قالت النائبة مارسيل سمير، عضو مجلس النواب، وعضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين عن حزب التجمع، إن الغلاء ظاهرة اقتصادية اجتماعية تعبر عن ارتفاع أسعار السلع والخدمات بمعدلات تفوق زيادة الدخول النقدية، مما يؤدي إلى انخفاض مستوى المعيشة وارتفاع التضخم إلى نسب غير مسبوقة في تاريخ مصر الحديثة ليصل إلى 40% خلال شهر يوليو الماضي، مقارنة بـ 15.

6% في يوليو 2022، ويرجح البنك المركزي استمرار التضخم حتى نهاية العام، والنسبة الأكبر من التضخم في الغذاء والسلع الأساسية، والتي بلغت 68.40% لشهر يوليو 2023.

وأضافت “سمير” خلال كلمتها بجلسة لجنة التضخم وغلاء الأسعار بالمحور الاقتصادي للحوار الوطني، اليوم الثلاثاء، حول "مصادر ارتفاع الأسعار وسبل مواجهتها لتقليل العبء على المواطنين"، أن ارتفاع التضخم يرجع إلى عدد من العوامل الداخلية والخارجية، منها الحرب الأوكرانية، ارتفاع أسعار الطاقة، الخلل في سلاسل التوريد العالمية، جائحة كورونا، ولا تزال التقارير الدولية الصادرة عن المؤسسات والمراكز البحثية والتي أكدت عليها خطة الدولة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية للعام المالي الجديد، أن مؤشرات عدم اليقين والمخاطر التي تواجه الاقتصاد العالمي مستمرة، بالإضافة إلى العوامل الخارجية التي كانت كاشفة لأسباب التضخم الكامنة في هيكل الاقتصاد المصري منذ عدة عقود، والتي تتمثل في خلل هيكل الاقتصاد الكلي، فلم تكن معدلات النمو خلال السنوات السابقة  مدفوعة بنمو حقيقي في القطاعات الإنتاجية المختلفة، بالإضافة إلى الاستمرار في تحرير سعر الصرف خلال أزمات  مالية عالمية متتالية بسبب اشتراطات صندوق النقد الدولي واستمرار عجز الموازنة والتوسع في الاقتراض الداخلي والخارجي، وعلى الرغم من الزيادات التي تم إقرارها في الأجور والمعاشات فإن الارتفاع في مستوى الأسعار تخطى تلك الزيادات في ظل غياب رقابة حقيقية على الأسواق.

وأكدت، على أن التضخم بمصر لا يعود لأسباب نقدية يمكن معالجتها بأدوات السياسات النقدية والمالية، بل يعود لأسباب هيكلية؛ منها عدم مرونة عرض السلع الغذائية، وذلك لزيادة الطلب على السلع الزراعية للاستهلاك المباشر أو للتصنيع، مع عدم مرونة للقطاع الزراعي في الاستجابة للطلب، بالإضافة إلى عدم كفاية الحصيلة الوطنية من النقد الأجنبي لمواجهة الواردات المتزايدة بفعل المشروعات التنموية الجاري تنفيذها واحتياجات القطاعات الاقتصادية المختلفة، بالإضافة إلى ارتفاع معدل النمو السكاني، لذا نرى أن سياسة  تخفيض قيمة العملة لا تحل المشكلة، بل سوف تفاقمها بفعل ارتفاع نسبة المدخلات الأولية والسلع الوسيطة المستوردة إلى إجمالي مدخلات الإنتاج  بالقطاعات المختلفة، وكذلك عدم كفاية الحصيلة الضريبية لتمويل المشروعات التنموية الأساسية، والتحديث العمراني والصناعي والزراعي.

وتابعت: نحن في حزب التجمع ندعم تماما الرؤية التنموية للرئيس عبد الفتاح السيسي، والتي حدد أبرز ملامحها في لقاءاته وقراراته الأخيرة وتتمثل في التوسع في الرقعة الزراعية والتوسع الرأسي في حجم المحاصيل، مع رفع نسبة الاكتفاء الذاتي من السلع الغذائية الرئيسية، والتي تستحوذ بدورها ما يقارب من 90% من إنفاق الطبقات الشعبية، والسيطرة علي فاتورة الواردات السلعية الخاصة بالسلع الوسيطة وذلك بتسريع وتيرة التصنيع المحلي وفقا للمواصفات القياسية العالمية، ورفع قيمة وكمية الصادرات الزراعية والصناعية غير التقليدية خاصة ذات المكون التكنولوجي المرتفع.

وأوصت، بعدم المساس بنفقات الخدمات الاجتماعية مثل التعليم والصحة أو تقليص الدعم، 
وتأجيل تحرير سعر الصرف لحين مواءمة الاقتصاد الكلي لمثل هذه القرارات، والحد من رفع سعر الفائدة الذي ينعكس على فوائد الديون وبالتالي زيادة عجز الموازنة، ويحد من قدرة أصحاب المشروعات الإنتاجية على الاقتراض.

كما أوصت بإصلاح ميزان المدفوعات من خلال  الاستمرار في تقليص العجز في الميزان التجاري، واستمرار سياسة الحد من الواردات وتشجيع الصادرات، وزيادات سريعة في إنتاج السلع الاستهلاكية الأساسية، وهذا من الممكن تحقيقه في ظل هيكل الإنتاج القائم وعبر القرارات الأخيرة التي تم أخذها من قبل الرئيس.

