البوابة نيوز:
2025-04-30@14:53:09 GMT

سأنتخب هذا المرشح رئيسًا

تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT

إن ما تحتاجه مصر هو ثورة نفسية!.. بمعنى ثورة على نفسها أولًا، وعلى نفسيتها ثانيًا أى ‏تغيير جذري، العقلية والمثل وأيديولوجيا الحياة». الدكتور جمال حمدان - شخصية مصر ‏

ما ذكره المفكر والجغرافى الكبير جمال حمدان، فى كتابه «شخصية مصر» هو التشخيص السليم ‏والواقعى لحال مصر فمنذ أربعين عامًا من كتابة تلك السطور، وربما كانت البداية ‏قبل ذلك بعشرين عامًا أيضًا، تم تكوين عقل جمعى صلب للحالة المصرية.

مصر لن تحتاج إلى تغيير أشخاص، ولكن ما تحتاجه هو تغيير مسارات ودروب لتستطيع الاختراق والخروج من ‏هذا العقل الجمعى الصلب الذى لا يرى من يسكنه إلا ما بداخله فقط وأصبحوا منفصلين تمامًا عن الواقع ‏الخارجي، ولذلك وقف السُبات بالحالة المصرية الى حقبة الستينيات من القرن الماضى، ولقد بذل النظام المصرى القائم مجهودًا كبيرًا فى عجلة التنمية لم يسبق لها مثيل عبر التاريخ الحديث لمصر، ولكن حالة سُبات العقل الجمعى كانت عائق كبير أمام جنى ثمار هذا المجهود العظيم بشكل مبكر.

وعلى إثر ذلك، ندعم بالترشيح الرئيس عبدالفتاح السيسي، لما له من خبرات كبيرة ورؤية متسعة عن مكونات ذلك العقل عن طريق تواجده فى مؤسسات مصر منذ سنوات طويلة ودوره الكبير فى إيجاد المحاور المتنوعة لحصار وتركيع المؤامرات الخارجية ضد الوطن، وبما لديه من دروب وطرق تساهم فى كيفية اختراق ذلك العقل والخروج من دائرته لكى يكتمل مشوار التنمية الشامل، واقترح تضمين النقاط التالية فى برنامج السيد الرئيس:

‏١- العمل على تغيير الهيكل الوظيفى لمؤسسات جهاز الدولة، عبر وضع استراتيجية عمل ‏متكاملة الأهداف داخل دائرة الرقمنة والحوكمة بحيث يكون العنصر البشرى لهذا الجهاز من ‏شباب الثورة الرقمية، مع تغيير كامل فى آلية وأدوات ‏ومحاور اختيار المسئول لتكون آلية علمية قائمة على التخصص والكفاءة.‏

‏٢- وقف الانفجار السكانى الذى حدث فى العشرين عامًا الأخيرة، ذلك أن الانفجار يمثل حالة ‏توليد لأمراض ومشاكل مصر، وقادر على ابتلاع أى مجهود تنموى فى أى مجال، عن طريق ‏سن قوانين رادعة وقوية لا تمنح أى دعم  لما فوق طفلين إثنين فقط.

‏٣- الاهتمام بالتعليم عن طريق إعداد معلم متكامل القدرات مع منحه حصانة أدبية وقانونية ‏ومكانة أولى على السلم الوظيفى ليكون هو الأعلى فى الراتب والمكانة الاجتماعية.. كل ذلك ‏بعد إعداده وتدريبه وتجهيزه، مع تغيير كلى وشامل فى المناهج التعليمية لتكون مصدرها ‏الهوية المصرية وعلى علاقة انصهار باحتياجات سوق العمل، مع وجود مدرسة متكاملة فى ‏كثافة الفصل والملعب والمسرح والمعمل.‏

‏٤ - الضرب بيد من حديد على الفساد والتطرف، عن طريق وضعهما تحت مقصة الحكم ‏الرادع، بعد تعريفهما بمفهوم اجتماعي، مع غلق المنافذ المالية والثقافية التى تعمل على ‏تغذيتهما.

‏٥- يحتاج ملف الاقتصاد والاستثمار إلى إعادة ترتيب الأولويات عن طريق مجموعة ‏عمل متخصصة من أهل الخبرة والعلم ولاسيما أن يكونوا من شباب الثورة الرقمية الذين ‏يعملون فى الدول الخارجية.

