شهدت العديد من الدول خلال الأعوام الماضية، صراعات وانقلابات، أطاحت باستقرارها واستقرار مواطنيها، الأمر الذي دفعهم إلى السفر خارج بلدانهم بحثًا عن الاستقرار وخلق فرصة جديدة للحياة بالدول المجاورة المستقرة.

وظلت التنقلات متاحة ومفتوحة أمام الجميع بلا شروط أو قيود، ولكن مع الأوضاع الحالية التي تشهدها الدول العربية، ظهرت الحاجة لإصدار قرارات من شأنها تقنين أوضاع الأجانب المقيمين في البلاد،  فأصدر رئيس مجلس الوزراء، الدكتور مصطفي مدبولي القرار رقم 3326 لسنة 2023، بإلزام الأجانب بسداد مبلغ مالي يقدر بـ ألف دولار للحصول على الإقامة.

شروط الحصول على الإقامة 


وبحثت "الفجر" عن الضوابط وشروط الحصول على الإقامة فى مصر، والتي أوضحها لنا الدكتور رضا البيومى،  المستشار القانونى والمحاضر بكلية الحقوق جامعة طنطا، قائلًا إن القانون رقم 89 لسنة 1960 وتعديلاته بشأن دخول وإقامة الأجانب بمصر، حدد عدد من الإجراءات والاشتراطات التي تنظم إقامة الأجانب داخل مصر، وفقًا للتراخيص التي تصدر لصالح المواطن الأجنبي والتي بموجبها يتم تسهيل كافة الإجراءات المتعلقة بإقامته.

وأشار الدكتور "بيومي" إلى أنه يعتبر أجنبيًا فى حكم هذا القانون كل من لا يتمتع بجنسية جمهورية مصر العربية، ولا يجوز دخول جمهورية مصر العربية أو الخروج منها إلا لمن يحمل جواز سفر أو وثيقة صادرتين من السلطة المختصة بذلك فى بلده أو أى سلطة أخرى معترف بها يخولانه العودة إلى البلد الصادر منها، ويجب أن يكون الجواز أو الوثيقة مؤشرًا على أى منهما من وزارة الداخلية أو من إحدى البعثات الدبلوماسية أو أى هيئة تنتدبها حكومة جمهورية مصر العربية لهذا الغرض، كما لا يجوز دخول جمهورية مصر العربية أو الخروج منها إلا من الأماكن التى يحددها وزير الداخلية بقرار يصدره هو وبإذن من الموظف المختص ويكون ذلك بالتأشير على جواز السفر أو الوثيقة التى تقوم مقامه، ويجوز بإذن خاص من مدير مصلحة الجوازات والهجرة والجنسية أن يعفى الأجنبى مما سبق.


وأكد الدكتور "بيومي"  أن القانون يتيح لوزير الداخلية بقرار منه إعفاء رعايا بعض البلاد العربية والأجنبية أو قسمًا خاصًا منهم من الحصول على تأشيرة دخول أو حمل جواز سفر. ويجوز قصر هذا الإعفاء على منطقة محددة بجمهورية مصر العربية.

وكشف الدكتور رضا بيومي، أن القانون رقم ١٤٠ لسنة ٢٠١٩، صنف  الإقامة على أرض مصر من خلال ثلاثة أصناف، وهم أجانب ذوى إقامة خاصة وأجانب ذوى إقامة عادية، وأجانب ذوى إقامة مؤقتة، وذلك وفقًا لعدد السنوات التي قد سبق وأقامها في مصر.

وأكد المستشار القانوني في حديثه مع "الفجر"،  أن لا يجوز للأجنبى الذى رخص له فى الدخول أو فى الإقامة فى مصر لغرض معين أن يخالف هذا الغرض إلا بعد الحصول على إذن بذلك من مدير مصلحة الجوازات والهجرة والجنسية، كما لا ينتفع بالإقامة الخاصة إلا الشخص المرخص له بها وأولاده القصر الذين يعشون فى كنفه لحين بلوغ سن الرشد، وكذلك زوجته إذا كان قد مضى على إقامتها الشرعية فى جمهورية مصر العربية سنتان من تاريخ إعلان مدير مصلحة الجوازات والهجرة والجنسية بالزواج ما دام ظلت الزوجية قائمة.
ونوه الدكتور رضا بيومي، أنه يجب على الأجانب المقيمين في مصر،  بصورة غير شرعية توفيق أوضاعهم وتقنين إقامتهم شريطة وجود مُستضيف مصري الجنسية، وذلك خلال ثلاثة أشهر من تاريخ العمل بهذا القرار، مُقابل سداد مصروفات إدارية بما يعادل ألف دولار أمريكي تودع بالحساب المخصص لذلك وفقًا للقواعد والإجراءات والضوابط التي تحددها وزارة الداخلية.

