بوابة الوفد:
2024-07-06@12:48:35 GMT

تأملات فى ديناميكيات البريكس العالمية (٢)

تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT

تناولنا فى المقال السابق كيف أن دخول مصر تجمع البريكس يخدمها على جميع المستويات، واستعرضنا حرص مصر الدائم على توسيع وتدعيم علاقات التوازن مع جميع القوى العالمية، وبالتالى فإن إعلان قمة بريكس عن انضمام مصر للتجمع وحصولها على العضوية الكاملة، جاء ليؤكد أن الرئيس «السيسي» لا يتكلم من فراغ، وأن هناك الكثير من التحركات والإجراءات التى لا يتم الإعلان عنها إلا بعد إتمامها بالشكل الذى يخدم الدولة المصرية وشعبها.

وتفيد الأرقام الرسمية أن الأعضاء المؤسسين فى بريكس يمثلون 30 % من الناتج الإجمالى العالمى، وبإضافة الأعضاء الجدد سيصبح التجمع قوة اقتصادية هائلة، وهذا يتزامن مع توقع بنك الاستثمار الأمريكى «جولدمان ساكس»، أن تصبح الصين أكبر اقتصاد عالمى قبل حلول عام 2075، حيث قدر الناتج المحلى الإجمالى لها بـ57 تريليون دولار، فيما ستتفوق الهند على الولايات المتحدة لتصبح القطب الثانى فى الاقتصاد العالمى مع ناتج محلى إجمالى 52.5 تريليون دولار، متجاوزة الولايات المتحدة والتى ستأتى فى المرتبة الثالثة بناتج إجمالى 51.5 تريليون دولار. وسيصعد الاقتصاد المصرى متقدمًا على كثير من الاقتصادات الأوروبية، مع ناتج محلى إجمالى يتجاوز 10 تريليونات دولار، وحاليًا يقدر حجم التبادل التجارى بين مصر والأعضاء الخمسة المؤسسين لـ«بريكس» بنحو 28 مليار دولار، وبانضمام الدول الست الأخرى يرتفع هذا الرقم إلى ما يقارب الـ50 مليار دولار. وفى ظل حرص دول التجمع على إلغاء التعامل بالدولار فى المبادلات التجارية بينها، تكون مصر تخلصت من عبء سداد فاتورة وارداتها من الدول المؤسسة لـ«بريكس» بالدولار، والمقدرة بـ26.4 مليار دولار سنويًا، يضاف إليها الواردات من الأعضاء الجدد، والتى تقدر بنحو 12 مليار دولار. وبحسبة تقريبية يمكن القول إن مصر ستوفر نحو 30 مليار دولار سنويًا لسداد فاتورة الاستيراد من دول التجمع. والأهم فإن مصر يمكنها سداد ديونها لدول التجمع بالعملة المحلية( الجنية)، وبذلك نتخلص نهائيًا من أزمة الدولار، لتصبح فى حكم التاريخ كما قال الرئيس «السيسي». وفى هذا الاتجاه فإن مصر التى تطمح للوصول بصادراتها السلعية إلى 100 مليار دولار خلال العامين المقبلين، عبر استغلال الاتفاقيات التجارية التى تربطها بالدول والتجمعات الاقتصادية المختلفة حول العالم. سوف يساعدها ذلك فى دعم التعاون الاقتصادى وتعميق التبادل التجارى مع الدول الأعضاء، كما أن تنوع الهيكل الإنتاجى والسلعى للصادرات يحقق التكامل لسلاسل الإمداد والتوريد بين أعضاء «بريكس»، أيضاً فإن انضمام مصر للتجمع يفتح أمامها آفاقًا واعدة لتوطين التكنولوجيا المتقدمة فى شتى القطاعات الاقتصادية وزيادة معدلات الإنتاج المحلى. كما أصبح بمقدور مصر تنويع مصادر التمويل الخارجية، بإجراءات وشروط ميسرة، باعتبار أن بنك «التنمية الجديد» أصبح بديلًا اقتصاديًا فى مواجهة الشروط المشددة لمؤسسات الإقراض الأخرى كالبنك وصندوق النقد الدوليين، عبر دعم البنك للأعضاء من خلال ترتيب احتياطى الطوارئ، وهو إطار لتوفير سيولة إضافية، ومزايا أخرى لمواجهة الأزمات الاقتصادية. أيضاً فإن انضمام مصر سيؤدى إلى تعزيز دورها المهم والمؤثر فى أفريقيا، من خلال الاتفاقيات التجارية فيما بينها، وستتمكن من الاستفادة من الاتفاقيات التجارية مثل السوق المشتركة للجنوب «ميركوسور»، لتصبح مركزًا يربط أفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية.

