بوابة الوفد:
2025-01-31@00:26:47 GMT

مقامات فى حضرة المحترم (2-2)

تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT

يتمثل إبداع (الوكيل) فى قدرته على إضاءة النص.. (هو يجعلك ترى ما لم تكن تراه فى الذى تراه).. بمعنى أنك تقرأ النص فتراه أنت بشكل ما، ولكن عندما تقرأ النقد المقدم أو الرؤية المقدمة من (الوكيل) فإذا بك تستجلى الكثير والكثير من الرؤى لما قرأت. أن ما قرأته يشى بالكثير من الأبعاد كانت خافية عنك قبل قراءة (الوكيل).

يحذرنا الوكيل من القراءة الموجهة أو المؤدلجة، ففى تلك القراءة ينطفئ النص ليقف عند ما تريده أو ما تعتقده..»..القراءات الموجهة تحرم النص من أن يضئ بتناقضاته الداخلية، وتحرمنا من الجدل معها، بسبب لهجتها الحاسمة». هناك من تحدوهم الرغبة فى تضخيم ظلال الأيديولوجية بين أعمال محفوظ. تثبيت أفكارهم بيقين، ويوهم أنها ستعمل فى وعى الأجيال القادمة بنفس اليقين، الأمر يتجاوز المصادرة على المستقبل فحسب، بل يرقى إلى أمر الاعتقال، أعنى اعتقال النص.

ويعرض لنا الوكيل لمصطلح لم أجده إلا عند الوكيل على حد علمى، وهو (العنف النقدي)، وفى ظنى أن (العنف النقدي) بدأ مبكرًا مع نجيب محفوظ، فهذا سيد قطب فى معرض تناوله لرواية «زقاق المدق» (1947) يقول: «إنها قصة المجتمع المصرى الحديث وما يضطرب فى كيانه من عوامل، وما يصطدم فى أعماقه من اتجاهات، قصة الصراع بين الروح والمادة، بين المادة والعقائد الدينية والخلقية والاجتماعية والعلمية، بين الفضيلة والرذيلة، بين الغنى والفقر، بين الحب والمال فى مضمار الحياة».

إن النظرة إلى حياة الزقاق بوصفها مجموعة من المتقابلات الذهنية التى لا تقبل المصالحة مثل الروح والمادة، والفضيلة والرذيلة، تدخلنا فى منطق ثنائى ضيق، لا يمكننا من فهم الرواية، بقدر ما يمكننا من فهم سيد قطب نفسه، بوصفه شخصية حدية، صنفت الناس بين مسلمين وكافرين فيما بعد، ربما سيد قطب (الناقد) لم يكن يبحث فى «زقاق المدق» عن صورة الواقع، كما يعيشه أهل الزقاق، بلا التفات إلى المثاليات، ولا قلقه الداخلى حول الروح والمادة والفضيلة والرذيلة والدين والعلم، إنها إشكاليات صدمة الحداثة التى لم يحلها سيد قطب مع نفسه، ولا بأس أن نرى أنفسنا فى الأعمال الروائية، بل يبدو أن هذا هو السعى للقراءة، لكنه لا يلزم الآخرين بشيء.

لقد كانت رغبة نقاد الواقعية الاشتراكية ملحة فى استنطاق محفوظ ليحدد موقفه من الاشتراكية والرأسمالية والشيوعية والدين والعلم، وسوف نرى أن جعفر الراوى قد اختبرها جميعا، ولم تخرجه من «قلب الليل». كان وعى نجيب محفوظ أكثر تعقيدًا من المعانى الأحادية التى تنتجها المثاليات والصور الذهنية.

وإذا كان النقاد قد قسموا إنتاج محفوظ إلى مراحل، فهذا شأنهم، هذه طريقتهم فى العزل والاختيار والتصنيف والفحص المعملى سيضمن دقة عملهم، لكن هذا لا يضمن لنا دقة نتائجهم، فجدل التاريخ يتأبى على هذا التقسيم الصارم.

إن كثيرًا من أعمال محفوظ لم تسلم نفسها للقوائم المرحلية والمرجعيات الأيديولوجية، كما أن كثيرًا من أعماله تجاوزت الحدود النوعية الحاسمة. ويبقى القول أن قراءة كتاب (الوكيل) هامة؛ لأنها تتيح للذهن رؤية أفضل وأفقًا أوسع.

أستاذ الفلسفة وعلم الجمال - أكاديمية الفنون 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أكاديمية الفنون المجتمع المصري سید قطب

إقرأ أيضاً:

خروج عن النص!!

