بوابة الوفد:
2024-11-26@09:09:22 GMT

تأملات فى ديناميكيات البريكس العالمية (٢)

تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT

تناولنا فى المقال السابق كيف أن دخول مصر تجمع البريكس يخدمها على جميع المستويات، واستعرضنا حرص مصر الدائم على توسيع وتدعيم علاقات التوازن مع جميع القوى العالمية، وبالتالى فإن إعلان قمة بريكس عن انضمام مصر للتجمع وحصولها على العضوية الكاملة، جاء ليؤكد أن الرئيس «السيسي» لا يتكلم من فراغ، وأن هناك الكثير من التحركات والإجراءات التى لا يتم الإعلان عنها إلا بعد إتمامها بالشكل الذى يخدم الدولة المصرية وشعبها.

وتفيد الأرقام الرسمية أن الأعضاء المؤسسين فى بريكس يمثلون 30 % من الناتج الإجمالى العالمى، وبإضافة الأعضاء الجدد سيصبح التجمع قوة اقتصادية هائلة، وهذا يتزامن مع توقع بنك الاستثمار الأمريكى «جولدمان ساكس»، أن تصبح الصين أكبر اقتصاد عالمى قبل حلول عام 2075، حيث قدر الناتج المحلى الإجمالى لها بـ57 تريليون دولار، فيما ستتفوق الهند على الولايات المتحدة لتصبح القطب الثانى فى الاقتصاد العالمى مع ناتج محلى إجمالى 52.5 تريليون دولار، متجاوزة الولايات المتحدة والتى ستأتى فى المرتبة الثالثة بناتج إجمالى 51.5 تريليون دولار. وسيصعد الاقتصاد المصرى متقدمًا على كثير من الاقتصادات الأوروبية، مع ناتج محلى إجمالى يتجاوز 10 تريليونات دولار، وحاليًا يقدر حجم التبادل التجارى بين مصر والأعضاء الخمسة المؤسسين لـ«بريكس» بنحو 28 مليار دولار، وبانضمام الدول الست الأخرى يرتفع هذا الرقم إلى ما يقارب الـ50 مليار دولار. وفى ظل حرص دول التجمع على إلغاء التعامل بالدولار فى المبادلات التجارية بينها، تكون مصر تخلصت من عبء سداد فاتورة وارداتها من الدول المؤسسة لـ«بريكس» بالدولار، والمقدرة بـ26.4 مليار دولار سنويًا، يضاف إليها الواردات من الأعضاء الجدد، والتى تقدر بنحو 12 مليار دولار. وبحسبة تقريبية يمكن القول إن مصر ستوفر نحو 30 مليار دولار سنويًا لسداد فاتورة الاستيراد من دول التجمع. والأهم فإن مصر يمكنها سداد ديونها لدول التجمع بالعملة المحلية( الجنية)، وبذلك نتخلص نهائيًا من أزمة الدولار، لتصبح فى حكم التاريخ كما قال الرئيس «السيسي». وفى هذا الاتجاه فإن مصر التى تطمح للوصول بصادراتها السلعية إلى 100 مليار دولار خلال العامين المقبلين، عبر استغلال الاتفاقيات التجارية التى تربطها بالدول والتجمعات الاقتصادية المختلفة حول العالم. سوف يساعدها ذلك فى دعم التعاون الاقتصادى وتعميق التبادل التجارى مع الدول الأعضاء، كما أن تنوع الهيكل الإنتاجى والسلعى للصادرات يحقق التكامل لسلاسل الإمداد والتوريد بين أعضاء «بريكس»، أيضاً فإن انضمام مصر للتجمع يفتح أمامها آفاقًا واعدة لتوطين التكنولوجيا المتقدمة فى شتى القطاعات الاقتصادية وزيادة معدلات الإنتاج المحلى. كما أصبح بمقدور مصر تنويع مصادر التمويل الخارجية، بإجراءات وشروط ميسرة، باعتبار أن بنك «التنمية الجديد» أصبح بديلًا اقتصاديًا فى مواجهة الشروط المشددة لمؤسسات الإقراض الأخرى كالبنك وصندوق النقد الدوليين، عبر دعم البنك للأعضاء من خلال ترتيب احتياطى الطوارئ، وهو إطار لتوفير سيولة إضافية، ومزايا أخرى لمواجهة الأزمات الاقتصادية. أيضاً فإن انضمام مصر سيؤدى إلى تعزيز دورها المهم والمؤثر فى أفريقيا، من خلال الاتفاقيات التجارية فيما بينها، وستتمكن من الاستفادة من الاتفاقيات التجارية مثل السوق المشتركة للجنوب «ميركوسور»، لتصبح مركزًا يربط أفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية.

