قال النائب محمد فريد عضو مجلس الشيوخ عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، إن ما نعاني منه من تضخم جامح الآن هو قطعا نتيجة تراكم طويل لسياسات حكومية تضع الأولوية لتمويل الإنفاق الحكومي وتدخلها في السوق على حساب نشاط وتنافسية السوق، مضيفًا أن ذلك تسبب في أن تكون السياسات النقدية تابعة للسياسات المالية ومتأخرة في الاستجابة للسوق.

مشاركة تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين في جلسة لجنة التضخم وغلاء الأسعار

جاء ذلك خلال كلمته في جلسة لجنة التضخم وغلاء الأسعار، بالمحور الاقتصادي في الحوار الوطني، لمناقشة قضية «مصادر ارتفاع الأسعار وسبل مواجهتها لتقليل العبء على المواطن».

وأضاف أن أبرز مظاهر هذه التبعية هو الإبقاء على سعر صرف مصطنع لتمكين الحكومة من التوسع في الاقتراض وقد أدى هذا المزيج من الإنفاق الحكومي الجامح والسياسات النقدية التابعة، لتثبيط الاستثمار وانكماش القطاع الخاص.

وأوضح أن تدخلات السياسات النقدية التي جاءت كمحاولة لتنشيط السوق مثل مبادرات الإقراض بأسعار فائدة مدعمة أدت إلى خلق مزيد من التشوهات بالسوق وجعلت الاقتصاد المصري أكثر هشاشة في مواجهة الصدمات الخارجية وهو ما حدث بالفعل مع تفشي وباء كورونا وما تلاه من غزو روسي لأوكرانيا ورفع أسعار الفائدة العالمية الذي قاده الفيدرالي الامريكي وما تبعه من خروج ضخم للأموال الساخنة أدى إلى استنزاف الاحتياطيات الأجنبية.

وبين أنه بالنسبة للتدخل الحكومي لمواجهة النزيف في العملة الاجنبية وتوقف التدفقات من النقد الأجنبي قام البنك المركزي بتحريك سعر الصرف لخفض قيمة الجنيه المصري بما يقارب من 50% منذ مارس 2022، مشيرًا إلى أنه بالتزامن صدرت عديد من القرارات بهدف تقييد الاستيراد في دولة قرابة ثلاثة أرباع وارداتها من السلع الأساسية والوسيطة والاستثمارية وهو ما خلق أزمة عرض أدت لمزيد من الانكماش الاقتصادي وارتفاع كبير في معدلات التضخم ومحاولة لكبح جماح التضخم قام البنك المركزي برفع متتالي لأسعار الفائدة لتبلغ 1100 نقطة أساس منذ مارس 2022.

وقال عضو مجلس الشيوخ عن التنسيقية، لكن بالرغم من هذا فإن أسعار الفائدة الحقيقية لا تزال سالبة، ورغم خفض قيمة الجنيه المصري كما أسلفنا إلا أن الفارق بين السعر الرسمي والسوق الموازية لا يزال مرتفعًا مما يؤدي لتراجع التدفقات النقدية من العملات الأجنبية خاصة تحويلات المصريين في الخارج، وخلق حالة من الترقب لدى المستثمرين بجانب التسبب في مزيد من الطلب على العملة الأجنبية كأداة للتحوط .

السياسات الحكومية

وأكد أن ما نشهده اليوم باختصار هو تضخم على جانب العرض يقع الجزء الأكبر منه الخلل الهيكلي في السياسات الحكومية الداعمة لتدخل الدولة في الاقتصاد أكثر منه ناجم عن صدمات عرض خارجية.

وأشار إلى أن خطورة التضخم ليست فقط في آثاره السلبية على الانكماش الاقتصادي بل في تصوري خطورته في أن ضرره الأكبر يقع على كاهل الأفقر و الأضعف بيننا، مضيفًا أن الارتفاع الكبير في تضخم أسعار السلع الغذائية والذي قارب 68% في مجتمع تدفع الأسر أكثر من ثلث دخلها على الطعام والشراب يعني أن أطفال هذه الأمة معرضين بصورة كبيرة لخطر سوء التغذية وما يصاحبها من أمراض و تدني قدرتهم على التحصيل العلمي، وهذا هو الخطر الأكبر للتضخم الذي نعاني منه.

واقترح عدد من التوصيات منها خلق حيز مالي للمواطنين لتمكينهم من توفير احتياجاتهم الأساسية وهو ما يتطلب إجراء خفض على الضرائب خاصة غير المباشرة و رفع حدود الإعفاء الضريبي والاستمرار في سياسات التشديد النقدي.

