بغداد اليوم - متابعة

مع التعقيدات المتزايدة والموقف الغامض بشأن كيفية حل مشكلة الحدود البرية والبحرية بين العراق والكويت، جاء قرار المحكمة الاتحادية العليا ليزيد من غموض المشهد، بعد ان قررت عدم دستورية اتفاقية خور عبد الله عام 2013 بين العراق والكويت.

وبررت المحكمة قرارها "لمخالفة أحكام المادة (61/ رابعا) من دستور جمهورية العراق الذي نص على أن عملية المصادقة على المعاهدات والاتفاقيات الدولية تنظم بقانون يسن بأغلبية ثلثي أعضاء مجلس النواب".

ويعيد قرار المحكمة العراقية إلى الواجهة المشكلات الحدودية بين بغداد والكويت، التي تعهد البلدان على تجاوزها مؤخرا، بعد التحسن التدريجي في العلاقات خلال السنوات الماضية.

ووصف أستاذ العلاقات الدولية في بغداد، سعدون حسين، تلك المشكلات الحدودية بين العراق والكويت بأنها "نار تحت الرماد"، في إشارة إلى أنها قنبلة موقوتة يمكن أن تنفجر في أي لحظة.

وعلى الناحية المقابلة، يرى وزير الإعلام الكويتي الأسبق، سعد بن طفلة العجمي، أن قرار المحكمة العراقية "شأن داخلي عراقي ليس ذا أهمية بالنسبة للكويت".

ما هي اتفاقية خور عبد الله؟

بعد جدل سياسي طويل بين البلدين استمر لأكثر من عامين، أقر مجلس الوزراء العراقي في يناير عام 2013، اتفاقية مع الكويت تتعلق بتنظيم الملاحة في خور عبد الله المطل على مياه الخليج.

وصادق مجلس النواب العراقي على الاتفاقية الحدودية في وقت لاحق من العام ذاته لتتدخل حيز التنفيذ بصفة رسمية، رغم أنها تحظى بمعارضة واسعة لدى سياسيين عراقيين.

وتنص الاتفاقية على تقسيم مياه خور عبد الله بالمناصفة بين البلدين، انطلاقا من قرار مجلس الأمن الدولي التابعة للأمم المتحدة "833" الصادر عام 1993 الذي أعاد ترسيم الحدود في أعقاب الغزو العراقي على الكويت.

ويعترض عراقيون على هذه الاتفاقية لأنهم يعتبرون  أنها تعطي الكويت أحقية في مياه إقليمية داخل العمق العراقي، مما يعيق حركة التجارة البحرية أمام الموانئ المحدودة للبلاد.

ما هو خيار الحكومة العراقية؟

وجاء إبطال المحكمة العليا في العراق بعد دعوى قدمها النائب البرلماني، سعود الساعدي، رغم أن المحكمة نفسها رفضت دعوى مماثلة في ديسمبر لعام 2014.

ويرى أستاذ العلاقات الدولية حسين، أن الحكومة العراقية "ملزمة" بتنفيذ قرارات المحكمة العليا على اعتبار أن أحكامها غير قابلة للطعن أو الاستئناف.

وقال إن خيار الحكومة العراقية الوحيد يتمثل في "الذهاب للبرلمان وطلب إعادة التصويت على هذه الاتفاقية، بما يتماشى مع قرارات المحكمة".

في دعوى 2014، جاء رفض المحكمة العراقية العليا ذاتها؛ لأن الدعوى "غير مستندة على أساس من الدستور أو القانون"؛ لأن المادة "61/ رابعا" من الدستور لم تشرع خلال ذلك الوقت، بحسب أوراق المحكمة.

وقال حسين إن القرار الذي يشترط على مجلس النواب المصادقة بأغلبية الثلثين للمعاهدات والاتفاقيات الدولية صدر عام 2015.

كما رفضت المحكمة العليا في دعوى 2014 أن تكون الاتفاقية أضرت بالجانب العراقي لأن ذلك لا يدخل ضمن اختصاصها.

ومن شأن القرار الجديد أن يعيد الخلافات الحدودية إلى دائرة الضوء مجددا بين العراق والكويت رغم أن الحكومتين ملتزمتان بالمضي قدما لإنهاء هذا الملف القديم.

وفي يوليو الماضي، أكد وزيرا خارجية الكويت والعراق خلال لقائهما في بغداد، التزامهما بإنهاء ملف ترسيم الحدود البحرية بين البلدين.

وبعد القرار الجديد، كتب النائب الساعدي على موقع "إكس" (تويتر سابقا): "نقول للصيادين العراقيين: مارسوا صيدكم كما تحبون فقد عاد خور عبد الله إليكم وليس من حق أحد أن يعتدي عليكم".

ويصادر خفر السواحل الكويتي أحيانا مراكب صيادين عراقيين أو يوقفهم، لدخولهم بشكل غير قانوني المياه الإقليمية الكويتية.


"شأن داخلي عراقي"

لكن الوزير الكويتي السابق العجمي، قال إنه "لا شأن للكويت" بأحكام القضاء العراقي ردا على سؤال بشأن انعكاسات قرار المحكمة على الدولة الخليجية.

وأضاف أن هذا "شأن عراقي داخلي"، مشيرا إلى أن مسألة الحدود البرية والبحرية بين البلدين "منتهية تماما" بقرار دولي للأمم المتحدة.

وأوضح أن اتفاقية 2013 لتنظيم حركة الملاحة في خور عبد الله تعود إلى قرار مجلس الأمن عام 1993، الذي وافق عليه الرئيس الأسبق، صدام حسين، والمجلس الوطني العراقي، على حد قول العجمي.

