كاتب مصري: نهاية العالم الآن!
تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT
«شئتم أم أبيتم، التاريخ فى صالحنا، وسوف ندفنكم»، هكذا تكلم الزعيم السوفيتى الأسبق نيكيتا خرشوف، عن أعداء روسيا المفترضين فى الماضى، استعارها دميترى مدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن القومى الروسى فى رده على سماح الغرب لأوكرانيا بضرب القرم!
كتب مدفيديف على تطبيق تليجرام: «إنه أمر محزن مع الأسف، فإن نهاية العالم تقترب»، يعنى أن من حق روسيا أن تهاجم الجميع، وكل دولة معادية على حدة، وهذا يعنى حربا نووية ينتهى معها العالم.
يبدو أن الرجل غارق فى عالم قديم يراه آتيا من المجهول، فهو يقتبس من العهد الجديد، تحديدا من سفر الرؤيا ليوحنا الإنجيلى عن نهاية العالم، ومقولات من لينين، الزعيم التاريخى للاتحاد السوفيتى، والمنظر والفيلسوف الماركسى القديم.
استعارة الماضى، الدينى والفلسفى، حالة متكررة عند مدفيديف منذ اندلاع الحرب الأوكرانية – الروسية، فى الرابع والعشرين من فبراير 2022، فالرجل الذى كان رئيسا سابقا، ورئيسا للوزراء، ويحتل مكانة نائب رئيس الأمن القومى الروسي، لا يتكلم من فراغ، فهو يرى أن الحرب النووية تقترب، ومعها ينتهى العالم الذى نعرفه الآن.
هل هذا تهديد أم تخويف من مصير مظلم؟ وهل يبحث مدفيديف عن عاقل رشيد حكيم فى الغرب يمنع هذا الانفجار العظيم المرتقب؟ ولماذا يستخدم تعبير ولاية “ستيبان بانديرا” بدلا من أوكرانيا؟
لاشك أن مدفيديف يحتل موقعا رسميا، وتصريحاته وخطاباته النارية تلك هى انعكاس للموقف الروسى الرسمى، ويجب أن تؤخذ على محمل الجدية، وسيكون خطأ فادحا لو نظرنا إليها بوصفها تصريحات إعلامية، أو حربا نفسية، فالرئيس الروسى فلاديمير بوتين: قال إنه لا يمكن أن نتصور وجود عالم ونظام دولى دون روسيا، وهو نفس المعنى الذى يعنيه مدفيديف فى كل تصريحاته الخشنة الصريحة.
من جانب آخر، إنه يعيد كلماته الواضحة تلك بأساليب مختلفة، يهدد ويتوعد، لعله يجد من يسمع ويعى، ويتخذ قرارا بالسلام قبل لحظات من “نهاية العالم”.
ثمة أصوات غربية مثل هنرى كيسنجر، وزير خارجية أمريكا التاريخى، ونيقولا ساركوزى رئيس فرنسا الأسبق، تطالب بالنظر إلى حاجة روسيا فى الأمن، وعدم الاحتكاك المباشر بالقرب من حدودها، وتقترح أن تكون أوكرانيا بلدا محايدا، مع الاعتراف بأن منطقة القرم وغيرها أراض روسية.
أما استخدامه الدائم لتعبير ولاية”ستيبان بانديرا”، فهو يعنى ذلك الرجل الأوكرانى القومى، الذى اغتاله الاتحاد السوفيتى، برش سم السيانيد عليه فى العاصمة الألمانية ميونخ فى ذلك الوقت من عام 1959، ويدعى ستيبان بانديرا.
بعض الأوكرانيين يعتبرونه بطلا قوميا داعيا إلى استقلال أوكرانيا، وبعضهم الآخر يعتبره متعاونا مع النازية، وهو بالفعل تعاون مع ألمانيا النازية ضد الاتحاد السوفيتى، وحارب البولنديين، وكان مسئولا عن مذابح المدنيين البولنديين، ثم اختلف مع الرايخ الثالث بقيادة هتلر، وتحول إلى بريطانيا، وأصبح تحت حمايتها، وهكذا كان اسمه يتردد فى البرقيات السرية، حتى تم اغتياله على يد عميل روسى يدعى بوهدان ستاشينسكى.
