أجبرت مدارس فرنسية عشرات الفتيات المسلمات على العودة إلى بيوتهن لرفضهن خلع عباءاتهن، في تحد لحظر السلطات لهذا النوع من اللباس الفضفاض الشهر الماضي.

وقال وزير التعليم في الحكومة الفرنسية غابرييل أتال، الثلاثاء، إن المدارس الفرنسية أعادت عشرات الفتيات إلى منازلهن لرفضهن الالتزام بقرار منع العباءة، وهي لباس فضفاض يغطي الجسم من الكتفين إلى القدمين ترتديه بعض النساء المسلمات.



وتحدت نحو 300 فتاة قرار الحظر عبر ارتدائهن العباءة في أول أيام الموسم الدراسي الجديد، بحسب الوزير الذي كشف أن معظمهن وافقن على تغيير ملابسهن، لكن 67 رفضن وأُجبرن على العودة إلى بيوتهن.

وأعلنت الحكومة الفرنسي، في شهر آب /أغسطس الماضي، حظر العباءة في المدارس بزعم أنها تخالف قواعد العلمانية في التعليم على أساس أنها تمثل إظهارا للانتماء الديني.

ولاقت هذه الخطوة ترحيبا واسعا في معسكر اليمين السياسي، فيما أثارت استياء اليسار الذي اعتبرها "إهانة للحريات المدنية".

وكشف أتال في حديثه لشبكة "بي اف ام"، على أن الفتيات اللواتي رفضن خلع العباءة تلقين رسالة موجهة إلى عائلاتهن تفيد بأن "العلمانية ليست عائقا، إنها حرية".

كما توعد الوزير التلميذات بالقول: "إذا حضروا إلى المدرسة مرة أخرى وهم يرتدون العباءة فسيكون هناك حوار جديد".

والإثنين، دافع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن الإجراء المثير للجدل، معتبرا أن هناك "أقلية" في بلاده "تختطف الدين وتتحدى الجمهورية والعلمانية".

وأضاف خلال مقابلة على قناة "أوغو ديكريبت" في يوتيوب، أن "ذلك أدى إلى  أسوأ العواقب مثل مقتل الأستاذ صامويل باتي ذبحا قرب مدرسته"

وفي 16 تشرين الأول /أكتوبر 2020 قتل أستاذ التاريخ والجغرافيا صامويل باتي أمام مدرسته في باريس طعنا بيد فتى شيشاني يدعى عبد الله أنزوروف، وذلك بعد أيام من عرض المدرس على تلامذته رسوما كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد.

"أداة سياسية ضد المسلمين"

في المقابل، تقدمت جمعية تمثل المسلمين بطلب إلى مجلس الدولة، الذي يعد أعلى محكمة في البلاد للشكاوى ضد سلطات الدولة، بهدف إصدار أمر قضائي ضد الحظر المفروض على العباءة والقميص، وهو اللباس المعادل للرجال.

وشدد نائب رئيس المجلس الفرنسي للعبادة الإسلامية عبد الله زكري، الشهر الماضي، على "عدم تمثيل العباءة لأي رمزا ديني"، مشيرا إلى أنها "مجرد فستان طويل فضفاض يوجد مثيله في كافة متاجر الأزياء".



واعتبر زكري أن الحظر "مثال آخر على استخدام السياسيين للثوب الذي تفضله النساء والفتيات لمهاجمة نحو خمسة ملايين مسلم يعيشون في فرنسا".

ويعد هذا قرار حظر العباءة الأحدث في سلسلة من القيود المفروضة على الملابس الإسلامية في فرنسا، حيث أقدمت السلطات الفرنسية عام 2004 على حظر الحجاب في المدارس والكليات والمدارس والثانويات العامة، كما أصدرت حظرا على ارتداء النقاب في الأماكن العامة عام 2010.

كل هذه القرارات الفرنسية ضد الأزياء التي ترتديها فئة من الفتيات المسلمات، تثير سخطا في أوساط المجتمع الفرنسي المسلم، الذي يعد أكبر أقلية مسلمة في أوروبا.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية حظر العباءة ماكرون فرنسا فرنسا ماكرون حظر العباءة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

هل حرب غزة تُهدّد بإنهاء تطبيع المغرب مع الاحتلال الإسرائيلي؟

تزايدت التظاهرات المغربية الرافضة لحرب الاحتلال الإسرائيلي، على قطاع غزة، التي اندلعت منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وتضاعفت على إثرها دعوات مقاطعة المنتجات الداعمة للاحتلال الإسرائيلي.

