لجريدة عمان:
2025-02-02@12:47:02 GMT

هل ترجع أمريكا إلى الانعزالية؟

تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT

لقد كشفت المناظرة الأولى بين مرشحي الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأمريكية في العام المقبل عن انقسامات كبيرة بشأن السياسة الخارجية، وبينما دافع نائب الرئيس الأمريكي السابق مايك بنس والسفيرة الأمريكية السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي عن دعم أمريكا لأوكرانيا فيما يتعلق بالحرب التي تشنها روسيا، أعرب حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس ورجل الأعمال فيفيك راماسوامي عن شكوكهما.

لقد غاب الرئيس السابق دونالد ترامب ــ المرشح الأوفر حظا بلا منازع ــ عن هذا الحدث، لكن هو أيضا اعترض على مشاركة الولايات المتحدة في ذلك الصراع.

تظهر استطلاعات الرأي أن قواعد الحزب الجمهوري منقسمة مثل المرشحين حيث يثير هذا مخاوف من أنه إذا فاز جمهوري انعزالي في عام 2024، فقد يمثل ذلك نقطة تحول للنظام الدولي الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة الأمريكية والذي تأسس في نهاية الحرب العالمية الثانية.

تاريخيا، كان الرأي العام الأميركي يتأرجح بين الانفتاح والانغلاق، وبعد أن أدرك الرئيس فرانكلين روزفلت العواقب المأساوية للانعزالية في ثلاثينيات القرن العشرين، أطلق العملية التي بلغت ذروتها بإنشاء مؤسسات بريتون وودز في عام 1944 والأمم المتحدة في عام 1945، ثم أدت قرارات الرئيس هاري ترومان بعد الحرب إلى إنشاء تحالفات دائمة واستمرار الوجود العسكري الأمريكي في الخارج حيث استثمرت الولايات المتحدة بكثافة في إعادة إعمار أوروبا من خلال خطة مارشال في عام 1948وأنشأت منظمة حلف شمال الأطلسي الناتو في عام 1949 كما قادت تحالف الأمم المتحدة الذي قاتل في كوريا في عام 1950. لقد كانت هذه الإجراءات جزءا من استراتيجية واقعية لاحتواء القوة السوفييتية، ولكن تم تفسير الاحتواء بطرق مختلفة حيث انخرط الأمريكيون لاحقا لذلك في مناقشات مريرة وأكثرها على أساس حزبي حول التدخلات في البلدان النامية مثل فيتنام والعراق، ومع ذلك وعلى الرغم من التساؤلات المطروحة بشأن أخلاقيات التدخل، فإن قيمة الحفاظ على النظام المؤسسي الليبرالي كانت أقل إثارة للجدل بكثير، وكما لاحظ الأمريكي رينهولد نيبور فإن «الغموض المحظوظ» الذي تتسم به الأممية الليبرالية أنقذها من الاستسلام للجمود الأيديولوجي. وهكذا تمتع النظام العالمي الليبرالي بدعم واسع النطاق في دوائر السياسة الخارجية الأميركية لعقود من الزمن بعد الحرب العالمية الثانية، ولكن في الانتخابات الرئاسية عام 2016، وجد طرح ترامب بأن تحالفات ومؤسسات ما بعد عام 1945 قد أفادت الآخرين على حساب أمريكا صدى قويا بين العديد من الناخبين، وفي واقع الأمر فإن جاذبية ترامب الشعبوية استندت إلى أكثر من مجرد الهجوم على السياسة الخارجية للولايات المتحدة حيث استغل الغضب الواسع النطاق إزاء الاضطرابات الاقتصادية الناجمة عن العولمة والركود العظيم بعد عام 2008 كما استغل التغيرات الثقافية المرتبطة بالعرق، ودور المرأة، والهوية المتعلقة بنوع الجنس والتي أدت لحدوث استقطاب، ولكن من خلال إلقاء اللوم فيما يتعلق بالمشاكل الاقتصادية على «اتفاقيات التجارة السيئة مع دول مثل المكسيك والصين وعلى المهاجرين الذين ينافسون على الوظائف»، نجح ترامب في ربط الاستياء المحلي بالسياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية. وبطبيعة الحال، لم يكن ترامب أول من طبق هذه الصيغة حيث كان للاستجابة الشعبوية الحالية سوابق في عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرين. لقد وصل أكثر من 15 مليون مهاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية خلال العقدين الأولين من ذلك القرن مما أدى إلى إثارة مخاوف العديد من الأمريكيين البيض من أن هؤلاء سوف يستحوذون على البلاد، وفي أوائل العشرينيات من القرن نفسه، ساعدت جماعة كو كلوكس كلان التي عادت إلى الظهور مجددا في الدفع قدما بقانون الأصول الوطنية «لمنع السيطرة على العرق الشمالي»، وللحفاظ على أمريكا الأقدم والأكثر تجانسا. وعلى نحو مماثل، عكس انتخاب ترامب في عام 2016 الخلافات العرقية والإيديولوجية والثقافية العميقة التي زادت منذ ستينيات القرن العشرين ولم يكن هو الذي تسبب بها.

