العسال لصدى البلد: مصر تشهد عصر النهضة والعقار هو القلب النابض للاقتصاد
تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT
قال المهندس هاني العسال، وكيل لجنة الاسكان بمجلس الشيوخ ورئيس مجلس إدارة شركة اتش دي للتطوير العقاري، إن مصر تشهد عصر النهضة وأن العقار هو القلب النابض في الاقتصاد وانه مبني على النجاح واسباب النجاح كثيرة منها العجز والاحتياج، وهو سبب حقيقي للنجاح.
وأوضح “العسال” خلال ندوة بصدى البلد، أن القرار السياسي أيضا سبب للنجاح، بمعنى ان هناك بطل لديه رؤية طويلة أعطى قرارا سياسيا لم يتخذه أحد من قبل بالرغم من أن العجز كان موجود والاحتياج كان موجود والافكار كانت موجودة فهو استثمر الفكرة وهي أقوى شيء وأعطى قرار لبناء أول شيء العاصمة الادارية وهذا القرار يحتاج الى رؤية ويحتاج الى بطل يقوله دون خوف ولا يهاب.
وكيل مجلس الشيوخ: انضمام مصر لمجموعة "بريكس" اعترافا لمكانتها الاقتصادية والسياسية رئيس غارب يستقبل مدير الشباب والرياضة وأعضاء برلمان الطلائع ومحاكاة مجلس الشيوخ
وأضاف أن هذا المشروع أكبر مشروع قومي في العالم، حيث حجمه يعادل القاهرة 5 مرات وأن كلي ثقة في نجاح هذا المشروع لان مصر تنقسم الى قسمين الاول مصر الحديثة تتمثل في الجمهورية الجديدة ومصر السابقة التي للاسف 80% منها مبني بدون تخطيط وبدون ترخيص وهذه قيمة مادية مهدرة ولكن مصر الحديثة أو الجمهورية الجديدة تتمثل في 62 مدينة ذكية واكبر مشاريع قومية في العالم تُبنى على الاحتياج والعجز بالأرقام.
حيث أن التاريخ يثبت ذلك لأن عام 1867 الخديوي اسماعيل كان حاكم مصر ذهب الى فرنسا وكان هناك مهندس مشهور اسمه هاوس مينت فقام باستضافته في مصر واخرين من بلجيكا والمانيا وفرنسا وايطاليا وخططوا من كوبري قصر النيل الى العتبة والتي تمثل القاهرة ومنذ هذا الزمان لم يحدث تخطيط عمراني بنفس الفكر إلا قرار العاصمة الادارية.
وكشف “العسال” عن الاحتياج في الأسّرة والمستشفيات حوالي 417 ألف سرير عجز، قائلا: اذا لو في مستثمر جريء قام ببناء 5 مستشفيات فهي مشاريع ناجحة.. وفي المدارس هناك حاجة الى 25 ألف مدرسة، اذا لو هناك عدد من المستثمرين قاموا بنناء كل مستثمر 10 مدارس اذا هو ناجح، وبالنسبة للسكن حدث ولاحرج وخصوصا ما تقوم به الدولة من خلال صندوق التمويل العقاري الذي ترأسه الخبيرة مي عبد الحميد والذي يضع حلولا كبيرة لمحدودي الدخل (البناء الاقتصادي)، كذلك الاسكان في مصر كل عام يزيد عدد السكان 2.5 مليون نسمة يعني أن الاحتياج دائما حوالي 1.25 مليون وحدة وكل ما يتم بناءه حكومي وقطاع خاص حوالي 400 ألف، اذا هناك عجز تراكمي سابق وقادم في الخدمي مثل المولات والمباني الادارية وخلافه لذلك فان المدن الجديدة نجاح وخاصة مدينة العلمين 47 الف فدان وخلفها 1.5 مليون فدان زراعي هي مدينة ساحر جميلة راقية جدا ستغير شكل مصر سياحيا وهي مدينة للمعيشة المستدامة وليست للسياحة فقط والمنصورة الجديدة التي تشبه أوروبا 2من 62 مدينة ذكية غيرت شكل وترتيب مصر من 145 إلى 28 في انشاء المدن الذكية.
