مع إحياء الإسرائيليين للذكرى السنوية الثلاثين لتوقيع "اتفاق أوسلو"، تتزايد الشهادات الإسرائيلية حول كواليسه، وما حصل من حراك بين مختلف أقطاب المؤسسات السياسية والأمنية والعسكرية، وآخرها الانتقاد الموجه للمستوى السياسي باستبعاد أجهزة الاستخبارات عن مداولات مناقشة الاتفاق، وتوجيه الاتهام إلى رئيس الحكومة آنذاك إسحاق رابين بالخطأ لأنه لم يُشركها بهذه المفاوضات.



أفنير بارنياع المسؤول السابق في جهاز الأمن العام - الشاباك، والباحث بمركز دراسات الأمن القومي بجامعة حيفا، أورد تعقيبه حول نشر البروتوكول السري عن الاتفاق بتاريخ 30 آب/ أغسطس 1993، الذي "يعد حدثا هاما في تاريخ الدولة بشكل عام، خاصة بالنسبة لجهاز الأمن، الذي اضطر لإدراك أن الوضع الذي اعتاد عليه منذ عام 1967 كان على وشك أن يتغير جذريا، وكان مطلوبا في إطار زمني محدود أن يبدي استعدادات متجددة".

وجاء في نص المحضر أن "رئيس الأركان الأسبق إيهود باراك حذر من تأثير الاتفاق على حرية عمل الجهاز الأمني في الميدان، وفي الوقت نفسه يصرخ خلال اجتماع الحكومة".

وأضاف في مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، وترجمته "عربي21" أن "اللافت هو أن رئيسا جهاز الشاباك ومجلس الأمن القومي لم يشاركا في تلك الجلسة التاريخية للحكومة لإقرار اتفاق أوسلو، وبالتالي فإن التصريحات التي أدلى بها رئيس الأركان حول أن بنود الاتفاق لم تتم مناقشتها بمعناها الكامل كانت صحيحة".

وتابع: "أكثر من ذلك فإن الحكومة لم تكن على علم بها، وبالنسبة للشاباك، فقد كان معنى المساس بحرية الحركة للجيش في الأراضي الفلسطينية واضحا، بعد أن بقيت قواته منذ عام 1967 تعمل بحرية فيها".

وأشار إلى أنه "بالنسبة لجهاز الشاباك المعتمد على الاستخبارات البشرية والعملاء، ويخشى أي ضرر لهذه للسيطرة على المناطق الفلسطينية".

وأكد أن "الخوف الحقيقي لدى الشاباك تمثل في فقدان هذه الميزة الاستخبارية بالكامل بعد اتفاق أوسلو، وإذا لم يحدث ذلك، فإنها على الأقل ستتضرر بشكل كبير، ومن أجل تجنب ذلك، كان من الضروري تكييف أساليب العمل مع الوضع الجديد".

وأوضح أن "المعارضة الأساسية لأجهزة الأمن لاتفاق أوسلو تمثلت في الصعوبة التي عاشها الشاباك على خلفية عمليات المقاومة الانتحارية العنيفة التي شهدتها فترة التسعينيات، فضلا عن التأثير الاجتماعي والسياسي لهذا الاتفاق الذي أوجد المزيد من الصعوبات في إحباط الهجمات على الرأي العام الإسرائيلي، ولذلك فقد دعم 60 بالمئة من الإسرائيليين في البداية اتفاق أوسلو، ثم تراجعت النسبة بشكل كبير فيما بعد".

وتابعت الصحيفة: "وذلك رغم أن إحدى الأدوات التي أضيفت للمساعدة في إحباط الهجمات المسلحة في الوضع الجديد ما بعد أوسلو كانت التعاون الاستخباراتي مع الأمن الفلسطيني، ولسنوات عديدة، ساعدت هذه الاتصالات، بعيداً عن أعين الجمهور، بمنع أعمال المقاومة".



ونقل المسؤول الأمني "العديد من اعترافات رؤساء الأجهزة الأمنية في إسرائيل أكثر من مرة عن هذا التعاون، وعلى عكس ما قد ينشأ عن السياسة الشعبوية الإسرائيلية، فإن هذا ليس في مصلحتنا فقط، ولكن أيضا من مصلحة السلطة الفلسطينية، لكن أسلوب العمل استغرق وقتا أيضا لاستيعابه، بطريقة أو بأخرى، فقد اعتبر قرار رابين بعدم إشراك مجتمع الاستخبارات في اجتماع مجلس الوزراء خطأً أضر بطبيعة القرار الذي كان".

وأضاف: "في وقت لاحق اعترف رابين أن إحدى نتائج إخفاء الاتفاق عن المؤسسة الأمنية كان سوء الفهم، بدليل أن محضر اجتماع الحكومة يكشف أن تقييم خطر حماس، كان منخفضا، بسبب تراجع الانتفاضة الأولى في تلك الأيام".

