عربي21:
2025-03-01@17:33:09 GMT

البدائل الممنوعة والثمن المؤجل

تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT

‏يواصل الاحتلال الإسرائيلي عملياته العسكرية في الضفة الغربية ويجهز ويعد المعلومات الاستخباراتية العابرة للحدود وتحديدا في الجبهة الشمالية وقطاع غزة في محاولة منه لتطويق الأحداث القادمة بالقوة متجاهلا أصل الحكاية، خاصة أن البدائل التي وضعت على الطاولة تعتبر من المحرمات في الأمن القومي الإسرائيلي.

‏المراهنة التي كان يحاول الاحتلال وحكومة نتنياهو العمل عليها باتت تتبخر وتتلاشى يوما بعد يوم؛ والذي قام بهذا الجهد الكبير لضرب هذه المراهنة هو الشعب الفلسطيني باحتضانه المقاومة وتعزيز هذه الثقافة وهي الحاضنة الشعبية والتوجيه الوطني الشامل لحماية المقاومة، لأن المراهنة الإسرائيلية كانت أمنية وعسكرية فقط وليست سياسية، وهذا ما رسمته القمم الأمنية التي عقدت مؤخرا وكذلك تمسك جيدا ببنود الأمن المنبثقة عن اتفاقية أوسلو الموقعة بين حركة فتح التي تسيطر على منظمة التحرير الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي برعاية أمريكية عام ١٩٩٣.



وفي التفصيل وفي التعمق في المشهد الحالي نجد أن عددا من المفاصل والروابط كان الاحتلال الإسرائيلي قد اطمأن لها والهدوء فيها بات طبيعيا.

والمحاور المركزية التي يسعى الاحتلال لتثبيتها على النحو التالي:

ـ معادلة الأمن في الضفة الغربية التي كان الاحتلال أوكلها إلى خطة أعدها الجنرال الأمريكي دايتون ونجحت إلى حد كبير مؤقتا، وكانت سياسة ممنهجة جوهرها الهدوء مقابل الاقتصاد، وهذا في الأشهر الأخيرة قد فقده كليا وتم تجاوزه من خلال المقاومة وهبة الشعب الفلسطيني واحتضانها.

ـ هناك قرار إسرائيلي بضم الضفة الغربية وهذا يتضمن أن الاستيطان مشروع مركزي لدى أي حكومة سواء متطرفة أو معتدلة لأن استراتيجية الأمن القومي الإسرائيلي مبنية على ضم الضفة الغربية ويهودية الدولة والقدس الموحدة وعزل الأقليات، وهذا المحور الآن يتم العمل عليه وهذا يضمن إلغاء السيادة الفلسطينية وقيام كيان للفلسطينيين حتى ولو كان منزوع السلاح، وهذا من البدائل الممنوعة بل المحرمة سواء لدى الأنظمة العربية أو لدى الاحتلال، لأن ما جرى في جامعة الدول العربية وقمة الجامعة في بيروت بإطلاق مبادرة السلام العربية حينما كان الرئيس الراحل الشهيد ياسر عرفات محاصرا؛ كان النص بإعطاء الفلسطينيين الدولة ومن ثم التطبيع مع العرب، وحاليا هذا المشهد لم ينقلب وحسب؛ وإنما حصل الاحتلال على التطبيع المجاني والتنسيق الأمني والضم والسيطرة وإلغاء أي بند سياسي في اتفاقية أوسلو.

بات الإسرائيلي يدرك جيدا أن الذي حاول مرارا وتكرارا تجنب الحديث فيه نظرا لهذا الدعم والإسناد من النظام العربي المباشر وغير المباشر لكسر الفلسطيني وتمزيق قضيته؛ ثمنه يجب أن يدفع وأن البدائل الممنوعة ستكون هي المفروضة واقعا نظرا لتغير المعادلةـ المحور الإقليمي الذي لم يكن في الحسبان لدي الاحتلال أن يكون هناك ما يعرف بوحدة الساحات والجبهات؛ وهذا ينسف نظرية أوسلو وينسف نظرية الضم وينسف أيضا نظرية التطبيع لأن الدول العربية كانت تحاول أن تملي على شعوبها ذلك إلا أنها وصلت إلى مرحلة أن كل الإقليم يسخن والتصعيد الإسرائيلي يعلو والشعب الفلسطيني يقاوم، والمراهنة على ترويض الفلسطينيين في الضفة فشلت والمراهنة على كسر غزة في الحصار فشلت والمراهنة على تقسيم العالم العربي ما بين مطبع وما بين شيعي وسنّي وغيرها أيضا فشلت.

