إعداد: جمال بلعياشي إعلان اقرأ المزيد

تعد قوات سوريا الديمقراطية ''قسد" تحالفا عسكريا تأسس في سنة 2015 لمكافحة تنظيم "الدولة الإسلامية" بدعم من التحالف الذي تديره الولايات المتحدة في سوريا. وتأسست هذه القوات في البداية من مقاتلين أكراد ومجموعات مسلحة سورية وحدتها معارضة الرئيس بشار الأسد. فيما التحق بها فيما مقاتلون عرب سنة محليون تم انتدابهم من بين القبائل البدوية.

في 27 آب/أغسطس الماضي، أوقفت قوات "قسد" أحمد الخبيل (الذي يطلق عليه أبو خولة) وهو قائد المجلس العسكري في دير الزور وهو تنظيم مسلح عربي كان إلى غاية ذلك التاريخ منضويا تحت لواء "قسد". وينحدر أحمد الخبيل من قبيلة العكيدات وهي أكثر القبائل المحلية تأثيرا في منطقة دير الزور وتتهمه قوات سوريا الديمقراطية بالفساد وتجارة المخدرات. فيما رد أنصاره بشن هجوم على قوات "قسد" بهدف طرد هذه الأخيرة من دير الزور.

زين العابدين هو أحد سكان المنطقة. ويحلل باستمرار الوضع الميداني في دير الزور عبر تغريدات في حسابه على تويتر، ويصرح قائلا:

في البداية، لم يبد السكان معارضة لهذا الاعتقال، وذلك لأن القائد العسكري أحمد الخبيل يملك سمعة جد سيئة بين السكان. ولكن الوضع سرعان ما تغير عندما تمرد عدد من أفراد قبيلته "البكير" (فريق التحرير، فرع من قبيلة العكيدات) ضد قوات سوريا الديمقراطية.

- في الفيديو عدد من مقاتلي عشيرة البكير ــ العگيدات، يتحدثون أمام عربة همر لــ قسد دمروها وأحرقوها، وجهوا بالفيديو سلامهم لعائلة السرحان التي أعدمت قسد SDF من أفرادها (3) أشخاص من بينهم طفل ميدانياً في قرية ضُمان، الفيديو يُشير لعملية ثأر قد تحقق. https://t.co/J2oWTubB6J pic.twitter.com/peDKtai8NR

— زين العابدين | Zain al-Abidin (@DeirEzzore) September 1, 2023 مقطع فيديو يظهر مقاتلين من قبيلة العقيدات يشيرون إلى عربة مدرعة تابعة لقوات سوريا الديمقراطية "قسد" أكدوا أنهم قاموا بتدميرها في بلدة دمان يوم 30 آب/ أغسطس 2023.

والتحقت عدة قبائل أخرى بالمعارك ضد قوات "قسد" وهي من بين الأكثر نفوذا في المنطقة على غرار قبيلتي البقارة والعكيدات. وهاجم أفراد من هذه القبائل مواقع تابعة لقوات سوريا الديمقراطية في عدة بلدات.

وألقى زعيم قبيلة العكيدات إبراهيم الهفل في 31 آب/أغسطس الماضي خطابا غير مسبوق مندا بـ"السياسات الهمجية" لقوات "قسد" ودعا زعماء قبائل منطقة دير الزور إلى الانتفاضة ضد هذا التحالف العسكري.

وكان هذا الخطاب بمثابة إعلان حرب ضد قوات سوريا الديمقراطية.

الشيخ ابراهيم الهفل شيخ مشايخ قبائل العگيدات، يحمل سلاح للدفاع عن الوجود العربي شرق سورية، ضد هجوم ميليشيات PKK/PYD الإرهابية، ولسان حاله: "ما ظل وراها ورا"
عائلة الهفل لها مكانة ليس فقد عند العگيدات إنّما عند كل العرب من حلب للأنبار وصلاح الدين#ديرالزور pic.twitter.com/5bQ75IShoX

— Fadi فادي (@fadi0bed) September 2, 2023 في يوم السبت 2 أيلول/ سبتمبر الجاري، أعلنت قبيلة العقيدات أنها استعادت السيطرة على بلدة الذيبات معقلها في منطقة دير الزور، من مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية. "بالنسبة لنا، إنها مسألة شرف ولكن يكون هناك رجوع إلى الوراء. و مطالبنا هي مطالب قبلية" يقول قائد هذه القبيلة أحمد الحاف في هذا المقطع المصور.

