مسقط ـ «الوطن»:

تستقبل جامعة السُّلطان قابوس ـ ممثَّلةً بعمادة الدراسات العُليا ـ صباح يوم الثلاثاء القادم طلبة الدراسات العُليا للعام الأكاديمي (2023/‏2024م)، وذلك بالقاعة الكبرى بمركز الجامعة الثقافي للقاء التعريفي. وبلغ عدد طلبة الدراسات العُليا الذين جرى قَبولهم للدراسة بالجامعة (1149) طالبًا وطالبة، وفي برنامج الماجستير977) طالبًا وطالبة، وفي برنامج الدكتوراه يصل إلى (143) من طلاب وطالبات، و(29) طالبًا وطالبة في برامج دبلوم الدراسات العُليا.

ويستمر البرنامج التعريفي لمدَّة يوم، والذي يتضمن فعاليات في المعرض المصاحب للفعالية، وأيضًا جولة تعريفية للطلبة حول الجامعة. وقد أوضح سيف الشرياني نائب مدير دائرة الشؤون الأكاديمية ونائب رئيس اللجنة المنظمة للقاء التعريفي بأنَّ اللقاء سيصاحبه معرضٌ مصاحبٌ يبرز فيه الخدمات المقدمة من أقسام عمادة الدراسات العُليا للطلبة ويشارك في جميع الكليات بالجامعة، بالإضافة إلى خدمات المكتبة الرئيسية.

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

بن علوي ما زال صائمًا

 

علي بن سالم كفيتان

لم تكن تتوقع علا الفارس الصحفية الأردنية بقناة الجزيرة القطرية، في برنامج "الجانب الآخر"، الذي بُثَّ يوم الجمعة عبر منصة "الجزيرة 360" أن يُصبح الحديث مع الوزير المُتقاعد يوسف بن علوي بن عبد الله، والذي شغل منصب الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية سابقًا في سلطنة عُمان، عن زراعة الموز والنارجيل والطقوس الصوفية في جنوب الجزيرة العربية، وكُنَّا نتوقع من الحلقة، حديثًا مُعمَّقًا وجديدًا عن الحقبة التي شغل فيها بن علوي هذا المنصب الرفيع، لما يربو على 40 عامًا، صال وجال فيها عواصم العالم، وشكَّل وجه الدبلوماسية العُمانية الحصيفة والمُتأنية.

لكن على ما يبدو أنَّ الرجل، ما يزال يعيش روح المنصب، لذلك لم تستطع الصحفية الحصول على الكثير، ومعها كل من أقَّتَ ساعته لمُتابعة المقابلة. وقد اعترفت علا الفارس في نهاية اللقاء أنَّها وَقَعَتْ في مُراوغة لم تستطع من خلالها فك شفرات بن علوي، فأصبح الحديث عن بيت العائلة ومزرعة الموز وأشياء أخرى.

اعترف الإعلامي الكويتي عمَّار تقيّ صاحب البرنامج الشهير "الصندوق الأسود" أنَّ كل مساعيه للقاء بن علوي، باءت بالفشل. وهُنا نسأل: لماذا كل هذا التمنُّع عن تنوير النَّاس والمجتمع عن تلك الحقبة المُهمة التي مرَّت بها عُمان؟ وربما كثيرون لا يتفقون مع فلسفة بن علوي في كتابة المذكرات على أنها طقس غربي لا يُحبِّذه، وأنَّ كشف الحقائق قد يُثير الشجون للماضي؛ فالرجل بدأ ثائرًا على السُلطة، ثم أصبح لاحقًا أحد رموزها، ومن المُقرَّبين من السلطان الراحل قابوس بن سعيد- رحمه الله- وهذا خلق ثراءً فريدًا للتجربة التي عاصرتها هذه الشخصية العُمانية المُتقلبة والهادئة في آنٍ معًا. الكثيرون يتطلعون للمزيد من البوح؛ فالمرحلة كانت حُبلى بالمواقف والتوجهات، وأخرجت توافقًا وطنيًا وبناء دولة عصرية في وسط إقليم مُلتهب؛ لذلك لم يُعط بن علوي الكثير وحسب توقعي بأنَّ لقاءه السابق مع الإعلامي موسى الفرعي كان أعمق وأشمل، وفيه الكثير من الدفء، ربما لكون الفرعي مسكونًا بشخصية بن علوي، وربما لأنَّ معاليه أراد أن يقذف بشيء من الطُعم في المحيط الإعلامي المُتعطِّش لمعرفة الكثير عن فترة حكم السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- التي كان بن علوي أحد الفاعلين الرئيسين فيها، فهل يوجد ما يُبرر كل هذا الحذر بعد أن انقضت المرحلة ورحل مُعظم أبطالها؟

