ننشر نص كلمة الأمين العام للجامعة العربية “أحمد أبو الغيط”في الجلسة الافتتاحية للدورة الثالثة للاجتماع الوزاري للحوار السياسي العربي الياباني.

وكان نص الكلمة كما يلي:

معالي السيد سامح شكري
وزير خارجية جمهورية مصر العربية 
رئيس الدورة الحالية لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري 
معالي السيد هاياشي يوشيماسا، وزير خارجية اليابان
أصحاب السمو والمعالي الوزراء،
أصحاب السعادة السفراء،
السيدات والسادة،
يسعدني أن أرحب بكم جميعًا في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية لعقد فعاليات الدورة الثالثة للاجتماع الوزاري للحوار السياسي العربي الياباني، دورة تصادف مرور عشرة أعوام على مذكرة التفاهم الموقعة بين الجامعة العربية واليابان (عام 2013) لإقامة هذا الحوار السياسي الهام، مما أسهم من دون شك في إرساء الأساس للتشاور والحوار العربي الجماعي مع اليابان، وذلك بالتوازي مع علاقات الصداقة الثنائية الوثيقة التي تربط هذا البلد الصديق مع الدول العربية.

كما يصادف هذا العام مرور 14 عاما على بدء أولى آليات التعاون العربي الجماعي مع اليابان، والمتمثلة في المنتدى الاقتصادي العربي الياباني الذي تأسس عام 2009 في طوكيو. 
ولا شك أن الحوار والتواصل يسهم في تعزيز الثقة المتبادلة وفي تنمية أواصر الصداقة والتعاون بين الدول، وإنني على ثقة بأن الشراكة ذات المنفعة المتبادلة من شأنها أن توفر المزيد من الفرص للسلام والتنمية.. ويشهد التعاون مع اليابان نموًا ملحوظًا في مختلف المجالات.. لقد حققنا نتائج طيبة ونتطلع إلى المزيد.. إذ بلغ حجم التبادل التجاري بين الدول العربية واليابان نحو 114 مليار دولار عام 2022، وتعد اليابان الشريك التجاري الثالث لعدد من الدول العربية، كما أنها تُصنف ضمن أهم الدول المستثمرة في المنطقة العربية، ويحظى العالم العربي بحصة الأسد في واردات اليابان من النفط والغاز الطبيعي، بنسبة تقدر بنحو 80% من إجمالي هذه الواردات. 
وعلى صعيد التعاون الثقافي والعلمي والتنموي، يتواصل العمل على بناء القدرات وتبادل الخبرات التي تتيح للجانب العربي الاستفادة من الخبرات اليابانية المتقدمة في هذه المجالات، بما في ذلك من خلال تبادل البعثات الطلابية والأكاديمية، وإنشاء الجامعات والكراسي العلمية، وإدخال نظم التعليم اليابانية إلى مدارس عربية، وتبادل الزيارات الدراسية، وتنظيم الدورات التدريبية... وأود الإشارة في هذا الصدد إلى آلية الشراكة الثلاثية التي أقامتها جامعة الدول العربية مع كل من اليابان وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والتي تجسدت في عقد سلسلة من الموائد المستديرة للخبراء العرب واليابانيين حول تنفيذ أنشطة ومشروعات ثقافية وتعليمية وتنموية.
السيدات والسادة،
يأتي انعقاد اجتماعنا في وقت يموج فيه العالم بالتحديات والتطورات المتسارعة أمنيًا وسياسيًا واقتصاديًا وتكنولوجيًا وبيئيًا، مما يقتضي مواصلة التنسيق والتشاور حول السبل المثلى لمواجهة تلك التحديات التي تلقي بظلالها على العالم أجمع وعلى المنطقة العربية على وجه الخصوص، ولذلك نتطلع إلى مداولاتنا خلال هذا الاجتماع بما يمثله من فرصة مهمة للحوار والعمل لخدمة مصالحنا المشتركة، وصياغة أجندات إيجابية تخاطب المستقبل وهمومه.