واختتم "بيومي"، حديثه مشيرًا إلى قرار وزير الداخلية رقم 977 لسنة 2023 بشأن دخول وإقامة الأجانب بأراضي جمهورية مصر العربية، والذي نص على أنه يجوز الترخيص للأجانب فى الإقامة المؤقتة لغير السياحة، على النحو الآتى:
1. لمدة خمس سنين قابلة لل تجديد لمن يتملك عقار أو أكثر بجمهورية مصر العربيـة بمبلغ لا يقل عن مائتى ألف دولار أمريكى.
2. لمدة ثلاث سنين قابلة للتجديد لمن يتملك عقارا أو أكثر بجمهورية مصر العربيـة بمبلغ لا يقل عن مائة ألف دولار أمريكى.
3. لمدة سنة قابلة للتجديد لمن يتملك عقارا أو أكثـر بجمهوريـة مـصر العربيـة بمبلغ لا يقل عن خمسين ألف دولار أمريكى.
4. لمدة ثلاث سنين بموجب وديعة بنكية بقيمة مائة ألف دولار أمريكى أو ما يعادلـه بالعملات الأجنبية الأخرى.
5. لمدة سنة بموجب وديعة بنكية بقيمة خمسين ألف دولار أمريكـى أو مـا يعادلـه بالعملات الأجنبية الأخرى، ويحدد مدير الإدارة العامة للجوازات والهجرة والجنسية الـضوابط والمـستندات اللازمة للترخيص بالإقامة طبقًا لأحكام هذه المادة.

والجدير بالذكر أنه صدر مؤخرًا قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 3326 لسنة 2023 والذى ينص على أنه يتعين على الأجانب المتقدمين للحصول على حق الإقامة للسياحة أو لغير السياحة، تقديم إيصال يفيد قيامهم بتحويل ما يعادل رسوم الإقامة من الدولار أو ما يعادله من العملات الحرة إلى الجنيه المصري من أحد البنوك أو شركات الصرافة المعتمدة.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: جمهورية مصر العربية جواز السفر وزارة الداخلية الدكتور مصطفى مدبولى البعثات الدبلوماسية

إقرأ أيضاً:

سنجدكم وسنرحلكم.. ترامب يتعهد بترحيل الطلبة المتعاطفين مع حماس

واشنطن- أصدر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمرا تنفيذيا، الثلاثاء 29 يناير/كانون الثاني الجاري، لمكافحة ما يسمى بـ"معاداة السامية"، وتعهد بترحيل الأفراد الذين دعموا حركة حماس علنا في أعقاب هجوم طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وجاء الأمر التنفيذي بالأساس مستهدفا الحراك الطلابي المناوئ لإسرائيل، في توسع عن الأمر السابق حول استهداف "معاداة السامية"، والذي صدر في عام 2019 خلال فترة ولاية ترامب الأولى.

ويحدد أمر ترامب الأخير خطة فدرالية لقمع ما وصفته الإدارة بـ"حملة الترهيب والتخريب والعنف" لدعم حركة حماس بجميع أنحاء أميركا في أعقاب هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وتشمل الإجراءات الواردة في الأمر توجيه وزير العدل "لمقاضاة التهديدات الإرهابية والحرق العمد والتخريب والعنف ضد اليهود الأميركيين"، إلى جانب ترحيل "الأجانب المقيمين الذين انضموا إلى الاحتجاجات المؤيدة" لغزة.

وأضاف ترامب "سنجدكم، وسنرحلكم"، كما تعهد "بإلغاء تأشيرات الطلاب لجميع المتعاطفين مع حماس في حرم الجامعات".