وأضاف “العسال” أن هناك تحديات كبيرة تواجه القطاع العقاري على راسها التضخم غير المحسوب في الجدول الزمني ولا يوجد جدول زمني يمكن أن يحسب الكوارث الطبيعية أو الظروف القاهرة في الاقتصاد وتمثلها الفترة الحالية بعد الحربي بين دول عظمى أثرت على كل العالم وقبلها انتشار فيرو كوفيد 19 الذي وقف الانتاج في العالم وبالرغم من كل هذا مصر تحدت الاوضاع واستطاعت التعافي من هذه المشاكل والان نحن في مشكلة التضخم وهي مشكلة عالمية ليست مصرية ولذلك نحن متأثرين بها ولكن الدولة تتخذ خطوات في الصناعة مثل الرخصة الذهبية التي تحل جميع مشاكل الصناع والرخصة الذهبية متاحة لاي منتج مصري مطلوب يتم استيراده من الخارج.
تابع أن قانون مخالفات البناء ليس قانون تصالح بل قانون اصلاح عقاري بالتصالح وهو ارقى انواع الاصلاح وهذا القانون قتل بحثا واخذ مجهود كبير حتى خرج من مجلس الشيوخ لانه سيتم التعامل به في 80% من حجم مصر والتطور الذي يحدث في النهضة العقارية سريع جدا مثل الرخصة الذهبية والتوسع في اقامة المدن الجديدة من 42 مدينة الى 62 مدينة جديدة.
واستطرد أن الأرض الفارغة تقريبا ليس لها ثمن وبمجرد تخصيصها واصبح لها خطة وتصميم يصبح لها قيمة وعندما تقوم بتطوير كيان ذكي ومتطور أصبح هناك قيمة مضافة، لذلك فانه عندما يكون سعر متر الارض 1000 جنيه أو 10 الاف جنيه فان الأمرين متماثلين وكل ما في الامر ان التكلفة زائدة يتأثر بها مشتري الوحدة ولكن المطور لا يتأثر بها لان المطور يتأثر عندما يقوم بانشاء كيان ذكي او موقع متميز او تنمية راقية ومستدامة أصبحت قيمة مضافة لا تقدر بثمن لذلك اصبح العقار مخزن للقيمة بسبب العجز والاحتياج والقيمة المضافة وخاصة في ظل الصراع القائم والتحديات الداخلية والخارجية.
وأوضح أن العميل عند شراء العقار خلال فترة زمنية من 6 إلى 10 سنوات يقوم بدفع مقدم 5 أو 10% ويكتب عقد فهو ثبت سعر العقار لمدة 10 سنوات اي اصبح مخزن للقيمة بمقدم 10% فقط وهذا احد اسباب نجاح العقار في مصر وبطبع المصريين يحبون امتلاك عقار.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مجلس الشیوخ
إقرأ أيضاً:
غزة.. منطقة المواصي أكبر مدينة للخيام في العالم
الثورة /وكالات
بدلاً أن تكون منطقة زراعية خالية، تكسوها السوافي الرملية، والمناطق الخضراء، باتت منطقة المواصي أكبر مدينة للخيام في العالم، تحوي في جنباتها آلاف المواطنين الذين شردوا قسرًا وإرهابًّا من منازلهم، ومعها تحوي آلامهم وقصص وجعهم، وغربتهم التي طالت، حتى الأرض التي يفترشونها باتت قبورًا لهم ولأحلامهم وآمالهم.
وتمتد المواصي على الشريط الساحلي للبحر المتوسط جنوب قطاع غزة، وتبعد عن مدينة غزة نحو 28 كيلو متراً، ويبلغ طولها 12 كيلو مترًا، بعرض نحو كيلو متر، وتمتد من جنوب دير البلح حتى رفح جنوبًا، مرورًا بخان يونس.
