واقع الاقتصاد والسياحة في سورية أمام مؤتمر (فيا آراب)
تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT
دمشق-سانا
ضمن فعاليات اليوم الثاني للمؤتمر الاستثنائي الخمسين لاتحاد المؤسسات العربية في دول أمريكا اللاتينية “فيا آراب”، استعرض وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية الدكتور محمد سامر الخليل خلال لقائه المشاركين في المؤتمر بقاعة رضا سعيد في دمشق واقع الاقتصاد السوري من عام 2005 حتى عام 2023، والمراحل التي مر بها.
وبين الوزير الخليل أن الاقتصاد السوري شهد خلال الفترة الواقعة ما بين 2005 و 2010 معدلات نمو كبيرةً ، نتيجة تحسن الناتج المحلي الإجمالي وزيادة حجم الاستثمار الخاص سواء المحلي أو الخارجي، نتيجة الانفتاح الاقتصادي الذي شهدته البلاد خلال تلك السنوات، واستقرار سعر صرف الليرة السورية، وزيادة حجم التجارة الخارجية وخاصة من ناحية التصدير، إضافةً إلى صغر حجم المديونية على سورية.
وأشار الوزير الخليل إلى أن الحرب الإرهابية على سورية أثرت بشكل كبير في البنى التحتية والإنتاجية، وألحقت بها أضراراً وخسائر كبيرةً في رأس المال البشري والمالي خلال الفترة من 2011 إلى 2016 ، إلا أن حيوية الاقتصاد السوري وانتصارات الجيش العربي السوري خلال الفترة ما بين 2017 و2020 أدت إلى استعادة عدة قطاعات عافيتها بشكل تدريجي، وعاد النشاط الزراعي ينمو تدريجياً بشكل أوسع مما كان عليه في السنوات السابقة، بالإضافة إلى عودة الصناعات الغذائية والزراعية والدوائية والألبسة، بينما انخفضت معدلات التضخم.
وتطرق الوزير الخليل إلى العوامل الخارجية خلال عامي 2020 و2021 والتي أثرت في الاقتصاد السوري، وأهمها مشكلة أموال السوريين المودعة في المصارف اللبنانية، وانخفاض قيمة الليرة أمام الدولار وانتشار وباء كورونا والتداعيات التي خلفها على الاقتصاد العالمي، وارتفاع أسعار المواد عالمياً وتوقف النشاط الإنتاجي والاقتصادي، وتفعيل قانون قيصر والإجراءات القسرية أحادية الجانب المفروضة على الشعب السوري.
كما عرض الوزير الخليل البرامج التي تنفذها وزارة الاقتصاد والتي تسهم في تشجيع ودعم الاستثمار في قطاعات متعددة وتقديم تسهيلات القروض، مثل برنامجي إحلال بدائل المستوردات ودعم أسعار الفائدة، وبرامج حوافز لدعم التصدير الى الخارج.
ورداً على مداخلات الحضور أكد الوزير الخليل أن سورية تنتج أكثر من 358 ألف برميل نفط يومياً ، لكن من المساحات التي تخضع لسيطرة الاحتلال الأمريكي والمجموعات المرتبطة به، ما أثر في قطاع الطاقة نتيجة انخفاض التوريدات وأثر بشكل كبير في القطاع الاقتصادي.
وحول علاقة سورية مع الدول الصديقة أشار الوزير الخليل إلى وجود عدة اتفاقيات على المستوى التجاري والاستثماري بما يتعلق بالاستيراد والتصدير برسوم جمركية أقل، موضحاً أن سياسة التجارة الخارجية أصبحت تنحاز لصالح الإنتاج المحلي على حساب المستوردات.
وزير السياحة المهندس محمد رامي مرتيني قدم بدوره عرضاً أمام المشاركين في المؤتمر لواقع القطاع السياحي لنهاية الشهر السابع من العام الجاري.
وأشار الوزير مرتيني إلى أن قطاع السياحة مرن ويتعافى بسرعة ويدعم الاقتصاد الوطني، حيث زار سورية نحو مليون ونصف مليون سائح من العرب والأجانب منذ بداية العام ولنهاية شهر تموز الفائت، لافتاً إلى أن سورية تختزن كل الحضارات والأديان السماوية، وهي تفتح أبوابها لكل الراغبين بزيارتها ورؤية المعالم الأثرية والثقافية والدينية فيها.
