بوابة الوفد:
2024-09-29@08:10:13 GMT

مقامات فى حضرة المحترم (2-2)

تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT

يتمثل إبداع (الوكيل) فى قدرته على إضاءة النص.. (هو يجعلك ترى ما لم تكن تراه فى الذى تراه).. بمعنى أنك تقرأ النص فتراه أنت بشكل ما، ولكن عندما تقرأ النقد المقدم أو الرؤية المقدمة من (الوكيل) فإذا بك تستجلى الكثير والكثير من الرؤى لما قرأت. أن ما قرأته يشى بالكثير من الأبعاد كانت خافية عنك قبل قراءة (الوكيل).

يحذرنا الوكيل من القراءة الموجهة أو المؤدلجة، ففى تلك القراءة ينطفئ النص ليقف عند ما تريده أو ما تعتقده..»..القراءات الموجهة تحرم النص من أن يضئ بتناقضاته الداخلية، وتحرمنا من الجدل معها، بسبب لهجتها الحاسمة». هناك من تحدوهم الرغبة فى تضخيم ظلال الأيديولوجية بين أعمال محفوظ. تثبيت أفكارهم بيقين، ويوهم أنها ستعمل فى وعى الأجيال القادمة بنفس اليقين، الأمر يتجاوز المصادرة على المستقبل فحسب، بل يرقى إلى أمر الاعتقال، أعنى اعتقال النص.

ويعرض لنا الوكيل لمصطلح لم أجده إلا عند الوكيل على حد علمى، وهو (العنف النقدي)، وفى ظنى أن (العنف النقدي) بدأ مبكرًا مع نجيب محفوظ، فهذا سيد قطب فى معرض تناوله لرواية «زقاق المدق» (1947) يقول: «إنها قصة المجتمع المصرى الحديث وما يضطرب فى كيانه من عوامل، وما يصطدم فى أعماقه من اتجاهات، قصة الصراع بين الروح والمادة، بين المادة والعقائد الدينية والخلقية والاجتماعية والعلمية، بين الفضيلة والرذيلة، بين الغنى والفقر، بين الحب والمال فى مضمار الحياة».

إن النظرة إلى حياة الزقاق بوصفها مجموعة من المتقابلات الذهنية التى لا تقبل المصالحة مثل الروح والمادة، والفضيلة والرذيلة، تدخلنا فى منطق ثنائى ضيق، لا يمكننا من فهم الرواية، بقدر ما يمكننا من فهم سيد قطب نفسه، بوصفه شخصية حدية، صنفت الناس بين مسلمين وكافرين فيما بعد، ربما سيد قطب (الناقد) لم يكن يبحث فى «زقاق المدق» عن صورة الواقع، كما يعيشه أهل الزقاق، بلا التفات إلى المثاليات، ولا قلقه الداخلى حول الروح والمادة والفضيلة والرذيلة والدين والعلم، إنها إشكاليات صدمة الحداثة التى لم يحلها سيد قطب مع نفسه، ولا بأس أن نرى أنفسنا فى الأعمال الروائية، بل يبدو أن هذا هو السعى للقراءة، لكنه لا يلزم الآخرين بشيء.

لقد كانت رغبة نقاد الواقعية الاشتراكية ملحة فى استنطاق محفوظ ليحدد موقفه من الاشتراكية والرأسمالية والشيوعية والدين والعلم، وسوف نرى أن جعفر الراوى قد اختبرها جميعا، ولم تخرجه من «قلب الليل». كان وعى نجيب محفوظ أكثر تعقيدًا من المعانى الأحادية التى تنتجها المثاليات والصور الذهنية.

وإذا كان النقاد قد قسموا إنتاج محفوظ إلى مراحل، فهذا شأنهم، هذه طريقتهم فى العزل والاختيار والتصنيف والفحص المعملى سيضمن دقة عملهم، لكن هذا لا يضمن لنا دقة نتائجهم، فجدل التاريخ يتأبى على هذا التقسيم الصارم.

إن كثيرًا من أعمال محفوظ لم تسلم نفسها للقوائم المرحلية والمرجعيات الأيديولوجية، كما أن كثيرًا من أعماله تجاوزت الحدود النوعية الحاسمة. ويبقى القول أن قراءة كتاب (الوكيل) هامة؛ لأنها تتيح للذهن رؤية أفضل وأفقًا أوسع.

أستاذ الفلسفة وعلم الجمال - أكاديمية الفنون 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أكاديمية الفنون المجتمع المصري سید قطب

إقرأ أيضاً:

الوكيل: النمو الاقتصادي وانخفاض الانبعاثات الهدف الأول لاستراتيجية مصر لتغير المناخ 2050

شارك الدكتور أمجد الوكيل، رئيس مجلس إدارة هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء، في جلسة حوارية بعنوان "الطاقة منخفضة الكربون: الأساس لمستقبل مستدام" اليوم الخميس  ضمن فعاليات أسبوع الطاقة الروسي، حيث تم مناقشة التحدي الذي يواجه العالم للتغلب على ظاهرة تغير المناخ وتقلب سوق الطاقة.

