فكرت كثيرًا فى سبب تلك «التلافيف» المكتبية التى يجب أن يمر عليها المواطن للحصول على ورقة أو وثيقة أو مستند ما يخصه، وسر حفنة التوقيعات والأختام التى ستمتلئ بها الورقة إلى درجة تهدد النص المكتوب بها بالتشويه، ولم أجد إجابة مقنعة سوى عبارة «عدم ثقة».
نعم نحن نعانى من نظام إدارى يفتقد الثقة فى بعضه البعض، رئيس مجلس الإدارة فاقد الثقة فى المدير العام، وهذا الأخير فاقد الثقة فى الرئيس التنفيذى، وهذا بدوره فاقد الثقة فى مدير الإدارة، وهذا أيضا فاقد الثقة فى رئيس القسم أو الإدارة، وهذا بدوره فاقد الثقة فى كبير الموظفين، وهذا الأخير فاقد الثقة فى الموظف الذى يتعامل مباشرة مع الجمهور، هذا إن صح فهمى لدرجات السلم أو السلالم الوظيفية التى تضج بها المصالح والمؤسسات الحكومية ذات الصبغة الخدمية مع المواطن.
ومن هنا يبدأ الهرم الوظيفى فى التطبيق والترجمة حرفيًا وبيروقراطيا على أوراق المواطنين، وعلى المواطن بالطبع أن يبدأ الهرم من القاع، بل من تحت الأقدام إن صح التعبير، فمن الموظف العادى، لرئيس المكتب إلى كبير الموظفين، الخ..!، الخ..!، وذلك حتى يُصدق الأكبر على توقيع الأصغر فى الدرجة الوظيفية، وهكذا، وهو ما أسميه عدم ثقة وظيفة، ومركزية شديدة التعقيد فى تسيير الإجراءات وإنهاء الخدمات.
ومسكين هذا المواطن، كلما حصل على توقيع أو ختم على أوراقه، أطلق الشهادتين، إلى أن تنتهى جولته المكوكية، وسيكون محظوظًا إذا كانت تلك التوقيعات والأختام المطلوبة موجودة فى بناية واحدة، ولا يهم تعدد المكاتب التى سيطرقها، والتى سيقف متذللًا على أبواب الجالسين المنتفخين الأوداج كبرًا خلف المكاتب، أما سييء الحظ، فسيكون مطالبًا بأن يلف بأوراقه على أكثر من مبنى وقطاع خدمات فى مناطق وأحياء متباعدة من القاهرة الساحرة.
فى الواقع هو شيء غامض، معقد، لغز كالسحر الأسود هذا الذى يجب علينا فك طلاسمه لنفوز بورقة رسمية، ونحصل على طلب خدمى من مطالب حياتنا، يضاف إلى ذلك أشياء غير مفهومة على الإطلاق، حتى لو استعرنا لها خبيرًا أجنبيًا فى الإدارة ليفسرها لنا، فمثلًا لماذا نذهب إلى مكتب بريد لاستخراج شهادة مخالفات للسيارة قبل تجديد رخصتها، وندفع فى البريد قيمة المخالفات، لماذا لا يكون بمكتب المرور هذه الخدمة فى أكثر من شباك وليس شباكًا واحدًا لمواجهة الزحام وللحفاظ على وقت وجهد المواطنين، لأن تحصيل الأموال من المواطنين يستحق أن نفتح له الشبابيك ونيسر له الخدمات.
ولماذا عند تجديد رخصة السيارة أيضًا يتم المرور عبر أربعة أو خمسة شبابيك، وكل شباك يطلب منك طلبًا؟، لماذا لا يتم عمل كل المطلوب لتجديد الرخصة فى شباك خدمى واحد، على أن تتكرر نسخة هذا الشباك، بحيث يقف المواطن على شباك واحد، فيختم كل أوراقه، ويدفع كل المطلوب منه، ويخلص حاله فى سلاسة ومرونة.
