الجيش يصد هجوم الدعم السريع على سلاح المدرعات
تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT
الخرطوم – نبض السودان
أفادت مصادر عسكرية في الجيش، اليوم الثلاثاء، بأن وحدات الجيش صدت هجوما جديداً شنته قوات الدعم السريع بهدف السيطرة على سلاح المدرعات.
.المصدر: نبض السودان
كلمات دلالية: الجيش الدعم السريع هجوم يصد
إقرأ أيضاً:
حرب الدعم السريع … وهل في ذلك شك ؟؟
□ إذا وجدت مَنْ يسأل حتى اليوم سؤال (من أطلق الرصاصة الأولى) فأقرب شيء أن يكون هذا السائل إلى صف مليشيا الدعم السريع أقرب، لا لشيء إلا لأن حقيقة المؤامرة الكبرى على السودان التي كانت أداتها هذه المليشيا والتي كانت تقتضي سيطرة المليشيا على البلاد جميعاً وإحلالها جيشاً بديلاً مع بعض (الكرازايات) للتمثيل السياسي _ هذه الحقيقة تكشَّفت لكل ذي عينين وما عادت مادة اختلاف بين اثنين!!
ومع أن هذا السؤال ما عاد له معنى غير التشويش، لكن في نقاش حجج سائليه بعض فائدة، على الأقل من باب أن يجتهد السياسيون شيئاً ما في تجويد حِجاجهم ليحترموا عقول الناس الذين يسمعون لهم أو يقرأون.
□ اتهام أكثر المردِّدين لسؤال (من أطلق الرصاصة الأولى) الحريصين عليه يُصوَّب إلى (الكيزان) فإذا ذهبت تنظر في الحجج التي ساقوها لصدق اتهامهم وجدتها أنها لا تخرج عن اثنتين :
○ الأولى أن (الكيزان) عرفوا أن الاتفاق الإطاري سيأتي بحكومة ذات أنياب وأظافر _ طبعاً ليست الأنياب والأظافر هنا شيئاً غير الدعم السريع _ لا تتهاون معهم تهاون الفترة الانتقالية التي سبقت وبخاصة في تفكيك تمكينهم واسترداد الأموال المنهوبة منهم، وعلى هذا فقد أشعل (الكيزان) الحرب لقطع الطريق على ذلك كله.
○ والحجة الثانية أن الاتفاق الإطاري كان سيجعل أحلام (الكيزان) في العودة للسلطة تذهب أدراج الرياح وتتبخّر في جوّ السماء، وعلى هذا أشعل (الكيزان) الحرب لأنهم راغبون في العودة إلى السلطة ولو على أشلاء الناس وجماجمهم.
□ والحق أن المتابع المتنبِّه للأحداث والوقائع منذ سقوط سلطة الإنقاذ في أبريل ٢٠١٩م المتعقِّل في قراءتها سيرى غير قليل من التهافت وعدم التماسك في الحجتين معاً بغض النظر عن موقفه الشخصي من الكيزان حباً أو بغضاً ولاءً أو عداءً.
□ لك أن تتخيَّل أن (الكيزان) الذين يخشون على ما استحوذوا عليه بتمكين سلطانهم الآفِل من أن تصل إليه يد (تفكيك التمكين) بعد تنفيذ الإطاري يشعلون حرباً في الخرطوم، أي في عقر دورهم ومساكنهم وفي قلب استثماراتهم!!
□ فإذا كان تفكيك التمكين سيأخذ مما عندهم جُلّه ف(الكيزان) _ المجانين _ قد فضَّلوا ذهابه كُلّه!!
□ وإذا ذهبت تقرأ سيرة (الكيزان) منذ سقوط دولتهم في ٢٠١٩م ستجد أن القوم لم يُحرّكوا ساكناً والدعم السريع يحمي الاعتصام الذي أسقطهم ويقتاد رئيسهم وقادتهم إلى السجون ويحتل مقرّاتهم، حتى أصبح حميدتي عند بعضهم (الفارس الضكران الخوّف الكيزان) وحتى أصبحت قواتهم عند الفصيل السياسي المعادي للكيزان الحصن الحصين من أذى الكيزان وشرورهم!!
□ فإذا كان الكيزان قد أسلموا رقابهم لحميدتي في ٢٠١٩م فكيف لهم أن يسعوا إلى حربه في ٢٠٢٣م بعد سنوات تضخّم فيها جنداً ومالاً وسلاحاً ونفوذاً وعلاقات؟!!
□ أقرب شيء أن يقول مَنْ يرى الكيزان هم مشعلو هذه الحرب، وأن الحرب حربهم أن يقول أنها كانت منهم خطوة انتحارية لا يقدم عليها غير يائس، يائس من كل شيء!! لكن كيف ليائس من كل شيء منتحر أن يكون طامحاً راغباً متطلعاً هدفه من الحرب هو العودة للسلطة ؟! وهي الحجة الأخرى عند الفريق نفسه!!
□ هذه حجج فيها من التهافت ما فيها … والحق في القضية كلها أن الدعم السريع أرادها انقلاباً يبتلع فيه الدولة بجيشها ومؤسساتها جميعاً فلمّا فشل في ذلك كانت الحرب، لا أكثر ولا أقل.
□ ولا نحتاج في هذا إلى استدعاء شواهد استعدادات المليشيا قبل الحرب ولا تحركها نحو مروي ولا شيء من ذلك ولا غير ذلك.
□ هذه حرب الدعم السريع، وعلى طريقة الأديب الزيَّات صاحب مجلة الرسالة، نسأل : وهل في ذلك شك؟!
عمر الحبر يوسف