يبدو أن قدرة الصين على الإطاحة بأمريكا عن قمة اقتصادات العالم في وقت قريب، تراجعت بشكل ملحوظ مع تباطؤ اقتصادها وتعثر جهود إنعاشه حتى الآن، وتشير المؤشرات إلى أن بكين لن تتمكن من جعل اقتصادها الأكبر على مستوى العالم بعد أن تراجعت الثقة فيه بدرجة كبيرة.

ووفقا لتحليل أعدته "بلومبيرج إيكونوميكس"، لن يتمكن إجمالي الناتج المحلي للصين من تجاوز إجمالي الناتج المحلي لأمريكا قبل منتصف الأربعينيات على أقرب تقدير، وإذا حدث ذلك سيكون التفوق بهامش محدود، قبل أن يتراجع الاقتصاد الصيني إلى المركز الثاني مجددا.

وتقول جاسمين ناج المتخصصة في اقتصادات قطاعات التكنولوجيا والخدمات المالية، إنه قبل الجائحة التي تفشت في الصين أواخر 2019، كان المحللون يتوقعون وصول الاقتصاد الصيني إلى المركز الأول كأكبر اقتصاد في العالم أوائل العقد المقبل.

وقال المحللون "الصين تتحول إلى مسار أبطأ للنمو الاقتصادي بأسرع مما توقعنا، الازدهار الذي أعقب انحسار الجائحة فقد زخمه، ما انعكس في التباطؤ الحاد للقطاع العقاري وتلاشي الثقة في قدرة الصين على إدارة الاقتصاد، وهناك احتمال في ترسيخ الثقة الضعيفة وهو ما سيؤدي إلى عرقلة دائمة لإمكانات النمو".

ويتوقع المحللون الآن تراجع معدل نمو اقتصاد الصين وهو ثاني أكبر اقتصاد في العالم إلى 3.5 في المائة بحلول 2030، ثم إلى 1 في المائة من إجمالي الناتج المحلي بحللول 2050. وكانت التوقعات السابقة تشير إلى نموه بمعدل 4.3 في المائة بحلول 2030 و1.6 في المائة بحلول 2050.

وسجل اقتصاد الصين خلال 2022 نموا بـ 3 في المائة، وهو أحد أقل معدلات النمو خلال عقود، بسبب تداعيات قيود كبح كورونا والأزمة العقارية، وعندما تم رفع قيود كورونا زادت الآمال في تعاف سريع للاقتصاد خلال العام الحالي، لكن التعافي سرعان ما فقد قوة دفعه مع تراجع الصادرات واشتداد حدة أزمة القطاع.

وتراجع مؤشر مديري مشتريات القطاع الخاص في الصين خلال الشهر الماضي مع تراجع الإنفاق الاستهلاكي، في الوقت نفسه خفض المحللون الذين استطلعت بلومبيرج رأيهم توقعاتهم لنمو الاقتصاد الصيني خلال العام المقبل إلى أقل من 5 في المائة.

جاءت هذه التوقعات المعدلة في الوقت الذي يعيد فيه العالم النظر في كيفية التعامل مع الصين التي ربما تكون قد اقتربت من ذروة قوتها حتى لو لم تكن قد بدأت مسيرة التراجع.

وفي الوقت نفسه تبحث واشنطن عن دليل على المشكلات الهيكلية عميقة الجذور، ويبحثون عن الفرصة التي تعزز في النهاية قبضة الغرب في مواجهة منافس جيوسياسي ضعيف، في حين تفكر تلك الدول في التداعيات المتتالية لتباطؤ الاقتصاد، وبالفعل فإن تعثر الاقتصاد الصيني خلال 2023 بدأ يؤثر على أسواق الأسهم والسلع في العالم.

كما تواجه الصين حاليا تحديات أعمق وأطول مدى، فقد سجلت الصين في العام الماضي أول انخفاض في عدد سكانها منذ ستينيات القرن الماضي ما يثير المخاوف بشأن تراجع إنتاجية الاقتصاد الصيني.

وفي الوقت نفسه فإن حملات الملاحقة التي شنتها الصين منذ 2020 ضد الكيانات الاقتصادية الخاصة العملاقة خاصة في التكنولوجيا مثل علي بابا وتينسنت وبايدو، أدت إلى تآكل ثقة المستثمرين في بيئة الأعمال، كما أسهم في تآكل الثقة تصاعد التوترات الجيوسياسية بين الصين وأمريكا والاتحاد الأوروي.