‏٦- وضع خطة عمل قصيرة المدى تهدف إلى إدخال مصر بكل مكوناتها إلى دائرة الرقمنة ‏والحوكمة خلال عامين فقط.‏

٧- تغيير وإصلاح منظومة الإعلام بكل تشابكاتها المرئية والمسموعة والمقروءة لتكون قادرة على أن تؤدى دورها بشكل احترافى لخدمة قضايا الوطن.

 جمال رشدي .. كاتب وباحث في الشأن العام وقضايا الأقباط

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: شخصية مصر ملف الاقتصاد منظومة الإعلام عن طریق

إقرأ أيضاً:

المفتي من أوزباكستان: المدرسة الماتريدية أنموذج أصيل للتسامح العقائدي

أكد الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم،  أن المدرسة الماتريديّة نشأت في بيئة ثقافيّة خصبة، شهدت تداخلاً وتفاعلاً بين اتجاهات فكريّة متباينة، وأن هذا المناخ كان حافزًا لظهور منهج عقلانيّ متماسك تميّز به الماتريديون.

وأوضح أن المدرسة الماتريديّة قد طوّرت أدوات معرفيّة رصينة قامت على التأمل العقليّ والاستدلال المنطقيّ، حيث نظر أئمّتها إلى العقل بحسبانه وسيلة لا غنى عنها لمعرفة الله تعالى، بل واعتبروا النظر العقليّ واجبًا أوليًا على كل مكلّف، مؤكدين أن صحّة الخبر والحسّ لا تثبت إلا من خلال صدق العقل ذاته، وأنه تميّز برؤية عقلانيّة عميقة الجذور لا تكتفي بتلقّي النصوص، بل تبني المعرفة من خلال أدوات يمكن التحقق من صدقها ضمن المشترك الإنسانيّ العام.

وقال إن الماتريديّة أرست موقفًا معرفيًا متينًا يتكئ على ثلاث دعائم هي: العقل السليم، والحواس الظاهرة، والخبر الصادق، معتبرًا أن كل علم حقيقي لا بد أن يصدر عنها، وبالتالي فقد أسهم هذا الموقف المعرفي الماتريدي في بلورة رؤية تتسم بالموضوعيّة والانضباط، حيث ظل العقل فيها هو الأداة الأهم لفحص مصادر المعرفة الأخرى، مع وعي تام بحدود العقل نفسه، وحاجته إلى النقل في قضايا الغيب وما لا يُدرك بالتجربة.

جاء ذلك خلال كلمة فضيلته بالمؤتمر العلمي الدولي «الماتريدية مدرسة التسامح والوسطية والمعرفة»، الذي تنظمه لجنة الشئون الدينية بجمهورية أوزباكستان، في الفترة من 29 إلى 30 أبريل الجاري، في مدينة سمرقند بجمهورية أوزباكستان.

وأضاف مفتي الجمهورية، أن الإمام الماتريديّ –رضي الله عنه– امتاز بمجموعة من الشمائل التّي جعلته يحتل مكانةً فريدةً في تراثنا العظيم، فلقد كان رحمه الله متحررًا من التعصب المذهبيّ، منصرفًا إلى البحث عن الحقيقة بتجرد، دون انقياد أو تقليد أعمى لآراء السابقين، كما امتاز  بنزعته الشموليّة في النظر والتحليل، حيث أظهر قدرةً فائقةً على الربط بين الجزئيات والكليات، وجمع الفروع تحت أصولها الكبرى، وهي قدرة تجلّت في تفسيره، وبرزت بوضوح في كتابه "التوحيد" ومن السمات اللافتة كذلك اهتمامه البالغ بالمضمون والمعنى، والتركيز على الجوهر والمقصد في تفسير النصوص، واللجوء إلى النكات البيانيّة أو اللفظيّة، إذا خدمت المعنى وأبرزت مغزاه، مؤكدًا بذلك أنّ الفكر لا قيمة له ما لم يرتبط بالعمل والتطبيق، ولذلك لم يكن تأثير المدرسة الماتريديّة حبيس بلاد ما وراء النهر فحسب، بل إن الأزهر الشريف بجامعه وجامعته  كان ولا يزال يدرّس في أروقته العتيقة كتابي «العقيدة النسفيّة وتفسير أبي البركات النّسفيّ»، وكلاهما مدونات أصيلة في المذهب الماتريديّ.

