الهند أم بهارات؟.. جدل حول تغيير اسم القارة الهندية و هوية البلاد الثقافية
تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT
الهند أم بهارات؟ سؤال بات مطروحا على منصات التواصل الاجتماعي، وتصدر تريند المملكة العربية السعودية خلال الساعات القليلة الماضية، فما القصة؟
بعد قرون عديدة على تسمية الهند بهذا الاسم، تدرس الحكومة الهندية تغيير اسم البلاد إلى «بهارات»، خلال الجلسة الخاصة المقبلة للبرلمان المقرر عقدها في الفترة من 18 إلى 22 سبتمبر.
وتزايدت مطالبات حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم في الهند على إعادة تسمية الهند باسم «بهارات»، حيث كتب عضو البرلمان الهندي عن هذا الحزب هيمانتا بيسوا سارما: «جمهورية بهارات.. سعيد وفخور بأن حضارتنا تتقدم إلى الأمام بجرأة نحو (عصر أمريت كال) رؤية الهند 2047».
وخلال جلسة البرلمان الموسمية التي اختتمت مؤخرًا، طالب النائب عن حزب بهاراتيا جاناتا راجيا سابها، ناريش بانسال، بإزالة كلمة الهند من الدستور، بحجة أنها ترمز إلى العبودية الاستعمارية.
وقد ردد زميله النائب عن حزب بهاراتيا جاناتا هارناث سينج ياداف نفس الأمر داعيا إلى تعديل دستوري لاستبدال كلمة الهند بكلمة «بهارات».
وأوضح سياسيون أن «بهارات» هو الاسم القديم لبلادهم، الذي قام المستعمر البريطاني بتغييره إلى الهند، مشددين على أن الهند كانت معروفة لآلاف السنين باسم «بهارات».
كما عبر رئيس الوزراء ناريندرا مودي في الماضي عن رغبته في تغيير اسم البلاد، ففي 15 أغسطس 2022، ناشد «مودي» المواطنين أن يأخذوا خمسة تعهدات، أحدها التحرر من كل أثر للعبودية واعتبر هذا بمثابة لفتة رمزية نحو احتضان الهوية الأصلية للبلاد.
REPUBLIC OF BHARAT - happy and proud that our civilisation is marching ahead boldly towards AMRIT KAAL
— Himanta Biswa Sarma (@himantabiswa) September 5, 2023
التكهنات التي أوضحت تغيير اسم الهند إلى «بهارات»يذكر أن الطائرة الخاصة التي تستخدم لنقل الرئيس ونائب الرئيس ورئيس الوزراء مكتوب عليها اسم «بهارات».
وخلال دعوة العشاء الرسمية لمندوبي مجموعة العشرين من راشتراباتي بهوان يوم الثلاثاء، ظهرت الدعوة مكتوب عليها «رئيس بهارات» بدلاً من «رئيس الهند» كما هو معتاد.
تغيير اسم الهند إلى «بهارات» هي لفتة رمزية نحو هوية البلاد الثقافية والتاريخية، حيث كانت كلمة بهارت قديمًا هي اسم دولة الهند حديثًا، وارتبط اسم الهند منذ القدم بالتوابل وتميزت بوجباتها ذات البهارات الكثيرة التي أصبحت رمزا لا يستطيع أي مطبخ في العالم تقريبا أن يستغني عنها.
وعندما يسمع أحد عن الوجبات الهندية سواء كانت نباتية أو حيوانية فلعل أول ما يخطر بباله هو أنه لابد من ان تكون هذه الوجبة حارة ومفلفلة لكثرة التوابل التي استخدمت لإعدادها وكيف لا واسم هذا البلد مقترن بالتوابل منذ القدم.
وشهرة التوابل الهندية أقدم من التاريخ المسجل وتعود الى نحو سبعة آلاف عام على الرغم من أن بعض المؤرخين الهنود يقولون إن سكان شبه القارة الهندية استخدموا التوابل في طهي وجباتهم منذ نحو 52 الف عام مشيرين إلى أن اكتشاف هذه التوابل وإمكانية استخدامها في الطهي تم مصادفة.
وقال دليب داس مؤلف كتاب الاقتصاد المالي لآسيا، إن الحروب كانت تشن في قديم الزمان بسبب التوابل حيث كان العالم العربي يسيطر على تجارة التوابل من خلال الطرق البحرية التي كانت تربطه بالهند وجذبت نفحة التوابل التجار العرب الى سواحل ولاية كيرالا جنوبي الهند التي اشتهرت حينها بالتوابل عالية الجودة.