ووفقا لبيان صدر عن البيت الأبيض، يطالب الأمر التنفيذي كل إدارة ووكالة فدرالية بمراجعة السلطات الجنائية والمدنية التي يمكن استخدامها لمحاربة "معاداة السامية"، مع شرط تقديم تقرير إلى البيت الأبيض في غضون 60 يوما.

إعلان

ومنذ هجوم طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وقع أكثر من 10 آلاف حادث صنفت باعتبارها "معادية للسامية" في الولايات المتحدة، وفقا لرابطة مكافحة التشهير (ADL)، وهي أكبر المنظمات اليهودية الأميركية المؤيدة لإسرائيل وتتخصص في رصد هذه الحوادث. وتمثل هذه الأرقام زيادة بنسبة 200% مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق.

اعتصامات للطلبة في جامعة كولومبيا بمدينة نيويورك احتجاجا على الحرب الإسرائيلية على غزة (رويترز) مؤيدون لأمر ترامب

وعبّرت العديد من الجهات اليهودية الأميركية دعمها لتحرك ترامب، ورحبت منظمة "أيباك"؛ أكبر منظمات اللوبي اليهودي الأميركية، في تغريدة على موقع "إكس" بالإجراء الذي اتخذه ترامب لمكافحة موجة المد والجزر من "معاداة السامية وإسرائيل" في حرم جامعات البلاد وشوارعها في أعقاب طوفان الأقصى.

We welcome this important action by @POTUS Trump to combat the tidal wave of antisemitism that was unleashed by anti-Israel extremists on the nation’s campuses and streets in the aftermath of the barbaric Hamas attack of October 7. https://t.co/M5iL0NwYgD

— AIPAC ????????????????????️ (@AIPAC) January 30, 2025

 

كما أثنت منظمة "أيباك" على تحرك ترامب وإصداره "أمرا تنفيذيا حاسما يتمتع بأهمية كبيرة للجالية اليهودية الأميركية ودولة إسرائيل"، حسب قولها. ومدح الكونغرس "منع دخول أو ترحيل الرعايا الأجانب الذين يدعمون أو يساعدون المنظمات الإرهابية على النحو الذي تحدده الولايات المتحدة".

وزعم اللوبي اليهودي أنه "منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، شهدنا تعبيرات مقلقة معبرة عن الدعم لحماس وحزب الله من قبل جماعات طلابية معادية لإسرائيل ومعاداة للسامية وغيرها من المنظمات التي تقدم زورا هذه المنظمات الإرهابية على أنها "حركات تحرير" شرعية. نهنئ الرئيس ترامب على توفير أدوات فعالة في التعامل مع الأجانب الذين يروجون لأجندتهم".

إعلان

في حين قال آرون غورين، محلل الأبحاث بمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات بواشنطن، وهي إحدى المنظمات البحثية الداعمة للمواقف الإسرائيلية، إن "الأمر التنفيذي للرئيس ترامب هو سياسة منطقية. يجب على أولئك الذين يعيشون بتأشيرات في أميركا، ويستفيدون من نظامها التعليمي الرائع، ويشيدون بالإرهابيين الذين يستهدفون تدمير البلاد، أن يرحلوا. تتخذ إدارة ترامب خطوة ضرورية في مكافحة ليس فقط معاداة السامية، ولكن أيضا التطرف العنيف المستوحى من الخارج".

رافضون لأمر ترامب

بالمقابل، عبّرت جماعات حقوقية عربية وإسلامية أميركية عن رفضها الصريح للأمر التنفيذي، واعتبرته اعتداء صارخا على الحقوق الدستورية الأساسية.

وعارضت منظمة "أيميدج"، وهي منظمة تهتم بتسجيل الناخبين المسلمين لممارسة حقهم الانتخابي، في بيان لها، الأمر التنفيذي واعتبرته مثيرا لمخاوف دستورية وقانونية وإنسانية كبيرة، ومشتملا على أحكام قد تنتهك حرية التعبير والحريات المدنية.

وحذرت المنظمة، في بيان لها، من أنه "يمكن للغة الفضفاضة أن تسكت الطلاب، وخاصة النشطاء الفلسطينيين والعرب والمسلمين والمؤيدين للسلام مما يؤثر على تعليمهم ومستقبلهم في الولايات المتحدة. يوجه الأمر وزارة العدل إلى اتخاذ إجراءات ضد أنشطة الكليات والجامعات المعادية لأميركا، مما قد يؤدي إلى قمع الاحتجاجات القانونية وحرية التعبير".