وكانت قبيلة البقارة قد نأت بنفسها عن المواجهات في البداية ولكنها التحقت بالمعارك فيما بعد. وهاجم أفرادها مواقع لقوات سوريا الديمقراطية في عدة بلدات خصوصا في  شرق دير الزور.

والوضع أصبح معقدا جدا ذلك لأن القسم الأكبر من مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية ينحدرون من قبائل عربية محلية. ومنذ بداية المعارك، تواصل القبائل العربية إطلاق دعوات لأفرادها الذين يقاتلون في صفوف قوات "قسد" حتى ينشقوا عنها.

إنشقاق 15 عنصر من ميليشيات #قسد_الإرهابية في جبل البصيرة وانضمامهم إلى ثوار العشائر العربية في ريف ديرالزور. pic.twitter.com/AGkTF0OBEc

— mazen007 التطبيع_خيانة# (@mazen00711) September 2, 2023 مقطع فيديو يظهر مقاتلي من قوات سوريا الديمقراطية في بلدة البصيرة في جنوب دير الزور أثناء إعلان الانشقاق عن "قسد" للانضمام إلى مقاتلي القبائل العربية، في 2 أيلول/ سبتمبر 2023.

 لكن قبائل عربية أخرى بقت على ولاء لقوات سوريا الديمقراطية. إذ أعلنت مليشيا تدعى "حماة الجزيرة" التي تتكون من مقاتلين من قبيلة الجبور أنها التحقت بالمعارك إلى جانب قوات "قسد".

والتقى وسيطان أمريكيان يوم الأحد 3 أيلول/سبتمبر الجاري مسؤولين من قوات سوريا الديمقراطية وقيادات محلية. وأكدت قوات "قسد" من جهتها أنها ليست على أي خلاف مع هذه القبائل والتي ساعدها عدد كبير منها في القتال ضد تنظيم "الدولة الإسلامية".

بالنسبة إلى وسيم نصر صحافي فرانس24 المتخصص في الجماعات الجهادية، فإن أحد أهم أهداف هذه الفصائل العربية يتمثل في التخلص من هيمنة القوات الكردية والتحول إلى مفاوض مميز لدى التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، ويضيف نصر: 

 يبدو أن المعارك التي بدت في أولها أشبه بحرب نفوذ، مع إيقاف أبو خولة قبل نحو أسبوع ، تسير نحو التحول إلى  مسألة قبلية وعشائرية إذ تحاول عشائر عربية التخلص من هيمنة مقاتلي "إي بي جي" ( وحدات حماية الشعب YPG) وذلك لأنها المحاور المباشر مع الأمريكان ولأن إبراهيم الحافل طلب أن يكون الأمريكان والتحالف الذي يقودونه بمثابة الحكم بينهم وبين الأكراد. وفي نفس الوقت، يحاول الأكراد وقوات "إي بي جي" دفع إبراهيم الحافل إلى مناطق خاضعة لسيطرة النظام السوري، حتى تكون لوحدها المحاور مع الأمريكان. وبالتالي هناك ديناميكية ميدانية تحرك النزاع.

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: بيئة خبر كاذب سوريا جرائم حرب بيئة قوات سوریا الدیمقراطیة من مقاتلی من قبیلة

إقرأ أيضاً:

وسط الخرطوم وشمال الجيلي محاور الصراع الحاسمة في معارك العاصمة السودانية

منذ فجر الخميس الماضي، اندلعت معارك عنيفة بين الجيش والدعم السريع في عدة محاور حاسمة داخل العاصمة وفي مناطق أخرى جنوب الجزيرة، ولاية سنار، منطقة الفاو، ومصفاة الجيلي.

كمبالا: التغيير

استهدفت العمليات العسكرية مناطق وسط وغرب وشمال الخرطوم، عبر ثلاثة جسور رئيسية هي: جسر الحلفايا الذي يصل بين أم درمان والخرطوم بحري، وجسري النيل الأبيض، والفتيحاب الرابطين بين أم درمان والخرطوم.