ولكن السؤال الذى يطرح نفسه: هل يمكن أن يواصل هذا التجمع تحقيق أهدافه؟ وهل ستسمح الولايات المتحدة الأمريكية ومن خلفها أوروبا أن يهتز عرش الدولار؟ وماذا سيكون موقف دول البريكس فى حال قيام أمريكا بإجراءات مضادة؟

هذا ما سوف نتناوله فى المقال القادم إن شاء الله.

رئيس المنتدى الاستراتيجى للتنمية والسلام

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ملیار دولار

إقرأ أيضاً:

ختام "COP 29".. تمويل 300 مليار دولار سنويا للبلدان النامية

الاقتصاد نيوز - متابعة

بعد أسبوعين من المفاوضات، وافقت دول العالم المجتمعة في باكو الأحد على اتفاق يوفر تمويلا سنويا لا يقل عن 300 مليار دولار للدول النامية لمكافحة التغير المناخي، حسب ما جاء في البيان الختامي لمؤتمر الأطراف COP 29، مساء السبت.

وإثر ليلتين من التمديد في مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين (COP 29)، قبلت البلدان النامية بهذا الالتزام المالي من البلدان المتقدمة حتى عام 2035.

وكانت التعهدات المالية للدول النامية لمساعدتها على خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، محور مناقشات مكثفة في باكو، مع وجود صراع حول أي الدول يجب أن تدفع ومن أي مصادر يجب سحب الأموال.

وكانت رويترز قد ذكرت في وقت سابق أن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول غنية أخرى سيدعمون هدف التمويل العالمي السنوي البالغ 300 مليار دولار في محاولة لإنهاء الجمود في القمة التي تستمر أسبوعين.

وكان من المقرر اختتام القمة الجمعة لكنها امتدت لوقت إضافي مع سعي مفاوضين من نحو 200 دولة للتوصل إلى اتفاق بشأن خطة التمويل المناخي العالمية في العقد القادم.

ومن المزمع أن يحل الهدف الجديد محل تعهدات سابقة من الدول المتقدمة بتقديم تمويل مناخي بقيمة 100 مليار دولار سنويا للدول النامية بحلول عام 2020. وتم تحقيق الهدف في 2022 بعد عامين من موعده وينتهي سريانه في 2025.

واتفقت الدول مساء السبت أيضا على قواعد سوق عالمية لشراء وبيع أرصدة الكربون التي يقول المؤيدون إنها ستؤدي إلى استثمارات بمليارات الدولارات في مشروعات جديدة داعمة لمكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري.

مقالات مشابهة

  • استقرار أسعار الذهب وسط تجدد المخاطر التجارية وتهديدات ترامب
  • الذهب يستقر عقب تهديدات ترامب التجارية
  • الدولار يسحق هذه العملات بعد تهديدات ترامب التجارية
  • 1.6 مليار دولار استثمارات لإنتاج الأمونيا الخضراء في مصر
  • 21 مليار دولار تحويلات المصريين بالخارج خلال 9 أشهر
  • حتى 2028.. توقعات بنمو سوق الهيدروجين الأخضر بمقدار 46.25 مليار دولار
  • كوب 29: إتفاق بقيمة 300 مليار دولار لمواجهة تداعيات تغير المناخ
  • اتفاق عالمي ضخم بـ300 مليار دولار لمواجهة تغير المناخ في قمة كوب 29
  • ختام "COP 29".. تمويل 300 مليار دولار سنويا للبلدان النامية
  • البرازيل تقلّص الإنفاق بقيمة 3.33 مليار دولار