في إطار جهوده لدعم التمكين المهني والوظيفي للمرأة العاملة.. المجلس القومي للمرأة ومنتدى الخمسين يتفقان على تعزيز العمل المشترك وإطلاق العديد من المبادرات والفعاليات لدعم التمكين الاقتصادي للمرأة
تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT
اجتمعت الدكتورة مايا مرسى رئيس المجلس القومى للمرأة مع الإعلامية دينا عبد الفتاح رئيس ومؤسس منتدى الخمسين سيدة الأكثر تأثيراً، وذلك لمناقشة ما تم إحرازه من تقدم في ملفات التعاون القائمة واستعراض استراتيجية التعاون المستقبلى بين المجلس القومى للمرأة ومنتدى الخمسين سيدة الأكثر تأثيراً فى العديد من القضايا المشروعات المشتركة بين الجانبين خاصةً المشروعات المتعلقة بتمكين المرأة وتنويع قاعدة التمكين الوظيفي من خلال ضم قطاعات جديدة، بالإضافة إلى تضمين شرائح عمرية ومهنية مختلفة ضمن المشروعات المستقبلية بين المجلس والمنتدى.
وفى هذا الإطار قالت الدكتورة مايا مرسى رئيس المجلس القومى للمرأة إن ملف تمكين المرأة المصرية شهد طفرة غير مسبوقة محلياً خلال السنوات الأخيرة الماضية، مؤكدةً أن ذلك لم يكن ليتم إلا فى ظل وجود إرادة سياسية تؤمن بأن تمكين المرأة واجب وطنى، مشيرةً إلى أن مكتسبات المرأة المصرية خلال العقد الأخير تفوق ما حصلت عليه من حقوق فى كل العصور السابقة.
وثمنت رئيس المجلس القومى للمرأة الدور الفعال الذي يقوم به منتدى الخمسين سيدة الأكثر تأثيراً فى دعم عملية التمكين المهنى والوظيفى، وذلك من خلال دوره الرائد فى إطلاق العديد من المبادرات والفعاليات والدورات التدريبية التي ساهمت بدورها في تطوير دور المرأة المهنية فى مصر وصقل قدراتها لتولى المناصب القيادية ودعم مشاركتها الفاعلة فى مجالس الإدارة وتهيئة مناخ وظيفي آمن خالى من التحرش والتمييز على أساس الجنس، إلى جانب دور المنتدى في تطوير المهارات الوظيفية القيادية من خلال الدورات التدريبية التي قام بها المنتدى بالتعاون مع المعهد المصرفي ومعهد التخطيط القومى، إضافة إلى جهود منتدى الخمسين فى تمكين المرأة في المحافظات المصرية.
وأكدت الدكتورة مايا مرسى رئيس المجلس القومى للمرأة على استمرار التعاون المشترك والتنسيق الكامل بين المجلس ومنتدى الخمسين سيدة الأكثر تأثيراً لإطلاق العديد من المشروعات والمبادرات الجديدة التي من شأنها تقديم المزيد من الدعم التقنى والمهنى والتشريعي بما يساهم فى تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة المصرية 2030 بما يتوافق أهداف التنمية المستدامة.
الإعلامية دينا عبد الفتاح: مستمرون في التعاون مع المجلس القومى للمرأة لإيصال جهود تمكين المرأة المهنية لجميع القطاعات وكافة الشرائح الوظيفيةومن جانبها قالت الإعلامية دينا عبدالفتاح مؤسس ورئيس منتدى الخمسين سيدة الأكثر تأثيراً أن مصر شهدت تحولاً جذرياً وغير مسبوق فى ملف تمكين المرأة على كافة الأصعدة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً ، مشيرةً إلى أن منتدى الخمسين قام خلال الفترة الماضية بدور فاعل في دعم التمكين الوظيفي للمرأة المهنية والقيادية وهو ما أثمر عن وصول قاعدة عضواته إلى نحو 500 سيدة قيادية يُمثلن 27 قطاعاً اقتصادياً مختلفاً وهو ما جعل من المنتدى بيت الخبرة الأول من نوعه فى مصر الذى يقدم كافة خدمات الدعم اللازم للتمكين الوظيفي للمرأة بجانب التأهيل لتولى المناصب القيادية.