وفي حين يخشى العديد من المحللين أن يؤدي الانغلاق الأمريكي إلى شكل من أشكال الفوضى الدولية وهي تلك الفوضى التي ابتلي بها العالم في ثلاثينيات القرن العشرين، يرى أنصار ترامب أن موقف إدارته الأقل سخاء والأكثر صرامة نتج عنه استقرار أكبر في الخارج بالإضافة إلى الدعم الداخلي، وعلى أي حال فإن انتخاب ترامب مثل تحولا واضحا عن التقاليد الليبرالية.

يعتقد البعض أن صعود ترامب يعود إلى فشل النخب الليبرالية في أن تعكس الاختيارات الأساسية للشعب الأمريكي، ولكن هذا تفسير سطحي، بالطبع هناك اتجاهات عديدة ضمن الرأي العام الأميركي، والمجموعات النخبوية بشكل عام أكثر اهتماما بالسياسة الخارجية من عامة الناس، ومع ذلك، لدينا فكرة جيدة عن مواقف الناس في الأزمان المختلفة. يجري مجلس شيكاغو للشؤون العالمية منذ عام 1974 استطلاعات الرأي للأميركيين حول ما إذا كان من الأفضل لعب دور عالمي نشط أو البقاء بعيدا عن الشؤون العالمية. وخلال تلك الفترة، كان ما يقرب من ثلث عامة الناس وبشكل يعكس الإيمان بتقاليد القرن التاسع عشر، انعزاليين على نحو ثابت. لقد وصل هذا الرقم إلى 41% في عام 2014، ولكن بعكس الاعتقاد الخاطئ السائد لم يكن عام 2016 ذروة الانعزالية في مرحلة ما بعد عام 1945، وفي وقت الانتخابات ذكر 64% من الأمريكيين أنهم يفضلون المشاركة النشطة في الشؤون العالمية، وارتفع هذا العدد إلى 70% في عام 2018 ــ وهو أعلى رقم مسجل منذ عام 2002. وعلى الرغم من أن الانعزالية واسعة النطاق على غرار ما حدث في ثلاثينيات القرن العشرين غير مرجحة إلى حد كبير، فإن العديد من المحللين ما زالوا يشعرون بالقلق من أن الفشل في دعم أوكرانيا قد يؤشر لعودة الانغلاق الأمريكي مما قد يضعف النظام الدولي بشكل خطير. إن الحرب على أوكرانيا تعد انتهاكا صارخا لميثاق الأمم المتحدة، وإذا انتصرت روسيا واستمرت في احتلالها للأراضي الأوكرانية، فسيكون ذلك تقويضا للمبدأ الليبرالي الذي يحظر استخدام القوة لتغيير حدود أي بلد، وبالتالي فإن التضامن بين دول حلف شمال الأطلسي في فرض العقوبات وتزويد أوكرانيا بالمعدات العسكرية ليس أخلاقيا فحسب، بل إنه أيضا عملي وواقعي.

إن النتيجة في أوكرانيا سيكون لها تداعيات خطيرة على مستقبل أوروبا والعالم ككل، وعلى الرغم من أن بوتين والرئيس الصيني شي جين بينج دخلا في شراكة «بلا حدود» قبل الحرب مباشرة، إلا أن الصين كانت حذرة، حتى الآن، في تقديم الدعم المادي لروسيا. إن مما لا شك فيه أن القادة الصينيين يشعرون بالقلق من مجازفة بوتين ومن أن هذا التحالف قد أصبح مكلفا للغاية بالنسبة للقوة الناعمة الصينية، ولكن إذا انتصر بوتين فقد تستنتج الصين أن خوض مثل هذه المجازفات يؤتي بثماره ــ وهو الدرس الذي سوف تتعلمه بقية دول العالم كذلك. إن هؤلاء الذين يزعمون أن أميركا ليس لديها مصلحة وطنية مهمة في مساعدة أوكرانيا يتجاهلون دروس التاريخ. إن سذاجتهم (إن لم تكن سوء نيتهم) ينبغي أن تجعلهم غير مؤهلين للترشح للرئاسة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الولایات المتحدة القرن العشرین العدید من فی عام

