الحوار الوطني.. عضو التنسيقية يقترح إصدار تشريع مستقل لحوكمة الدين العام
تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT
قال النائب محمد فريد عضو مجلس الشيوخ عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، إنه لابد من التأكيد على أن ما نشهده من أزمة الدين العام هو عرض وليس مرض، مضيفًا أن المرض المسبب لهذا العرض هو التدخل الحكومي الكبير في السوق والذي أدى لغياب التنافسية ومزاحمة المستثمرين مما ترتب عليه انكماش إسهام القطاع الخاص، وبالتالي مزيد من التدخل الحكومي لتعويض هذه الفجوة.
جاء ذلك خلال كلمته بلجنة الدين العام وعجز الموازنة والإصلاح المالي، بالمحور الاقتصادي في الحوار الوطني، لمناقشة قضية «بدائل خفض الدين العام وتعظيم الفائدة من الاقتراض الداخلي والخارجي».
واقترح النائب محمد فريد، عدد من التوصيات لخفض الدين العام، ومنها إصدار تشريع مستقل لحوكمة الدين العام يتماشى مع أفضل الممارسات الدولية، حيث أنه رغم وجود عدة أطر تشريعية لإدارة الدين تتماشي في بعضها مع أفضل الممارسات إلا أنها نصوص متفرقة في مجموعة من القوانين المختلفة مثل قانون المالية العامة الموحد وقانون البنك المركزي ومجموعة واسعة من القرارات الوزارية، مضيفًا أن هذا التشريع يجب أن يعالج مسألة نطاق الدين العام والعلاقة مع الهيئات الاقتصادية العامة فعلى الرغم من تحديد العلاقة في قانون المالية العامة الموحد إلا أن احتساب مديونيات هذه الهيئات يقع في نطاق الدين العام ولكن يجب أن يكون هذا الدين جزء من دين الحكومة العامة وفقا لتعريف الإنفاق الحكومي في قانون المالية العامة الموحد الذي يعرف الإنفاق الحكومية، بأنه كل ما ينفق من موازنة الجهات الإدارية التي تدخل في الميزانية العامة للدولة والهيئات الاقتصادية العامة والشركات المملوكة للدولة حسب نسبة الملكية وبالتالي فإن تعريف الدين الحكومي يجب أن يشمل هذه الجهات وهو ما يستوجب أيضا الإفصاح عن مديونيات هذه الهيئات، كذلك تضمين ديون الشركات العامة للدين العام.
وأشار إلى ضرورة تحديد جهات ضمان الدين المختلفة وفك الازدواج أو التشابك بين تلك الجهات و تحديد واضح لجميع الأدوار والمسؤوليات المتعلقة بإدارة الدين العام بما يعزز من التكامل بينهم و يقلل من التشابكات، كذلك تحديث استراتيجية الدين متوسط المدى وتعزيز الشفافية المالية والإفصاح ونشر البيانات المالية المحدثة للمالية العامة وشركات قطاع الأعمال والهيئات الاقتصادية.
وحول مسار تحقيق الانضباط المالي والإنفاق الحكومي، قال عضو مجلس الشيوخ عن التنسيقية، أنه بالحديث عن الهيئات العامة الاقتصادية، فمن غير المفهوم أو المقبول ان يتحمل دافع الضرائب أكثر من 180 مليار جنيه لصالح هذه الهيئات 120% من مخصصات الصحة و 80% من مخصصات التعليم، مضيفًا أنه بنظرة أكثر عمقا لهذه الهيئات نجد أن بعض الهيئات الاقتصادية تؤدي أدوار و مهام هيئات خدمية و العكس صحيح.
وأوصى بأن تكون هناك لجنة وطنية لدراسة موقف الهيئات واختصاصاتها وتحويل ما يجب أن يتحول إلى الخدمي والاقتصادي حسب طبيعة النشاط الفعلي الذي تقوم به هذه الهيئات بجانب إعادة هيكلة وتقسيم بعضها وطرحه للقطاع الخاص سواء من خلال بيع حصص أو شراكة و هناك أمثلة عديدة لهيئات لا يتم استغلال كامل امكاناتها أو هيئات تعاني من قصور شديد عبارة عن فجوة لاهدار اموال دافعي الضرائب، على أن تتكون هذه اللجنة من ممثلي وزارات التخطيط و المالية والصندوق السيادي وبرلمانيين وخبراء مستقلين.