وكشف تقرير لمجلة "جون أفريك" الفرنسية، بأن الشوارع المغربية شهدت دعوات مكثفة لتجريم التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي من جميع فئات المجتمع، فيما زاد موقف رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، وهو ما عُرض، في شهر أيار/ مايو الماضي، خلال مقابلة مع قناة "إل سي إي" الفرنسية، خريطة المغرب من دون الصحراء، ما زاد من ردود الأفعال الساخطة، ومن جانبها أشارت وزارة خارجية الاحتلال الإسرائيلي إلى "خطأ".

وبعد مرور شهر، تدهورت العلاقات مرة أخرى، بعد أن أعلنت الصحافة العبرية عن رسو السفينة INS Komemiyut، الحربية بين 6 و7 من شهر حزيران/ يونيو، في ميناء طنجة المتوسط، قادمة من أحواض بناء السفن الأمريكية في باسكاغولا، وتتّجه إلى قاعدة حيفا البحرية، للتزود بالوقود والطعام.

#المغرب: 103 مظاهرات ب40 مدينة مغربية في جمعة طــ????ــوفان الأقــ????ــصى 39.
الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة pic.twitter.com/ZA71bD3zPu — Driss Bougrin العمراني (@AmraniBougrin) July 5, 2024
وصعّدت منظمتان مغربيتان غير حكوميتين مرتبطتان بتنسيق معظم المظاهرات منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023، هما الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع (FMSPCN) ومجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، بعد توالي الأحداث.

وأوضح تقرير الصحيفة الفرنسية، أنه "في التعليم العالي أيضاً، تم تعبئة العديد من النقابات، كما لو كانت صدى لرياح الاحتجاج التي هزّت الجامعات الأمريكية في نيسان/ أبريل الماضي، وأدخل الاتحاد الوطني للتعليم العالي ارتداء الكوفية خلال جلسات الامتحانات دعما لغزة".

محامو المغرب ينتفضون اليوم في مظاهرات في مدن الدار البيضاء ووجدة والجديدة وبني ملال إستادا لغزة واستنكارا لجرائم الاحتلال ورفضا للتطبيع pic.twitter.com/cNOc62Rjw2 — hassan bennajeh - حسن بناجح (@h_bennajeh) June 11, 2024
وفي سياق متّصل، وقّع 600 أستاذ وعضو هيئة إدارية في الجامعة المغربية، في 31 أيار /مايو الماضي، على عريضة طالبوا فيها "بإلغاء الاتفاقية الموقعة مع جامعة حيفا ووقف أي شكل من أشكال التعاون مع كيان الاحتلال وكافة الأكاديميين".

في الوقت نفسه، في 25 حزيران/ يونيو، وقّع 1256 طالبا وخريجا من جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، حيث يدرس ولي العهد المغربي، الأمير الحسن حاليا، على عريضة مماثلة تطالب جامعتهم بقطع علاقاتها مع مختلف كيانات الاحتلال الإسرائيلي.

مقالات مشابهة

  • «ميتا» تلغي الحظر المفروض على كلمة «شهيد»
  • هل حرب غزة تُهدّد بإنهاء تطبيع المغرب مع الاحتلال الإسرائيلي؟
  • صحيفة فرنسية: الجرب وجدري الماء أكثر العدوى انتشارا بين أطفال غزة
  • الداخلية الفرنسية: اعتداءات على 51 مرشحًا ومساعديهم قبل الانتخابات
  • مارسيليا يتوصل إلى اتفاق مبدئي مع عطال
  • مساع اميركية ــ فرنسية لضبط التصعيد هوكشتين في باريس: الكل في انتظار غزة
  • محكمة روسية ترفض استئناف المستشار الفرنسي المحتجز بتهمة التجسس شي وبوتين يدعوان إلى عالم متعدّد الأقطاب .. وأوكرانيا تسحب قواتها من مدينة تشاسيف يار الاستراتيجية
  • الشرطة الفرنسية تنتشر في الشوارع تحسبا لاضطرابات خلال الانتخابات
  • فرنسا: نشر 30 ألف شرطي تحسبا لأي اضطرابات خلال الجولة الثانية من الانتخابات
  • رسالة فرنسية - أميركية لإسرائيل تخصّ لبنان.. ماذا فيها؟