الأديبة السودانية آن الصافي لـ24: الصبر والحكمة أهم ما تعلمته من جدتي وأمي
تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT
"ذاكرة الطفولة" زاوية نضيء فيها على طفولة أديب من الإمارات، نصغي لأولى تجاربه ورؤاه.
لا أنسى تشجيع محمد المزروعي لي وحبيب الصايغ في اتحاد الكتاب في أبوظبي
صداقاتي كنز أعتز به وأحرص عليه مهما بعدت بيننا المسافات
تقول الأديبة السودانية آن الصافي: "كنت الحفيدة الأولى لجدتي، والأقرب إليها دوماً، جمعني بها ود خاص وحنين متواصل، أمضيت جل وقتي برفقتها، تعلمت منها الكثير، أما أمي فهي نبع حنان، و بمثابة أختي الكبرى وصديقتي الصدوقة، وبعد وفاة جدتي رحمها الله، ظلت حاضرة بأخلاقها وقيمها التي غرستها في من حولها، كانت سيدة تهتم بتفاصيل الثقافات الأصيلة التي اكتسبتها من مجتمعها، تراعيها وتعي قيمتها وثمارها الطيبة، لقد ترملت في عمر مبكر، وتفرغت لرعاية صغارها، فالصبر والحكمة من أهم فصول مدرستها، والوالدة منفتحة على ثقافات وفدت إليها فاحترمتها ولم تغير مما ورثته من مجتمعها".
وبالنسبة لعلاقتها مع والدها توضح: "والدي جعلني أعشق عالم الكتب، من حبه وحرصه عليّ كان دوماً يحضر لي كتباً ودفاتر بشكل شبه يومي، حتى قبل مرحلة التعليم المبكر وما تليها من مراحل، ولطالما استيقظت فوجدت هدية منه قرب وسادتي وهو يراقب مع والدتي ردة فعلي تجاه تلك الهدايا، الألوان والصفحات المرسومة والقصص والحكايات كلها شكّلت لدي عالم من الشغف والاكتشاف المتواصل".
وتتابع: "حين أجدت القراءة، كان والدي يطلب مني أن أجلس قربه في ساعة القيلولة وأقص عليه مما قرأت، وأحياناً يطلب أن أقص عليه حكاية من نسج مخيلتي، ثم يوجهني كي أعيد صياغتها وأعيد ترتيبها، مما حفّزني على التفكر والتخيل، وخلق لدي مصنعاً متنوعاً للسرد، كما حرص والدي ووالدتي على اصطحابي أثناء زيارة أقربائهما، مما جعلني أتعرف على عدد كبير منهم، جمعتني بهم حوارات ممتعة خاصة كبار السن، الذين سردوا لي قصصاً متنوعة محملة بذكرياتهم، وبعضهم كان يلقي الشعر ليوصل لي قيمة أو حكمة ما، تعلمت أن أكون مستمعة جيدة لهم، وكنت أحب السؤال والاستفسار، وأهتم بما يقولون".
وتضيف: "في المرحلة الأولى من عمري قرأت كتباً متنوعة واستمعت لحكايات تعكس أصالة ثقافة مجتمعنا السوداني، وقد عشت طفولتي بين الدرس واللعب والرياضة والموسيقى والصداقات، كما أن البيئة والطبيعة، بتنوعها حيث موطني والدول التي أقمت بها باختلاف وتكيف المجتمعات على أرضها وما نشأ عليها من ثقافات، غرس بنفسي التفكر وتأمل دقائق الأماكن والتفاصيل والوقوف عند مشاهد وذكريات مفعمة بزخم متنوع وبديع".
وتقول الصافي: "الأصدقاء فرح وسعادة وهذا ما تؤكده علاقاتنا الإنسانية مع من تجمعنا بهم محبة في الله، لدي صديقات عزيزات في السودان وخارجه من جنسيات متعددة، منهن جيران ومنهن زميلات دراسة، ولدي تواصل مع عدد منهن ونحرص على تبادل الأخبار ونهنئ بعضنا على النجاحات ونواسي بعضنا في حال تعرضت إحدانا لما يستدعي، صداقاتي كنز أعتز به وأحرص عليه، مهما بعّدتنا المسافات أو انقطعت الأخبار، وتلك المحبة موجودة وأصيلة لا تتغير".
وعن هواياتها المفضلة أثناء مرحلة الطفولة تذكر: "مارست الرياضة وتحديداً الجري، والسباحة، وكرة اليد، كذلك الموسيقى بتنوعها والرسم مع وجود الدفاتر والألوان ضمن هدايا الوالد، وما زلت أعود إليها من وقت لآخر".