أطياف
صباح محمد الحسن

طيف أول :
الأرصفة التي تؤرق الشوارع
ما كانت مساحات قتال
كانت مطارح أُنس ومزيج من حكايا وألحان لم تكتمل!!
وتضيق مواعين القبول للمواقف التي تضع أنصارها بالمحك، وليس أمامهم سوى الوقوف على حافة الحيرة لينتهي بهم القرار لرفض عملية "الخروج عن النص" التي تميل حروفها عن السطر، منعطفات تتعارض مع عملية السير في الخط المستقيم
فالقوات المسلحة تواجه الخروج عن النص إستحياء من مواقف القوات التي ترتدي زيها ولا تمتثل لضوابطها ميدانيا، وقبل أن ترفع لجنة التحقيق في إنتهاكات ولاية الجزيرة تقريرها بغية محاسبة الجناة، تعيد الكتائب الإسلامية أعمالها الإجرامية بممارسة قتل المواطنين على طريقتها الوحشية المتهورة
وهذا لايعود التعمد فيه إلا لسببين وهو أن الفلول تريد أن تضع المؤسسة العسكرية وجها بوجه مع جرائمها المنظمة دوليا لتقطع حبل الوصل وكأنها تعاقب القيادة العسكرية بأفعالها على الأرض حتى تحرمها من عشمها في القبول الدولي لتحقيق السلام اوالإشراف على تنفيذ خطتها على الأرض
و بهذه الأفعال تريد إحراج الجيش خارجيا بسبب نيته إفلات يده عنها، لتؤكد له مايحاول تجاهله أنهم ولطالما كانوا رفقاء في الحرب فلابد أن يكونوا شركاء جريمة وإن إبعادهم عن المشهد السياسي يجب أن يشمل قيادة الجيش
والسبب الثاني فإن الكتائب تسعى لأشعال نار الفتنة العنصرية لذلك تختار ضحاياها بعناية حتى تتمكن من الوقيعة بين الجيش والقوات المشتركة.
فقوات مناوي تواجه أخطر عملية "خروج عن النص" حرجا بأنها تحاصرها المسئولية كلما قتلت الكتائب مواطنا بطريقة تتعارض مع المبادئ الأخلاقية ناهيك أن يكون مدنيا او عسكريا بالبرغم من أنها أول المدركين لما تقوم به الكتائب من إستفزاز لمشاعرها إلا أنها مازالت تمد حبال الصبر فبثلما كان مناوي أول الشاجبين لمجزرة "الكنابي "كان بالأمس أول المستنكرين لقتل المواطنين سيما بطريقة "تهشيم الرأس"
وقالت حركة جيش تحرير السودان بقيادة مناوي: ندين جريمة القتل الوحشي لشاب يرتدي زياً رياضياً على يد جنود يرتدون زياً عسكرياً، ونطالب قيادة القوات المسلحة بالتحقيق ومحاسبة الجناة فوراً
و لجنة التحقيق الأولى في مجزرة الكنابي من المقرر أن تضع تقريرها اليوم أمام نائب الرئيس مالك عقار لذلك وقبل أن ينظر عقار لما توصلت اليه اللجنة إرتكبت الكتائب جريمة أخرى وكأنها تريد أن تستمر بقصد في سلسلة الجرائم على أساس عرقي وعنصري فربما تكون هذه الخطة "ب" التي خرجت بها إجتماعات "كرتي" مع كتائبه
ومايجب على القيادة التي تتحدث عن أن هذه الجرائم تأتي بسلوك فردي لايمثل المؤسسة فيجب أن لاتترك هذه الكتائب في الخرطوم وتطالبها بالإنسحاب سيما أنها لاتخوض معاركا فعلية ولاعمل لها سوى التصوير على لافتات المقار المدمرة والبحث عن ( لوكيشن) مناسب للتصوير للوقوف على الأطلال
فالخرطوم لطالما أنها خالية من الدعم السريع وانها تحت سيطرة الجيش فمع من تخوض البراء معاركها!!
ومعلوم أن إعلان السيطرة تسبقه المعارك ولاتأتي بعده
و"خروج عن النص" السياسي لحركات الكفاح السلمية، يضع تقدم على عتبة الإنقسام وتوصية من الآلية السياسية في التنسيقية للهيئة القيادية بفك الإرتباط عن الداعين لتشكيل حكومة موازية وتقدم يجب أن لايهدد مشروعها هذا الخروج لأن الطريق الذي تختاره الحركات طريق نهاية وليس بداية
فالدعم السريع لطالما أنها فقدت الأرض، فعلى أي قاعدة سترفع أعمدة حكومتها المزعومة!! وعقلية حركات الكفاح التي رفعت شعار لا للحرب كيف لها ان تنحاز الي " فكرة حرب" تخصم منها ولاتضيف لرصيدها السياسي وتبدد عندها مبدأ القناعات الراسخ الذي يقوم على مفهوم الوعي لمناهضة الحرب وكل مايترتب عليها من قرارات اليس هذا هو تضييق مواعين المواقف
الذي يجب ان تسبقه لا الرفض للموافقة!!.
طيف أخير :
#لا_للحرب
لجان مقاومة الفاشر: هدوء في المدينة بعد اشتباكات عنيفة اندلعت ( بين الجيش والقوى المساندة ) من طرف والدعم السريع من طرف ثان
ومابين الهلالين هو ماحذرنا من قبل يومين!!.
وغمضُ العين عن شرّ ضلالٌ *** وغضّ الطرف عن جورٍ غباءُ  

مقالات مشابهة

  • مناقشة كتاب «سردية نجيب محفوظ» لمحمد بدوي في معرض القاهرة الدولي
  • خروج عن النص!!
  • القمة العمانية القطرية تشيد بنمو العلاقات الثنائية والمصالح المتبادلة
  • جلالة السلطان وأمير قطر يعقدان لقاءً أخويًا بقصر البركة
  • بيان عُماني قطري مشترك مع ختام زيارة الشيخ تميم بن حمد
  • في حضرة القرآن ومحراب الجهاد.. تتجلَّى عظمةُ الشهيد القائد
  • المؤبد للمتهم بتهمة الأتجار بالمخدرات
  • محامي يتقدم ببلاغ ضد الإعلامية آلاء عبد العزيز| تفاصيل
  • تأجيل استئناف عامل على حكم معاقبته بالسجن 10 سنوات
  • جلالة السلطان في مقدمة مستقبلي الشيخ تميم