وأوضح أن القطاع السياحي تعرض لأضرار بليغة خلال سنوات الحرب على سورية لا تقتصر فقط على البنى التحتية، حيث فقد أكثر من 120 ألف عامل يعملون بالقطاع السياحي وظائفهم، وأغلقت أكثر من 1300 منشأة سياحية في المحافظات السورية.
ولفت وزير السياحة إلى أن عدد العاملين في قطاع السياحة وصل إلى أكثر من 180 ألف شاب وشابة، وعدد الطلاب المتدربين في المدارس السياحية والفندقية والمعاهد والمراكز التدريبية المتخصصة تجاوز 14 ألف شاب وشابة، مضيفاً: إن الوزارة تعمل على تنفيذ العديد من المشاريع الاستثمارية الجديدة وإعادة تأهيل الفنادق التي تملكها الدولة، حيث سيتم قريباً افتتاح أكثر من 15 منشأةً سياحيةً من الفنادق والمطاعم توفر أكثر من 2400 فرصة عمل للشباب والشابات.
منار ديب وسكينة محمد ومحمد السليمان
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: أکثر من
إقرأ أيضاً:
اللواء وائل ربيع: 90 % من الاقتصاد السوري تحت سيطرة القوات الأمريكية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد اللواء وائل ربيع، مستشار مركز الدراسات الاستراتيجية بأكاديمية ناصر العسكرية، أن المشهد العسكري داخل سوريا يكشف عن حالة من التداخل والتعقيد غير المسبوق، مع تواجد قوى إقليمية ودولية تسعى لتحقيق مصالحها الخاصة على حساب استقرار البلاد.
وقال اللواء ربيع خلال ندوة "مستقبل سوريا إلى أين؟" التي نظمتها لجنة الشؤون العربية والخارجية بنقابة الصحفيين برئاسة الكاتب الصحفي حسين الزناتي، إن قراءة الخريطة العسكرية لسوريا تظهر تباين السيطرة على الأرض: "شرق نهر الفرات تحت سيطرة الأكراد، مع وجود ست قواعد أمريكية في المنطقة، وهو ما يعكس دعمًا واضحًا لهم من الولايات المتحدة، مؤكداً أن 90% من الاقتصاد السوري، بما في ذلك الموارد الحيوية، يخضع لسيطرة القوات الأمريكية".
وأضاف أن الغرب من نهر الفرات يشهد تواجدًا لتنظيم داعش، مما يزيد من تعقيد الوضع الأمني، بينما تُظهر التحركات العسكرية الأمريكية حشدًا متزايدًا للقوات، يُدار بشكل كبير لدعم الأكراد. وأشار إلى أن معظم القوات الأمريكية في المنطقة تتضمن عناصر من اليهود الأمريكيين، ما يثير تساؤلات حول الأهداف البعيدة للسيطرة على هذه المناطق.
وأوضح اللواء ربيع أن الشمال السوري، المتاخم للحدود الجنوبية لتركيا، يُعرف بمسمى "الجيش الوطني السوري"، وهو مدعوم ماديًا ولوجستيًا من الولايات المتحدة، مما يشير إلى دور تركي أمريكي مشترك في المنطقة.
وتابع: "إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات ليست مجرد فكرة، بل ترتبط بالتحركات الدولية في المنطقة، حيث تسعى الأطراف الكبرى إلى إعادة تشكيل الخريطة الجيوسياسية بما يخدم مصالحها".
واختتم اللواء ربيع تصريحاته بالتأكيد على أن الوضع العسكري الحالي في سوريا يتطلب قراءة دقيقة وتحليلًا متعمقًا لتبعات هذه التدخلات على مستقبل المنطقة، محذرًا من أن استمرار هذه الديناميكيات قد يؤدي إلى مزيد من التفكك والانهيار إذا لم تُتخذ خطوات جادة لاستعادة السيادة السورية ووحدة أراضيها.
الندوة تأتي ضمن سلسلة فعاليات تنظمها لجنة الشؤون العربية والخارجية بنقابة الصحفيين، بهدف تسليط الضوء على القضايا الإقليمية الحساسة وطرح رؤى مستقبلية لحل الأزمات العربية.