إقرأ أيضاً:

المرابي اليهودي ترامب.. سيد إمبراطورية المواخير والإجرام المتهاوية (أمريكا الصهيونية)

 

لم يكن زعماء كيان الإرهاب الإجرامي، المسمى (الولايات المتحدة الأمريكية)، أبطال الخلاص الإنساني، ولا حماة الحقوق والحريات، ولا حملة مشروع الحضارة، ولا خلاصة نهضة وتقدم المجتمعات الإنسانية، وكل ما في الأمر، هو أنهم تصنَّعوا ذلك الدور، وقدموا أنفسهم من خلال ماكينتهم الإعلامية الضخمة، في صور تدعي الإيمان بالفضيلة، ومشاهد تجسد رعاية القيم والمبادئ المثالية، وسلوكيات تتقنع بالأخلاق والتضحية، وسياسات توهم بالتسامح وإغاثة الملهوف ومساعدة المحتاج، والانتصار للحق دون أي تمييز أو تعصب، وقد نجحوا في إيهام معظم الشعوب، بصورة المخلِّص الأمريكي الزائفة، الذي اجتهدت “هوليوود” في تقديمه، وفق أعلى المواصفات والمعايير المثالية، كما أسهم الإعلام العربي – وبالذات الخليجي العميل – في التسويق والترويج لذلك التضليل والخداع، الذي استهدف الوعي الجمعي للشعوب، وتمكَّن من صناعة وتوجيه الرأي العام الجماهيري، فيما يصب في مصلحة المجرم الأمريكي، ويجمِّل قبح صورته وانحطاط دوره، في الماضي والحاضر والمستقبل.
رغم تواطؤ معظم الأنظمة العربية العميلة، مع راعي البقر الأمريكي، في عملية اغتيال الوعي الجمعي، وتقديم العدو الأزلي في ثياب الصديق الوفي، إلا أن صحوة الشعوب، ومفكريها الأحرار، قد أسهموا في إسقاط أقنعة المشروع التضليلي، وتعرية قبحه وتوحشه وإجرامه، وحقيقة دوره التدميري الهدام، وقد برزت الكثير من المشاريع التنويرية، سواء في الجانب الفكري أو الثقافي أو الديني، ويمكن القول إن المشروع القرآني الثقافي التنويري، كان أعم وأشمل وأنجح تلك المشاريع، المناهضة لمشاريع الهيمنة الأمريكية، حيث قام الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي – رضوان الله عليه – بتشخيص مشاكل المجتمع الإسلامي بشكل عام، والمجتمع اليمني بشكل خاص، وأسباب تأخرهم وضعفهم واستلابهم لعدوهم، ثم قدم الحلول والمعالجات الناجعة الكفيلة بتحقيق عزتهم وكرامتهم واستقلالهم، واستعادة دورهم الريادي والحضاري، من خلال الأوامر الإلهية والموجهات القرآنية، والاستفادة من مضامينه الثقافية والفكرية، ومسار حركته عبر تاريخ البشرية، وقد امتد نجاح هذا المشروع القرآني الحضاري العظيم، على مدى عشرين عاما، ليقف اليوم في وجه مشاريع الاستكبار والإجرام والهيمنة العالمية، ويسقط أركان عروش الطغيان والتسلط الأمريكي، حيث استطاع سماحة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي – يحفظه الله – تجسيد قوة وفاعلية المشروع، في البناء والمواجهة، وتحقيق تكامل ثلاثية “المنهج والشعب والقائد”، في كسر كل مواضعات ومعادلات الهيمنة والاستكبار الأمريكي، القائم على صناعة الإجرام، وتكريس التبعية والاستلاب، وفرض مشروع التطبيع مع الكيان الإسرائيلي الغاصب، ومحو القضية الفلسطينية، أرضا وإنسانا وتاريخا وفكرا وثقافة وهوية ووجودا مطلقا.
