تعرف على قصة استغاثة نجلاء فتحي بوزيرة الثقافة
تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT
استغاثت نجلاء فتحي بمسؤولي وزارة الثقافة في مقدمتهم نيفين الكيلاني لمساعدتها في حل مشكله سرقة اللوحة الخاصة بزوجها الراحل الإعلامي حمدي قنديل، وتحمل عنوان "عاش هنا" التي صنعتها وزارة الثقافة تقديرًا لمكانته الإعلامية، توفير لوحة بديلة للمسروقة، وعقب ساعات من انتشار هذه الاستغاثة تواصل المسؤولون معها للتأكيد على استجابتهم، وأنهم في طريقهم إلى صناعة لوحة جديدة تحمل اسم زوجها الراحل.
تسكن نجلاء فتحي في منطقة مصر الجديدة، إحدى أبرز المناطق الراقية في العاصمة المصرية القاهرة، ووضعت وزارة الثقافة اسم زوجها الإعلامي الراحل بين قائمة الشخصيات التي خلّدت ذكراهم عن طريق حملة "هنا عاش" التي تستهدف صناعة لوحات نحاسية تحمل اسم الراحل يتم وضعها بمقر سكنه تخليدًا لذكراهم، وتعريف الجماهير بلمحات بسيطة عن حياتهم، لم تنج هذه اللوحة الخاصة بالإعلامي الراحل من طمع اللصوص، إذ استولوا عليها طمعًا في مادة النحاس التي صُنعت منها فيبعونها من أجل الحصول على مئات الجنيهات.
سرقة لوحات "عاش هنا"
وهذه الواقعة ليست الأولى، إذ تلقت هيئة التنسيق الحضاري عدة شكاوى خلال الفترة الأخيرة مفادها سرقة لوحات "عاش هنا"، من بينهم لوحة الشاعر فؤاد حداد، التي حاول اللصوص تخريبها لسرقة ما بها من مواد قابلة للبيع، ويضطر المسؤولون في الجهاز القومي للتنسيق الحضاري خلال الفترة المقبلة إلى صناعة تلك اللوحات مرة ثانية ولكن بمواد أقل ثمنًا من المواد النحاسية، وذلك حفاظًا عليها من السرقة، وإجبار اللصوص على العزوف عن تخريبها.
انضم الآن للقناة الرسمية لبوابة الفجر الإلكترونية على واتسابنبذه عن حمدي قنديل زوج الفنانة نجلاء فتحي
الإعلامي الراحل حمدي قنديل زوج الفنانة نجلاء فتحي، وهو من كبار الإعلاميين الذين تخصصوا في تقديم البرامج السياسية، واشتهر ببرنامج "رئيس التحرير" الذي لاقى قبولًا جماهيريًا كبيرًا، وله كتاب سيرة ذاتية مشهور بعنوان "عشت مرتين" خصص نصفه تقريبًا لسرد قصة حبه وزواجه من نجلاء فتحي، وأعلنت وفاته في الأول من نوفمبر عام 2018، متأثرًا بمضاعفات أزمة صحية طويلة مع أمراض الكبد والكلى.
نجلاء فتحي تتصدر محركات البحث
ويذكر ان الفنانة نجلاء فتحي قد تصدرت محركات البحث جوجل، وذلك بعدما كشفت عن غضبها نتيجة اكتشافها سرقة اللوحة الخاصة بزوجها الراحل الإعلامي حمدي قنديل، وتحمل عنوان "عاش هنا" التي صنعتها وزارة الثقافة تقديرًا لمكانته الإعلامية.
