بوابة الوفد:
2025-02-06@19:36:07 GMT

تأملات فى ديناميكيات البريكس العالمية (٢)

تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT

تناولنا فى المقال السابق كيف أن دخول مصر تجمع البريكس يخدمها على جميع المستويات، واستعرضنا حرص مصر الدائم على توسيع وتدعيم علاقات التوازن مع جميع القوى العالمية، وبالتالى فإن إعلان قمة بريكس عن انضمام مصر للتجمع وحصولها على العضوية الكاملة، جاء ليؤكد أن الرئيس «السيسي» لا يتكلم من فراغ، وأن هناك الكثير من التحركات والإجراءات التى لا يتم الإعلان عنها إلا بعد إتمامها بالشكل الذى يخدم الدولة المصرية وشعبها.

وتفيد الأرقام الرسمية أن الأعضاء المؤسسين فى بريكس يمثلون 30 % من الناتج الإجمالى العالمى، وبإضافة الأعضاء الجدد سيصبح التجمع قوة اقتصادية هائلة، وهذا يتزامن مع توقع بنك الاستثمار الأمريكى «جولدمان ساكس»، أن تصبح الصين أكبر اقتصاد عالمى قبل حلول عام 2075، حيث قدر الناتج المحلى الإجمالى لها بـ57 تريليون دولار، فيما ستتفوق الهند على الولايات المتحدة لتصبح القطب الثانى فى الاقتصاد العالمى مع ناتج محلى إجمالى 52.5 تريليون دولار، متجاوزة الولايات المتحدة والتى ستأتى فى المرتبة الثالثة بناتج إجمالى 51.5 تريليون دولار. وسيصعد الاقتصاد المصرى متقدمًا على كثير من الاقتصادات الأوروبية، مع ناتج محلى إجمالى يتجاوز 10 تريليونات دولار، وحاليًا يقدر حجم التبادل التجارى بين مصر والأعضاء الخمسة المؤسسين لـ«بريكس» بنحو 28 مليار دولار، وبانضمام الدول الست الأخرى يرتفع هذا الرقم إلى ما يقارب الـ50 مليار دولار. وفى ظل حرص دول التجمع على إلغاء التعامل بالدولار فى المبادلات التجارية بينها، تكون مصر تخلصت من عبء سداد فاتورة وارداتها من الدول المؤسسة لـ«بريكس» بالدولار، والمقدرة بـ26.4 مليار دولار سنويًا، يضاف إليها الواردات من الأعضاء الجدد، والتى تقدر بنحو 12 مليار دولار. وبحسبة تقريبية يمكن القول إن مصر ستوفر نحو 30 مليار دولار سنويًا لسداد فاتورة الاستيراد من دول التجمع. والأهم فإن مصر يمكنها سداد ديونها لدول التجمع بالعملة المحلية( الجنية)، وبذلك نتخلص نهائيًا من أزمة الدولار، لتصبح فى حكم التاريخ كما قال الرئيس «السيسي». وفى هذا الاتجاه فإن مصر التى تطمح للوصول بصادراتها السلعية إلى 100 مليار دولار خلال العامين المقبلين، عبر استغلال الاتفاقيات التجارية التى تربطها بالدول والتجمعات الاقتصادية المختلفة حول العالم. سوف يساعدها ذلك فى دعم التعاون الاقتصادى وتعميق التبادل التجارى مع الدول الأعضاء، كما أن تنوع الهيكل الإنتاجى والسلعى للصادرات يحقق التكامل لسلاسل الإمداد والتوريد بين أعضاء «بريكس»، أيضاً فإن انضمام مصر للتجمع يفتح أمامها آفاقًا واعدة لتوطين التكنولوجيا المتقدمة فى شتى القطاعات الاقتصادية وزيادة معدلات الإنتاج المحلى. كما أصبح بمقدور مصر تنويع مصادر التمويل الخارجية، بإجراءات وشروط ميسرة، باعتبار أن بنك «التنمية الجديد» أصبح بديلًا اقتصاديًا فى مواجهة الشروط المشددة لمؤسسات الإقراض الأخرى كالبنك وصندوق النقد الدوليين، عبر دعم البنك للأعضاء من خلال ترتيب احتياطى الطوارئ، وهو إطار لتوفير سيولة إضافية، ومزايا أخرى لمواجهة الأزمات الاقتصادية. أيضاً فإن انضمام مصر سيؤدى إلى تعزيز دورها المهم والمؤثر فى أفريقيا، من خلال الاتفاقيات التجارية فيما بينها، وستتمكن من الاستفادة من الاتفاقيات التجارية مثل السوق المشتركة للجنوب «ميركوسور»، لتصبح مركزًا يربط أفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية.

