قمة العشرين هي أحد أهم المنتديات الاقتصادية والسياسية في العالم، والتي تضم 19 دولة والاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى عدد من المنظمات الدولية. تعقد القمة سنويا في إحدى الدول الأعضاء، وتناقش مواضيع تهم الاستقرار المالي والتنمية المستدامة والتغير المناخي وغيرها.

ومن المقرر أن تستضيف الهند قمة العشرين لهذا العام في نيودلهي يومي 9 و10 سبتمبر.

رغم حاجة العالم إلي انعقاد تلك القمة لإزالة التوترات بين القوي العظمة، أعلنت الصين عن عدم مشاركة رئيسها شي جين بينج في القمة، كما أعلنت روسيا أيضا عدم مشارك فلاديمير بوتين ما أثار تساؤلات حول الأسباب والدوافع وراء هذا القرار.

الأسباب

١-التوترات الحدودية بين الصين والهند

إحدى أبرز الأسباب التي قد تكون منعت شي جين بينج من حضور قمة العشرين في الهند هي التوترات الحدودية بين البلدين، التي اشتعلت من جديد في يونيو، عندما اندلعت اشتباكات عسكرية في منطقة غالوان فالي بإقليم لاداخ، ما أسفر عن مقتل 20 جنديا هنديا و4 جنود صينيين.

ورغم أن الجانبين أجروا عدة جولات من المحادثات لتخفيف التوتر، إلا أنه لم يتم التوصل إلى حل نهائي للخلاف. وقد ترى بكين أن حضور شي جين بينج في نيودلهي قد يفسر على أنه تقديم تنازلات للهند، أو تغاض عن انتهاكاتها للسيادة الصينية. حسبما ذكرت شبكة “بي بي سي”.

٢-الموقف من قضية تايوان

قضية تايوان هي أخرى من الأسباب التي قد تكون دفعت شي جين بينج إلى مقاطعة قمة العشرين في الهند. فالصين تعتبر تايوان جزءا لا يتجزأ من أراضيها، ولا تقبل بأية محاولات للاعتراف بها ككيان مستقل. وقد شهدت العلاقات بين بكين وتايبه تدهورا خلال فترة حكم الرئيسة تساى إنج ون، التي تنتمي إلى حزب التقدمي الديمقراطي الذي يدعم الاستقلال.

وقد أعربت الهند عن دعمها لتايوان في عدة مناسبات، مثل إرسال وفد رفيع المستوى لحضور حفل تنصيب تساى إنغ ون في مايو، والسماح لوسائل إعلام هندية بإجراء مقابلات مع المسؤولين التايوانيين، والترويج للاحتفال بعيد تأسيس تايوان في أكتوبر.

وقد اعتبرت الصين هذه الخطوات انتهاكا لمبدأ “صين واحدة”، وحذرت الهند من أنها ستواجه عواقب وخيمة إذا استمرت في التدخل في الشؤون الداخلية للصين.

٣-المنافسة الإقليمية والعالمية

قد تكون المنافسة الإقليمية والعالمية بين الصين والهند أحد أهم الأسباب التي قد تكون منعت شي جين بينج من المشاركة في قمة العشرين في الهند. فالصين والهند هما أكبر دولتين في آسيا من حيث عدد السكان والمساحة، وهما أكبر اقتصادين ناميين في العالم، وهما أعضاء في مجموعة بريكس، التي تضم أيضا البرازيل وروسيا وجنوب أفريقيا.

وقد شهدت العلاقات بين البلدين تطورات متباينة خلال السنوات الماضية، ففي حين تحققت بعض التقاربات في المجالات الثقافية والإنسانية والتجارية، فإن هناك أيضا بعض التباعدات في المجالات الأمنية والإستراتيجية.

فالصين ترى في نشاطات الهند في المحيط الهادئ والمحور الرباعي (كواد)، الذي يضم أستراليا والولايات المتحدة والهند والصغير، تهديدا لمصالحها وأمنها.

كما ترى في مشاركة الهند في قمة الناتو، وإرسالها طائرات مقاتلة إلى فرنسا للمشاركة في مناورات مشتركة مع حلفاء غربيين، تحولا نحو التحالف مع الغرب ضد بكين.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: التغير المناخي الاتحاد الأوروبي الصين الصين والهند تايوان بوتين طائرات مقاتلة شي جين بينج قمة العشرین فی الهند قد تکون

إقرأ أيضاً:

الكشف عن تفاصيل صادمة في انهيار صناعة السفن الأمريكية وصعود العملاق البحري الصيني..

 

سلطت مجلة "نيوزويك" الضوء على التراجع الكبير في صناعة السفن الأمريكية في مقابل النمو الهائل للصين كقوة بحرية؛ حيث تتزايد الفجوة بين الدولتين في مجال بناء السفن مع تزايد الهيمنة الصينية العالمية في هذا القطاع.

وقالت المجلة، في تقرير ترجمته "عربي21"، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يسعى لإعادة تنشيط صناعة السفن الأمريكية المتراجعة؛ حيث أعلن في خطابه أمام الكونغرس الأسبوع الماضي عن إنشاء مكتب بحري جديد في مجلس الأمن القومي لتنشيط بناء السفن العسكرية والتجارية على حد سواء.

ويأتي ذلك بالتزامن مع تقرير نشره هذا الأسبوع مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، وهو مركز أبحاث في واشنطن، يسلط الضوء على مكانة الصين كلاعب مهيمن عالميًا في مجال بناء السفن، مما يشكل تحديات اقتصادية وأمنية للولايات المتحدة.