وأشادت رئيس منتدى الخمسين بالدور الفاعل للمجلس القومى للمرأة وقدرة المجلس خلال الفترة الماضية للعمل على ملفات وقضايا جديدة وأكثر تطوراً فيما يخص ملف التمكين حيث قام المجلس بالعمل على محاور متوازية ومتعددة لتقديم الدعم والخدمات لكافة الشرائح والقطاعات الخاصة بالمرأة سواء المرأة القيادية أو المرأة العاملة والمرأة المعيلة، إضافة إلى الاهتمام غير المسبوق بالمرأة فى المحافظات والمناطق النائية،
إعداد أوراق عمل لتنظيم حصول المشروعات المملوكة لسيدات على حصة عادلة من مشتريات الحكومة أو القطاع الخاصونوهت عبدالفتاح إلى استمرار المنتدى فى التعاون مع المجلس القومى للمرأة لإيصال جهود تمكين المرأة المهنية لجميع القطاعات وكافة الشرائح الوظيفية.
وكشفت رئيس منتدى الخمسين عن العديد من المشروعات التى سوف ينفذها المنتدى بالتعاون والتنسيق الكامل مع المجلس القومى للمرأة ومنها الاتفاق على البدء فى تنظيم فعاليات مشتركة لإعداد أوراق عمل تستهدف تعديل تشريعى يضمن مشاركة المشروعات الخاصة بالمرأة بحصة فى ملف المشتريات سواء الحكومية أو مشتريات القطاع الخاص بهدف إشراك المرأة كمورد رئيسي للمشتريات و يضمن حصولها على فرص متكافئة في هذا المجال بما يدعم التمكين الاقتصادى للمرأة وتشجيعهن على إقامة المشروعات الخاصة بهن.
تنظيم فعالية مشتركة مع المنتدى لمناقشة انجازات وتحديات التمكين بالتزامن مع حملة الستة عشر يومًا لمناهضة العنف ضد المرأةكما تم الاتفاق بين المجلس القومى للمرأة والمنتدى على إطلاق فعالية كبيرة بالتزامن مع حملة الستة عشر يومًا لمناهضة العنف المبني على النوع الاجتماعي وذلك لاستعراض نجاحات التمكين للمراة المصرية خلال الفترة الماضية وعرض المقترحات اللازمة لوصول ثمار التمكين لكافة الشرائح والقطاعات.
الاتفاق على استمرار إنتاج برنامج "EGYPT TALK" وبرنامج "2Minutes with A Queen" لتقديم المزيد من القدوات النسائيةوأكدت عبدالفتاح أنه تم الاتفاق على استمرار الإنتاج المشترك بين المجلس القومى للمرأة ومنتدى الخمسين سيدة الأكثر تأثيراً لبرنامج " EGYPT TALK"، وبرنامج 2Minutes with A Queen “ وذلك بهدف إظهار نجاحات المرأة المهنية والقيادية فى مجالات أوسع، بالإضافة إلى تناول البرامج المزيد من التنوع القطاعي والجغرافي ومستويات مختلفة من درجات القيادة المهنية للسيدات المختارات للظهور فى تلك البرامج.
إطلاق أول مبادرة من نوعها خاصة لمساعدة الفتيات حديثي التخرج على التخطيط للمستقبل المهنى والوظيفى وريادة الأعمالونوهت رئيس منتدى الخمسين إلى أن المنتدى سوف يقوم بالتعاون مع المجلس القومى للمرأة خلال الفترة المقبلة بإطلاق أول مبادرة من نوعها خاصة برسم المستقبل المهنى للفتيات حديثى التخرج، وذلك عبر تنظيم العديد من الحملات التوعوية والإرشادية والتدريبية التي من شأنها مساعدة الفتيات على التأهل لدخول سوق العمل ورسم خريطة مهنية خاصة بهن وطرق صياغة خريطة مهنية ووضع أهداف محددة والسعي إلى تحقيقها.
وجدير بالذكر أن منتدى الخمسين سيدة الأكثر تأثيراً قام منذ تأسيسه بجهود كبيرة على محاور متعددة، تم تنفيذها بالشراكة والتعاون مع جهات حكومية ومؤسسات دولية وكيانات خاصة، عقد خلالها المنتدى شراكات مبادرات متعددة داعمة لتمكين المرأة بالمناصب القيادية بالعمل العام والخاص، كما شارك فى صياغة التشريعات الضامنة لتهيئة بيئة عمل آمنة للمرأة، وساهم في إرساء السياسات الحامية لها من أي اعتداء نفسي يحول بينها وبين طموحها الوظيفي، ومناهضة جميع أشكال التمييز القائم على النوع، وضمان تمثيلها بمجالس الإدارات، بالإضافة مساهمة المنتدى الفاعلة في توسيع و شمول عملية تمكين المرأة بالمحافظات والأقاليم.