وأجرت غرفة التجارة الأمريكية مسحا شمل 183 شركة تعمل في هونج كونج التابعة سياسيا للصين، حيث قال 68 في المائة من هذه الشركات، إنها تشعر بقلق متزايد بشأن استدامة أنشطتها في الجزيرة.

علاوة على ذلك، أعاد الكثير من الشركات التفكير في استثماراتها الجديدة في هونج كونج، مع زيادة أعداد الشركات التي تقيم مقارها في سنغافورة لخدمة السوق الآسيوية بدلا من هونج كونج. كما ألغت أمريكا الوضع الخاص الذي كانت تتمتع به هونج كونج ويتيح لها معاملة تجارية متميزة.

ويتوقع المحللون، نمو الاقتصاد الأمريكي خلال العام الحالي 1.7 في المائة سنويا، في حين يتوقعون تراجعه تدريجيا ليسجل 1.5 في المائة بحلول 2050، كل هذه الحقائق الاقتصادية تشير إلى نتيجة واحدة وهي أن واشنطن ستحتفظ بمكانتها على قمة الاقتصاد العالمي لأعوام، ولن تستطيع بكين أن تحل محلها.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الصين أمريكا اخبار الاقتصاد مصر أخبار الصين الاقتصاد الصینی اقتصاد الصین هونج کونج فی الوقت

إقرأ أيضاً:

حصاد الزراعة.. تعزيز الاستثمار الزراعي الصيني في مصر

أصدر مركز المعلومات الصوتية والمرئية، التابع لوزارة الزراعة واستصلاح الاراضي، "الانفوجراف الاسبوعي" في نسخته رقم ٢٣٨ حول الحصاد الاسبوعي لأهم أنشطة الوزارة، خلال الاسبوع الماضي في الفترة من ٧ وحتى ١٣ مارس الجاري، وذلك بالتعاون مع المكتب الاعلامي للوزارة، كما أصدر المركز ايضا ملخصا بالفيديو، حول انشطة الوزارة خلال نفس الفترة.

وأشار الانفوجراف إلى مشاركة علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، في الاحتفالية السنوية لجمعية تنمية وتطوير الصادرات البستانية "هيا"، حيث أكد على أهمية الدور الذي تقوم به الجمعية، باعتبارها منصة وطنية مصرية رائدة في مجال تنمية وتطوير الصادرات البستانية من أجل تعزيز القدرة التنافسية للصادرات الزراعية المصرية وإنفاذها للأسواق الخارجية مما يرفع من مساهمات قطاع الزراعة في دعم الاقتصاد المصري.

زراعة 343 ألف فدان قمح بالوادي الجديد هذا العام.. تفاصيلبقيمة 58 مليون دولار.. وزير الزراعة عن استفادة الدولة من برنامج نوفيوزير الزراعة: خطة حكومية تنفيذية لإضافة 4 ملايين فدان جديدة


وخلال هذا الأسبوع التقي علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، واللواء محمد الزملوط محافظ الوادي الجديد، ووفد من رجال الأعمال الصينيين، ومؤسسة رجال الأعمال المصريين الصينيين، لبحث سبل تعزيز الاستثمار الزراعي في مصر.


وعقد الدكتور سعد موسي المشرف على العلاقات الزراعية الخارجية بوزارة الزراعة، نيابة عن علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، اجتماعا عبر الفيديو كونفرانس مع وزير الزراعة السنغالي وبعض الشركات المصرية العاملة في مجال صناعة وإنتاج الأسمدة والمعدات الزراعية لبحث امكانية قيام الشركات المصرية بتصدير بعض مستلزمات الإنتاج، كما استعرضت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، تقريرا أبرزت من خلاله جهود وأنشطة عدد من معاهد مركز البحوث الزراعية، من بينها: بحوث الإنتاج الحيواني، معهد بحوث الصحة الحيوانية، معهد بحوث القطن، المركز الإقليمي للأغذية والأعلاف، والمعمل المركزي للمبيدات، ومعهد بحوث الهندسة الوراثية، ومعهد بحوث الأراضي والمياه والبيئة، ومعهد بحوث أمراض النباتات، فضلا عن جهود المركز وما تم تنفيذه من ندوات ارشادية، وزيارات ميدانية، والنشر العلمي.