وأشارت المجلة إلى أن البحرية الأمريكية تمتلك أربعة أحواض بناء سفن عامة نشطة فقط، بينما تمتلك الصين ما لا يقل عن 35 موقعًا معروفًا بصلته بالمشاريع العسكرية أو مشاريع الأمن القومي في هذا المجال، وفقًا لباحثي مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، الذين حللوا 307 من أحواض بناء السفن الصينية، وجميعها "تعمل بتوجيهات من الدولة".

وقد وصف تقرير وزارة الدفاع الأمريكية السنوي حول القوة العسكرية الصينية، الصادر نهاية السنة، البحرية التابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني بأنها الأكبر في العالم "بقوة قتالية تزيد عن 370 سفينة وغواصة، بما في ذلك أكثر من 140 سفينة حربية سطحية رئيسية".

وأفاد مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية السنة الماضية بأن البحرية التابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني تشغل 234 سفينة حربية، مقارنةً بـ 219 سفينة تابعة للبحرية الأمريكية، وتتمتع الولايات المتحدة بميزة في الطرادات والمدمرات المزودة بصواريخ موجهة، بالإضافة إلى الحمولة الإجمالية، بفضل أسطولها المكون من 11 حاملة طائرات، مقابل ثلاث حاملات للصين.

ومع ذلك؛ قال مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية هذا الأسبوع إن الصين في طريقها للوصول إلى أسطول من 425 سفينة بحلول عام 2030، مقارنة بـ300 سفينة تمتلكها البحرية الأمريكية.

وأكدت المجلة أن تضاؤل النفوذ البحري الأمريكي إلى جانب تنامي حجم البحرية الصينية وقوتها يشكل تحديات كبيرة للاستعداد العسكري للولايات المتحدة وحلفائها في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

وقال مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية إن أكبر شركة بناء سفن مملوكة للدولة في الصين، وهي شركة بناء السفن الحكومية الصينية، قامت ببناء سفن تجارية في عام 2024 أكثر مما بنته صناعة السفن الأمريكية بأكملها منذ الحرب العالمية الثانية.

وأوضحت المجلة أن بكين قامت بدمج الإنتاج التجاري والعسكري في العديد من أحواض بناء السفن التابعة لها، مما أتاح لبحرية جيش التحرير الشعبي الصيني الوصول إلى البنية التحتية والاستثمار والملكية الفكرية الخاصة بالعقود التجارية.

وقال مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية إن الشركات الأجنبية، بما في ذلك شركات من دول حليفة للولايات المتحدة، اشترت 75 بالمئة من السفن التي بنيت في أحواض بناء السفن الصينية ذات الاستخدام المزدوج، مما منح البلاد إيرادات وخبرات تكنولوجية.

وعلى النقيض من ذلك، أغلقت البحرية الأمريكية خلال العقود السابقة عددًا من أحواض بناء السفن العامة التي كانت تديرها، والتي كانت حيوية للمجهود الحربي الأمريكي في الحرب العالمية الثانية.

وأفادت المجلة بأن تقريرا للكونغرس الأمريكي لعام 2023 سلط الضوء على تضاؤل قدرات الولايات المتحدة في بناء السفن؛ حيث ذكر أن أحواض بناء السفن الأمريكية كانت تبني في سبعينيات القرن الماضي حوالي 5 بالمئة من حمولة السفن في العالم - أي ما يصل إلى 25 سفينة جديدة في السنة -

ولكن بحلول الثمانينيات، انخفضت هذه النسبة إلى المعدل الحالي البالغ حوالي خمس سفن في السنة.

وفي الوقت نفسه، كشفت إحاطة مسربة للبحرية الأمريكية أن قدرة الصين على بناء السفن كانت أكبر بـ 232 مرة من قدرة الولايات المتحدة.

وختمت المجلة بأن التقرير الصادر عن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بعنوان "حروب السفن"، أوصى بضرورة اتخاذ الولايات المتحدة إجراءات حاسمة للتصدي للتحديات الأمنية والاقتصادية متعددة الأوجه التي تفرضها صناعة بناء السفن الصينية، مؤكدًا أن التجارب السابقة في صناعات مثل الألواح الشمسية وبطاريات السيارات الكهربائية، حيث تم إقصاء الشركات الأمريكية والحليفة بالكامل تقريبًا من السوق بسبب التصنيع الصيني منخفض التكلفة، تقدم تحذيرات واقعية لما يمكن أن يحدث في صناعة بناء السفن

مقالات مشابهة

  • الرئيس الصيني يرفض حضور قمة في بروكسل.. ما السببب؟
  • الكشف عن تفاصيل صادمة في انهيار صناعة السفن الأمريكية وصعود العملاق البحري الصيني..
  • 3 أسباب وراء الإصابة بالأورام الدموية.. تعرف على طرق العلاج
  • انهيار صناعة السفن الأمريكية وصعود العملاق البحري الصيني.. ماذا يعني هذا للعالم؟
  • تعرف على المخاطر الصحية الجسيمة التي يتعرض لها من ينامون أقل من 8 ساعات يوميا
  • السلطات تمنع تنقل جمهور الوداد إلى طنجة
  • حصاد الزراعة.. تعزيز الاستثمار الزراعي الصيني في مصر
  • عاجل.. القناة 14 الإسرائيلية: 8 أشخاص حاولوا التسلل من منطقة غور #الأردن وتم إطلاق النار عليهم ومقتل اثنين منهم
  • سيف بن زايد: أبناء الإمارات رجال يعوّل عليهم ويصنعون الفارق
  • ناس قاعدين وسط الجنجويد في معاقلهم ومن أهلهم ينكروا عليهم المنكر