سقطت الكنيسة المسيحية تدريجيا، في مستنقع الانحراف العقائدي والفكري اليهودي، وبلغت ذروة السقوط على يد (الرهبان اليهود)، الذين وظفوا كل عقائد ومقولات العنف والتطرف والعنصرية والإرهاب، في إعادة تدوير مخلفات الثروة البشرية الإجرامية، وصناعة الجماعات الوظيفية الاستيطانية، لتصبح عقيدة العنف المقدس، والقتل والإبادة والتوحش باسم الله، وانتصارا للدين وخلاصا للإنسانية، هي بعض مخرجات الكنيسة، في صيغتها (المسيحية اليهودية)، وبمرور الزمن برزت حاجة الكيان الإجرامي اللقيط، إلى استراتيجيات وسياسات إضافية، تبرر قبح الوسيلة بمثالية الغاية، وتجيز للمرابي التاجر اليهودي الأمريكي، ممارسة الكسب غير المشروع، وانتهاك كافة المبادئ والأخلاق والقيم، لغايات ذرائعية نفعية مادية بحته، تهدف إلى تحقيق الرفاه الاقتصادي، حتى وإن من خلال تجارة الجنس والرقيق والمخدرات، وشركات القمار والربا والاختلاس، وتأجير القتلة المأجورين، وجماعات الإجرام الوظيفية الإرهابية، وغير ذلك الكثير، مما لا يتسع المجال لحصره.
لذلك كان النهج الصهيوني، هو المسار الفكري والسلوكي الثاني، الذي استمدت منه #الولايات- المتحدة- الإرهابية دورها الوظيفي وتوجهها اللصوصي الاستعماري، وبذلك لم تتجاوز كونها، كيانا وظيفيا استيطانيا إحلاليا، يضم في قاعدته تكوينه البنيوي، خليطا هجينا من القتلة المأجورين، وصنّاع الإجرام وأرباب الدموية، ممن ماتت قلوبهم وضمائرهم، وتحولوا إلى وحوش بشرية مفترسة، تشكل خطرا وجوديا على الوجود الإنساني، لأن تجربتهم السابقة في الإجرام، امتزجت بحقدهم على مجتمعاتهم، وغذّت السجون في نفوسهم رغبة الانتقام، التي وجدت في الدور الوظيفي الجديد، متنفسا كبيرا لممارسة الإجرام والانتقام، استنادا إلى عقيدة العنف المقدس، ذات الأصول اليهودية الصهيونية المتطرفة، وبالتالي لم تكن مؤسسة الرئاسة الأمريكية، سوى كيان وظيفي استعماري مركزي، يعمل بشكل منظم وممنهج، على رسم وتقرير وتنفيذ، خطط ومشاريع التسلط والهيمنة، وتحقيق مقومات النفوذ والسيطرة، على مناطق الثروات والمواقع الاستراتيجية، وتحويلها إلى عمق جيوسياسي تابع لأمريكا، بمختلف الوسائل والطرق غير المشروعة.
وأما حقيقة الرئيس الأمريكي، الذي يلعب دور سيد العالم، فلا تخرج عن طبيعة بقية القطيع الإجرامي، القادم من مستنقعات سجون أوروبا، ليمارس سلوكه الإجرامي التوحشي، بعد شرعنته بالمعتقدات اليهودية المتطرفة، وتأييده بمقولات العنصرية والعداء والتطرف المطلق، وبذلك لا يعدو كونه، قاتلاً مأجوراً، ولصاً محترفاً، وكائناً معقداً منحرفاً، يمارس تجارة الرقيق والمخدرات والجنس والأعضاء، ويدير مواخير البغاء، وأندية القمار والقروض الربوية، ومصانع السلاح المدمر الفتاك؛ لغته القتل والإبادة، وفكره الإرهاب والتوحش، وثقافته الهمجية والعنف، وأسلوبه التدمير الشامل والمحو والإزاحة، وسلوكه الغدر والاحتيال والخداع، وعقيدته التسلط والهيمنة، ومنجزه الحضاري الموت والانحطاط، الثقافي والفكري والسلوكي الشامل.
لن يتورع حامل ما يسمى (المشروع الحضاري)، وسيد هيمنة القطب الواحد، وصانع السياسة العالمية، وبيضة ميزان التوازانات والتحالفات والاستقطابات الدولية، عن الدعوة العلنية إلى الشذوذ والمثلية، كتوجه عالمي عام، يعبر عن الحرية – على الطريقة الأمريكية – المفروضة بالإرغام، ولن يبالي بخروجه السافر، عن إطار اللياقة الدبلوماسية، ومزاعم حياده السياسي الأبوي، ليعلن عنصريته المقيتة، بأنه صهيوني فكرا وسلوكا، مؤكدا تعصبه