وأضاف أن بعض المؤرخين يرجعون بداية تجارة التوابل بين الهند والعالم العربي إلى ثلاثة آلاف عام قبل الميلاد حيث كان الفلفل الاسود ملك التوابل والهيل ملكتها مبينا أنه على الرغم من مرور قرون لا تزال التوابل الهندية تستحوذ على نكهة الطعام العربي.
اقرأ أيضاًمن الهند إلى بهارات.. القضاء في ورطة بسبب تعديل اسم الدولة في الدستور
المركزي الهندي: حصة دول «بريكس» في الناتج المحلي العالمي ترتفع لـ30%
«شبرا للصناعات الهندسية» تنجح في تجديد شهادة الأيزو الخاصة بصناعة المحركات
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الهند المسلمين في الهند دولة الهند الهنود الهندوس سكان الهند جنوب الهند حقيقة الهند الهندي الهند تغير اسمها إلى بهارات دولة بهارات أخبار الهند تغییر اسم
إقرأ أيضاً:
الحوثيون في اليمن.. مشروع طائفي إيراني يهدد هوية الوطن
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في تصريح حديث لوزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، سلط الضوء على الدور التخريبي الذي تلعبه ميليشيا الحوثي في اليمن، وارتباطها الوثيق بالمخططات الإيرانية التي تسعى لزعزعة استقرار المنطقة.
وأكد الإرياني في تغريدة له على منصة "إكس"، أن الحوثيين ليسوا سوى أداة لتنفيذ الأجندة الإيرانية، مشيرًا إلى أن مشروعهم لم يكن يومًا يمنيًا ووطنيًا، بل هو امتدادٌ لولاية الفقيه الإيراني، التي تهدف إلى تحويل اليمن إلى نسخة أخرى من العراق أو لبنان، حيث تتحكم الميليشيات الطائفية في مفاصل الدولة، وتنفذ توجيهات طهران دون أي اعتبار لمصالح الشعب اليمني.
التغريدة جاءت في سياق التأكيد على أن الحوثيين لم يسعوا إلى بناء دولة أو تقديم أي تنمية حقيقية، بل على العكس، لم يقدموا لليمن سوى الدمار والحرب، منذ سيطرتهم على صنعاء في عام ٢٠١٤.
وخلال هذه الفترة تسببوا في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية عالميًا، حيث تم تدمير البنية التحتية ونهب الموارد الاقتصادية وتجنيد الأطفال والزج بهم في المعارك، فضلًا عن فرض الجبايات على المواطنين والتجار، مما أدى إلى انهيار الاقتصاد وزيادة معاناة الملايين من اليمنيين.
كما أشار الإرياني إلى أن الحوثيين حاولوا تغيير هوية اليمن عبر نشر الفكر الطائفي وفرض شعارات مستوردة من إيران، إلا أن هذه المحاولات مصيرها الفشل، لأن اليمن كان وسيبقى جزءًا أصيلًا من محيطه العربي، ولن يكون تابعًا لإيران أو أي مشروع دخيل.
وذكر في تغريدته أن التاريخ يشهد بأن اليمن هو مهد العروبة، ولن يقبل أبناؤه الأحرار أن يكونوا أتباعًا لمشروع خارجي يسعى إلى تدمير البلاد وطمس هويتها.
واختتم الإرياني تغريدته برسالة واضحة تعبر عن موقف الحكومة والشعب اليمني، قائلًا: "الحوثي إيراني لا يمني، اليمن سيعود حرًا خاليًا من الميليشيات الإيرانية"، وهو ما يعكس الإصرار على استعادة الدولة اليمنية وتحقيق الاستقرار، بعيدًا عن التدخلات الإيرانية التي تسعى إلى تحويل اليمن إلى ساحة لصراعاتها الإقليمية.
ويرى المراقبون أن تصريح وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني يحمل رسالة قوية تعكس الواقع الذي تعيشه اليمن في ظل سيطرة ميليشيا الحوثي، المدعومة من إيران على أجزاء من البلاد.
