ما المقصود بحديث "من عادى لى وليا فقد آذنته بالحرب"؟ علي جمعة يوضح
تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT
بين الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، المقصود بحديث :"من عادى لى وليا فقد آذنته بالحرب"، موضحاً أن رسول الله ﷺ هو نبراس الهدى ومصباح الظلام.
أعلى ما روى فى شأن الولى عن النبىولفت علي جمعة من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": المقصود بحديث النبي الذي أخرجه البخاري عن أبى هريرة رضى الله عنه تعالى قال، قال رسول الله ﷺ : « إن الله قال : من عادى لى وليا فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إلى عبدى بشىء أحب إلى مما افترضت عليه، وما يزال عبدى يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذى يسمع به ، وبصره الذى يبصر به، ويده التى يبطش بها ورجله التى يمشى بها ، وإن سألنى لأعطينه، ولئن استعاذنى لأعيذنه، وما ترددت عن شىء أنا فاعله ترددى عن نفس المؤمن ، يكره الموت وأنا أكره مساءته»، هو أعلى ما روى فى شأن الولى عن النبى ﷺ.
وأشار علي جمعة إلى أن الله عزوجل يأمرنا أن نوالى أولياء الله، وألا نبارزهم بالإهانة والحرب، ومن آذن أولياء الله بالإهانة والحرب فإنه يكون مواليا لاعداء الله، والله سبحانه وتعالى أمرنا ألا نوالى أعداء الله، فعلينا إذن أن نمتثل لحب أهل الله لأن حب أهل الله لا يكون ألا من حب الله سبحانه وتعالى.
وشدد على أن أعلى الأولياء فى هذه الأمة هو سيد الخلق ﷺ ، فهو خير ولى كما أنه خير نبى، وهو لنا مثل الوالد للولد وهو ﷺ المقياس والمعيار الذى إذا أردنا لهذه الحياة الدنيا أن تسير على مراد الله لاتبعناه (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ) وأولياء الله عبر التاريخ حاولوا أن يكونوا فى ظاهرهم وباطنهم مثل سيدنا رسول الله ﷺ ، حتى انهم كانوا يلتمسون أخلاقه وأوامره ونواهية ومشيته، وهيئته وسمته فى مأكله ومشربه.
يقول الإمام السيوطى : إن من رحمة الله بالعباد أن أوجد فيهم أولياءه وأصفياءه، فانهم يدعون الله فيستجيب فيستقر الخلق ويؤمنون بالله ويعلمون ان وراء هذا العالم خالقا قادرا حكيما يستجيب الدعاء، وانه فرض على الأمة ان يخلص منها بعضهم حتى يلتجأ الى الله بالليل والنهار، لا يفتر لسانه عن ذكر الله ولا قلبه عن التعلق به سبحانه وتعالى، يخرج الدنيا من قلبه لتكون فى يده حتى يلجأ إليه الناس، حتى يفزع إلى الدعاء فإذا سأل الله أعطاه، وإذا استعاذه أعاذه وإذا دعاه أحبه وقربه إليه.
واختتم عضو هيئة كبار العلماء قائلاً:"عودوا إلى حب أولياء الله، من الأتقياء والأنقياء ومن أهل بيت رسول الله ﷺ وعترته رجالا ونساءاً وعلماء وأتقياء فإن هذا هو الصراط المستقيم وهو المنهج الذى نستطيع به أن نلم شعثنا".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: علي جمعة هيئة كبار العلماء النوافل أولياء الله رسول الله ﷺ علی جمعة
إقرأ أيضاً:
صرخة في وجه النفاق
عبد الإله عبد القادر الجنيد
لا يزال النفاق هو المرض المتفشي والضارب في عمق الجسد العربي والإسلامي، والجرح الناكئ في جسد أمتنا الإسلامية والعربية.
وإن ما ينبغي وجوبًا على كل المصلحين في الأمة القيام به هو ما يمليه عليهم الواجب الديني والأخلاقي والإنساني في مكافحة ومقاومة وعلاج هذا المرض الخطير، حتى لا ينتشر في أوساط المستضعفين والعوام العاجزين عن مواجهة هذا الداء الأخطر على الأمة.
وما فتئ رؤوس النفاق الذين تولوا كِبْر هذا الإفساد العظيم في واقع أمتنا المناط بها مسؤوليات كبرى في مكافحة طغيان وهيمنة وتجبر قوى الاستكبار العالمي، التي كان لحلف النفاق إسهام الأكبر في تخاذل الأمة وصرفها وتنصلها عن مسؤولياتها الكبرى في هذا الزمان الذي احتدمت فيه المواجهة بين الإيمان كله والشرك والكفر والنفاق كله.
وفي الوقت الذي اتضحت فيه الحقائق وتبين الرشد من الغي والحق من الباطل، ومن بعد أن أوغل الباطل في طغيانه وإجرامه وظلمه وإفساده في أوساط أمتنا، وما يجري على مقدساتنا وإخوتنا في أرض الرباط فلسطين من قتل وتنكيل وحرب إبادة جماعية وحصار ليس له مثيل، منعا للدواء والغذاء والملبس والمشرب، ناهيك عن توجه كيان العدو الغاصب المجرم الصهيوني الماسوني اللعين لإغلاق المستشفيات للحؤول دون علاج المرضى والجرحى، وتعمد قتل المستضعفين بكل الطرق والوسائل الممكنة، بما في ذلك إجبار المواطنين الشرفاء على افتراش الأرض في هذا الصقيع الشتوي والبرد القارس، لتعمد قتل النساء والرجال والمسنين والرضع والأطفال بالصقيع، ولم يجدوا حتى خيمة تؤويهم تقيهم البرد والمطر، ولا ملابس يسترون بها عوراتهم.