لعلَّ الأبرز في حديث بن علوي الأخير للجزيرة، كان مبادرة السلام وحل الدولتين، وأنه ليس واقعًا؛ بل يدخل في العالم الافتراضي، الذي لا تعترف به إسرائيل ولا الدول الغربية، وبأنَّ الحل بيد الفلسطينيين أنفسهم، من خلال نبذ الخلافات، ورسم توجهٍ مُوحَّد يحقق ثوابتهم الوطنية في تحرير فلسطين. وهنا نسأل: ما دام أن حل الدولتين غير وارد في الحقيقة، لماذا الاستمرار في الدعوة إليه من قبل وزراء الخارجية العرب السابقين والحاليين؟ ولماذا طرحت المبادرة العربية الاعتراف بإسرائيل؟ ولماذا هذا السباق المحموم نحو التطبيع مع هذا الكيان الغاصب؟

كل هذه المحاور المُهمة لم تدفع بها الصحفية الأردنية علا الفارس في المقابلة، ولم نجد لها إجابات شافية، في الوقت الذي تم التركيز فيه على زيارات رؤساء وزراء الكيان الصهيوني لعُمان، بينما يُدافع الوزير السابق بأنها أتت في سياق التوافق مع الفلسطينيين، ومن هنا لم يجد المشاهد في المقابلة الجديد، حتى عن السياسة الدولية، ولا عن القضايا المُهمة خارج الإطار الوطني، الذي ظل الباب موصدًا عليه.

أكد بن علوي على ما ذكره في مقابلته مع الفرعي، عن "الربيع العربي"، وبرَّره بأنه ناتج عن زيادة عدد الشباب في العالم العربي بنحو 60% من إجمالي عدد السكان، وبأن احتياجاتهم من الوظائف والتنمية والتطوير باتت تشكل ضرورة مُلحّة أمام الأنظمة الحاكمة، ولعل هذه هي الإشارة الأبرز لأهمية التفاعل الجدي والإيجابي مع مُتطلبات الشباب؛ ففي عُمان لم تكن الاعتصامات التي حدثت عام 2011 للمطالبة بسقوط نظام ولا النيل من الوحدة الوطنية؛ بل كانت ترفع العلم العُماني وصورة السلطان قابوس- رحمه الله- وتتقدم بمطالب مُستحقَّة تمثلت في مكافحة الفساد وطرح فرصٍ للتوظيف، وتنفيذ بعض المشاريع التنموية، وهذا ما استجاب له السلطان الراحل- طيب الله ثراه- من خلال تنفيذ كل المطالب، وفي حينها؛ مما أشعر الناس بدفء العلاقة بين الحاكم والمحكوم، فكانت تجربة عُمان هي المُلهمة في احتواء الموقف، لذلك نرى أنَّ إشارة بن علوي جديرة بالاهتمام كرجلٍ عاش تلك المرحلة الفاصلة.

سننتظر من بن علوي المزيد عن تجربته الثرية من النضال إلى دهاليز الحكم، ولن نكتفي بما طرح حتى الآن من باب الشهادة على العصر، دون تحفظ؛ فالأجيال توَّاقة للتجارب المُلهِمة، ولا نعتقد أن هناك تجربةً أكثر عُمقًا ولا إلهامًا من حُكم السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- ولم يتبق من رفاقه اليوم إلّا القليل من الرجال، أمثال بن علوي.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • جامعة الشارقة تستقبل وفداً من جامعة ليفربول لتعزيز التعاون الأكاديمي والبحثي
  • أول يناير .. جامعة سوهاج تنظم الحدث الخيري لدعم 2500 طالب وطالبة
  • مؤتمر جامعة السلطان قابوس يوصي بتطوير الحماية الاجتماعية للأطفال وكبار السن
  • مجلس "آداب أسيوط" يوافق على مشروع تحديث لائحة الدراسات العليا
  • 800 طالب وطالبة يشاركون مهرجان Be Fit بجامعة جنوب الوادي
  • رئيس جامعة المنصورة يفتتح المؤتمر السنوي للدراسات العليا بكلية الحقوق
  • جامعة كفر الشيخ تستقبل فريق الهيئة القومية لجودة التعليم
  • جامعة السلطان قابوس تحتفل بتخريج الفوج الأول من الدفعة الـ 35
  • رئيس جامعة المنوفية يعقد إجتماع مجلس الدراسات العليا أون لاين
  • بن علوي ما زال صائمًا