الكامل للعدو الإسرائيلي الغاصب، وشراكته المطلقة لكيان العدو الصهيوني، في حرب الإبادة الشاملة، وكل المجازر الجماعية المروعة، وجرائم القتل والدمار والمحو الممنهج، بحق المدنيين الأبرياء العزل، من أبناء قطاع غزة وجنوب لبنان، وهو ذات الدور والوظيفة القذرة، التي مارستها #الولايات- المتحدة-الإرهابية في أفغانستان والعراق واليمن وغيرها، كما لم ولن يتورع الرئيس الأمريكي اليهودي، السابق القادم، دونالد ترامب، عن ممارسة أقبح وأحط وأصلف الأدوار السياسية، ولن يستحي من القيام بأقذر مظاهر اللصوصية والابتزاز، بحق أنظمة العمالة والنفاق الخليجية، علاوة على عدم تحرجه عن ممارسة أحط وأحقر، مظاهر السلوك الاستعماري والصلف والعنجهية الإمبريالية، حين يعطي ما لا يملك، لمن لا يستحق، ليهب الجولان السوري، للكيان الإسرائيلي الغاصب، ويعلن القدس عاصمة له، بقرار سياسي مذيل بتوقيعه، مجسدا أقبح وأحط وأقذر، أدوار ومواقف التسلط الاستعماري، علاوة على ما تحمله شخصيته، من الكم الهائل، من الانحطاط السلوكي والأخلاقي، والتفاهة والحقارة اللامتناهية، والسفه والطيش والعجرفة والبربرية، وأقل ما يمكن أن يقال عن هذا الكائن المعتوه، إنه يمثل مستنقع الرذائل اليهودية، ومجمع القذارات الصهيونية، القواد عديم الشرف، المسمى مؤقتا، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، يهودي الاعتقاد، صهيوني الانتماء والولاء، حتى أنه لم يجد غضاضة، من سلوك زوجته المنحرف، حين أكدت – السيدة الأولى؛ ميلانيا ترامب – استحقاقها لقب “العاهرة الأولى”، من داخل أروقة “البيت الأبيض”، والأدهى والأمر من كل ذلك، هو انبطاح الأنظمة العربية والإسلامية العملية، لأرباب العهر وسادة الإجرام، وتهيئة الساحة الإسلامية، ليحكمها أمثال هؤلاء الحثالات، خاصة وأن مزاعم الهيمنة والتفوق العسكري، ووعود الحماية والدفاع المشترك، قد سقطت إلى غير رجعة، على أيدي المجاهدين العظماء الأبطال في غزة ومحور الجهاد والمقاومة، وكما سقط ضجيج التفوق الإسرائيلي في غزة، سقط وهم هيمنة الأساطيل وحاملات الطائرات الأمريكية، في البحر الأحمر والعربي والمتوسط، على أيدي أبطال القوات المسلحة اليمنية، وهو ما يحتم على الشعوب العربية والإسلامية، الثورة ضد حكامها العملاء المنبطحين، المنقادين لحثالات البشرية.

مقالات مشابهة

  • أمريكا تفرض رسوماً جمركية على كندا والمكسيك والصين
  • وزير الخارجية الأمريكي يصل بنما لمناقشة مطالب ترامب بشأن القناة
  • «ترودو» ردًا على قرارات ترامب: سنفرض رسومًا جمركية على أمريكا بنسبة 25%
  • الرسالة وصلت.. محلل سياسي عن اتصال ترامب: أمريكا تعلم ثقل مصر السياسي
  • كولومبيا تعرض دفع تكاليف الترحيل "اللائق" لمواطنيها من أمريكا
  • المبعوث الأمريكي الخاص: إنهاء الصراع في أوكرانيا يصب في مصلحة الولايات المتحدة
  • لا تقلق من أمريكا هى اللي هتقلق| رسالة عاجلة من عمرو أديب للمواطنين
  • المرابي اليهودي ترامب.. سيد إمبراطورية المواخير والإجرام المتهاوية (أمريكا الصهيونية)
  • رد قوي على مطالبة مندوب إسرائيل بالأمم المتحدة أمريكا مراقبة مصر عسكريا.. فيديو
  • بعد تثبيت «الفيدرالي الأمريكي» لـ سعر الفائدة.. ترامب يتهجم على صناع القرار