المقاومة وحدت الجبهات والإسرائيلي يحاول فصلها، الإسرائيلي وحد القدس وعزز يهودية الدولة والمقاومة تفصل هذه الفكرة من خلال استمرار الإعداد والتجهيز وتكثيف تكتيك الاستنزاف والتوقيت والقرار بمطاردة المستوطنين، وقوة الفكرة والإعلام الموجه والعمل المقاوم الميداني والرباط في المسجد الأقصى المبارك وتحريك مخيمات اللجوء وتجهيزها لدور عابر للحدود ضمن الحق المشروع المنصوص عليه في القوانين الدولية بعودة المشرد إلى أرضه، ومقاومته مكفولة قانونياً في ذلك.

اليوم ومع هذه التطورات الكبيرة التي نسفت كل ما بناه الاحتلال من روابط إقليمية من تطبيع وبرنامج أمني وتخدير وإعلام ينسي كل من هو صاحب حق حقه، اليوم في معادلة المقاومة الجديدة الثمن الذي تجاهله الاحتلال لسنوات طويلة بفعل وجود البديل وهو التسوية والتنسيق الأمني والتطبيع المجاني كل هذا الذي قدم للإسرائيلي على طبق من فضة من العربان والأنظمة الديكتاتورية، تنسفه المقاومة اليوم، وبات الاحتلال ملزما بدفع الثمن سواء الميداني أو الأمني ولاحقا السياسي الذي شطبته إسرائيل واعتبرته من البدائل الممنوعة.

وبعد فشل العرب في ترويض الفلسطينيين وتخديرهم بين هدنة من أجل الصيد والغذاء والوقود، وبين قمة وبيان ومال وإعمار وتطوير وتقسيم، ووهم الدولة ووعود السراب وإلغاء للمصالحة وشطب للمقاومة، وتغطية كل هذا السلوك بإنسانية في غير محلها، وتوقيت خبيث يحول التحرير لتخدير ويستبدل وعد العرب بتحرير فلسطين بالتمرير، وبات الإسرائيلي يدرك جيدا أن الذي حاول مرارا وتكرارا تجنب الحديث فيه نظرا لهذا الدعم والإسناد من النظام العربي المباشر وغير المباشر لكسر الفلسطيني وتمزيق قضيته؛ ثمنه يجب أن يدفع وأن البدائل الممنوعة ستكون هي المفروضة واقعا نظرا لتغير المعادلة، اليوم وإن لم يكن اليوم فسيكون لاحقا ومجبرا وبتوقيت وجغرافيا وقرار الشعب ومقاومته.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الاحتلال الفلسطيني المقاومة احتلال فلسطين مقاومة رأي مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات رياضة رياضة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الضفة الغربیة

إقرأ أيضاً:

شهيد ومصابون واعتقالات في اليوم الـ38 من العدوان على الضفة

قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي طفلا فلسطينيا في مدينة قلقيلية، واعتقل العشرات -بينهم أطفال وأسرى سابقون- بمناطق مختلفة، في وقت أنذر فيه سكانا في مخيم نور شمس بإخلاء مبان تمهيدا لهدمها في الضفة الغربية المحتلة.

ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على مدن ومخيمات وبلدات عدة شمالي الضفة الغربية لليوم الـ38 على التوالي.

ففي قلقيلية، استشهد طفل مساء أمس الأربعاء متأثرا بإصابته الحرجة في الرأس برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وقالت مصادر فلسطينية إن الطفل حامد نزال (16 عاما) أصيب برصاص حي في رأسه، أطلقه جيش الاحتلال الإسرائيلي عليه خلال وجوده قرب جدار الفصل العنصري، حيث نقل على إثرها إلى مستشفى قلقيلية، ووصفت إصابته بالحرجة، قبل أن يُعلن عن استشهاده.

???? تغطية صحفية |القاء نظرة الوداع على الشهيد الفتى حامد نزال الذي ارتقى برصاص الاحتلال قرب الحاجز الشمالي لمدينة قلقيلية. pic.twitter.com/PpYURWX68U

— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) February 26, 2025

إصابات واعتقالات

كما أصاب جيش الاحتلال فلسطينيين باختناق واعتقل أكثر من 50 في اقتحامات بمناطق متفرقة من الضفة الغربية المحتلة، تخللها توزيع إخطارات بهدم منازل، في ظل تواصل عدوانه شمالي الضفة منذ أكثر من شهر.

