الصناعة لتشمل التعليم والسياحة والصحة.

وتطرّق وكيل لجنة الشئون الاقتصادية بـ«النواب» إلى ضرورة تطوير منظومة لتتبُّع السلع من المنتِج حتى المستهلك النهائى، علاوة على تقديم تسهيلات لجميع الصناعات حتى يمكن إنتاجها محلياً لتخفيف الضغط على العملات الأجنبية، مشيراً إلى ضرورة اتخاذ خطوات أكثر جدية فى تنفيذ الشمول المالى وما يستتبعه من تعزيز قاعدة المجتمع الضريبى، وتوفير قوانين حماية المنافسة ومنع السياسات الاحتكارية.

وقال الدكتور طلعت خليل، أمين حزب المحافظين، ومقرر لجنة الديْن العام بالحوار الوطنى، إن المؤشر الأساسى هو وضع المواطن الذى يزداد عناء بشكل يومى، مشيراً إلى أن معدلات البطالة بين الإناث مرعبة، بجانب حجم الاستثمار المباشر وشمولية الموازنة.

وقال أحمد كجوك، نائب وزير المالية، إنه عند التفكير فى الديْن يجب الأخذ فى الاعتبار الخلط بين الموازنة المسئولة عنها المالية وبين الديْن العام بالمفهوم الواسع. وأشار نائب وزير المالية إلى أن الديْن الخارجى لمصر 165 مليار دولار، بينما الديْن الخارجى لأجهزة الموازنة العامة 82 مليار دولار منذ 8 سنوات، فضلاً عن أن عجز الموازنة التراكمى من 2014 وصل لفترة معينة تضاعف وزاد لأعلى من 15% من الناتج ولكن تم غلق الموازنة على عجز 6%، وهو ما يعنى أن هناك تحسناً، وأن المديونية نفسها 107% ونزلت 82%، ونسبة الديْن للناتج 85%.

وقال النائب مصطفى سالم، وكيل لجنة الخطة والموازنة بـ«النواب» وممثل حزب مستقبل وطن، إنه لا بد من معرفة حجم المشكلة وأبعادها وتفاصيلها فى ملف الديْن العام وعجز الموازنة، مطالباً بتشكيل لجنة مشتركة بين الوزارات المعنية والخبراء والبرلمان لتحديد أسباب المشكلة وسبل حلها. وأوصى وكيل لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب بإعادة هيكلة الهيئات الاقتصادية والنظر مرة أخرى فى إدارتها، فضلاً عن النظر فى الأصول غير المستغلة التى تبلغ قيمتها تريليونات، مؤكداً على أهمية الإسراع فى تفعيل صندوق مصر السيادى للاستفادة من هذه الأصول غير المستغلة.

وقال الدكتور عمرو حمزاوى، أستاذ العلوم السياسية، إن مصر أمام لحظة مهمة لمبادلة برامج الديون المختلفة من أجل التحول الأخضر وإعادة هيكلة الأوضاع الاقتصادية والمالية فى دول الجنوب العالمى، لذلك تقدَّم بمقترح سيتم تقديم نسخة منه للأمانة الفنية للحوار.

وأضاف «حمزاوى» أن الفكرة الأولى من خلال دور مصر الريادى فى أفريقيا تستطيع أن تتحول إلى متحدث باسم القارة لتعديل مستويات الدين لأننا متطابقون مع هذه الدول فى مشكلة الديون، موضحاً أن المستوى الثانى خاص بالبريكس، ومتعلق بالتفاوض داخل البريكس لتخفيض الديون أو المبادلة، والإطار الثالث متعلق باتفاقيات مصر مع دول الاتحاد الأوروبى مثل ألمانيا وإيطاليا، ونستطيع الضغط لتطبيق نفس الاقتراحات مع باقى الدول الأوروبية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الحوار الوطني الاقتصاد الأزمة العالمية التضخم وغلاء الأسعار وقال الدکتور وکیل لجنة إلى أن

إقرأ أيضاً:

هبوط أسعار النفط وسط مؤشرات على زيادة المعروض وانكماش الاقتصاد الأمريكي

عواصم - العمانية و"رويترز": استقرت أسعار النفط اليوم الخميس بعد خسائر حادة تكبّدتها في اليوم السابق، مدفوعة بإشارات على أن السعودية قد تُنتج المزيد من النفط، وصدور بيانات أظهرت انكماش الاقتصاد الأمريكي في الربع الأول.

وسجّل سعر نفط عُمان الرسمي اليوم تسليم شهر يوليو القادم 60 دولارًا أمريكيًا و63 سنتًا، منخفضًا بمقدار دولار أمريكي و81 سنتًا، ويُشار إلى أن المعدل الشهري لسعر النفط الخام العُماني تسليم شهر مايو الجاري بلغ 72 دولارًا أمريكيًا و51 سنتًا للبرميل، منخفضًا 5 دولارات أمريكية و12 سنتًا مقارنة بسعر تسليم شهر أبريل الماضي.

