نص كلمة “أبو الغيط”في الجلسة الافتتاحية للدورة الثالثة للاجتماع الوزاري للحوار السياسي العربي الياباني
تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT
ننشر نص كلمة الأمين العام للجامعة العربية “أحمد أبو الغيط”في الجلسة الافتتاحية للدورة الثالثة للاجتماع الوزاري للحوار السياسي العربي الياباني.
وكان نص الكلمة كما يلي:
معالي السيد سامح شكري
وزير خارجية جمهورية مصر العربية
رئيس الدورة الحالية لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري
معالي السيد هاياشي يوشيماسا، وزير خارجية اليابان
أصحاب السمو والمعالي الوزراء،
أصحاب السعادة السفراء،
السيدات والسادة،
يسعدني أن أرحب بكم جميعًا في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية لعقد فعاليات الدورة الثالثة للاجتماع الوزاري للحوار السياسي العربي الياباني، دورة تصادف مرور عشرة أعوام على مذكرة التفاهم الموقعة بين الجامعة العربية واليابان (عام 2013) لإقامة هذا الحوار السياسي الهام، مما أسهم من دون شك في إرساء الأساس للتشاور والحوار العربي الجماعي مع اليابان، وذلك بالتوازي مع علاقات الصداقة الثنائية الوثيقة التي تربط هذا البلد الصديق مع الدول العربية.
ولا شك أن الحوار والتواصل يسهم في تعزيز الثقة المتبادلة وفي تنمية أواصر الصداقة والتعاون بين الدول، وإنني على ثقة بأن الشراكة ذات المنفعة المتبادلة من شأنها أن توفر المزيد من الفرص للسلام والتنمية.. ويشهد التعاون مع اليابان نموًا ملحوظًا في مختلف المجالات.. لقد حققنا نتائج طيبة ونتطلع إلى المزيد.. إذ بلغ حجم التبادل التجاري بين الدول العربية واليابان نحو 114 مليار دولار عام 2022، وتعد اليابان الشريك التجاري الثالث لعدد من الدول العربية، كما أنها تُصنف ضمن أهم الدول المستثمرة في المنطقة العربية، ويحظى العالم العربي بحصة الأسد في واردات اليابان من النفط والغاز الطبيعي، بنسبة تقدر بنحو 80% من إجمالي هذه الواردات.
وعلى صعيد التعاون الثقافي والعلمي والتنموي، يتواصل العمل على بناء القدرات وتبادل الخبرات التي تتيح للجانب العربي الاستفادة من الخبرات اليابانية المتقدمة في هذه المجالات، بما في ذلك من خلال تبادل البعثات الطلابية والأكاديمية، وإنشاء الجامعات والكراسي العلمية، وإدخال نظم التعليم اليابانية إلى مدارس عربية، وتبادل الزيارات الدراسية، وتنظيم الدورات التدريبية... وأود الإشارة في هذا الصدد إلى آلية الشراكة الثلاثية التي أقامتها جامعة الدول العربية مع كل من اليابان وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والتي تجسدت في عقد سلسلة من الموائد المستديرة للخبراء العرب واليابانيين حول تنفيذ أنشطة ومشروعات ثقافية وتعليمية وتنموية.
السيدات والسادة،
يأتي انعقاد اجتماعنا في وقت يموج فيه العالم بالتحديات والتطورات المتسارعة أمنيًا وسياسيًا واقتصاديًا وتكنولوجيًا وبيئيًا، مما يقتضي مواصلة التنسيق والتشاور حول السبل المثلى لمواجهة تلك التحديات التي تلقي بظلالها على العالم أجمع وعلى المنطقة العربية على وجه الخصوص، ولذلك نتطلع إلى مداولاتنا خلال هذا الاجتماع بما يمثله من فرصة مهمة للحوار والعمل لخدمة مصالحنا المشتركة، وصياغة أجندات إيجابية تخاطب المستقبل وهمومه.