وتضيف: "أتيت من مجتمع يحترم الخصوصية، ويقدر المرأة ودورها الفعّال، وهي رسالة يشترك في إتقانها المنزل والمدرسة بشكل موضوعي وآمن، فالأسرة تمارس دور الرعاية لا التسلط أو فرض القيود، وما كنت أشعر به من حرية في التواصل والتعامل والاحترام المتبادل يحقق الثقة بالنفس واحترام الذات، وجدت لي مكانة لا تقل عن أقراني من الجنسين، ودعم في مساري بمجتمعنا السوداني الراقي والمتحضر، منذ آلاف السنين المرأة تحكم وتقود الجيوش، وهذا لا يقلل من قدر الرجل أو المجتمع بل يعكس الوعي بقيمة الإنسان رجل كان أو امرأة".
وعن المدرسة والمعلمات تقول: "جميعهن تركن أطيب الأثر، التشجيع المتواصل والسؤال من حين لآخر حتى بعد انتهاء المرحلة الدراسية، الأستاذة جليلة من السودان، نسمة لطيفة في قاعة الدرس مبتسمة وداعمة، وهناك معلمات لا أنسى حسهنّ الإنساني في دعم التلميذات ومراقبة مواهبهن، عدد منهن في مدينة الدوحة بقطر، ومن ضمن معلماتي القديرات الأستاذة عائشة بن جبر آل ثاني والأستاذة روضة آل ثاني، وأخريات أحمل لهن ذكريات طيبة، وأذكر لهن مواقف مهمّة وملهمة، وأكنّ لهن الاحترام والتقدير".
وبالنسبة لعلاقتها مع القراءة توضح الصافي: "بعد تمكني من تعلم القراءة توجهت نحو مكتبة الوالد، ووجدت ألف ليلة وليلة ودواوين شعر للمعلقات واسماء عمالقة الإبداع، المتنبي، البحتري، أبو نواس... كذلك الكتب العلمية بتنوعها، كان والدي يرحمه الله يقدم لي عدداً من الكتب ويخصص ساعة للنقاش في نهاية الأسبوع يسألني عن الكتاب، ومن ضمن تلك الكتب، الانسيكلوبيديا التي زخرت وقتها بالمعلومات العلمية في عدة مجالات، جغرافيا الأمكنة وتاريخها، كذلك كتب معنونة بعظماء الحرب، أذكر منها موسيليني وتشرشل وهتلر، وكتب سير ذاتية لفنانين وعلماء، مثل فان جوخ ونيوتن وآينشتين، وأخرى عن الديانات وتاريخها، ومن حصيلة القراءات تشكلت لدي ذهنية باحثة عن عوالم جديدة وشغوفة بالقراءة والاطلاع".
فلك الغوايةوعن بداية رحلتها مع الكتابة تقول: "في المرحلة الابتدائية، وجدت دفتراً بمنزل جدتي، مكتوب على إحدى صفحاته بخط جميل كلمة (الزمن)، وكانت بقية الصفحة فارغة، شرعت بالكتابة من مخيلتي جملاً لا أذكرها ولكن معناها حمل تعريف الزمن للإنسان وللكائنات الحية ولكوكب الأرض وللسماء، كانت متخيلات في ذهني، ثم بدأت أقرأ بصوت مسموع، فتقدم مني خالي، رحمه الله، وسألني من كتب هذا الكلام؟ فأخبرته أني من كتبته، فقال لي مبتسماً استمري ولا تتوقفي، هذه الجملة شكلت لدي مفهوماً جديداً، انطلقت منه في الكتابة، وأصبحت أكتب خواطر وقصصاً وشعراً باستمرار، وفي أبوظبي، حضرت إلى اتحاد الكتاب كمتطوعة لتنظيم أمسية مسرحية مع فريق ساند وقتها، ثم علمت أن بإمكاني حضور جلسات الأربعاء، والتي يشارك فيها الحضور بقراءة ما يكتبون من نصوص أدبية، كنت مستمعة أعلق على بعض قراءات الحضور، ثم بدأت أعرض ما أكتب، ولا أنسى أبداً تشجيع الكاتب محمد المزروعي والراحل المقيم الشاعر حبيب الصايغ، في تلك المرحلة ثم درست بأكاديمية الشعر فقد كنت أحب الشعر النبطي، وفي عام 2013 أصدرت أول رواية لي، "فُلك الغواية".
