أهالي قرية بصعيد مصر يشيعون سائحة سويسرية عاشت بينهم سنوات
تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT
شيع المئات من أهالي قرية البعيرات بالأقصر جنوبي مصر، أمس الاثنين، سائحة سويسرية قدمت إلى منطقة الصعيد قبل نحو 8 سنوات وأقامت به بشكل دائم وأوصت نجلها الوحيد بدفنها هناك.
وحسب ما ذكرت صحف محلية فإن "يوحنا بيك رحلت عن عمر ناهز 72 عاما ووري جثمانها الثرى بمقابر دير الشايب غربي قرية البعيرات بالأقصر".
قصة السويسرية يوحنا مع صعيد مصر بدأت عام 2015 عندما جاءت سائحة من بلادها إلى مدينة الأقصر، وبعد زيارة المعابد والمناطق السياحية بالمدينة، اقتربت أكثر من الأهالي، لتقرر الاستقرار في منزل متواضع بقرية البعيرات، غربي الأقصر، حسب الصحف المحلية.
وبعد أن أخذت يوحنا قرارها النهائي بالاستقرار في القرية الصعيدية أرسلت لنجلها الوحيد دانيال -الذي يعمل بالتصوير وسبق له أن زار مصر لأول مرة عام 2000- حيث قدم إلى مصر مرة أخرى ليعيش بجوار والدته.
وتقول صحف محلية إن دانيال اعتنق الإسلام ونطق بالشهادتين أمام شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، في نوفمبر/تشرين الثاني 2018، وغيّر اسمه إلى ريان، وكان يرتدي الجلباب الصعيدي.
وتعلمت السائحة السويسرية لهجة أهل الصعيد، وأقامت علاقات اجتماعية مع سيدات القرية وارتدت زيهن، وشاركتهن أحزانهن وأفراحهن وكانت توزع المساعدات على الفقراء والمحتاجين.
وحسب النشطاء، فإن "يوحنا كانت قريبة جدا من أهالي القرية وحزنوا كثيرا عندما مرضت واحتجزت في مستشفى الكرنك الدولي وزاد حزنهم بوفاتها".
وعشقت يوحنا وابنها ريان مدينة الأقصر التاريخية، كما حرصا على القيام بمبادرات خيرية لصالح أهالي القرية.
ولأنه يعشق التصوير ولديه ولع بالحضارة المصرية القديمة والإسلامية، دشن ريان صفحة على فيسبوك تحت اسم "Amun Tours Egypt" ورفع عليها أكثر من 7 آلاف صورة تروج للمناطق الأثرية في مصر.
وفي 29 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أقام ريان معرضا يضم 6 آلاف صورة التقطها في الأقصر، وحمل المعرض عنوان "وادي الملوك بعيون سويسرية".
يذكر أن عام 2014 شهد دفن السائحة الإنجليزية جوليان بربرا شميث (57 عاما) بمنطقة الكرنك التاريخية بالأقصر تنفيذا لوصيتها بعد أن عاشت هناك 19 عاما.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
مجلة سويسرية: البابا فرنسيس جعل الكنيسة الكاثوليكية صوتا للسلام في زمن الحرب
أكد رئيس تحرير مجلة "فيلتفوخه" روجر كيبل أن البابا فرنسيس رسخ مكانة الكنيسة الكاثوليكية كصوت للسلام في زمن الحرب عبر دعواته المتكررة للغرب وكييف للتفاوض وإنهاء النزاع في أوكرانيا.
وقال كيبل: "في وقت كان فيه جميع السياسيين النافذين في واشنطن وبروكسل مسكونين بحمى الحرب، ويتغذون على صور العدو الشرير المزعوم المتمثل بروسيا، كان لدى فرنسيس الشجاعة لتوبيخ السياسيين الغربيين المتغطرسين على أخطائهم في أوكرانيا".
وأضاف أن موجة الانتقادات الشديدة التي أعقبت تلك المواقف لم تثن البابا عن موقفه، بل على العكس، أبدى تفهما لموقف روسيا.
وتابع كيبل: "في مثل هذه اللحظات، بدت جلية قوة الكنيسة وسلطتها الأخلاقية، تلك الكنيسة التي لا تختبئ خلف جدران القصور، بل تسبح ضد التيار وتواجه التيارات العلمانية. وبفضل صدقه المباشر، الذي يكاد يلامس السذاجة أحيانا، نجح البابا في الحفاظ على مصداقيته أمام المجتمع الدولي، وجعل من الكنيسة صوتا للسلام في زمن الحرب".
وكان البابا فرنسيس قد وجه عدة دعوات لإجراء مفاوضات بشأن أوكرانيا، من بينها تصريح أدلى به عام 2024 في مقابلة صحفية، قال فيه إن "من يدرك أنه بات في موقف ضعيف أو أن الأمور لا تسير كما ينبغي، عليه أن يتحلى بالشجاعة ويمضي نحو التفاوض، لتجنب الأسوأ والحؤول دون سقوط مزيد من الضحايا".
وقد استخدم في هذا السياق عبارة "رفع الراية البيضاء"، وهو ما فسرته بعض وسائل الإعلام الغربية على أنه دعوة لاستسلام كييف، ما أثار انتقادات حادة من قبل سياسيين غربيين وأوكرانيين ممن يريدون تغذية الصراع بدلا من إيقافه.
تجدر الإشارة إلى أن البابا فرنسيس تولى رئاسة الكنيسة الكاثوليكية منذ عام 2013، وتوفي الاثنين الماضي عن عمر ناهز 89 عاما.
ومن المقرر أن تقام مراسم تشييعه يوم السبت، 26 أبريل، وأعلن الفاتيكان أن نحو 130 وفدا أكدوا مشاركتهم في المراسم، من بينهم نحو 50 رئيس دولة وعشرة من الملوك الحاليين.
وتقام مراسم الوداع في كاتدرائية القديس بطرس، فيما أوصى الراحل بأن يوارى الثرى في بازيليك سانتا ماريا ماجوري (العذراء الكبرى). ومن المقرر أن تُجرى مراسم الدفن يوم 26 أبريل.
وفي الأرجنتين، مسقط رأس البابا، أعلنت حالة حداد وطني لمدة أسبوع إثر وفاته.