أولياء أمور: تشكل عبئا لكنها ضرورة لتحسين مستويات الأبناء -

مختصون: الحل في تقليل كثافة الفصول ومعالجة محتوى المناهج وزمن التعلم -

مع بداية كل عام دراسي يتزايد الجدل حول الدروس الخصوصية، حيث يلجأ بعض أولياء الأمور للبحث عن مدرسين خصوصيين لتعزيز مستويات أبنائهم في بعض المواد الدراسية المقررة، فما أسباب انتشار هذه الظاهرة، وهل لها إيجابيات؟

تعددت الآراء بين مؤيد ومعارض، حيث تقول سارة المعمرية: رغم تطور التعليم في المدارس الحكومية، إلا أن أعداد الطلبة في الصف الواحد لا تسمح للمعلم بإعطاء الاهتمام الكافي لكل طالب على حدة، فنضطر نحن أولياء الأمور للجوء إلى الدروس الخصوصية لتحسين مستويات أبنائنا في بعض المواد.

وقالت نظيرة بنت راشد الحراصية: يسعى أولياء الأمور دائما إلى تحسين وتطوير المستوى التعليمي لأبنائهم، ويلجأ البعض لإلحاقهم بالدروس الخصوصية حتى مع زيادة الضغط المادي عليهم؛ خوفا على أبنائهم من الفشل الدراسي، وأنا ضد الدروس الخصوصية؛ لأنها تشكل عبئا على الطالب نفسه، حيث تجعله مشتتا بين شرح معلم المدرسة والمعلم الخصوصي، وتتساءل: لماذا لا تكون الدروس التي يقدمها المعلم للطلبة في المدرسة بجودة ما يقدمه في الحصص الخصوصية؟ هل كل هذا لأهداف مادية فقط؟

وقالت: من حق أبنائنا أن يتلقوا دروسهم بشكل صحيح، فالوقت الذي يذهب فيه أبناؤنا إلى المدرسة وقت ثمين، ويجب أن يكون كافيا لجعلهم في غنى عن طلب العلم في مكان آخر، كما يجب أن تكون هناك مراعاة لقدرات الطلبة والفروقات الفردية بينهم فليس كل أولياء الأمور قادرين على تحمل تكلفة الدروس الخصوصية.

أعباء

وتضيف أم الطالبة منيرة بنت خالد الحبسية: كان أبنائي يدرسون في مدارس خاصة وبعدها نقلتهم لمدارس حكومية ولأن معظم المدارس الخاصة ثنائية اللغة فمعظم دراستهم باللغة الإنجليزية ولذلك ضعفت عندهم اللغة العربية، واضطررت لإحضار مدرس خصوصي لهم يساعدهم على تقوية المادة، وحقيقة أرى أن المدرس الخصوصي مهم لمن يهتم بتحسين التحصيل الدراسي لابنه، فهو يعمل على تقوية المادة التي يحتاج فيها الطالب مذاكرة وفهما أكثر، والمدارس الحكومية غير مقصرة برفد التعليم بالمعلمين الأكفاء ولكن يبقى العبء ثقيلا على كاهلهم؛ نظرا لكثرة أعداد الطلبة في الصف ومحدودية زمن التعلم.

ومن جانبه، أوضح الدكتور موسى بن سالم البراشدي أستاذ مساعد بقسم التاريخ بجامعة السلطان قابوس أن رب الأسرة عادة ما يلجأ إلى توفير مدرس خصوصي لابنه حتى يضمن تعويض الفاقد التعليمي الذي تعرض له ابنه في المدرسة بسبب عدم كفاية زمن التعليم لتغطية محتوى المنهاج المدرسي وبالتالي يتجاوز المعلم مبدأ مراعاة الفروق الفردية بين طلابه، فنجد الطلاب المتميزين بسرعة التعلم يسيطرون على مسار الحصة الدراسية داخل المدرسة، بينما الطلاب الذين يعانون من بطء التعلم يكونون الضحية وذلك يؤدي إلى لجوء آبائهم إلى معالجة ذلك الخلل من خلال البحث عن مدرس خصوصي خارج أسوار المدرسة حتى ولو كان ذلك المدرس ممن يعمل في المدارس، إلا أنه حتمًا سيكون قادرًا على مراعاتهم لكونه يمتلك المهارات اللازمة لذلك إلا أن النظام التعليمي الرسمي لم يوفر له الإمكانات المطلوبة ولا سيما فيما يتعلق بكثافة الطلاب داخل الغرفة الصفية ودسامة المنهاج وقصر زمن التعلم، وفي بعض الأحيان يكون السبب هو الطالب نفسه إذ إنه يهمل الدراسة أثناء الحصص كونه يضمن توفر مدرس خصوصي يعوضه عمّا يفتقده من معارف داخل الغرفة الصفية، والكارثة إذا ما تسبب ذلك الطالب في بعض الأحيان بتضييع وقت الحصة على زملائه، وفي أحيان قليلة يلجأ رب الأسرة إلى الدروس الخصوصية من قبيل الموضة التي يقوم بها الآخرون وبالتالي يسير في ذلك الاتجاه حتى لا يلوم نفسه مستقبلًا في حالة إذا ما تراجع المستوى التعليمي لابنه.