انضم لقناتنا الرسمية على تيليجرام لمتابعة أهم الأخبار لحظة بلحظةما هو مشروع "عاش هنا"؟
مشروع لافتات "عاش هنا" أطلقه الجهاز القومي للتنسيق الحضارى منذ العام 2018، بالتعاون مع مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، ويضم مجموعة من الشخصيات العامة فى شتى المجالات، إذ يتم وضع لافتة تحمل هذا الشعار أمام منازلهم الخاصة، لإتاحة الفرصة للأجيال الحالية والقادمة للتعرف على إنجازاتهم، كما وثّق الجهاز من خلال هذا المشروع أسماء شهداء الوطن من الجيش والشرطة والأطباء.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: نجلاء فتحي وزارة الثقافة حمدی قندیل نجلاء فتحی عاش هنا
إقرأ أيضاً:
مثلث حمدي أم مثلث ماكمايكل؟
(2010)
نقترب من الذكرى السادسة والخمسين لذكرى الاستقلال. وبدا لي من مناقشات أخيرة في مناسبة صدور كتابي "بخت الرضا: الاستعمار والتعليم" أن تنصلنا من الاستقلال ربما أكتمل. والتنصل مفهوم أذعته منذ سنوات. وهو ظاهرة فكرية لم يعد بها الاستعمار استعماراً بالمعني المعروف، بل من أهل الدار. فيسأل بعضنا إن كنا أهلاً للاستقلال أو دفعنا مستحقه. بل سمعت من قال أكنت تريدنا بدون الإنجليز نعيش في عصر الخليفة عبد الله وورثته إلى يوم الناس هذا بغير شكسبير وأضرابه؟
قال لي أحدهم إذا كانت بخت الرضا مؤسسة استعمارية فهل مشروع الجزيرة منشأة استعمارية كذلك. فقلت له "بلحيل". وربما كان مشروع الجزيرة ترتيباً استعمارياً بأكثر من بخت الرضا. وطلبت منه فقط تأمل احتجاج ناشطي الهامش على "مثلث حمدي" لتعرف أن حمدي بريء من المثلث. فتاريخه بدأ مع الإنجليز الذين استثمروا في الشمال النيلي الأكثر عائداً. فلم يكونوا دولة وطنية ملزومة (نظرياً إن لم يكن عملياً) بخدمة السودانيين قاطبة. وبلغت من ذلك أن أعلنت المناطق التي لن تطالها، ولا ترغب في ذلك، مثل الجنوب "مناطق مقفولة" تركتها لحالها أو عهدت للتبشير المسيحي فيها بخدمات الصحة والتعليم والروح. وجاء الإنجليز بآخرة جداً بمشروع الزاندي في آخر الأربعينات بمثابة الاعتذار للجنوب الذي اختار أن يلحق بالشمال في تطوره الدستوري.
فمثلث حمدي هو نفسه ما وصفناه في أدبنا اليساري ب"النمو غير المتساوي الاستعماري". فالمستعمر كالموت يختار الجياد أي المناطق التي ينتفع من الاستثمار فيها ويترك غيرها للإهمال. وطرقنا هذه المسألة ودعونا إلى تفكيك البنية الاستعمارية وتوسيع نطاق التنمية إلى مناطق صارت في الوطن وستطلب حقوقها كما لم تفعل مع الإنجليز الغاصبين. فطلبنا أن يتنازل مثلث حمدي من امتيازه التاريخي الزائف وأن يعتبر القطر كله في تنمية متسارعة وصفناها ب"الطريق غير الرأسمالي". ولكن من يسمع؟ كان أول ما سمعناه من الزعيم الأزهري، اول رئيس وزراء في 1954، إنه إنما جاء للتحرير لا التعمير. ويعني بذلك أنه يريد استكمال تحرر الوطن لا تنميته. وهنا أصل المأساة. فلم تقم الدولة المستقلة بتنمية تجعل مثلث حمدي أثراً بعد عين. وبقي فينا بجزيرته وسكك حديده وغردونه وبخت رضاه.
لقد اقام الأزهري تناقضاً زائفاً بين التحرير والتعمير كأن التحرير سيكتمل في يوم معلوم ما ليبدأ التعمير. وكأن هناك من طلب الاستقلال لذاته لا لعائده أيضاً. ومن أطرف ما سمعت عن زيف هذا التناقض المزعوم ما رواه أحد أشد المخلصين للرجل. فقال إنه تنادى أهل مدينة بربر لبناء مستشفاهم. واتصلوا بأزهري ليعين. فقال لهم بالحرف الواحد إنه جاء محرراً لا معمراً. ولكنهم بالطبع لم يسمعوا من ذلك واستخدموا نفوذهم عنده ليبنوا مستشفاهم الذي هو باب في التعمير والتحرير معاً.
ibrahima@missouri.edu