وأظهرت مقاطع فيديو نشرها نشطاء موالون للقوات المسلحة على منصات التواصل الاجتماعي عبور قوات من الجيش جسر النيل الأبيض من جهة أم درمان إلى الخرطوم، وفي كبري الحلفايا من جهة أم درمان إلى الخرطوم بحري، كما ظهرت مقاطع أخرى لجنود من الجيش داخل السوق العربي.

معارك الخرطوم 800 قتيل من الجيش

لكن مستشار قائد الدعم السريع، الباشا طبيق، أوضح لـ (التغيير) أن الهجوم الذي شنه الجيش على عدة محاور في الخرطوم، بما في ذلك جسر الخرطوم – أمدرمان وجسر الفتيحاب، تم سحقه بالكامل.

وقال إن عدد القتلى من القوات المهاجمة تجاوز 800 قتيل، بالإضافة إلى العديد من الجرحى، وأشار إلى أن هذه المعلومات أولية، ولم يتم إصدار بيان رسمي بها من الدعم السريع حتى الآن.

وبحسب طبيق الجيش لم يتمكن من استعادة أي من المواقع التي كانت تحت سيطرة قوات الدعم السريع، رغم محاولات التقدم نحو مصفاة الجيلي. وأضاف أن القوات المهاجمة التي حاولت التقدم من أم درمان نحو الخرطوم تم تدميرها بالكامل، وتراجعت إلى مواقعها السابقة.

وفيما يتعلق بمنطقة بحري، أكد أن قوات الجيش تسيطر على الكدرو ومنطقة الحلفايا، وأنه لا صحة للأنباء التي تتحدث عن تقدمهم في مناطق مثل شارع المعونة أو شمبات. وأضاف أن الجيش ربما يكون قد عبر جسر الحلفايا، ولكن لم يتمكن من التوغل أبعد من ذلك، وأن قوات الدعم السريع تتابع تحركاتهم عن كثب.

وحول التطورات العسكرية في الجيلي شمال الخرطوم، أكدت قوات الدعم السريع في بيان صدر الأحد أن الهجوم الأخير على محور مصفاة الجيلي أسفر عن خسائر كبيرة في صفوف الجيش المهاجم، حيث تم تدمير أكثر من 320 جنديًا، إضافة إلى الاستيلاء على 48 مركبة قتالية وأسلحة وذخائر متنوعة.

وأضاف الناطق الرسمي، بان قواته طاردت القوات المهاجمة حتى مدينة شندي بولاية نهر النيل، ما أدى إلى عمليات هروب واسعة.

مصفاة الجيلي (إرشيفية)

ولفت طبيق إلى تصريحات المستشار وعضو الوفد المفاوض لقوات الدعم السريع، محمد المختار النور، التي أعلن فيها أن الأولى، قد قررت تعليق مفاوضاتها مع الجيش والقوات المتحالفة معه، وأن لا خيار إلا الحسم العسكري.

وأوضح طبيق أن هذا القرار جاء بسبب تعنت الجيش في قبول الحلول السلمية، مشيرًا إلى أن قوات الدعم السريع ستواصل الدفاع عن نفسها وتستمر في مهمتها الوطنية التي بدأت لتخليص البلاد من “سرطان الحركة الإسلامية” التي أشعلت الحرب، وفقا تعبيره.

وأكد أن الدعم السريع ظل مستعدًا للسلام، لكن الطرف الآخر يواصل المماطلة ويعتقد أن ذلك من منطلق ضعف، مع أن الدعم السريع يسيطر على 75% من مساحة السودان ويملك أدوات الحسم العسكري.

القضاء على القوة الصلبة للدعم

من جانبه، قال اللواء المتقاعد خليل محمد الصادق لـ (التغيير) إن القوات المسلحة انتقلت من الدفاع إلى الهجوم، وهو ما يعني أن العمليات السابقة قضت على القوة الصلبة لقوات الدعم السريع.

وأضاف أن الجيش حقق تقدمًا ملحوظًا في عدة محاور، خاصة في الخرطوم ودارفور، وأنه من المتوقع أن تشهد الفترة القادمة انهيارًا كاملًا لقوات الدعم السريع في الخرطوم.

