قال سبحانه وتعالى «وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى «1» وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى «2» الآية 1و2 سورة الليل، ولقد أقسم الله سبحانه وتعالى بالليل حين يغطى بظلامه كل ما كان مضيئا، وحينها يسكن الخلق جميعا عن الاضطراب والضرب فى الأرض، ويغشاهم النوم الذى جعله الله سبحانه وتعالى راحة لأبدانهم وغذاء لأرواحهم.
إن الليل هو مرحلة السكون والراحة بعد العمل والسعى وراء الرزق، وهى الفترة التى يتخلص فيها الإنسان من التعب عن طريق الراحة والنوم، وفى الليل يزدان القمر بأشكاله المختلفة ويعكس ضوء الشمس بخجل واضح، ويتلاشى تدريجيا تاركًا للنجوم مكانه، وفى الليل سكون وفى السكون راحة، وفى الليل همسات الريح وهمسات البشر.
ياليل طال بى سهرى، وساءلتنى النجوم عن خبرى، ما زلت فى وحدتى أسامرها، حتى سرت فيك نسمة السحر، وأنا أسبح فى دنيا تراءت لعيونى قصة أقرأ فيها صفحات من شجونى، بين ماضٍ لم يدع لى غير ذكرى عن خيالى لا تغيب، وآمال صورت لى فى غد لقيا حبيب لحبيب، إنه الليل بكل ما يحمله من أسرار وبكل ما يحمله من تطلعات لغد آتٍ حين يتجلى النهار ويبدأ الإنسان فى الضرب فى الأرض، ويمشى فى مناكبها أملا فى الرزق وفى رحمة الله ولطفه.
فى الليل تسكن الأنفس ويطمئن الفؤاد، وفى الليل أجمل أوقات الحديث مع النفس لكى تكتشفها، إن ثوانى ودقائق الليل أجمل الأوقات، فأنرها بسكونك بالدعاء والمناجاة، فالليل صديق أهل دعاء السحر وحبيب أهل المناجاة، إن الليل بظلامه الحالك لا يستمر لأن النهار سوف يتجلى، وهذا الأمر يعطى للإنسان دائمًا الأمل فى الحياة بعسرها وكبدها.
فى الليل ترى القمر وهو فى بدايته هلالا، ولعل هذا الأمر يبعث على التفاؤل؛ لأن القمر سوف يتحرك ويكون بدرا مكتملا، وهنا يعطى هذا الأمر للإنسان الأمل فى حركة الحياة وعدم توقفها عند نقطة معينة، فعلى الإنسان أن ينطلق بآماله إلى القمر، فإذا لم يصل إلى القمر فإنه سوف يستقر بين النجوم، إنه التفاؤل والأمل فى غد.
إن الليل هو مقدمة عظيمة للفجر والفجر آية من آيات الله اللا محدودة فى الكون، ففيه السكون الجميل وفيه الدعاء والمناجاة لرب الكون العظيم، فما أجملك أيها الفجر، فكأنك تفجر الطاقات لأنك تركت الليل وراءك استعدادًا لتجلى النهار الذى يجعل الإنسان مقبلا على الحياة مبتهجًا، وحينها يجعل الإنسان لكل يوم صفحة فيطوى صفحة الأمس ويتركها، ويأمل فى صفحة اليوم الجديد حين يترك وراءه سكون الليل الذى أدى واجبه فى راحة الإنسان وتأمله وتجميع قواه من جديد حين يتجلى النهار، هكذا الحياة تتقلب بين ليل حالك ونهار ساطع، فعلينا أن نأخذ منها أجملها فى حاضرها، أما غدها فإنه فى ظهر الغيب.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: جمال الليل قال سبحانه وتعالى ضوء الشمس سورة الليل فى اللیل
إقرأ أيضاً:
ذنوبي كثيرة هل يتوب الله علي؟.. الشيخ محمد كساب يجيب
أكد الشيخ محمد كساب، الداعية الإسلامي، أهمية الرجوع إلى الله وعدم اليأس من التوبة مهما كانت الذنوب التي قد يرتكبها الإنسان، قائلا: "إوعى تيأس من إصلاح نفسك مهما كانت ذنوبك، قول لنفسك أنا راجع تاني ودلوقتي حالاً، توب لربنا سبحانه وتعالى، وهو سيقبلك ويغفر لك مهما كانت معاصيك".
وأضاف الشيخ محمد كساب، خلال تصريح: "ربنا سبحانه وتعالى أرحم وأكرم من أن يغلق باب التوبة في وجه عباده، حتى إذا كان الإنسان قد ارتكب ذنبًا عظيمًا، مثل قتل 100 نفس، فقد قبله الله وتاب عليه، فما بالك بأعمالنا الصغيرة؟ الله سبحانه وتعالى يقبل توبة التائبين، ويغفر لهم إذا كانوا صادقين في رجوعهم".
وتابع: "الشيطان يزرع في قلوبنا اليأس، فيقول لنا: 'لقد فعلت الكثير من الذنوب، لا أمل في التوبة'، لكن الله سبحانه وتعالى قال لنا في القرآن الكريم: 'ولا تيأسوا من روح الله'، هذا نداء من الله لنا، نحن المذنبين، ليشجعنا على الرجوع إليه وعدم اليأس".
وأوضح الشيخ محمد كساب: "الله عز وجل ينادي علينا في القرآن ويقول: 'يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله'، هذا نداء خاص للمذنبين، ليعلموا أن الله يغفر كل الذنوب مهما كانت، صغيرها وكبيرها، إذا تابوا وندموا".
وأشار إلى حديث قدسي آخر حيث قال الله عز وجل: "يا ابن آدم، إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي".
وختم: "لا تيأس من رحمة الله، فالله يحب التوابين. والتوبة هي أن تعود إلى الله كلما أخطأت، وأن تندم على ما فعلت، وتعمل أعمالًا صالحة لتجدد علاقتك بالله".