وبالنسبة لأول مدينة زارتها تتابع: " زرنا الدوحة وكان علي أن أستوعب مفهوم المدن الكوزموبوليتان، وكيف يمكن لعدة ثقافات أن تتعايش معاً رغم الاختلافات، تعرفت وقتها على البيئة الصحراوية والساحلية ومفهوم البداوة وثقافة البادية، وكانت لافتة بالنسبة لي حيث قدمت من أرض النيلين، البيئة الزاخرة بألوان الطبيعة والطيور والحيوانات والحدائق والغابات الاستوائية، ووجدت كل يحمل هوية مختلفة وثقافة مختلفة ومتعايشة معاً، وأذكر أن أول مكان زرته برفقة أسرتي متحف قطر الوطني، وكنت أقارن بين ما أشاهده فيه وما رأيته في متحف السودان في الخرطوم، كانت رحلة مليئة بالدهشة والجماليات".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني
إقرأ أيضاً:
دعاء بعد الظهر لقضاء الحاجة وتيسير الأمور.. احرص عليه الآن
دعاء قضاء الحاجة وتيسير الأمور بعد صلاة الظهر يُعتبر من الأمور التي يلجأ إليها المسلم في أوقات الضيق والاحتياج، وهو يعكس يقينه الكامل بأن الله سبحانه وتعالى هو القادر على تغيير الأحوال وتيسير الأمور مهما بلغت صعوبتها.
والدعاء هو أحد أهم وسائل التقرب إلى الله، حيث يبث المسلم شكواه وهمومه إلى ربه، مع طلب العون والتوفيق في أموره الدنيوية والأخروية.
وقت الظهر هو أحد الأوقات التي يُستحب فيها الدعاء، وخاصة بعد أداء الصلاة المكتوبة، حيث يكون المسلم في حالة طهارة وخشوع، مما يجعله أكثر قرباً من الله، ويُقال إن الدعاء في هذه الأوقات يحمل فرصة كبيرة للإجابة، لأن الصلاة تُعد صلة مباشرة بين العبد وربه، والدعاء جزء من تلك الصلة المباركة.
أدعية بعد صلاة الظهر لقضاء الحاجة وتيسير الأمور
"اللهم إني أتوجه إليك بحمدك وفضلك وعظيم رحمتك أن تقضي حاجتي وتيسر لي أمري، اللهم افتح لي أبواب الخير من حيث لا أحتسب، واغنني بفضلك عن سؤال غيرك.
اللهم اجعل لي من كل ضيق مخرجاً ومن كل هم فرجاً، وبارك لي فيما أعطيتني ووفقني لكل ما تحبه وترضاه."
ومن الدعاء المعروف أيضاً دعاء قضاء الحاجة، وهو:
"لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين، أسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والغنيمة من كل بر، والسلامة من كل إثم، لا تدع لي ذنباً إلا غفرته، ولا هماً إلا فرجته، ولا حاجة هي لك رضا إلا قضيتها يا أرحم الراحمين."
كيفية الدعاء بعد صلاة الظهر لقضاء الحاجة:
النية الصادقة: يجب أن تكون النية خالصة لله، مع الإيمان الكامل بأن الله وحده هو القادر على قضاء الحاجات وتيسير الأمور.الوضوء والطهارة: من الأفضل أن يكون المسلم على وضوء وطهارة كاملة، فقد ورد أن الطهارة تزيد من قبول الدعاء.أداء ركعتين بنية قضاء الحاجة: يستحب أن يصلي المسلم ركعتين ويسأل الله بعدهما حاجته. ويُفضل قراءة الفاتحة وسورة قصيرة في كل ركعة، ثم الدعاء بما يشاء من الأدعية.الإلحاح في الدعاء: لا ينبغي أن يملّ المسلم من التكرار والإلحاح في دعائه، بل يكرر طلبه ويستمر في الدعاء بخشوع وخضوع.اليقين بالإجابة: من المهم أن يدعو المسلم وهو على يقين تام بأن الله سيستجيب له في الوقت المناسب وبالطريقة التي يراها الأنسب له.أهمية الدعاء في حياة المسلم:
الدعاء ليس مجرد كلمات يقولها المسلم بل هو عبادة عظيمة تُظهر حاجته إلى الله، وتُعبر عن ضعفه وعجزه أمام قدرة الله المطلقة.
الدعاء يفتح أبواب الأمل، ويُشعر المسلم بأن الله قريب منه، يسمعه ويعلم حاجته حتى وإن لم ينطق بها. ولعل من أهم فوائد الدعاء أنه يمنح المسلم راحة نفسية كبيرة، حيث يشعر بأنه قد ألقى حمله وثقله على الله، وترك الأمور لتدبيره وحكمته.
لذلك، فإن الدعاء بعد صلاة الظهر أو في أي وقت آخر هو وسيلة قوية لتحقيق الأمنيات وتفريج الكربات. ومع الصبر والثقة بالله، يفتح الله أبواب الفرج ويوسع للمسلم في رزقه وييسر له ما استعصى عليه.