وطالبت بالإسراع في إصدار قانون التعاونيات لما تلعبه من دور في تنظيم السوق (خاصة التعاونيات الزراعية)، والاستمرار في التوسع في أسواق السلع خاصة الجملة ونصف الجملة لإحكام الرقابة على شبكات التوزيع، والالتزام بقرار إعلان الأسعار على المنتجات الصادر عن وزير التموين رقم 217 لسنة 2017، وإحياء جمعيات حماية المستهلك وتعديل  القانون، بحيث تكون لتلك الجمعيات دور واضح في الرقابة علي الأسواق.

واختتمت النائبة مارسيل سمير، قائلة: إن التداعيات الاقتصادية والاجتماعية من تآكل القدرة الشرائية لدى المواطنين وتدهور مستويات المعيشة وزيادة معدلات الفقر وتآكل الطبقة المتوسطة، وارتفاع أعباء المعيشة على الفئات الأشد فقرا، والتي تنفق الجزء الأكبر من دخلها على الغذاء والوقود والكهرباء والمياه تهدد استقرار الاقتصاد الكلي وتزيد من حدة التوتر الاجتماعي.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: معدل النمو السكاني صندوق النقد الدولي تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين الحوار الوطني بالإضافة إلى

إقرأ أيضاً:

0.5% ارتفاعًا في التضخم السنوي خلال نوفمبر.. وأسعار الخضراوات تقفز 11%

 

مسقط- الرؤية

ارتفع معدل التضخم بسلطنة عُمان بشهر نوفمبر 2024 بنسبة 0.5 بالمائة مقارنة بالشهر المماثل من عام 2023 لسنة الأساس 2018، وفق ما أظهرت بيانات الأرقام القياسية لأسعار المستهلكين بسلطنة عُمان الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات.

وأشارت البيانات إلى ارتفاع أسعار مجموعات السلع الشخصية المتنوعة والخدمات بنسبة 5.5 بالمائة ومجموعة الصحة بنسبة 3.2 بالمائة ومجموعة المواد الغذائية والمشروبات غير الكحولية بنسبة 1.9 بالمائة ومجموعة الثقافة والترفيه بنسبة 0.7 بالمائة ومجموعة المطاعم والفنادق بنسبة 0.7 بالمائة ومجموعة الملابس والأحذية بنسبة 0.5 بالمائة ومجموعة الأثاث والتجهيزات والمعدات المنزلية وأعمال الصيانة بنسبة 0.3 بالمائة ومجموعة التعليم بنسبة 0.1 بالمائة، بالمقابل انخفاض أسعار مجموعة النقل بنسبة 2.8 بالمائة، في حين استقرت أسعار مجموعة السكن والمياه والكهرباء والغاز وأنواع الوقود الأخرى ومجموعة الاتصالات ومجموعة التبغ.

وفي مجموعة المواد الغذائية والمشروبات غير الكحولية لشهر نوفمبر 2024 مقارنة بالشهر المماثل من العام 2023م ارتفعت أسعار الخضراوات بنسبة 11 بالمائة والحليب والجبن والبيض بنسبة 5.4 بالمائة والفواكه بنسبة 4.7 بالمائة والزيوت والدهون بنسبة 2.4 بالمائة والسكر والمربى والعسل والحلويات بنسبة 2.4 بالمائة واللحوم بنسبة 2 بالمائة ومنتجات الأغذية غير المصنفة تحت بند أخر بنسبة 1.7 بالمائة والمشروبات غير الكحولية بنسبة 0.1 بالمائة، وانخفضت اسعار الأسماك والأغذية البحرية بنسبة 10.4 بالمائة والخبز والحبوب بنسبة 0.5 بالمائة.

وسجلت محافظة مسندم أعلى نسبة ارتفاع بالتضخم بنهاية شهر نوفمبر 2024 مقارنة بالفترة المماثلة من العام السابق؛ حيث ارتفع المؤشر بنسبة 1.4 بالمائة وارتفع أيضا بمحافظة جنوب الشرقية بنسبة 1.2 بالمائة وبنسبة 0.9 بالمائة في محافظة الوسطى وبنسبة 0.6 بمحافظة البريمي. أما محافظات مسقط وشمال الشرقية والظاهرة والداخلية، فارتفع المعدل بنسبة 0.5 بالمائة لكل منها، وارتفع المعدل بنسبة 0.4 في محافظة ظفار وبنسبة 0.2 بالمائة بمحافظة شمال الباطنة، في حين انخفض بنسبة 0.3 بمحافظة جنوب الباطنة.

مقالات مشابهة

  • الحويج: نرفض وصفة صندوق النقد لحل الأزمة الاقتصادية 
  • الغرفة التجارية بالقليوبية: نمو ملحوظ في صادرات السلع غير البترولية خلال 8 أشهر
  • السعودية.. الصادرات غير البترولية تسجل ارتفاعاً بنسبة 12.7%
  • “الإحصاء”: ارتفاع الصادرات غير النفطية 12.7% خلال أكتوبر 2024
  • خبراء الاقتصاد حول الحد الأدنى للأجور.. 22 ألف ليرة تركية غير كافية ومشكلة التضخم مستمرة
  • وزارة الاقتصاد تعلن تفاصيل سياسة التسعير الجديدة للسلع الاستهلاكية الأساسية
  • تركيا تدرس تعديل أسعار بعض السلع التي تدخل في حساب مؤشر التضخم
  • 0.5% ارتفاعًا في التضخم السنوي خلال نوفمبر.. وأسعار الخضراوات تقفز 11%
  • هل تنخفض أسعار السيارات في مصر خلال 2025؟
  • ارتفاع التضخم السنوي في الكويت 2.36% خلال نوفمبر