ولكن السؤال الذى يطرح نفسه: هل يمكن أن يواصل هذا التجمع تحقيق أهدافه؟ وهل ستسمح الولايات المتحدة الأمريكية ومن خلفها أوروبا أن يهتز عرش الدولار؟ وماذا سيكون موقف دول البريكس فى حال قيام أمريكا بإجراءات مضادة؟

هذا ما سوف نتناوله فى المقال القادم إن شاء الله.

رئيس المنتدى الاستراتيجى للتنمية والسلام

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ملیار دولار

إقرأ أيضاً:

ضربة موجعة لاتصالات أحيزون.. الغرامة التي أقرتها المحكمة تتجاوز أرباح الشركة خلال عام كامل

زنقة 20 | الرباط

تجاوزت الغرامة وقدرها 6.3 مليار درهم أرباح “اتصالات المغرب” لعام 2023 البالغة 6.1 مليار درهم.

و أيدت محكمة الإستئناف التجارية بالدارالبيضاء، حكما يلزم شركة اتصالات المغرب بدفع تعويض قدره 6.3 مليار درهم لمنافستها شركة “وانا”، المعروفة باسم علامتها التجارية “إنوي”، بسبب ممارسات احتكارية غير عادلة.

وتتجاوز الغرامة أرباح “اتصالات المغرب” لعام 2023 البالغة 6.1 مليار درهم.

ورفعت “إنوي”، ثالث أكبر مشغل اتصالات في المغرب، القضية في 2021، متهمة “اتصالات المغرب” بإساءة استخدام مركزها المهيمن في السوق.

وفي 2020، فرضت هيئة تقنين المواصلات في المغرب غرامة قدرها 3.3 مليار درهم على “اتصالات المغرب” بسبب إساءة استخدام مركزها المسيطر في السوق من خلال إعاقة وصول المنافسين إلى سوق الهاتف الثابت.

مقالات مشابهة

  • السمدوني: 14.56 مليار دولار حجم سوق الشحن والخدمات اللوجستية في مصر
  • السمدوني: 14.56 مليار دولار  حجم سوق الشحن والخدمات اللوجستية في مصر عام 2024
  • شعبة النقل: 14.56 مليار دولار حجم سوق الشحن والخدمات اللوجستية في مصر عام 2024
  • كيف مولت البنوك العالمية الجرائم الإسرائيلية بأكثر من 164 مليار دولار؟
  • ضربة موجعة لاتصالات أحيزون.. الغرامة التي أقرتها المحكمة تتجاوز أرباح الشركة خلال عام كامل
  • تأملات قرآنية
  • مصر تشارك في اجتماع لجنة التنسيق المعنية بمكافحة الاحتكار لمجموعة البريكس بجينيف
  • مصر تشارك في اجتماع لجنة المنافسة ومكافحة الاحتكار لمجموعة البريكس بسويسرا
  • مصر تشارك في اجتماع لجنة التنسيق المعنية بمكافحة الاحتكار لمجموعة «البريكس» بجنيف
  • بسبب «التفاحة».. «أبل» تقاضي محال شهيرة في مصر