كما قام المنتدى بالعديد من المبادرات التي تعتبر الأولى من نوعها والخاصة بصياغة وتنفيذ حزمة من البرامج التدريبية التي تدعم تطوير مهارات المرأة المهنية للمرأة في مجالات العمل والحياة، ورفع مستوى الأداء المهني والوظيفي، وتأهيل كوادر الصف الثاني من السيدات لتولي المهام القيادية، وإرساء مفاهيم وأسس العمل وفقاً لمبادئ التنمية المستدامة، وضم المفاهيم البيئية والعمل المناخي والتحول للاقتصاد الأخضر ضمن أولويات العمل النسائي، وغير ذلك من البرامج التدريبية التي نفذها المنتدى بالتعاون مع أفضل الخبراء والاستشاريين فى التدريب والاستشارات الفنية والتقنية في مجالات متعددة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مايا مرسى المجلس القومى للمرأة التدریبیة التی المرأة المهنیة تمکین المرأة خلال الفترة التعاون مع بین المجلس العدید من
إقرأ أيضاً:
منتدى السياسات السودانية
منتدى السياسات السودانية مظلة فكرية ووجدانية تجمع تحتها مجموعة من المفكرين والدارسين والباحثين والنشطاء المهتمين بالشأن السوداني من الذين يرغبون في الخروج بالوطن من حالة الجمود التي تلحق الشلل بأطرافه، وتعيق إنسانه من الوصول إلى إنهاء الحروب، والقضاء على مسبباتها، لضمان قيام سلام عادل ومستدام. ويطمح منتدى السياسات السودانية (SPF) Sudan Policy Forum في إتاحة الفرصة للوطن وأهله للمضي قدما بوعي وجسارة للانعتاق من قبضة الاستقطاب الخانق الذي يسود المشهد السياسي والاجتماعي.
ولكي يعبر عن نفسه بطريقة شاملة ومتماسكة سيحرص المنتدى على إضفاء الطابع المؤسسي في سعيه لتقديم رؤية استراتيجية متميزة، وسيعمل على أن تخضع عضويته قراراتها وتوصياتها في القضايا المتعلقة بالحكم للتبصر والدراسة للحيلولة دون التلاعب بقضايا المواطنين، والحرص على حمايتهم من التغول العسكري والطائفي والعرقي بجميع أشكاله ومختلف أطيافه. كما سيحرص المنتدى على أن تضم صفوفه خبراء من الجنسين يتمتعون بالقدرة على التعامل معقضايا معقدة وملحة مثل العدالة الانتقالية، والفيدرالية، والتنمية الريفية، والرعاية الاجتماعية، والمساواة بين الجنسين، وما إلى ذلك من القضايا الحيوية. كما سيولي اهتماما خاصا لاجتذاب أولئك الذين يؤكدون على قيم السلام والعدالة والمساواة،والجادين في السعي إلى تأسيس ديمقراطية راسخة.
والأمل معقود على أن يساعد تأسيس المنتدى على طرح السياسات التي تقنع الشعب السوداني بجدواها وبالتالي تبنيها لتحقيق تقدم يحرج البلاد من حال الجمود السياسي المترتب عن الخمول الفكري. وسيتم ذلك عبر توفير الرؤى الملهمة وتقديم القيادات القادرة على الانتقال بالسودان إلى رحاب المستقبل. وسيعمل المنتدى من خلال تنظيم حلقات دراسية في مجال صنع السياسات والقضايا المتعلقة بالحوكمة، المساهمة في إشراك المواطنين، داخليا وفي دول الشتات على حد سواء، بطريقة مبدئية وموضوعية. ومن بعدها سيعمل على تعبئة الأغلبية الصامتة، وكذلك إطلاق العنان لإمكانات الشبابالذين يمثلون ما يقارب 70٪ من السودانيين.
ومن منطلق قناعة المنتدى بضرورة إعادة تشكيل الخطوط الاجتماعية الحالية وتعيين القدرات السياسية والاستحقاقات التاريخية، كأسلوب أساسي لرسم دوائر النفوذ والتأثير، سينادي المنتدى بالنظر إليها كأليات لا يمكن تجاهلها لصنع السلام، يمكن للمنتدى أن يبدأ تدريجيا في بناء نوى التغيير في المناطق المختلفة.