كما وصف مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير)، أكبر منظمة للحقوق المدنية والدفاع عن المسلمين في أميركا، الأمر التنفيذي بأنه محاولة "غير شريفة وفضفاضة وغير قابلة للتنفيذ" لتشويه سمعة طلاب الجامعات الذين احتجوا على حرب الإبادة الجماعية التي تشنها الحكومة الإسرائيلية على غزة بطرق سلمية وبأغلبية ساحقة.

وأشار المجلس إلى أن اللغة الفضفاضة للأمر تهدد بالترحيل بناء على اختبارات أيديولوجية لا يمكن إثباتها ومجرد المشاركة في أي احتجاجات مناهضة للإبادة الجماعية، يمكن اعتبارها "مؤيدة للمقاومين" و"عنيفة" و"معادية للسامية".

مصطلح تستخدمه إسرائيل بكثرة لانتقاد معارضيها.. فما هي معاداة السامية؟ pic.twitter.com/KhqqPwu4wg

— AJ+ عربي (@ajplusarabi) November 10, 2017

صعوبات التطبيق

طبقا للقوانين الأميركية السارية قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يعد تقديم أي دعم مادي لحركة حماس بمثابة "جريمة فدرالية"، حيث تعتبرها الحكومة الأميركية "منظمة إرهابية".

إعلان

في حين أن التظاهر الداعم لحق الفلسطينيين، أو المندد بالدعم الأميركي لإسرائيل، أو المهاجم للسياسات الإسرائيلية لا يندرج تحت هذا الأمر التنفيذي، أي تحكمه مواد حرية التعبير المنصوص عليها في الدستور الأميركي.

وفي حديث للجزيرة نت، قال أحد الناشطين المشاركين في الحراك الطلابي العام الماضي إنه "لا يمكن تطبيق هذا القرار، وأي محكمة ستوقفه بسهولة. هذا بالإضافة إلى أنه يستهدف الطلاب الأجانب بالأساس في حين أن أغلب المشاركين في الحراك الجامعي كانوا من الأميركيين سواء أصحاب الأصول العربية والمسلمة، أو من اليهود أو الأميركيين العاديين، ولم يشارك الطلاب الأجانب بنسب كبيرة كما يدعي البعض".

وأكد طالب أميركي ممن شاركوا في الحراك الطلابي إن "مشاركة الطلاب الأجانب في التظاهر يقع تحت حق ممارسة التعبير عن الرأي المثبت دستوريا. ومن الصعوبة حظر حق دستوري، ولن يدعم أحد في القضاء الأميركي هذا القرار".

وأضاف الطالب، الذي فضل عدم ذكر اسمه، "أتصور أن الهدف هو تخويف الطلاب ليس إلا، هناك خشية من تكرار ما شهده العام الماضي من حراك طلابي غير مسبوق في مختلف الجامعات الأميركية".

مقالات مشابهة

  • "مصر تجسد القوة العربية الحقيقية".. تقرير يوضح الموقف المصري الثابت لدعم الفلسطينيين
  • سنجدكم وسنرحلكم.. ترامب يتعهد بترحيل الطلبة المتعاطفين مع حماس
  • سلطات العيون ترحل أجانب بسبب أنشطة مشبوهة (فيديو)
  • أراضٍ للبيع بالأقساط لموظفي الحكومة في الأردن / تفاصيل وشروط
  • «إقامة دبي» تُكرّم عمالاً مساهمين بإنجاح مهلة التسوية
  • دعم تكافل وكرامة.. الفئات المستحقة وشروط الاستمرار والعقوبات
  • رئيس جمهورية كينيا الشقيقة يزور الهيئة العربية للتصنيع ويشيد بالقدرات التصنيعية المتطورة بالهيئة
  • قانوني يوضح ‏3 خطوات هامة قبل قسمة الميراث.. فيديو
  • صور.. رئيس جمهورية كينيا يزور الهيئة العربية للتصنيع ويشيد بقدراتها المتطورة
  • ترامب يهدد المتعاطفين مع حركة حماس في أمريكا .. تفاصيل