وأشار إلى أن القوات المسلحة تمكنت من السيطرة على معظم المحاور، باستثناء جسر جبل أولياء، وأكد أنها ستستمر في توسيع نطاق عملياتها.

وأكد الصادق أن القوات المسلحة، رغم الخسائر التي تكبدتها، تبقى في موقف قوي بسبب الدعم الشعبي الكبير، وكذلك دعم هيئة العمليات والمستنفرين والقوات المشتركة.

وأضاف أن هذه المرحلة تحتاج إلى المزيد من التواصل الإعلامي لضمان الحفاظ على معنويات المواطنين، مع ضرورة تزويدهم بالمعلومات الدقيقة لتوضيح مجريات المعركة.

جنود يتبعون لقوات الدعم السريع محاور القتال في العاصمة والولايات

قال الناشط في مواقع التواصل الاجتماعي، محمد خليفة، إن محاور القتال في العاصمة والولايات لم تشهد أي اختراقات كبيرة أمس، إلا أن الوضع الميداني يشهد بعض التطورات المختلفة نسبياً.

 كبري السلاح الطبي

ووفقا لمنشور في صفحته على (فيسبوك)، فإن محور السلاح الطبي، شهد اشتباكات عنيفة بين الجانبين، استمرت حتى غروب الشمس. وذكر خليفة أن قوات الجيش تمكنت من السيطرة على حديقة 6 إبريل،  إلى جانب فندق الهيلتون وحدائقه، ومسجد الشهيد.

ومع نهاية اليوم، أشار إلى أن قوات الجيش انسحبت من هذه المناطق نحو مدخل الكبري، مع بقاء بعض القناصين على الجسر.

الحلفايا بحري

أوضح خليفة أن الاشتباكات كانت متقطعة بين الطرفين، فيما سيطرت قوات الجيش على كامل أحياء الحلفايا، وانتشرت بكثافة في الأنحاء، وشيدت نقاط ارتكاز في عدة شوارع، في المقابل، تراجع الدعم السريع إلى أحياء شمبات، وركز دفاعاته في امتداد شمبات الأراضي.

وأكد خليفة أن المساحة الفاصلة بين الحلفايا وشمبات الأراضي هي التي تفصل بين الطرفين.

جنود من الجيش السوداني مصفاة الجيلي

فيما بتعلق بمحور الجيلي، قال خليفة: “بعد انسحاب الجيش من محيط مصفاة الجيلي عقب اندلاع المواجهات ووقوع الجيش في كمين، شهدت الأجواء هدوءًا في محيط المصفاة”. وأكد أنه لا توجد أي اشتباكات في المنطقة، حيث تتواجد عناصر الجيش الآن جنوب منطقة البسابير ولا تقترب من محيط المصفاة.

 المدرعات

القوات المسلحة في المدرعات عادت للانفتاح جنوبًا نحو الكلاكلة القلعة، واندلعت اشتباكات مع الدعم حسب ماذكر خليفة.

 

الوسومحرب الجيش والدعم السريع معارك أمدرمان معارك الجيش والدعم السريع معارك الجيلي ولاية الخرطوم

مقالات مشابهة

  • وسط الخرطوم وشمال الجيلي محاور الصراع الحاسمة في معارك العاصمة السودانية
  • سرايا القدس في نابلس تخوض معارك مع العدو الصهيوني المقتحم للمدينة
  • تقرير: مقتل 10 عناصر من الميليشيات الإيرانية بغارات جوية مجهولة شرقي سوريا
  • قصف متبادل بين قوات أمريكية في سوريا ومجموعات مدعومة إيرانيا
  • مقتل 12 موالياً لإيران في سوريا
  • هجوم جديد على قاعدة للجيش الأمريكي في حقل غاز شرقي سوريا
  • سوريا.. إصابات بصفوف الجيش الأمريكي في أحد قواعده
  • معارك بين الجيش السوداني والدعم السريع بشمال الخرطوم
  • 12 قتيلا في غارات استهدفت مواقع في سوريا لمسلحين موالين لإيران
  • 12 قتيلا في غارات "مجهولة" شرقي سوريا