مقترحات وحلول

وعن الحلول البديلة أوضح الدكتور موسى أن هناك العديد من الحلول الممكن من خلالها إغلاق باب الدروس الخصوصية ومنها على سبيل المثال تقليل الكثافة الطلابية داخل الفصول الدراسية، ومعالجة محتوى المناهج الدراسية ليكون متوافقًا مع الزمن المخصص للتعلم، كذلك على النظام التعليمي أن يمنح المعلم المجتهد مكافأة مجزية تغنيه عن اللجوء إلى الدروس الخصوصية، وفي المقابل سن التشريعات والقوانين اللازمة لمحاربة هذه الظاهرة بعدما تتوفر الأسباب الحقيقية لمعالجتها، كما يمكن استثمار المدارس في الفترة المسائية لتقديم تلك الدروس لمن يرغب برسوم مقننة من قبل الجهات المعنية تغطي الكلفة التشغيلية لتلك المدارس دون السعي إلى الربح من ورائها، وبالتالي ضمان أن تتم تلك الدروس الخصوصية تحت مسمع ومرأى الجهات المعنية لتلافي الكثير من السلبيات التي قد تنتج عنها ولاسيما تلك المتعلقة بموضوع القيم والاتجاهات.

وحول إيجابيات وسلبيات الحصص الخصوصية أضاف البراشدي: في الحقيقة للدروس الخصوصية عدد من الإيجابيات مثل تعويض الفاقد التعليمي للطالب الذي يعاني من بطء التعلم، وكذلك حصول ذلك الطالب على الثقة بالنفس لكونه يتعامل مباشرة مع المعلم وبالتالي ينمو لديه الذكاء الاجتماعي فضلاً عن التكوين المعرفي، وكذلك يتطلع إلى ضمان مقعد له في مؤسسات التعليم العالي في ظل التنافس الشديد بين الطلاب، ولذلك غالبا يلجأ أولياء الأمور إلى توفير المدرسين الخصوصيين لأبنائهم في الصف الثاني عشر ويركزون على المواد العلمية مثل: الرياضيات والفيزياء والكيمياء إضافة إلى مادة اللغة الإنجليزية.

ونبّه الدكتور موسى إلى عدد من السلبيات لهذه الظاهرة، منها على سبيل المثال الضغط النفسي على الطالب جراء انتقاله من المدرسة الرسمية إلى المدرس الخصوصي واختلاف طريقة الشرح والتعامل مع معلم للمادة الواحدة، وكذلك افتقاد القيم التي تنشدها المدرسة من التعليم، هذا فضلا عن إثقال كاهل ولي الأمر بالمتطلبات المالية التي قد لا تتناسب مع ظروفه ومصادر دخله، وكان من الأولى توجيه تلك الأموال إلى استثمار مستقبلي ينفع أبناءه، ومن السلبيات الأخرى الاتكالية التي تتولد لدى بعض الطلبة ممن تتوفر لهم الدروس الخصوصية فهم يهملون ما يتلقونه في التعليم بالمدرسة، بسبب ضمانهم تعويضه من خلال المدرس الخصوصي.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الدروس الخصوصیة أولیاء الأمور فی بعض

إقرأ أيضاً:

الجدة الخارقة تثير الجدل في تايوان.. عمرها 90 عاما وتمارس رفع الأثقال

أثارت سيدة تايوانية في التسعين من عمرها إعجابًا كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد ظهورها في مقطع فيديو أثناء رفعها الأثقال في مسابقة محلية في مدينة تايبيه، إذ أظهرت قوة وعزيمة غير عادية، جعلت رواد السوشيال ميديا في حالة من الذهول، وفقا لشبكة «سكاي نيوز».

في الفيديو الذي انتشر كالنار في الهشيم، ظهرت السيدة تشينج تشين وهي ترفع أثقالًا تزن 35 كيلوجرامًا بابتسامة عريضة على وجهها، ثم أسقطت الأثقال ولوحت بيدها بثقة للجمهور المتحمس، هذه اللحظة ألهمت الكثيرين وأصبحت حديث الساعة على مواقع التواصل الاجتماعي.

سبب قيام العجوز بممارسة الرياضة

بدأت تشينج تشين، التي تبلغ من العمر 90 عامًا، في ممارسة رياضة رفع الأثقال العام الماضي بتشجيع من حفيدتها، التي اقترحت عليها ممارسة الرياضة بعد تشخيصها بمرض باركنسون، وقالت تشين إنها بدأت في ممارسة الرياضة من أجل تحسين وضعيتها الصحية.

رفعت أثقال أكثر من 45 كيلو جراما

وكانت تشينج تشين واحدة من بين 3 أجيال من عائلتها الذين حضروا المسابقة، حيث شاركوا مع أكثر من 40 متسابقًا من كبار السن، تتجاوز أعمارهم الـ70 عامًا، وفي المسابقة التي شملت ثلاث جولات، تمكنت تشينج من رفع أثقال تصل إلى 45 كيلوجرامًا باستخدام ثقل سداسي الشكل يُتيح للرياضي مزيدًا من الثبات وخيارات متعددة للإمساك.

مقالات مشابهة

  • رسائل غامضة.. هالة صدقي تثير الجدل مجددا
  • المسئولية التضامنية بين الطبيب والمستشفى في الأخطاء الطبية تثير الجدل
  • معلمة ثقافة دينية تثير الجدل بملابسها المثيرة على مواقع التواصل الاجتماعي في تركيا
  • روبي تثير الجدل بإطلالتها المميزة وترد على انتقادات فستانها البرتقالي
  • هل يهدد الحشد الشعبي هيبة الدولة؟ تصريحات الولائي تثير الجدل!
  • الإنفلونزا تثير الجدل| حقيقة المخاوف من المتحورات الجديدة
  • تكاليف حفل زفاف جيف بيزوس تثير الجدل .. لن تصدق المبلغ
  • تنبؤات تثير الجدل: عام 2025 عصيب لثلاث زيجات فنية شهيرة
  • «ليفل الوحش».. إسعاد يونس تثير الجدل حول هوية ضيفها الجديد
  • الجدة الخارقة تثير الجدل في تايوان.. عمرها 90 عاما وتمارس رفع الأثقال