سر التسمية
استمدت المواصي اسمها من استخراج المزارعين للمياه في المنطقة عبر حفر البرك (برك امتصاصية) واستخدامها لري المزروعات، حيث تُعد منطقة غنية بالمياه الجوفية، وهي التي شاركت الغزيين معركتهم الكبيرة منذ السابع من أكتوبر، وقاسمتهم الصمود، وهي التي تعرضت لمرات لا تكاد تحصى من القصف والقتل الصهيوني، وفيها حدثت مجازر مروعة معها ابتلعت الرمال خيامًا وأناسًا في مشاهد مروعة على الإجرام والحقد الصهيوني.
منسيون في المواصي
أجساد متعبة، طعام شحيح، ماء بعيد، علاج مفقود، بكاء متقطع، ترقب مستمر، حشرات وأمراض.
كل يوم نسمع خلق الله من البشر وسط خليط الوجع والدم والقهر واليأس يقولون نحن بخير، وهم في كرب لا يعلمه إلا الله.
وتقدر مساحة المواصي الإجمالية بنحو 12 ألف دونم (الدونم يساوي ألف متر مربع)، وتمثل نحو 3% من مساحة قطاع غزة، وتتكون المنطقة من كثبان رملية، يطلق عليها محلياً “السوافي”، وهي عبارة عن رمال صحراوية بيضاء، تتخللها منخفضات زراعية خصبة غنية بالمياه الجوفية.
وتقسم المواصي إلى منطقتين متصلتين جغرافيا، تتبع إحداهما محافظة خان يونس، وتقع في أقصى الجنوب الغربي من المحافظة، في حين تتبع الثانية محافظة رفح، وتقع في أقصى الشمال الغربي منها.
وتضم المواصي في أغلبها أراضي زراعية أو كثباناً رملية قاحلة، أمّا المناطق السكنية فيها فهي محدودة، إذ لا يوجد فيها أكثر من 100 وحدة السكنية، وهي بالكاد تتسع للقاطنين الأصليين، فضلاً عن افتقار المنطقة للبنى التحتية والشوارع المرصوفة وشبكات الصرف الصحي وخطوط الكهرباء وشبكات الاتصالات والإنترنت.
أوجاع لا تتوقف
أوجاع النازحين في المواصي لا تتوقف، فمنذ أكثر من عام، تحتضن الأرض الرملية خيامًا تحوي نازحين ومهجرين، لا تحميهم من حر الصيف ولا برد الشتاء، إلا أنهم صابرون راضون بقدر الله، آملين أن ينتهي كابوسهم بنصر مؤزر يعوضهم عن ويلات النزوح وترك الديار.
على ناصية شارع روني صالح -أحد أشهر الشوارع في منطقة المواصي- يقف الحاج غانم أبو غانم وعلى محياه كهولة وألم شهور، يقول: منذ عام من الزمن ونحن هنا، نكابد الوجع، ونتعالى على الجراح، ونعيش أوضاعًا قاهرة، بائسة، بالجوع والعطش، والعوز نواجه المحتل.
يتابع أبو غانم ويروي قصة النزوح من منطقة شمال مخيم النصيرات إلى رفح ومن ثم إلى المواصي في خان يونس، يقول: “نحن لا نعرف النوم من البرد، الشوادر مع كل ليلة تزداد بردًا، وكل يوم قصف متواصل في المنطقة التي قالوا إنها آمنة، نحن لا نعيش، والحياة في غلاء دائم، الخيام لا تمنع بردًا ولا حرًا، السقف النايلون كل صباح يغطيه الندى والماء، نسمع صوت البحر الهائج، العريشة تكاد تنخلع من الأرض، وأنا رب أسرة مكونة من 6 أشخاص”.
منطقة «المواصي» التي صُنّفت أنها مناطق آمنة؛ هي شريط ساحلي على شاطئ البحر ضيق لا يصلح للحياة لانعدام مقوماتها.!!
وأكثر النازحين خرجوا لها مضطرين بملابس صيفية خفيفة!!
الآن يواجهون موجات بردٍ قارس مع دخول الشتاء.
أما محمود الحداد فقد نزح ثلاث مرات قبل الوصول إلى المواصي، وفي كل نزوح قصص ألم، ووجع لا تكاد للكلمات أن تصفه، أو حتى الصورة، فالقلوب موجوعة، والانتظار قاتل، لكنه على يقين أن الفرج قادم، وأن الله سيعوضهم بكل جميل.