ويدرك القائمون على أمر المنتدى التحولات التي تنتظم المجال العام باعتباره مجالا للتعبير عن هموم واهتمامات المجتمع. كما أنهم على علم بتحوله من مجال يرتكز بشكل صارم على المؤسسات المؤطرة، إلى فضاء اتصال متعدد الوسائط يتشكل ويتمحور حول نظم إعلامية مرنة وخلاقة. ويشمل المجال، بالإضافة إلى الإذاعة والتلفزيون والصحافة المطبوعة، مجموعة متنوعة من أنظمة الوسائط المتعددة والمتفاعلة. ولهذا فإن هنالك ضرورة لأن يوفر منتدى السياسات السودانية SPF المنصة التي يمكن للمجتمع المدني من خلالها التفاعل والانتقال بالنقاش السياسي إلى صدارة اهتمامات وسائط الاتصال الاجتماعي. ووضعا في الإعتبار أن الجماعات الجادة فشلت في استقطاب وتوظيف قوى الرأي العام من خلال شبكاتها، إما بسبب نقص في الإبداع أو ضمور في الرغبة، مما تسبب في إلحاق الضرر بقدرة المجتمع المدني عامة، وبخاصة مجتمعات الفكر والثقافة والبحث على النهوض بمسئوليات تعزيز المعرفة،وترسيخ واجبات الدعم، وتقديم المشورة في وضع استراتيجيات تنمية وطنية شاملة ومستدامة.
وبصفته وكالة ذات تراث مؤسسي وثقافي غني، فإن المجتمع المدني السوداني قادر على تجديد روحه من خلال وضع سياسات تسترشد برأي المواطنين وتقودهم في ذات الوقت فيما يتعلق بقضايا التعليم والثقافة والصحة والبيئة والتنمية والمساواة، ما إلى ذلك. وبالتالي فإن المنتدى مطالب بالمساهمة في دفع مسيرة السلام والتكامل الإقليمي، والسعي لتعويض أي تأثير سلبي قد أفرزته الطغم الحاكمة التي فرضت نقسها على السودان والسودانيين كمجتمع ودولة. ولأجل المساهمة في تحقيق نظام إقليمي وعالمي مستدام من خلال بذل الجهود لتأسيس نظام حكم توافقي في السودان، سيسعى المنتدى إلى تفعيل الحوار بين مختلف المجتمعات والإثنيات، وتوظيف الوعي والإدراك، وترشيد تبادلية الاحترام بين الجماعات والاعتراف بثقافاتها.
ستكون من ضمن مشاغل هذا المشروع تفعيل وتأطير التدخلات المطلوبة لتحقيق الغايات الوطنية بمل في ذلك البحث والفحص والتدريب وتنظيم الحملات واستشراف الرؤى والإحتفاء بالتحقيق والإنجاز. وستساعد هذه المكونات مجتمعةوكلاء المجتمع المدني على فهم المسئوليات، واستجلاء الواجبات، واستيعاب التبعات، ومتابعة الآثار العملية المهمة لمعطيات الحوكمة ومتطلبات الديمقراطية بدلا عن الإكتفاء بمحاولة رصد قائمة متطلبات "الحكم الرشيد" بلا هدف قابل للتحقيق. ونتوقع أن تتسع مساحات المنتدى لتضم برامجه نطاقات سياسية فاعلة، وإسهامات فكرية قادرة على إلهام واستلهام طاقات المشاركين لتشمل دور وسائل الإعلام في الترشيد والتنوير. كما ستتناول مداولات المنتدى سبل ترقية العيش، وإدارة الطاقة والموارد، والتداخل البيئي، والإصلاح الدستوري، وقضايا المرأة والأسرة، والتنمية المؤسسية، وغير ذلك من مقومات إعادة بناء الأمة السودانية على أسس المواطنة.
وعند هذا المنعطف التاريخي لوطن مثخن بالجراح، وفي هذا السياق لأمة مثقلة بالألام، يطمح منتدى السياسات السودانية إلى تنشيط مكونات التعبئة للمجتمع المدني في السودان لكي يكون مؤهلا وقادرا على تجاوز الاختلافات العرقية والقبلية والمناطقية لصالح ضمان سلام دائم، وتنمية مستدامة، وتقدم متكامل، وتصالح لوطن مع نفسه ومع الآخرين. ولذلك ستبذل الجهود لأن يكون المنتدى إطارا جامعا بعيدا عن الانتقائية والحصرية. كما سنسعى لأن يكون بين عضوية المنتدى علماء بارزون، ونشطاء مجتهدون، وسياسيون حقيقيون، وقادة مجتمع مشهود لهم باستعدادهم للبذل والعطاء. كما أننا ندرك أن القائمين على أمر الشعب السوداني بحاجة إلى العودة إلى لوحة الرسم والتخطيط حتى يتمكنوا من وضع وتقديم توصيات تحدد معالم الطريق إلى الأمام. ويتضمن هذا إعمال الفكر، وشحذ الهمم، وتشجيع التفكير النقدي، وإتاحة إمكانية المساندة للشركاء الإقليميين والدوليين. ولهذا ستكون من ضمن واجبات المنتدى تيسير مقومات الاعتراف بالقواسم المشتركة عبر الحدود، وبالتالي تأمين فهم أفضل لدور المجتمع المدني داخليا وخارجيا. والأمل معقود على أن ينجح المنتدى فيفتح نافذة تطل الجماهير عبرها لرؤية الحياة بشكل مختلف.