فيما قام وفد برئاسة الدكتور ماهر المغربي وكيل مركز البحوث الزراعية للانتاج والدكتور فتح الله حسن رئيس قطاع الانتاج بزيارة تفقدية لمحطة بحوث سخا بكفر الشيخ لمتابعة عمليات التطوير بالمحطة، كما شارك المعمل المركزي لبحوث الثروة السمكية في ورشة عمل عن صحة الأحياء المائية في فرنسا بمقر منظمة الصحة العالمية بباريس
بينما أطلقت الإدارة المركزية للإرشاد الزراعي برئاسة الدكتورة أمل إسماعيل، برنامج إرشادي شامل حول البصمة الكربونية بالتعاون مع الجهات المعنية لتحقيق التنمية الزراعية المستدامة، كما أعلنت أيضا أنه تم بالتعاون مع الجهات المختلفة تنفيذ 36 حقل إرشادي بمساحة 36 فدان وتم تقديم التقاوي مجانا للمزارعين كخدمة ارشادية بمحافظة المنوفية، كما تم تنفيذ 86 حقل إرشادي بمحافظة القليوبية، كما تم تنفيذ 14 حقل إرشادي بالدقهلية، كما افتتح الدكتور أحمد رزق رئيس الإدارة المركزية لمكافحة الآفات حلقة عمل إقليمية في مجال تشغيل وصيانة آلات مكافحة الجراد الصحراوي.


فيما أعلن الدكتور علاء عزوز رئيس قطاع الإرشاد الزراعي عن قرب انتهاء أعمال تطوير المتحف الزراعي استعدادا إلى استقبال معرض زهور الربيع في الثانى عشر من ابريل المقبل، كذلك تم انتخاب ممثل الحجر الزراعى المصرى رئيسا لاجتماعات مجلس الصحة النباتية الأفريقي التابع للاتحاد الأفريقي وذلك خلال أعمال الاجتماعات التحضيرية التي تجرى بالعاصمة التوجولية لومى.


كما نفذت مديريات الطب البيطري بمختلف المحافظات سلسلة مكثفة من الندوات الإرشادية خلال شهر فبراير 2025، حيث تم تنفيذ 7279 ندوة إرشادية لتعزيز الصحة الحيوانية والوعي البيطري، كذلك تواصل الهيئة، جهودها في تقديم الرعاية البيطرية المجانية لدعم صغار المربين والارتقاء بصحة الثروة الحيوانية في المناطق الأكثر احتياجًا، حيث تم تنفيذ 459 قافلة علاجية مجانية في 350 قرية خلال شهري يناير وفبراير.


بينما شارك المعمل المركزي لتحليل متبقيات المبيدات والعناصر الثقيلة في الأغذية، في وبينار حول سلامة الغذاء، والذي نظمته منظمة الأغذية والزراعة، كما بلغ إجمالي عدد العينات التي استلمها المعمل خلال هذا الأسبوع حوالي ٦٢٠٠ عينة.


يذكر أن مركز المعلومات الصوتية والمرئية، والمكتب الإعلامي للوزارة، يصدران الجمعة من كل اسبوع، انفوجرافا وفيديو باسم: الزراعة في اسبوع، لالقاء الضوء على ملخص ما تم من انشطة وجهود، بكافة القطاعات والهيئات، التابعة للوزارة، فضلا عن انفوجراف وفيديو كل ثلاثاء باسم: الزراعة في كل مصر، حول انشطة وجهود القطاع الزراعي، بالمحافظات المختلفة.

مقالات مشابهة

  • تفوّقت على أمريكا.. صادرات «سامسونغ» إلى الصين تحقق قفزة تاريخية
  • تركيا الأولى عالميا ضمن الدول التي يصعب فيها امتلاك منزل!
  • الاقتصاد تطلق نداء عاجلاً لإدخال احتياجات غزة ووقف استخدام "سلاح الجوع"
  • النمو في الصين لا يكفي لإخراج الاقتصاد العالمي من دائرة التباطؤ
  • سقوط أكاذيب أمريكا من الحرية الإنسانية إلى الحرية الاقتصادية..!!
  • جون بولتون: الصين تمثل عائقا كبيرا أمام النظام التجاري العالمي
  • حصاد الزراعة.. تعزيز الاستثمار الزراعي الصيني في مصر
  • الصين تأمر البنوك بتعزيز الاقتراض لتعزيز الإنفاق
  • اليورو والين في الصدارة.. العملات الكبرى تتفوق على الدولار في 2025
  • يخوضها ترامب .. أوروبا تحذر من خطر حرب الرسوم على الاقتصاد العالمي