يعاني الحداد وفق حديثه لمراسلنا من صعوبة بالغة للحياة: “لا طعام ولا طحين، وأنا رجل مريض أحتاج لعلاج، وليس لدي ما أقدمه لنفسي ولا لأولادي، وحينما أمطرت السماء قبل أيام غرقت الخيمة، ولا أدري ما الذي تخبئه الأيام المقبلة لنا؟!”
الحاجة جملات أم لشهيدتين، استشهدتا في شمال قطاع غزة، دون أن يعطيها الاحتلال أي حق في وداع قبل الرحيل تقول: “يقولون المواصي هي الآمنة، أو هي منطقة المساعدات، ومنذ أن أتينا لم نر نومًا أو طعامًا، لا طحين يوزع، ولا أمان فالقصف اشتد كثيرًا في كل ناحية، وقبل أيام قصفوا المنطقة واستيقظ الأولاد من نومهم مفزوعين، يركضون في كل مكان دون هدف!”.
لا تنسى الحاجة جملات ما حرمت منه قبل أشهر: “استشهدت بناتي وأنا بعيدة عنهن، لقد دفنوهم في الشمال، ولم أرَ أيًا منهن، لكني دائمًا أقول، الحمد لله، لقد كرّمنا الله بهن”.
ثبات وصبر
وتعرف منطقة المواصي إلى جانب قصص النازحين حكايتها الخاصة، حكاية ثبات وانتظار وصبر، وهي المنطقة التي تحملت رجس الاستيطان في سنوات طويلة مضت، حيث بنت إسرائيل مستوطنات قطاع غزة على أراضيها بعد الاحتلال في عام 1967م، وأقامت مجمع مستوطنات غوش قطيف، وصار الفلسطينيون في غزة محاطون بحوالي 14 مستوطنة.
لكنها أيضًا تحفظ جميل مقاوميها، وتذكر جيدًا عام 2005 ذلك اليوم الذي غادر فيه آخر مستوطن من الأرض البراح الواسعة، لتصبح ملكًا لأصحابها، ثم ها هي تدخل تحديًا جديدًا، بعدما رفع الغزي شعار (أكون أو لا أكون) في وجه المحتل الذي يريد إعادة السنوات إلى الوراء، ولكن أهل قطاع غزة يحفظون الدرس جيدًا.
في منطقة المواصي، أناس مظلومون، مقهورون، لكنهم صامدون صابرون، راضون، وهم على يقين أن تعبهم وصبرهم لن يضيع هباءً، وهم المتيقنون بعودة إلى ديارهم ومنازلهم وثم إلى الأرض المحتلة عام 48م.
وبقيت المواصي منطقة هادئة خالية من السكان، حتى فتحت ذراعيها لشعبها الذي نزح قسرًا وفرارًا من نار الحرب الهمجية، وهي التي كانت سلة الغذاء لقطاع غزة، وبعدها أصبحت مدينة للنزوح ونسج قصص الألم والبطولة، وحتى أصبحت منطقة روت بالدماء.
يقول النازح محمود صافي إنه يتذكر الغارة التي ضربت المواصي في يوليو وراح ضحيتها قرابة 100 شهيد.
في واحدة فقط من الخيام الـ 20 التي استطاع الدفاع المدني انتشال أصحابها في مجزرة المواصي، وجدوا مشهدًا مأساويًا.
في خيمة بعرض 2 متر وطول 2 متر مدفونة تحت التراب، وجد الدفاع المدني ستة فرشات، واحدة بجانب الأخرى. كان الأب، أحمد فوجو، ينام بجوار زوجته، وعلى الفرشات الأربعة المتبقية أولاده.
وأضاف لمراسلنا أن هذه المجزرة ليست الوحيدة، بل إن الطائرات الحربية والمدافع الصهيونية تقصف مناطق المواصي بين الفينة والأخرى، ملاحقة النازحين في مناطق ادعت إسرائيل زورًا وبهتانًا أنها آمنة.