كان بانديرا مؤثرا فى تاريخ أوكرانيا، ولديه أتباع، كانوا مسئولين عن الاحتجاجات ضد الرئيس الأسبق يانكوفيتش، الذى كان قد ألغى مرسوما جمهوريا سابقا يعتبره بطلا قوميا، فاندلعت الاحتجاجات الملونة، تلك الاحتجاجات التى أطلق عليها الغرب ”ثورة الميدان” ورعتها دول أوروبا الغربية، ودعمتها أمريكا فى سياق إدمانها لحالة الثورات الملونة.
فهل ستجد تهديدات أو نداءات مدفيديف بنهاية العالم، صدى فى واشنطن وعواصم الناتو الغربية، أم نبوءته الأسطورية ستتحقق وينتهى العالم؟
نتمنى إلا تتحقق هذه النبوءة، ونجد عاقلا يمنع الإنزلاق إلى النهاية.
مهدي مصطفى – بوابة الأهرام
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: نهایة العالم
إقرأ أيضاً:
الكرملين يعلق على نقل أصول روسيا المجمدة إلى أوكرانيا
علّق المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، اليوم الأربعاء، في تصريح صحافي، على نقل الأصول الروسية المجمدة في الغرب إلى أوكرانيا، قائلاً أن "روسيا ستستخدم كل الإمكانيات لحماية حقوقها وممتلكاتها"، وفقاً لما نقلته وكالة "سبوتنيك" الروسية.
وأضاف إن إرسال الولايات المتحدة مبلغ مليار دولار، بحسب تقارير، إلى أوكرانيا عبر البنك الدولي، والذي تمت تغطيته بأرباح الأصول الروسية المجمدة، يعد سرقة.
وأردف: "سُرقت هذه الأموال منا. والاحتياطيات التي تم تجميدها، جُمدت أيضا بشكل غير قانوني تماماً. وهذا يتعارض مع جميع القواعد والأعراف".
وتابع قائلاً: "مثل هذه التصرفات غير القانونية، ومن بينها تحويل هذا المليار، قد تصبح على المدى البعيد سبباً لاتخاذ إجراءات قانونية. وسنستغل بالطبع كل فرصة لحماية حقوقنا وحقوق ملكيتنا".
وفي وقت سابق، وصفت السفارة الروسية في بريطانيا، المساعدات التي تقدم لكييف من عوائد الأصول الروسية بأنها "سرقة بحتة"، مشيرةً إلى أن بريطانيا تريد أن تضفي على هذا الفعل "شرعية".
وجاء في بيان السفارة: "تحاول بريطانيا أن تضفي شرعية لعملية الاحتيال من خلال تقديم مقترح قانون للبرلمان يقضي بمساعدة أوكرانيا، لكن أي نوع من هذه الحيل لا تخفي الصيغة غير القانونية لهذا المخطط، الذي طورته لندن مع شركائها في مجموعة دول السبع".
وشددت السفارة الروسية على أن "التعدي على الأصول الروسية هي عملية سرقة واضحة"، مؤكدة أن "سداد القرض الممنوح لكييف سيقع على عاتق الأجيال القادمة من الأوكرانيين".
Peskov calls funds given to Ukraine by US 'stolen'https://t.co/aGFtJr6awl
— baha (@bahabreaking) December 25, 2024وأمس الثلاثاء، أكد رئيس الوزراء الأوكراني، دينيس شميغال، أن أوكرانيا حصلت على الدفعة الأولى من الأموال من الأصول الروسية المجمدة.
Ukraine receives first $1 Billion of frozen Russian assets proceeds — Kiev pic.twitter.com/gkgeCdVK16
— RT (@RT_com) December 24, 2024وكانت وزارة الخارجية الروسية، قد وصفت في وقت سابق، منح الولايات المتحدة الأمريكية قرضاً لأوكرانيا من خلال استغلال عوائد الأصول الروسية المجمدة، بأنه "سرقة مبتذلة".
وجاء في بيان وزارة الخارجية الروسية: "أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية، في 10 ديسمبر (الجاري)، تخصيص قرض جديد لنظام كييف لدعم زمرة زيلينسكي المفلسة، التي ستتلقى 20 مليار دولار من الأمريكيين بضمان عوائد أصول سيادية مجمدة سرقتها مجموعة السبع من روسيا. هذه سرقة مبتذلة".
وأضاف البيان: "لن تبقى أي حيلة قانونية زائفة مطعمة بالكثير من النفاق وازدواجية المعايير دون رد".