وأوضح فضيلة المفتي، أن المذهب الماتريدي، لم يكن يومًا مجرد منظومة فكريّة نظريّة، بل مثل امتدادًا عميقًا للروح الإنسانيّة في الإسلام، حيث نظر علماؤه إلى القيم الإنسانيّة كأصول عقديّة وأخلاقيّة يجب أن تغرس في الوعي والسلوك معًا، وقد تجلى هذا في حرص الإمام الماتريديّ في تفسيره لقول الله تعالى ﴿خلقكم مّن نّفس واحدة}، على تأكيد أنّ الأصل البشريّ واحد، وأنّ جميع الناس إخوة، مما ينفي أي مبرر للتفاخر بالأحساب والأنساب، وتكتمل هذه الرؤية في نقده العميق لظاهرة الكبر، التّي يراها وليدة الجهل بحقيقة النفس، حيث يقول رحمه الله"من عرف نفسه على ما هي عليه من الأحداث والآفات وأنواع الحوائج - لم يتكبر على مثله"وبهذا يرسّخ المذهب الماتريديّ مفهوم التواضع لا كفضيلة أخلاقيّة فحسب، بل كمعرفة وجوديّة نابعة من وعي الإنسان بضعفه وحاجته، ويعكس بذلك تفاعلًا حيًّا بين العقيدة والأخلاق، حيث تصبح المساواة والتواضع والعدل قيمًا متجذّرةً في رؤية الإنسان لذاته والآخر، مبينًا أن الوسطيّة-التّي نحن بصدد دراستها في هذا المؤتمر المهم- لا تعني أبدًا الوسط بين الهدى والضلال، وإنّما تعني الاعتدال في الفكر، والصدق في الاعتقاد، والتوازن في السلوك، والعدل في الحكم والشهادة، إنّها موقف أهل السنّة والجماعة الأصيل الذي يجمع بين «الروح والمادة»، وبين «العقل والنقل»، وبين «الحقوق والواجبات»، قال تعالى: ﴿وكذلك جعلناكم أمةً وسطاً﴾ [البقرة: 143]، قال الإمام الماتريديّ «وسطًا يعني عدولًا» في كل شيء؛ فالعدل هو الأوثق للشهادة على الخلق، والأجدر لقبوله.

واختتم فضيلة المفتي حديثه بأن المدرسة الماتريديّة لم تقف عند حدود التسامح العقديّ، بل تجاوزته إلى التفاعل مع الفلاسفة والمتكلمين بنقد موضوعيّ هادئ، كما يظهر في أعمال النسفيّ وغيره، ممن جمعوا بين الإخلاص للأصول والانفتاح العقليّ، وبهذا كلّه تعدّ المدرسة الماتريديّة أنموذجًا أصيلًا في التعايش والتسامح، ومصدر إلهام فكريّ وأخلاقيّ يصلح للاهتداء به في عصرنا الراهن.

وقد أعرب فضيلة مفتي الجمهورية في ختام كلمته عن خالص شكره وتقديره للجنة المنظمة للمؤتمر وسعادته بالمشاركة في هذا الجمع العلمي المبارك، الذي حضره جمعٌ كبير من العلماء والباحثين من مختلف دول العالم، من بينهم فضيلة الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ومفتي الديار المصرية الأسبق،وفضيلة الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، وجمع كبير من العلماء.

طباعة شارك أوزباكستان المفتي المذهب الماتريدي الإمام الماتريديّ

مقالات مشابهة

  • شيخ العقل يحذر من مخططات لزعزعة الوحدة الوطنية في سوريا
  • مفتي الجمهورية: المدرسة الماتريديّة نشأت في بيئة ثقافيّة خصبة
  • المفتي من أوزباكستان: المدرسة الماتريدية أنموذج أصيل للتسامح العقائدي
  • خفض الهدر المدرسي وتسهيل الولوج للتكوين المهني…رئيس الحكومة يترأس تتبع تنزيل خارطة طريق التشغيل
  • هل أرسنال المرشح الأول للفوز بلقب دوري أبطال أوروبا؟ أرتيتا يجيب
  • العراق بين عقلية الحكم وحكم العقل
  • ابتعاد كلوب.. من يخلف أنشيلوتي في تدريب ريال مدريد؟
  • انتخابات بلدية الجديدة: العين على رئاسة الاتحاد
  • الصحفيين تستعد لمناقشة مقترح خاص بتنظيم ملتقى توظيف سنوي
  • جمال شعبان: المسكنات سبب رئيس في انتشار الفشل الكلوي