إن تعاظم التحديات الدولية وتشابكها لن يثنينا عن مواصلة الدفاع عن قضايا أمتنا العادلة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، التي كانت وستظل، مهما طال الزمن وكثرت الأزمات، القضية المركزية للأمة العربية، وسوف نواصل العمل مع شركائنا الدوليين من أجل الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها حقه في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وفي هذا الإطار نود الإشادة بدعم اليابان المالي والاقتصادي والإنساني للشعب الفلسطيني.. سواء تلك المساعدات التي تقدمها لوكالة الأونروا.. أو بما طرحته من مبادرات، مثل مبادرة "ممر السلام والازدهار" ومؤتمر "تعزيز التعاون الشرق آسيوي من أجل تنمية فلسطين"، ونتطلع إلى مواصلة هذا الدعم المالي والتنموي للشعب الفلسطيني، كما نأمل من أصدقائنا وشركائنا التحرك السياسي لحشد الدعم الدولي للقضية الفلسطينية في الأمم المتحدة، بما في ذلك دعم مطلب دولة فلسطين العادل بالحصول على عضوية كاملة في الأمم المتحدة، ونتطلع من اليابان أن تحذو حذو الكثير من الدول التي اعترفت بدولة فلسطين، وهو ما يندرج في إطار حل الدولتين المتوافق عليه دوليًا، كما نتطلع إلى دور اليابان الحيوي في هذا الشأن من خلال عضويتها غير الدائمة في مجلس الأمن.
وإننا نجدد إيماننا الراسخ بأن السلام هو الخيار الاستراتيجي في الشرق الأوسط، وفقا لما أقرته قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، ومبادرة السلام العربية التي مر عليها أكثر من عشرين سنة من دون أن تجد استجابة من القوة القائمة بالاحتلال... ويظل الحوار والتفاوض من أجل إيجاد حلول سياسية للأزمات الإقليمية السبيل الأمثل لتحقيق الاستقرار في المنطقة، والازدهار لكافة دولها وشعوبها.
أصحاب السمو والمعالي،
السيدات والسادة،     
إن الحروب المتواصلة، في المنطقة وفي العالم، تلقي بظلالها السلبية على الأمن الغذائي للشعوب العربية، وهو تحدٍ خطير ينطوي على تهديدٍ لاستقرار المجتمعات والدول... وندعو إلى تضافر الجهود الدولية لمجابهته للتعامل الفعَّال مع التداعيات السلبية الخطيرة للحرب في أوكرانيا، لا سيما على الدول المستوردة للحبوب.
وعلى صعيد آخر، فإننا ندعم الجهود المبذولة في مجال نزع السلاح وعدم الانتشار النووي، وفقًا للقرارات الدولية ذات الصلة، ونؤكد على إقامة منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط، كما نؤيد كذلك الجهود الدولية في مجال مكافحة الإرهاب، ونزعات التطرف والإسلاموفوبيا، وندعو مجددا إلى العمل على تعزيز الحوار بين الثقافات وبين أتباع الديانات المختلفة، بما يحافظ على التعايش السلمي بين الشعوب. 
إن ما يشهده العالم من تطورات تكنولوجية متلاحقة يستدعي عملًا دوليًا متضافرًا من أجل التعامل مع ما يُثار حول مخاطر الذكاء الاصطناعي على مستقبل البشر، والإسهام في توظيف هذا التقدم التكنولوجي غير المسبوق لخدمة الانسان والكوكب، لا سيما في ظل المعاناة المستمرة من الأوبئة والتغيرات المناخية التي لا تستثني أحدًا. 
وفي ختام كلمتي أجدد تأكيد عزمنا على مواصلة العمل والتشاور مع أصدقائنا اليابانيين في مختلف مجالات التعاون، آملين أن يتكلل اجتماعنا هذا بالنجاح والتوفيق.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: مساعدات كوكب جمهورية مصر العربية الجامعة العربية الأمين العام المستورد العربی الیابانی الدول العربیة من أجل

إقرأ أيضاً:

تيته تبحث مع أبو الغيط دعم العملية السياسية وإجراء الانتخابات في ليبيا

???? ليبيا – تيته تبحث مع أبو الغيط دعم العملية السياسية وإجراء الانتخابات

???? مشاورات أممية في القاهرة ????
واصلت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة، هانا تيته، مشاوراتها بشأن الأزمة الليبية، حيث عقدت اجتماعًا مع الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، لمناقشة آخر التطورات السياسية في البلاد.