ونزلت العقود الآجلة لخام برنت 6 سنتات أو 0.1 بالمائة إلى 61 دولارًا للبرميل، وانخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 12 سنتًا أو 0.2 بالمائة إلى 58.09 دولار.

وأغلق خام غرب تكساس الأربعاء عند أدنى مستوى منذ مارس 2021،

وقالت سوجاندا ساشديفا، مؤسسة شركة إس إس ويلث ستريت للأبحاث ومقرها نيودلهي: "في الأمد القريب، لا يزال مسار المقاومة الأقل يميل نحو الانخفاض".

وأضافت: "أدى التأثير المزدوج لتدهور الطلب وتزايد العرض الوشيك إلى نظرة متشائمة للنفط الخام، إذ يبدو خام برنت عرضة لاختبار مستوى 55 دولارًا للبرميل".

وقالت مصادر: إن مسؤولين سعوديين أبلغوا حلفاء وخبراء في قطاع النفط أن المملكة لا ترغب في دعم سوق النفط بمزيد من تخفيضات الإنتاج، وأنها قادرة على تحمّل انخفاض الأسعار لفترة طويلة.

وقالت ثلاثة مصادر مطلعة على محادثات مجموعة أوبك+ لـ"رويترز" في وقت سابق: إن العديد من الأعضاء سيقترحون على المجموعة تسريع زيادة الإنتاج في يونيو للشهر الثاني على التوالي.

وقالت ساشديفا: "أي مفاجأة في وتيرة أو نطاق تعديلات الإنتاج ربما تؤثر بشكل كبير على التقلبات في الجلسات المقبلة".

في غضون ذلك، انكمش الاقتصاد الأمريكي في الربع الأول من العام الجاري للمرة الأولى في ثلاث سنوات، وسط تدفّق هائل للواردات في وقت كانت تُسابق فيه الشركات الزمن لتفادي ارتفاع التكاليف الناجم عن الرسوم الجمركية، مما سلّط الضوء على مدى تأثير السياسة التجارية التي ينتهجها الرئيس دونالد ترامب على الاقتصاد.

وأشارت استطلاعات رأي أجرتها "رويترز" إلى أن رسوم ترامب الجمركية زادت من احتمالية انزلاق الاقتصاد العالمي إلى حالة ركود هذا العام.

وأظهر استطلاع أجرته "رويترز" الأربعاء أن توقعات الطلب، التي خيّمت عليها الخلافات التجارية إلى جانب قرار أوبك+ بزيادة المعروض، ستؤثر سلبًا على أسعار النفط هذا العام.

وعدّلت شركة التحليلات "كبلر" توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط لعام 2025 إلى 640 ألف برميل يوميًا من 800 ألف برميل يوميًا، مشيرة إلى تصاعد التوتر التجاري بين الصين والولايات المتحدة وضعف الطلب من الهند.

وتوقّع استطلاع رأي شمل 40 خبيرًا اقتصاديًا ومحللًا في أبريل الماضي أن يبلغ متوسط سعر خام برنت 68.98 دولار للبرميل في عام 2025، مقابل تقديرات مارس الماضي البالغة 72.94 دولار، ويتوقّعون أن يبلغ متوسط سعر الخام الأمريكي 65.08 دولار للبرميل بدلًا من 69.16 دولار الذي سُجّل الشهر الماضي.

وذكرت إدارة معلومات الطاقة الأربعاء أن مخزونات النفط الخام الأمريكية انخفضت على غير المتوقع بمقدار 2.7 مليون برميل الأسبوع الماضي، بسبب زيادة التصدير وارتفاع طلب المصافي، مقارنة بتوقعات المحللين في استطلاع أجرته "رويترز" بارتفاع قدره 429 ألف برميل.

مقالات مشابهة

  • «الوطني» يناقش سياسة الحكومة لإدارة واستدامة الوقف وأموال الزكاة
  • «الوطني» يناقش إدارة واستدامة الوقف وأموال الزكاة الأربعاء
  • «الوطني الاتحادي» يناقش سياسة الحكومة بشأن إدارة الوقف والزكاة 7 مايو
  • هبوط أسعار النفط وسط مؤشرات على زيادة المعروض وانكماش الاقتصاد الأمريكي
  • لجنة الاستثمار بالحوار الوطني: تحويل هيئة الثروة المعدنية لاقتصادية خطوة تاريخية
  • برلماني: التحول إلى الدعم النقدي يتطلب تعويضا ماليا يواكب التضخم
  • “العرادة” يحث على توحيد الصف الوطني لمواجهة الحوثي واستعادة الدولة
  • "كان" الشباب.. المنتخب الوطني المغربي يختتم تحضيراته استعدادا لمواجهة كينيا
  • الحكومة: رادار الأسعار يتيح للمستهلك الإبلاغ عن نقص السلع أو ارتفاع أسعارها
  • الأميرة منى الحسين ترعى في عمان الاهلية انطلاق الحوار الوطني لمرض الزهايمر في الأردن