الخلاصة الإسرائيلية أن انطلاق عملية أوسلو، تزامن مع بدء الهجمات الفلسطينية المسلحة، خاصة بعد مجزرة باروخ غولدشتاين في الحرم الإبراهيمي في شباط /فبراير 1994، وحينها وجد الشاباك نفسه في وضع جديد، وفي مناطق لم يكن لديه الوقت للاستعداد لها، من خلال حركة أمنية واستخبارية محدودة في الأراضي الفلسطينية، واتصال ضئيل مع الفلسطينيين، وكل ذلك مسوغات تمنح ضباط أمن الاحتلال لإبداء تحفظهم على اتفاق أوسلو، رغم ما منحهم في النهاية من أريحية في تكليف الأمن الفلسطيني بملاحقة المقاومة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة اتفاق أوسلو الفلسطينية السلطة الفلسطينية فلسطين السلطة الفلسطينية الاحتلال الإسرائيلي اتفاق أوسلو صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة اتفاق أوسلو

إقرأ أيضاً:

مفاوضات غزة: أسباب تأخير إعلان الاتفاق - دخلت مرحلة نهائية رغم المماطلة

كشفت هيئة البث الإسرائيلية "مكان"، صباح اليوم الاثنين 23 ديسمبر 2024، أسباب التأخير إعلان اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع وتنفيذ صفقة تبادل الأسرى.

ونقلت الهيئة عن مصادر خاصة حديثها عن شروط جديدة طرحها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من باب المماطلة في إعلان الاتفاق.

وأشارت المصادر إلى أن "الشروط الجديدة فتحت الباب لاستمرار المحادثات وإمكانية أن تطلق جولة أخرى في القاهرة نهاية الأسبوع أو بداية الأسبوع القادم لإنهاء ملفات مرتبطة بالمخطوفين وسط احتمالين: أن يبدأ بتنفيذ الصفقة بداية العام المقبل وقبل تنصيب ترامب أو في الأسبوع الأول بعد توليه منصبه".

وأضافت أنه "رغم التأخير لا يزال الوسطاء يرون أن هناك تفاؤلا بحسم الصفقة قريبا حال حدوث تفاهمات لتجاوز أي شروط تؤخر الاتفاق".

ونقل عن مسؤولين أمنيين قولهم إن "التفاؤل لا يزال كبيرا لكن هناك نقاط خلافية، من بينها نقطتان رئيسيتان: الأولى تتمثل في عدم وصول قائمة المخطوفين الإسرائيليين الأحياء إلى إسرائيل وعدم نية إسرائيل أيضا الانسحاب من محور فلادلفيا".

وأشارت الصحيفة نقلاً عن مصادر فلسطينية ومصرية، بان المفاوضات دخلت مرحلة نهائية، مرجحة أنه قد يتم التوصل الى اتفاق في غضون عشرة أيام، لذلك وصل وفد مصري إلى العاصمة القطرية الدوحة، للمشاركة في المحادثات.

من ناحيتها تؤكد حركة حماس مجددا أنه رغم قرب التوصل الى اتفاق، إلا أنها تصر على أن يكون هناك وقف تام لإطلاق النار في نهاية تنفيذ جميع مراحل الاتفاق، بمعنى حتى لو كان الأمر تدريجيا.

المصدر : وكالة سوا - هيئة البث الإسرائيلية مكان

مقالات مشابهة

  • لبيد: رئيسا أركان الجيش و"الشاباك" فشلا ويجب أن يستقيلا
  • مفاوضات غزة: أسباب تأخير إعلان الاتفاق - دخلت مرحلة نهائية رغم المماطلة
  • الخارجية الفلسطينية تحمل مجلس الأمن مسؤولية فشل إجبار الاحتلال على وقف حرب الإبادة في غزة
  • "الخارجية الفلسطينية" تحمل مجلس الأمن المسؤولية عن الفشل في وقف حرب الإبادة بغزة
  • الخارجية الفلسطينية تحمل مجلس الأمن المسؤولية عن فشله في وقف حرب الإبادة والتهجير
  • وزير الدفاع الإسرائيلي: أخشى سقوط "الشاباك" بعدما سقطت الشرطة
  • حماس : اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ممكن قبل نهاية العام
  • حماس: اتفاق وقف النار بغزة قريب ما لم تضع إسرائيل شروطا جديدة
  • المتحدث باسم قوى الأمن الفلسطينية: خطة إسرائيلية تستهدف إعادة احتلال الضفة الغربية
  • ما الذي يحدث؟.. تسريح 35 ألف عامل في ألمانيا