???? التأكيد على ضرورة إجراء الانتخابات ????️
بحث الاجتماع سبل دفع العملية السياسية في ليبيا، مع التأكيد على ضرورة المضي قدمًا نحو تنظيم انتخابات عامة في أقرب وقت ممكن، لضمان استقرار البلاد وإنهاء المراحل الانتقالية.

???? طلب دعم عربي للملف الليبي ????
أطلعت تيته الأمين العام لجامعة الدول العربية على نتائج اجتماعاتها الأخيرة بشأن ليبيا، وطلبت دعم الجامعة لدفع العملية السياسية إلى الأمام، مع الأخذ في الاعتبار التأثيرات الإقليمية على الوضع الليبي.

???? تأكيد عربي على دعم الانتخابات
من جانبه، أكد أبو الغيط دعم جامعة الدول العربية لبعثة الأمم المتحدة في جهودها لتيسير إجراء الانتخابات العامة، مشددًا على أهمية التوافق الوطني بين الأطراف الليبية لتحقيق الاستقرار السياسي.

Previous تكالة يبحث مع الشهوبي مستجدات مشاريع المواصلات واستعدادات افتتاح الطريق الدائري الثالث Related Posts تكالة يبحث مع الشهوبي مستجدات مشاريع المواصلات واستعدادات افتتاح الطريق الدائري الثالث محلي 14 مارس، 2025 الأوجلي: اجتماع إيجابي مع اللجنة الاستشارية لمناقشة الانتخابات وتفسيرات القوانين محلي 14 مارس، 2025 أحدث المقالات تيته تبحث مع أبو الغيط دعم العملية السياسية وإجراء الانتخابات في ليبيا تكالة يبحث مع الشهوبي مستجدات مشاريع المواصلات واستعدادات افتتاح الطريق الدائري الثالث الأوجلي: اجتماع إيجابي مع اللجنة الاستشارية لمناقشة الانتخابات وتفسيرات القوانين عميد بلدية أوباري: تحديات في الوقود وارتفاع الأسعار خلال رمضان غرفة طوارئ واستجابة عاجلة لمكافحة انتشار الجراد الصحراوي في ليبيا

ليبية يومية شاملة

جميع الحقوق محفوظة 2022© الرئيسية محلي فيديو المرصد عربي الشرق الأوسط المغرب العربي الخليج العربي دولي رياضة محليات عربي دولي إقتصاد عربي دولي صحة متابعات محلية صحتك بالدنيا العالم منوعات منوعات ليبية الفن وأهله علوم وتكنولوجيا Type to search or hit ESC to close See all results

مقالات مشابهة

  • توقعات العُمانيين من المشاركة في "إكسبو اليابان"
  • الجامعة العربية تعلن عن إطلاق المؤتمر الدولي لمكافحة كراهية الإسلام
  • تركيا الأولى عالميا ضمن الدول التي يصعب فيها امتلاك منزل!
  • وزير خارجية إيران: مستعدون للحوار مع الدول الأوروبية
  • بينها اليمن.. قائمة الجنسيات التي ستفرض عليها إدارة ترامب حظر سفر
  • الدول التي تدرس إدارة ترامب فرض حظر سفر عليها
  • جامعة الدول العربية تنظم مؤتمرًا دوليًا لمكافحة كراهية الإسلام
  • تيته تبحث مع أبو الغيط دعم العملية السياسية وإجراء الانتخابات في ليبيا
  • السعودية تتفوّق على مصر وإسرائيل.. الدول التي تمتلك أقوى «مقاتلات عسكرية»!
  • بمشاركة سوريا… الاتحاد العربي للأسر المنتجة والصناعات الحرفية والتقليدية يناقش سبل دعم الأسر المنتجة والحرفيين