ولكن السؤال الذى يطرح نفسه: هل يمكن أن يواصل هذا التجمع تحقيق أهدافه؟ وهل ستسمح الولايات المتحدة الأمريكية ومن خلفها أوروبا أن يهتز عرش الدولار؟ وماذا سيكون موقف دول البريكس فى حال قيام أمريكا بإجراءات مضادة؟

هذا ما سوف نتناوله فى المقال القادم إن شاء الله.

رئيس المنتدى الاستراتيجى للتنمية والسلام

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ملیار دولار

إقرأ أيضاً:

التوترات التجارية الأميركية الصينية ترفع أسعار الذهب إلى رقم قياسي

الجديد برس|

سجلت أسعار الذهب ارتفاعًا قياسيًا يوم الأربعاء، مدفوعة بتزايد المخاوف من تصعيد جديد في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وذلك بعدما أعلنت بكين فرض رسوم جمركية على الواردات الأميركية ردًا على التعريفات الجديدة التي فرضتها واشنطن على السلع الصينية.

وارتفع سعر الذهب الفوري بنسبة 0.53% ليصل إلى 2,856.99 دولارًا للأونصة، بعدما بلغ مستوى تاريخيًا عند 2,858.12 دولارًا خلال الجلسة. كما صعدت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة بنسبة 0.45% لتسجل 2,888.60 دولارًا للأونصة، مما يعكس ارتفاع الطلب على المعدن النفيس كملاذ آمن وسط حالة عدم اليقين الاقتصادي.

في ظل هذا التوتر التجاري، صرح الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب يوم الثلاثاء بأنه ليس في عجلة من أمره للتواصل مع نظيره الصيني شي جين بينغ لبحث سبل تهدئة الأزمة بين البلدين، وهو ما زاد من قلق الأسواق وأدى إلى تعزيز الإقبال على الذهب.

من جانبها، ردّت الصين بإجراءات مضادة شملت فرض تعريفات جمركية مستهدفة على الواردات الأميركية، بالإضافة إلى إدراج عدة شركات أميركية، من بينها غوغل، تحت المراقبة لاحتمال فرض عقوبات عليها، في خطوة تعكس تصعيدًا مدروسًا من بكين.

ويرى المحلل الاقتصادي إيليا سبيفاك، رئيس الاقتصاد الكلي العالمي في شركة Tastylive، أن الذهب قد يواصل مكاسبه في حال استمرار التوترات، مشيرًا إلى أن المستوى المحوري التالي قد يكون عند 3,000 دولار للأونصة. كما أضاف أن الصين قد تلجأ إلى زيادة احتياطياتها من الذهب لتعزيز استقرار اقتصادها وسط تداعيات النزاع التجاري.

في سياق متصل، حذّر ثلاثة مسؤولين في مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي من أن الرسوم الجمركية الجديدة قد تؤدي إلى ارتفاع معدلات التضخم، مما يستدعي نهجًا أكثر حذرًا في خفض أسعار الفائدة. وعلى الرغم من أن الذهب يُعتبر تحوطًا ضد التضخم، فإن ارتفاع أسعار الفائدة قد يحدّ من جاذبيته لدى المستثمرين.

هذا ولم يكن الذهب الوحيد الذي شهد تحركات سعرية، حيث سجلت المعادن النفيسة الأخرى تغيرات طفيفة:

ارتفع سعر الفضة الفورية بنسبة 0.2% ليصل إلى 32.15 دولارًا للأونصة.

صعد البلاتين بنسبة 0.3% إلى 966.95 دولارًا للأونصة.

في المقابل، تراجع البلاديوم بنسبة 0.9% ليسجل 981.75 دولارًا للأونصة.

يواصل الذهب جذب المستثمرين الباحثين عن ملاذ آمن وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية والاقتصادية، ومع استمرار النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين، قد نشهد مزيدًا من الارتفاعات في أسعار المعدن النفيس، مع توقعات بإمكانية تجاوز حاجز 3,000 دولار للأونصة إذا تفاقمت الأزمة.

مقالات مشابهة

  • سامسونج تتصدر قائمة أفضل العلامات التجارية العالمية لعام 2025
  • تأملات قرآنية
  • الجديد: القروض المستحقة لصالح المصارف التجارية تتجاوز 20 مليار دينار
  • الذهب قرب ذروة تاريخية مع استمرار شبح الحرب التجارية
  • برلماني: الحروب التجارية العالمية فرصة لجذب الاستثمارات إلى مصر
  • انعكاسات السياسات التجارية العالمية على الاقتصاد العُماني
  • التوترات التجارية الأميركية الصينية ترفع أسعار الذهب إلى رقم قياسي
  • أردوغان: الحروب التجارية العالمية ستتصاعد في الفترة المقبلة
  • الحرب العالمية التجارية ترفع سعر الذهب إلى أعلى مستوياته الثلاثاء 4 فبراير 2025
  • «الغرف التجارية»: الإصلاحات الاقتصادية تضع مصر على خريطة الاستثمارات العالمية