ولماذا يضطر ولى الأمر إلى التوجه لمكتب البريد أيضا؟ لدفع مبلغ صغير تافه فى حوالة بريدية مشفوعة بالرقم القومى للابن المراد نقله من مدرسة لأخرى، وبصورة بطاقة ولى الأمر، لماذا لا يتم فتح شباك لهذه الخدمة أو شبابيك بالإدارة التعليمية أو حتى بالمدرسة، على أن تقوم وزارة المالية بفتح هذه الشبابيك، لأن هذه الأموال خاصة بالدولة، وتوجه للمالية، ويتم التيسير بذلك على أولياء الأمور.
التفكير السلبى يخبرنى أن الإبقاء على تعدد الشبابيك لقضاء خدمة أو إنهاء ورقة أو طلب واحد للمواطن، ليس هدفه الحفاظ على بيروقراطية عقيمة متعفنة موروثة من عهود الاستعمار لمصر وصولا إلى الاستعمار التركى القديم حتى، وليس هدفه تعقيد حياة المواطن وإرهاقه، وشغله بأموره الشخصية عما سواها، بل أرى أن هدفه استمرار فتح شبابيك للفساد والرشوة، وأتحدى أن مواطنا عاديا فى مصر أنجز خدمة ما دون أن يسقى أحدًا ما «شاي بالياسمين».. وللحديث بقية.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: هو مين الغلطان 5 وزارة المالية الإدارة التعليمية
إقرأ أيضاً:
الدوري المصري.. مصطفي شلبي يحرز الهدف الثاني للزمالك في شباك حرس الحدود
أحرز مصطفي شلبي لاعب نادي الزمالك، الهدف الثاني في شباك حرس الحدود في الدقيقة 35 من عمر المباراة.
جاء الهدف بعد تمريرة رائعة من لاعب خط الوسط محمد شحاتة انفرد علي اثرها شلبي بحارس المرمي مسجلا الهدف الثاني للزمالك.
وكان محمد أشرف روقا لاعب حرس الحدود، أحرز هدف التعادل في شباك الزمالك بعد احتساب ركلة جزاء لصالح فريقه.
وتقدم للزمالك أحمد سيد زيزو بالهدف الأول في الدقيقة 14 من عمر المباراة.
وجاء الهدف، بعد تمريرة رائعة من دونجا إلى عمر جابر الذي مررها بصدره إلى زيزو ليسدد الكرة داخل الشباك.
وأجرى الجهاز الفني للفريق الأول لكرة القدم بنادي الزمالك بقيادة السويسري كريستيان جروس تعديلا على اللاعبين البدلاء في مباراة الأبيض أمام حرس الحدود.
ودفع الجهاز الفني للفريق بسيف جعفر على مقاعد البدلاء بدلاً من محمد السيد الذي تعرض للإصابة أثناء عمليات الإحماء.
تشكيل الزمالك أمام حرس الحدود
حراسة المرمى : محمد عواد.
خط الدفاع : أحمد فتوح – حسام عبد المجيد – محمود حمدي "الونش" – عمر جابر.
خط الوسط : نبيل عماد دونجا – محمد شحاتة – عبد الله السعيد.
خط الهجوم : مصطفى شلبي – حسام أشرف – أحمد مصطفى "زيزو".
ويتواجد على مقاعد البدلاء، محمد صبحي وحمزة المثلوثي وأحمد محمود ومحمود بنتايج وسيف جعفر ومحمود عبد الرازق "شيكابالا" وكونراد ميشالاك وسيف الجزيري وناصر منسي.
جدول ترتيب الدوري المصري
1- الأهلي: 18 نقطة
2- بيراميدز: 17 نقطة
3- سيراميكا كليوباترا: 15 نقطة
4- الزمالك: 14 نقطة
5- زد إف سي: 13 نقطة
6- المصري البورسعيدي: 12 نقطة
7- البنك الأهلي: 11 نقطة
8- بتروجيت: 10 نقاط
9- فاركو: 10 نقاط
10- الإسماعيلي: 9 نقاط
11- الاتحاد السكندري: 9 نقاط
12- غزل المحلة: 8 نقاط
13- سموحة السكندري: 8 نقاط
14- طلائع الجيش: 8 نقاط
15- إنبي: 7 نقاط
16- حرس الحدود: 6 نقاط
17- الجونة: 6 نقاط
18- مودرن سبورت: 4 نقاط