إعلان

جاء ذلك في بيان مشترك صدر عن نادي الأسير الفلسطيني (غير حكومي) وهيئة شؤون الأسرى التابعة لمنظمة التحرير (رسمية). وقال البيان إن الاعتقالات توزعت في كافة محافظات الضفة.

وفي تصعيد عسكري هو الأول من نوعه منذ عام 2002، اقتحمت دبابات إسرائيلية مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين.

وفي نابلس، اعتقلت قوات الاحتلال فجر اليوم الخميس سيدة فلسطينية. وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال اقتحمت بلاطة البلد شرق المدينة، واعتقلت المواطنة أم براء كساب، في حين اقتحمت محيط حرم جامعة النجاح القديم، وداهمت عدة منازل ومطعما وحطمت محتوياته.

وجنوب الضفة أيضا، قال شهود عيان إن الاحتلال اقتحم مدينة الخليل بمركبات عسكرية وناقلة جند مدرعة.

وأخطر الجيش الإسرائيلي بهدم 3 منازل مأهولة في قرية الديرات شرق بلدة يطا.

"ثبات ومقاومة"

في غضون ذلك، أكد عضو المكتب السياسي ومسؤول مكتب القدس بحركة المقاومة الإسلامية (حماس) هارون ناصر الدين أن عمليات الهدم والاقتحامات التي تنفذها قوات الاحتلال تعكس نواياه في التهجير والتهويد.

وشدد ناصر الدين في بيان على أن مخططات الاحتلال في القدس ستتحطم أمام صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته، داعيا إلى تصعيد الرباط والمقاومة في شهر رمضان المبارك.

والأسبوع الماضي، اقتحم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أحد المنازل في مخيم طولكرم بعد ساعات من خطوة مماثلة أقدم عليها وزير الدفاع يسرائيل كاتس.

ومنذ 21 يناير/كانون الثاني الماضي، وسّع جيش الاحتلال عملياته العسكرية -التي أطلق عليها اسم "السور الحديدي"- في مدن ومخيمات الفلسطينيين شمالي الضفة، وخاصة في جنين وطولكرم وطوباس، مخلفا أكثر من 65 شهيدا وفق وزارة الصحة، ونزوح عشرات الآلاف، ودمارا واسعا.

وتحذر السلطات الفلسطينية من أن تلك العملية تأتي في إطار مخطط حكومة نتنياهو لضم الضفة وإعلان السيادة عليها، مما قد يمثل إعلانا رسميا لوفاة حل الدولتين.

إعلان

ويأتي توسيع العدوان شمالي الضفة الغربية بعد تصعيد جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين اعتداءاتهم بالضفة، بما فيها القدس الشرقية، منذ بدء الإبادة بقطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مما أسفر عن استشهاد ما لا يقل عن 930 فلسطينيا، وإصابة نحو 7 آلاف شخص، واعتقال 14 ألفا و500 آخرين، وفق معطيات فلسطينية رسمية.

وبدعم أميركي، ارتكب الاحتلال الإسرائيلي بين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون الثاني 2025 إبادة جماعية بقطاع غزة خلفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.​​​​​​​​​​​​​​

مقالات مشابهة

  • العدوان الإسرائيلي على شمال الضفة: اعتقالات حصار وحرق للمنازل
  • ما الإستراتيجية العسكرية التي ينفذها الاحتلال بالضفة؟ الفلاحي يجيب
  • “حماس” تبارك عملية الخضيرة وتؤكد: ضربات المقاومة متواصلة رغم إرهاب الاحتلال
  • فصائل فلسطينية تعقب على عملية الدهس قرب حيفا
  • “رايتس ووتش” تحذر من استنساخ الانتهاكات بغزة في الضفة الغربية من قبل الاحتلال الإسرائيلي
  • استشهاد فلسطيني برصاص الاحتلال الإسرائيلي شمال الضفة الغربية
  • شهيد ومصابون واعتقالات في اليوم الـ38 من العدوان على الضفة
  • فوز ناشط مناصر لغزة بعضوية البرلمان الألماني يثير مخاوف الاحتلال الإسرائيلي
  • إحصائية جديدة لقتلى وجرحى الاحتلال في الضفة الغربية  
  • الإجرام الصهيوني في الضفة الغربية