إن تعاظم التحديات الدولية وتشابكها لن يثنينا عن مواصلة الدفاع عن قضايا أمتنا العادلة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، التي كانت وستظل، مهما طال الزمن وكثرت الأزمات، القضية المركزية للأمة العربية، وسوف نواصل العمل مع شركائنا الدوليين من أجل الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها حقه في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وفي هذا الإطار نود الإشادة بدعم اليابان المالي والاقتصادي والإنساني للشعب الفلسطيني.. سواء تلك المساعدات التي تقدمها لوكالة الأونروا.. أو بما طرحته من مبادرات، مثل مبادرة "ممر السلام والازدهار" ومؤتمر "تعزيز التعاون الشرق آسيوي من أجل تنمية فلسطين"، ونتطلع إلى مواصلة هذا الدعم المالي والتنموي للشعب الفلسطيني، كما نأمل من أصدقائنا وشركائنا التحرك السياسي لحشد الدعم الدولي للقضية الفلسطينية في الأمم المتحدة، بما في ذلك دعم مطلب دولة فلسطين العادل بالحصول على عضوية كاملة في الأمم المتحدة، ونتطلع من اليابان أن تحذو حذو الكثير من الدول التي اعترفت بدولة فلسطين، وهو ما يندرج في إطار حل الدولتين المتوافق عليه دوليًا، كما نتطلع إلى دور اليابان الحيوي في هذا الشأن من خلال عضويتها غير الدائمة في مجلس الأمن.
وإننا نجدد إيماننا الراسخ بأن السلام هو الخيار الاستراتيجي في الشرق الأوسط، وفقا لما أقرته قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، ومبادرة السلام العربية التي مر عليها أكثر من عشرين سنة من دون أن تجد استجابة من القوة القائمة بالاحتلال... ويظل الحوار والتفاوض من أجل إيجاد حلول سياسية للأزمات الإقليمية السبيل الأمثل لتحقيق الاستقرار في المنطقة، والازدهار لكافة دولها وشعوبها.
أصحاب السمو والمعالي،
السيدات والسادة،
إن الحروب المتواصلة، في المنطقة وفي العالم، تلقي بظلالها السلبية على الأمن الغذائي للشعوب العربية، وهو تحدٍ خطير ينطوي على تهديدٍ لاستقرار المجتمعات والدول... وندعو إلى تضافر الجهود الدولية لمجابهته للتعامل الفعَّال مع التداعيات السلبية الخطيرة للحرب في أوكرانيا، لا سيما على الدول المستوردة للحبوب.
وعلى صعيد آخر، فإننا ندعم الجهود المبذولة في مجال نزع السلاح وعدم الانتشار النووي، وفقًا للقرارات الدولية ذات الصلة، ونؤكد على إقامة منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط، كما نؤيد كذلك الجهود الدولية في مجال مكافحة الإرهاب، ونزعات التطرف والإسلاموفوبيا، وندعو مجددا إلى العمل على تعزيز الحوار بين الثقافات وبين أتباع الديانات المختلفة، بما يحافظ على التعايش السلمي بين الشعوب.
إن ما يشهده العالم من تطورات تكنولوجية متلاحقة يستدعي عملًا دوليًا متضافرًا من أجل التعامل مع ما يُثار حول مخاطر الذكاء الاصطناعي على مستقبل البشر، والإسهام في توظيف هذا التقدم التكنولوجي غير المسبوق لخدمة الانسان والكوكب، لا سيما في ظل المعاناة المستمرة من الأوبئة والتغيرات المناخية التي لا تستثني أحدًا.