يأتى ذلك في إطار مشاركة  الدكتور أمجد الوكيل – رئيس مجلس إدارة هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء، في زيارة رسمية لروسيا الاتحادية للمشاركة في أسبوع الطاقة الروسي، وذلك ضمن وفد مصري رفيع المستوى برئاسة  الدكتور محمود عصمت  وزير الكهرباء والطاقة المتجددة.

كما ناقشت الجلسة ضرورة التعاون بين البلدان ومجتمعات الأعمال والمجتمع ككل كأمر حيوي وهام نحو التحول للطاقة المستدامة، وأهمية توحيد الجهود وتبادل الحلول التكنولوجية والمعرفة العلمية والخبرة حتى يتم خلق أساس لمستقبل مستدام مما يساعد في الحفاظ على الكوكب وتحسين جودة الحياة.

وخلال الجلسة وللرد عن سؤال حول الأهداف الاستراتيجية التي وضعتها مصر لتطوير قطاع الطاقة في إطار التوجه العام نحو التنمية المستدامة ودور محطة الطاقة النووية بالضبعة.

وأشار  الدكتور أمجد الوكيل أن "النمو الاقتصادي وانخفاض الانبعاثات" يُعد الهدف الأول لاستراتيجية مصر الوطنية لتغير المناخ 2050 حيث تطمح مصر لزيادة حصة مصادر الطاقة المتجددة والنظيفة في مزيج الطاقة إلى 42% بحلول عام 2035.

وأكد أن استراتيجية الطاقة المصرية تتضمن تنويع مزيج الطاقة بما في ذلك الطاقة المتجددة والطاقة النووية، حيث أن التنويع فى مزيج الطاقة يهدف إلى تقليل استهلاك الوقود الأحفوري، وبالتالي تقليل انبعاث الغازات الدفيئة.

كما أشار الوكيل أن محطة الطاقة النووية بالضبعة هي أحد ركائز التنمية المستدامة لدي مصر وأحد أهم المشاريع المُدرجة في الاستراتيجية المصرية لتحقيق التنمية المستدامة، حيث أن محطة الطاقة النووية بالضبعة بمجرد اكتمالها ستساهم في تعزيز دور مصر في مجال الطاقة المستدامة من خلال إضافة مصدر مستقر للكهرباء منخفضة الكربون مما يساعد في تقليل انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون بما يقدر بنحو 14.5 مليون طن سنوياً والمساهمة بنحو ٣٥ مليار كيلوات ساعة من إجمالي الطاقة في مصرعام ٢٠٣٠.

جدير بالذكر أن المحطة النووية بالضبعة هي أول محطة نووية لتوليد الكهرباء بالطاقة النووية في مصر، ويتم انشاءها في مدينة الضبعة بمحافظة مطروح على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وتبعد حوالي 300 كيلومتر شمال غرب القاهرة. وتتكون المحطة النووية بالضبعة من أربع وحدات للطاقة بقدرة 1200 ميجاوات لكل منها، مزودة بمفاعلات الماء المضغوط من الطراز الروسي VVER-1200 من الجيل الثالث المُطور، التي تعد أحدث تقنيات الجيل والمطبقة بالفعل بمشاريع تعمل بنجاح في الوقت الحالي.

هذا وتحقق محطة الضبعة النووية دفعة هائلة للتنمية الاقتصادية والتكنولوجية، وهذا المشروع يمثل أمناً قومياً تكنولوجياً لجمهورية مصر العربية، بالإضافة الى ان المشروع أمن قومي للطاقة الكهربائية النظيفة والرخيصة للوفاء باحتياجات نهضة البلاد وتنميتها. فخطة «مزيج الطاقة» هي الخطة الإستراتيجية للدولة في توليد الطاقة الكهربائية.

مقالات مشابهة

  • إنذار لمحافظ الجيزة لإزالة ضريح الزاوية التيجانية بإمبابة لدواعي الصالح العام
  • الوكيل: بدء تركيب وعاء الاحتواء الداخلي للمفاعل الثاني بمحطة الضبعة (صور)
  • حمدان بن محمد يزور جامع «حضرة الإمام» في أوزبكستان
  • د. عبدالله الغذامي يكتب: عصر القارئ
  • حمدان بن محمد يزور جامع "حضرة الإمام" في طشقند بأوزبكستان
  • حمدان بن محمد يزور جامع «حضرة الإمام» في طشقند
  • حمدان بن محمد يزور جامع “حضرة الإمام” في طشقند
  • سر أجمل معمار تراثي في الإسكندرية والسبب نجيب محفوظ
  • الوكيل: النمو الاقتصادي وانخفاض الانبعاثات الهدف الأول لاستراتيجية مصر لتغير المناخ 2050
  • الوكيل: النمو الاقتصادي وانخفاض الانبعاثات الهدف الأول لاستراتيجية مصر لتغير المناخ