وفي ظل هذا الإجرام الصهيوني المتعمد والجرم المشهود على مرأى ومسمع العالم أجمع، بمن فيهم أبناء أمتنا الذين يدينون لله- سبحانه وتعالى- بدين الإسلام، هذا الدين الذي يأمر كل مسلم تقي صالح يمتلك من الشهامة والمروءة والغيرة ما يدفعه إلى نصرة أولئك المستضعفين المظلومين وتقديم العون والمساعدة لهم بكافة الطرق والوسائل الممكنة والمتاحة لاستنقاذهم من ظلم وجبروت هذا الكيان اللقيط اللعين.
وعلى الرغم من كل هذا الإجرام، إلا أن رؤوس النفاق والعمالة والارتزاق والخيانة لله ولدينه ولرسوله ولأوليائه ولإخوانهم في الدين ينعقون بالتظليل والأكاذيب والافتراءات على أبناء الأمة المجاهدين في سبيل الله المؤمنين المتقين الأخيار الشرفاء الذين، على قلتهم، مدوا يد العون والإسناد والمساعدة والدعم والتأييد للمستضعفين من أبناء غزة والضفة وفلسطين، ويطعنون ظهر المقاومة والمجاهدين بكل حقد وغل وجرأة على الله. إنه الحقد الدفين والحسد المقيت منشأ النفاق المتولد عن الخوف والخشية والذعر والذل والخنوع والهوان وحب الدنيا متاع الغرور والطمع في السلطة والجاه وفتات المال، والمنغص للخذلان والتخلي عن قضايا الأمة المصيرية والعزة والكرامة والنصر والتمكين الذي أراد الله سبحانه وتعالى لأمة الإسلام أن تنتصر، لعزتها وكرامتها ودينها وإسلامها ومجدها وصُددها لتسود الأرض بالعدل والقسط والمحبة والسلام للإنسانية جمعاء.
وفي هذا المقام، لا سيما ونحن نخوض المواجهة الكبرى ومعركة الفصل والجهاد المقدس والفتح الموعود مع قوى الطغيان والشيطان الأكبر الأمريكي والبريطاني والصهيوني وقرن الشيطان وأوليائهم جميعًا، فلا بد من الوقوف بحزم لمواجهة النفاق والعمالة والارتزاق المخلخل لصفوف الأمة، التي يجب عليها بعد تكشف الحقائق أن تكون مع الصادقين وتلتحم بالمجاهدين المؤمنين المتقين، وإعلان البراءة من المشركين والكفار والمنافقين، وإعلان الجهاد في سبيل الله لقتال الظالمين المجرمين المحتلين المفسدين في الأرض، والمنافقين صفًا واحدًا كالبنيان المرصوص، امتثالًا لتوجيهات الله الأعلى في قوله تعالى: [إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ] الصف(4)..
فيا أبناء أمتنا الإسلامية والعربية، اعلموا أنه ما كان لله- سبحانه وتعالى- أن يعذب المنافقين ويهوي بهم في الدرك الأسفل من النار إلا لأنهم سبب التخاذل والمذلة والهوان والانبطاح لأعداء الله، والتماهي معهم للنيل من المجاهدين المؤمنين الأتقياء الأخيار، وإطفاء نور الله وكلمته ودينه، وكفى بالأعراب وبدولة تركيا التي مدت يد العون للكيان الغاصب المحتلة الصهيوني وسارعت لتعويض الكيان الغاصب بالبضائع وكل محتاجاته من السلع والمواد الأساسية التي عجز عن الحصول عليها عن طريق البحر الأحمر نتيجة للحصار المفروض من اليمن على الكيان لإجباره على وقف جرائمه وعدوانه وحصاره لإخواننا في غزة الصمود والثبات.
فأي إسلام، وأي إيمان لهؤلاء المنافقين بعد هذا الخذلان لإخوانهم في الدين، الذين كان عليهم الوقوف إلى جانبنا في تشديد الحصار على هذا الكيان اللعين وتقديم الدعم والعون والإسناد للفلسطينيين في غزة والضفة؟..
وعليكم تقع المسؤولية الكبرى في إدراك الحقائق الواضحة والجلية التي لم تعد خافية على أحد.
يا أبناء أمتنا العربية والإسلامية، ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله؟ أثقلتم إلى الأرض؟ أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة؟ فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل.
يا أبناء أمتنا الأحرار الشرفاء الأخيار الذين لطالما خُدعوا من المنافقين وغُرِّر بهم العملاء والخونة والمرتزقة، انهضوا بمسؤوليتكم فقد أشرق الحق وأعلن الجهاد من يمن الإيمان، وها هو الباطل بفضل الله سبحانه وتعالى وعونه بدأ يتهاوى ويزهق، فسارعوا إلى نصرة إخوانكم في الدين والعروبة في أرض فلسطين قبل أن يحق عليكم غضب الله وسخطه والخسران المبين. فلا يزال باب الله مفتوحًا لكم، فتداركوا أنفسكم.
فما كان الله ليذر المؤمنين على ما هم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب. فاستبقوا الخيرات، واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه، وأن النصر بيد الله ينصر من يشاء من عباده، ومن يتولى الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون. وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله، وحاشا لله الأعلى أن يترك عباده المستضعفين المجاهدين وقد نبذوا المذهبية وتمسكوا بالقرآن كتاب الله وأعلام الهدى قرناء القرآن، وتوكلوا على ربهم وأناخوا ببابه واستعانوا به وافتقروا إليه.
فهو سبحانه الناصر لعباده والمؤيد لهم والممد لهم بالنصر والفتح والتحرير، وإلَّا تنفروا يعذبكم عذابًا شديدًا فتصبحوا على صمتكم وقعودكم وتخاذلكم نادمين، والعاقبة للمتقين.