وفي ختام كلمتي أجدد تأكيد عزمنا على مواصلة العمل والتشاور مع أصدقائنا اليابانيين في مختلف مجالات التعاون، آملين أن يتكلل اجتماعنا هذا بالنجاح والتوفيق.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: مساعدات كوكب جمهورية مصر العربية الجامعة العربية الأمين العام المستورد العربی الیابانی الدول العربیة من أجل
إقرأ أيضاً:
وزير الكهرباء: تعزيز التعاون مع اليابان بمجالات الطاقة النظيفة والتحول الأخضر
استقبل الدكتور محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، بمقر الوزارة بالعاصمة الإدارية، السفير إيواي فوميو، سفير اليابان لدى القاهرة، والوفد المرافق له، لبحث التعاون وسبل دعم وتعزيز الشراكة فى مختلف مجالات الكهرباء والطاقات الجديدة والمتجددةـ وبناء وتطوير وتحديث الشبكات.
تعظيم الاستفادة من الخبرات والتكنولوجيات اليابانيةتناول اللقاء استعراض فرص ومجالات التعاون الحالية والمستقبلية بين وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة وشركاتها وهيئاتها التابعة وبين الجانب الياباني، في العديد من المشروعات في مجالات إنتاج الكهرباء وتحسين كفاءة الطاقة والتوسع في مشروعات الطاقة المتجددة، خاصة طاقتي الشمس والرياح وبناء القدرات البشرية في قطاع الكهرباء، وتعزيز التعاون في مجالات الطاقة النظيفة والتحول الأخضر، والاستفادة من التكنولوجيا اليابانية وتوطين صناعة المهمات الكهربائية في إطار خطة الدولة للتنمية المستدامة.
أكد الدكتور محمود عصمت، عمق العلاقات التاريخية بين مصر واليابان، التي امتدت على مدار 70 عامًا في مختلف مجالات التعاون التنموي، موضحا الحرص والعمل الدائم على تطوير التعاون الثنائي بين البلدين في العديد من القطاعات التنموية والاقتصادية والاستثمارية، لا سيما في مجالات الطاقة الجديدة والمتجددة لتحقيق الاستدامة، مرحبا بالتعاون مع المستثمرين اليابانيين والشركات اليابانية العاملة فى مجال الطاقة في ضوء الشراكة الاقتصادية القوية بين البلدين، مشيرا إلى اهتمام الحكومة بجذب وتشجيع القطاع الخاص المحلي والأجنبي للاستثمار في مجال الطاقة المتجددة، وإضافة قدرات توليديّة جديدة في إطار استراتيجية عمل الوزارة.
وقال وزير الكهرباء إن هناك تعاون فى مجالات التدريب للاستفادة من الخبرات اليابانية من خلال تنفيذ عدد من البرامج التدريبية، موضحا أهمية برامج إعادة التأهيل والتدريب فى إطار تعظيم العوائد وحسن إدارة الموارد المتاحة والاستفادة من الخبرات المتراكمة لدى الكوادر البشرية، لتحقيق الأهداف المرجوة في ضوء خطة العمل، لتحقيق الاستقرار للشبكة والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة والحد من الفقد التجاري والفني.
وأشار السفير الياباني إلى عمق العلاقات بين مصر واليابان، موضحا الحرص على استمرار التعاون البنّاء وتعزيز فرص الشراكة بين البلدين على المستوى الاقتصادي والاستثماري لخدمة المصالح المشتركة، وتشجيع المزيد من المستثمرين اليابانيين على ضخ استثمارات جديدة فى ضوء خطة التنمية الشاملة في مصر.
التعاون المصري الياباني في مجال الكهرباءجدير بالذكر أن التعاون المصري اليابانى في مجال الكهرباء يشمل العديد من المشروعات لإعادة تأهيل توليد محطات كهرباء شمال القاهرة وسيدى كرير والعطف ومشروع تحسين كفاءة الطاقة لشركات توزيع شمال القاهرة والإسكندرية وشمال الدلتا، وكذلك مشروع إنشاء محطة كهرباء بواسطة الخلايا الفوتوفلطية، ومشروعات توليد الكهرباء من طاقة الرياح بمنطقة خليج السويس ورأس غارب، والمحطة الشمسية بكوم امبو في محافظة أسوان، بالإضافة إلى برامج للتدريب وبناء القدرات.