وتابع: "ما يحكم علاقاتنا مع العراق قرارات دولية صادرة عن مجلس الأمن تم الاتفاق عليها.. الحكومتان تجاوزتا هذا الملف وانتهى الأمر بالنسبة للكويت ولم يعد له أهمية".

ويرى العجمي أن "مشكلة العراق" تتمثل في أنه "يعيش مرحلة انتقالية ومضطربة فيما يتعلق بحدوده وحتى وجوده.. هناك أجزاء من العراق لا تسيطر عليها الحكومة المركزية".

واستشهد بالوجود التركي شمالي البلاد، والاختراقات المتكررة من قبل إيران شرقا، بالإضافة إلى إقليم كردستان الذي أصبح بحكم الواقع دولة منفصلة عن العراق، بحسب وصفه.

"في عمق البصرة"

في المقابل، قال حسين إن مشكلة الحدود العراقية الكويتية ستبقى "كامنة دون حل" بسبب ما وصفه بـ"استقواء" الكويت بقرار دولي.

وأضاف: "إذا أرادت الكويت أن تعيش بسلام وأمان، فعليها ألا تتجاوز على حدود العراق التي أخذتها بظرف عراقي صعب.. حدودها (الكويت) الآن في عمق البصرة وهذه مشكلة فالمشرع والسياسي والمواطن العراقي يشعر بالغبن".

وقال حسين إن "أي تغيير في ميزان القوى بالخليج" يمكن أن يثير مسألة حدود البلدين مجددا، مردفا: "يمكن أن يأتي رئيس عراقي قوي يجتاح الكويت مرة أخرى"، على حد قوله.


المصدر: الحرة

المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: بین العراق والکویت قرار المحکمة خور عبد الله بین البلدین

إقرأ أيضاً:

هيئة الإعلام العراقية تحظر عرض مسلسل معاوية خلال رمضان.. ما السبب؟

أعلنت هيئة الإعلام والاتصالات العراقية، السبت، عن منع بث مسلسل "معاوية" على قناة "إم بي سي" العراق، وذلك لـ"ضمان انسجام المحتوى الإعلامي مع المعايير الوطنية والمهنية المعتمدة في العراق".

وقالت الهيئة عبر بيان، أوردته وكالة الأنباء العراقية الرسمية "واع"، أنّ: "قرار المنع يستند إلى الصلاحيات القانونية الممنوحة لها بموجب الأمر التشريعي 65 لسنة 2004 النافذ، والتزاما بمسؤوليتها في تنظيم قطاع الإعلام، وضمان انسجام المحتوى الإعلامي مع المعايير الوطنية والمهنية المعتمدة في العراق".

وأكد البيان نفسه، أن: "بث أعمال ذات طابع تاريخي جدلي قد يؤدي إلى إثارة السجالات الطائفية، مما يهدد السلم المجتمعي ويؤثر على النسيج الاجتماعي، خاصة خلال شهر رمضان".

وفي السياق ذاته، دعت هيئة الإعلام والاتصالات العراقية عبر بيانها، "جميع المؤسسات الإعلامية إلى الالتزام بالمعايير المهنية وتجنب بث المحتوى الذي قد يتسبب في إثارة الفتن أو التحريض الطائفي".

أيضا، ذكرت هيئة الإعلام والاتصالات العراقية أنها: "أصدرت خطابا رسميا إلى إدارة قناة MBC العراق بهذا الشأن، مطالبة إياها بالامتثال للقرار وعدم بث المسلسل".

"ستتخذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق أي جهة تخالف الضوابط الإعلامية النافذة في البلاد"، بحسب بيان الهيئة الذي أوردت وكالة "واع".


تجدر الإشارة إلى أن شبكة قنوات "إم بي سي" كانت قد بثّت الإعلان الترويجي للمسلسل التاريخي "معاوية" تمهيدا لعرضه بعد أيام، في موسم دراما رمضان 2025، وذلك عقب عامين من الجدل الذي أُثير بخصوص هذا العمل ذاته، بسبب ما يوصف بـ"حساسية الحقبة التي يتناولها من التاريخ الإسلامي".

ويتناول المسلسل بحسب ما كشف عنه الإعلان الترويجي: "عهدا قد اختلف حوله المؤرخون، وامبراطورية امتدت من الشرق إلى الغرب، وحكمٌ جمع بين الدهاء والقوة، وملحمة سياسية كتبت تاريخا لا ينسى"، فيما يلخص شخصية "معاوية" بكونه: "من كاتب للوحي إلى أول ملوك الإسلام".

وفي المسلسل الذي تعرّض للمنع، يجسد شخصية "معاوية" الممثل السوري، لجين إسماعيل، بينما يقول الممثل الأردني، إياد نصار بدور "علي بن أبي طالب".

مقالات مشابهة

  • حصل على وسام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين: مأرب تودع أحد أبطالها..
  • صمت الفصائل العراقية.. تكتيك سياسي أم موقف دائم؟
  • موعد طرح تذاكر مباراة العراق والكويت بالبصرة
  • الكنيسة الكاثوليكية تشيد بقرار الرئيس السيسي بإعادة تشكيل مجلس أوقافها
  • إلغاء مباراة الأهلي والزمالك الودية في العراق بقرار من رابطة الأندية
  • بقرار قاطع.. الفصائل العراقية تقول لا للسوداني والأخير يذكرهم بمصيرهم
  • استعداداً لمعركة الحسم.. تحديد موعد تجمع العراق لمواجهة الكويت
  • حسين يفتتح محطة اصدار البطاقة الوطنية في القاهرة.. والخارجية تعد بالمزيد
  • الكويت تراجع ملف سحب الجنسية وتعلن قرارات جديدة
  • هيئة الإعلام العراقية تحظر عرض مسلسل معاوية خلال رمضان.. ما السبب؟