وأوضح أنه على الجانب الآخر فلابد من العمل على ضبط الإنفاق الحكومي، وأحد جوانب هذا الضبط إعادة النظر في بعض برامج الدعم غير المجدية التي لا تؤدي لفائدة حقيقة للمواطنين ومنها على سبيل المثل برامج دعم الإسكان الاجتماعي، الذي يشهد هيكل شديد التعقيد وتدني الكفاءة سواء في مسألة أسعار الفائدة المدعومة التي تزيد من تشوهات السوق أو من تحوله لباب خلفي لزيادة تدخل الحكومة في سوق التشييد و مزاحمة القطاع الخاص، وأوضح أنه يجب إجراء دراسة عائد وتكلفة برامج الدعم المختلفة و كفاءة الإنفاق في الحد من نسب الفقر وايضًا مقارنة التكلفة الإدارية لهذه البرامج بالبرامج المماثلة في الدول المختلفة وتماشيها مع أفضل الممارسات.
واقترح فريد تبسيط منظومة الضرائب وتيسير إجراءات وخفض تكلفة الإمتثال الضريبي وزيادة الشفافية، التي بدورها ستؤدي لتحسين الثقة لدى دافعي الضرائب مما يحقق مزيدًا من الحصيلة الضريبية والالتزام بسعر صرف مرن مما يعالج التشوهات السعرية و يعزز من ثقة المستثمرين.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: قانون البنك المركزى خفض الدين العام الحوار الوطني تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين الهیئات الاقتصادیة الإنفاق الحکومی الدین العام یجب أن
إقرأ أيضاً:
مصر.. خبير اقتصادي يعلق على زيادة الدين 800 مليار جنيه في 3 أشهر
مصر – انتقد الخبير الاقتصادي المصري هاني توفيق زيادة الدين العام للدولة المصرية بنحو 800 مليار جنيه خلال 3 أشهر فقط.
واعتبر الخبير الاقتصادي المصري أن زيادة الدين العام على الدولة المصرية بهذه الصورة الكبيرة “يحتاج إلى إصلاحات اقتصادية هيكلية وليس قرارات ترقيعية”.
وكانت بيانات وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي أظهرت الأسبوع الماضي ارتفاع إجمالي الدين العام المصري (المحلي والأجنبي) على الحكومة بنحو 810 مليارات جنيه في الربع لثالث من العام الماضي إلى 13.33 تريليون جنيه بنهاية سبتمبر 2024، مقارنة بنحو 12.52 تريليون جنيه بنهاية الربع السابق له المنتهي في يونيو 2024.
وقال توفيق على صفحته الرسمية على منصة التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “800 مليار جنيه زيادة في الدين العام خلال 3 أشهر فقط معظمها لسداد ديون استحقت لنصدر ديوناً جديدة كبديل لها ويقفز الرقم إلى تريليون جنيه الثلاثة أشهر القادمة”.
وأوضح أن “اختراق هذه الحلقة المفرغة يحتاج إلى إصلاحات اقتصادية هيكلية وليس قرارات ترقيعية تتعامل مع النتيجة وليس مع السبب”.
وتستهدف وزارة المالية خفض الدين العام إلى 80% من الناتج المحلي الإجمالي بنهاية يونيو 2027، وفق ما قاله أحمد كجوك وزير المالية في وقت سابق.
كان الدين العام تراجع من 96% في العام المالي 2022-2023 إلى 89% في العام المالي الماضي 2023-2024، بعد دعم صفقة رأس الحكمة.
وسددت مصر 38.7 مليار دولار من الديون خلال عام 2024، بما في ذلك 7 مليارات دولار في نوفمبر وديسمبر وفق تصريح لرئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي.
ومع استمرار مصر في معالجة الصعوبات الاقتصادية من المقرر أن تتلقى البلاد حوالي 1.2 مليار دولار من صندوق النقد الدولي بموجب اتفاقية على مستوى الموظفين لبرنامج مرفق الصناديق الموسعة خلال شهر يناير الجاري.
المصدر: RT