كما اقترح الالتزام بسعر صرف مرن وهو ما يساعد على حل جزء من التشوهات السعرية وبناء الثقة مع المستثمرين وإزالة العوائق والقيود الغير جمركية والجمركية على حركة التجارة، وكذلك تحرير الاقتصاد مما يعني إعداد البنية التشريعية والتنظيمية والتنفيذية لتعزيز التنافسية وخارج الدولة من السوق مما يسهم في جذب الاستثمارات على المدى المتوسط.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين لجنة التضخم وغلاء الأسعار سعر صرف مجلس الشيوخ وهو ما

إقرأ أيضاً:

البهواشي: فرض ضريبة بأثر رجعي على الهواتف المحمولة يشكل عبئا على المواطنين

أكد محمد البهواشي، الخبير الاقتصادي، أن الدولة تستخدم كافة أدواتها لتحصيل مستحقاتها المالية من المواطنين، مشيرًا إلى أن عملية تحصيل الضريبة على الهواتف المحمولة لا تمثل عبئًا جديدًا على المواطن، حيث كان من المفترض أن تُحصّل هذه الرسوم مسبقًا عبر المنافذ الجمركية عند دخول الهواتف إلى السوق المحلي.

وأضاف البهواشي أن الدولة تفرض سيطرتها الرقابية على المنافذ الجمركية لضمان تحصيل الرسوم بشكل رسمي قبل وصول السلع إلى السوق، ولكن فرض الضريبة بأثر رجعي على الهواتف التي تم بيعها بالفعل قد يشكل عبئًا غير مبرر على المواطنين.

وأوضح البهواشي أنه من المتوقع أن يشهد السوق حالات عديدة من الأفراد الذين يتخلصون من الهواتف التي قد تترتب عليها ضرائب إضافية، مما قد يؤدي إلى استغلال بعض الأشخاص أو حتى حالات تدليس واستغلال لجهل المواطنين، حيث يتخلص البعض من أجهزتهم قبل فرض الضرائب عليهم.

وأكد البهواشي أن فرض ضريبة بأثر رجعي على الهواتف يمكن أن يؤدي إلى تحميل المواطنين أعباء غير ضرورية، وهو ما يجب أن يتم تجنبه من أجل الحفاظ على استقرار السوق وحماية حقوق المواطنين.

وكانت أعلنت الحكومة عن إطلاق تطبيق إلكتروني يُلزم المسافرين بتسجيل أجهزتهم المحمولة عند دخول البلاد، وذلك في خطوة جديدة تهدف إلى تنظيم دخول الهواتف المحمولة المستوردة إلى مصر ومكافحة التهريب الجمركي.

والقرار يهدف إلى زيادة الموارد المالية للدولة، وتحقيق العدالة الجمركية، وضمان تنظيم السوق المحلي للهواتف المحمولة، الذي يعاني من دخول الأجهزة المستوردة بطرق غير شرعية.

وقال محمد طلعت، رئيس شعبة المحمول باتحاد الغرف التجارية: "لن يكون هناك محاسبة للمحمول الوارد من الخارج بأثر رجعي".

مقالات مشابهة

  • توقعات بنمو الاقتصاد المصري لـ 4.5% خلال 2025.. نواب: السياسات الإصلاحية بداية التعافي والصناعات الوطنية ركيزة أساسية لجذب الاستثمارات
  • الإدارة السورية تستعد لعقد مؤتمر الحوار الوطني.. من سيشارك فيه؟
  • جروس يطالب لاعبي الزمالك بهذا الأمر قبل لقاء المصري
  • الإدارة السورية تخطط لعقد مؤتمر "الحوار الوطني " منتصف يناير الجاري
  • البنك المركزي يعلن سياسته النقدية الجديدة بخفض الاحتياطي النقدي لـ10% وإعادة التركيبة الفئوية للعملة لضبط الأموال المنهوبة
  • استقرار سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الخميس 2 يناير 2025
  • الحرية المصري: الحكومة المصرية تتحرك بخطوات جادة لتعزيز دور القطاع الخاص في النمو الاقتصادي
  • الحرية المصري: الحكومة تتحرك بخطوات جادة لتعزيز دور القطاع الخاص في النمو الاقتصادي
  • سعر الدولار اليوم الأربعاء 1 يناير 2025: استقرار أمام الجنيه المصري رغم تزايد التوقعات
  • البهواشي: فرض ضريبة بأثر رجعي على الهواتف المحمولة يشكل عبئا على المواطنين