والجدير بالذكر أنه على الرغم من التضحيات الكبيرة التي قدمت، باءت محاولات بناء الأمة بالفشل. وكل المؤشرات تشير إلى أن غياب الرؤية، وضعف الإرادة، وسوء التخطيط ستحول الجهود الخجولة لترشيد الراهن المتعثر إلى إخفاق ذريع بالغ التكلفة وشديد التعقيد. وفي جميع مداخلاته سيتجنب المنتدى اللجوء إلى الخطاب الذي من شأنه إعاقة قدرات الجماعات السودانية المعنية بالسلام والحرية والعدالة والديمقراطية. وسيسعى المنتدى بفضل عضويته لأن ينأى بالجماعات الطامحة إلى الأفضل من الوقوع في فخاخ الديكتاتورية وحبائل العرقية التي إن تمكنت ستطيل أمد بؤس الجماهير. وفي هذا السياق سيولي المنتدى اهتماما خاصا بقضية دارفور معترضا على بعض الشعارات المستخدمة من كل المجموعات "الحداثية" و "التقليدية" بنية التخلص من الهويات القبلية والدينية، والتي قادت إلى مزيد من الترسيخ ونقلت تلك المجموعات، باستخدام مصطلحات العالم غوران هايدن، من نطاق "الاختيار الملزم" إلى دائرة "التبعية العمياء". مما أدى إلى تعزيز الانتماء الزنجي أو العربي الذي ساعد تجار الدعاوى العرقية، وقاد إلى زيادة استغلال الانقسامات، والمناداة بنموذج اقتصادي ليبرالي يجمع بين أشكال حكم غير ليبرالية والتركيز المفرط على الإصلاح المرتبط بالنمو، مما تسبب في إنتاج الفقر والبطالة وعدم المساواة.
وتتمثل الأهداف الاستراتيجية الرئيسية للمنتدى العمل على الحد من التشظي السياسي، وتطويق الجماعات التي تحدث الانقسامات، وتعزيز السلام من خلال الدعوة لتنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية حقيقية، وإقامة صلة قوية بين بناء الدولة وتمكين المرأة وضمان شاركتها الفاعلة والمؤثرة، وتنمية الطاقات الشبابية القادرة على إحداث التغيير، وإشراك الكوادر المؤهلة في إدارة شئون البلاد، والحد من الإنفاق الحكومي غير المقنن، وكبح جماح الفساد المستشري. كما أننا نرى أهمية أن يعمل المنتدى كحفاز لإحداث إصلاح أساسي عريض وعميقفي بنية الدولة السودانية لمواجهة المظالم التاريخية، والعمل على إزالة الغبن الاجتماعي. وستكون من بين الأهداف الوسيطة للمنتدى الحد من سلطة وسطوة الجماعات التي تسبب الانقسامات، ومناهضة استمرار الملكية غير العادلة للأراضي. وسينادي المنتدى بتطبيق نظام مناسب للتملك يهدف إلى تطبيق العدالة وتعزيز السلام. وسيسعى من خلال برامجه وأطروحاته إلى إعادة هيكلة البنيات الاقتصادية وتطويق ما تفرزه من اختلالات اجتماعية، والعمل على خلق الظروف المناسبة لبناء الأمة، وصياغة هويتها القومية الجامعة إلى جانب هوياتها الثقافية المتعددة وغير المتنافرة. غني عن القول أن هذا البيان لم يقصد منه الإحاطة بكل شيئ، ولكنه غيض من فيض لأجل فتح كوات تدخل منها أنوار التنوير والتغيير.
دكتور / الوليد آدم مادبو
خبير الحكمانية ومستشار التنمية الدولية
Www.hikmaniya.com