فقد أكد الإرياني أن الحوثيين ليسوا سوى أداة لتنفيذ أجندات خارجية تهدف إلى زعزعة استقرار اليمن والمنطقة، وأن مشروعهم لم يكن يومًا وطنيًا أو تنمويًا، بل هو امتداد لمشروع ولاية الفقيه الإيراني، كما أشار إلى الانتهاكات المستمرة التي ترتكبها هذه الميليشيا، والتي أدت إلى تدمير البنية التحتية، وتفاقم الأزمة الإنسانية، وانهيار الاقتصاد اليمني. وتأتي تصريحات الوزير اليمني ضمن جهود الحكومة اليمنية لتوضيح مخاطر استمرار سيطرة الحوثيين، وضرورة التصدي لمخططاتهم الهادفة إلى تغيير هوية اليمن وإلحاقه بالمشروع الإيراني في المنطقة. ومن خلال تأكيده على أن اليمن سيظل عربيًا، شدد الإرياني على أن أبناء اليمن الأحرار لن يقبلوا بأن يكونوا تابعين لأي مشروع دخيل، وأن النضال مستمر حتى تحرير البلاد من هذه الميليشيات.
أساليب تعذيب وحشية في سجون الحوثيين
وفي سياق آخر تشكل انتهاكات حقوق الإنسان في سجون الحوثيين إحدى القضايا التي تثير قلق المنظمات الحقوقية الدولية، نظرًا لما يتعرض له المعتقلون من تعذيب وإهمال طبي وإخفاء قسري، ما يؤدي في كثير من الحالات إلى وفاتهم. وفي هذا السياق عُقدت ندوة حقوقية في مدينة جنيف السويسرية على هامش اجتماعات الدورة الـ٥٨ لـ"مجلس حقوق الإنسان"، تحت عنوان "الرعب وراء القضبان"، حيث سلطت الضوء على الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها جماعة الحوثيين المدعومة من إيران في سجونها.
وكشفت الندوة عن حجم الجرائم التي تطال المعتقلين، بما في ذلك التعذيب الوحشي، الإخفاء القسري، وأحكام الإعدام التي تستخدم كوسيلة لترهيب المعارضين.
كشفت الندوة عن توثيق مقتل ٦٧١ معتقلًا في سجون الحوثيين بين عامي ٢٠١٤ ومنتصف ٢٠٢٢، نتيجة التعذيب والإهمال الطبي والتصفية الجسدية، كما تم تسجيل ٩٨ حالة لمعتقلين تعرضوا للحقن بمواد سامة، توفوا بعدها بأيام من إطلاق سراحهم.
وأورد تقرير صادر عن "المنظمة اليمنية للأسرى والمختطفين" إحصاءات مروعة، حيث ارتكبت الجماعة الحوثية أكثر من ١٧٫٦٠٠ حالة تعذيب جسدي في سجونها، إضافة إلى ٢٫٠٠٢ حالة إخفاء قسري، شملت ١٢٥ طفلًا و١٦ امرأة، وذلك خلال الفترة الممتدة من سبتمبر ٢٠١٥ حتى ديسمبر ٢٠٢١.
كما تناولت الندوة مسألة أحكام الإعدام التي تنفذ داخل وخارج السجون الحوثية، وتأثيراتها السلبية على الحرية والديمقراطية وحرية التعبير، معتبرة أن هذه الأحكام تكرس فكرة القبول بالانتهاكات كعقوبة ضد كل من يعارض الجماعة.
واستعرضت الندوة شهادات لمعتقلين سابقين، من بينهم جمال المعمري، رئيس "منظمة إرادة لمناهضة التعذيب والإخفاء القسري"، الذي تحدث عن الجرائم التي تعرض لها خلال فترة اعتقاله، والتي تسببت له في إعاقة دائمة.
كما أشار إلى وجود آلاف المعتقلين والمخفيين قسرًا في سجون الحوثيين، الذين يعانون يوميًا من أساليب تعذيب وحشية، مشبهًا هذه الممارسات بتلك التي يتبعها النظام الإيراني.
ويؤكد المراقبون أن ما يجري في سجون الحوثيين يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، ويعكس استمرار سياسة القمع والتنكيل التي تمارسها الجماعة ضد معارضيها، وشددوا على ضرورة تحرك المجتمع الدولي للضغط على الحوثيين لوقف هذه الجرائم، ومحاسبة المسئولين عنها لضمان تحقيق العدالة وإنهاء معاناة المعتقلين.
وتعد الانتهاكات التي كشفت عنها الندوة مؤشرًا خطيرًا على تدهور أوضاع حقوق الإنسان في مناطق سيطرة الحوثيين، حيث تستخدم الجماعة السجون كأداة للقمع والتخويف، ويظل تدخل المجتمع الدولي أمرًا ضروريًا لوقف هذه الممارسات الوحشية وحماية حقوق المعتقلين، في ظل استمرار الجماعة في تجاهل كل النداءات الحقوقية والدولية.