قدم عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، اليوم الثلاثاء، دليلا جديدا على حالة الخوف التي تنتاب مليشيا الحوثي وسط تنامي السخط الشعبي ضدها.
جاء ذلك خلال لقاء مجلي بسفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى اليمن، ستيفن فاجن، ناقشا فيه العلاقات الثنائية بين البلدين بمفهومها الشامل واستمرار تعزيز الجهود في مكافحة الإرهاب وإنهاء الانقلاب الحوثي وإحلال السلام في اليمن.


وأكد مجلي أن الانقلاب الحوثي المدعوم إيرانياً سبب معاناة اليمنيين في الداخل والخارج، وسبب استنزاف المقدرات الوطنية وتعرضها للسرقة ونهب رواتب الموظفين المستمر وتهريب المخدرات و السلاح والطيران المسير و الصواريخ، وتدمير الاقتصاد والبنية التحتية وتكريس سياسة الإفقار لليمنيين.
وشدد على أنه حان الوقت لاقتلاع جذور الارهاب الحوثي الذي دمر اليمنيين، وشوه حياتهم الطبيعية التي كانوا يتمتعون بها قبل حرب صعدة الأولى في يونيو ٢٠٠٤، والانقلاب على الدولة في سبتمبر ٢٠١٤، وتمددهم بقوة السلاح من أقصى شمال الشمال إلى باقي المحافظات الجنوبية و الشرقية و الغربية في البلاد، ومن ثم استهدافه للمنشآت النفطية وتهديد الملاحة الدولية واستمراره في رفض كل جهود السلام.
وتساءل مجلي في حديثه للسفير الأمريكي، كيف يقرأ الحوثي السلام؟.
وأشار إلى أن مفهوم الحوثي للسلام قائم على الضم والإلحاق ورفض الشراكة مع أي مكون وطني، انطلاقا من أفكار ايديولوجية متطرفة تسعى للسيطرة على اليمنيين من خلال بث ثقافة مغلوطة وملوثة تهدف لتحويل الناس إلى مجرد قطيع، ينقاد لتوجهات الجماعة التي تقف على النقيض من ثقافة بناء دولة، عبر المضي قدما في تأسيس منظومة عسكرية إرهابية و مالية مستقلة لا تحمل أي التزامات تجاه المواطنين بما في ذلك دفع الرواتب وتقديم الخدمات العامة، في امتداد للفكر الإمامي البغيض الذي اسقطه اليمنيون في سبتمبر 1962 والذي يقاومه اليمنيون اليوم وسيسقطونه مجددا.
وجدد مجلي تأكيده على ضعف وهشاشة المليشيا الحوثية بالرغم مما تبديه من قوة في الظاهر، وهو الأمر الذي كشفت عنه حالة الاستنفار والرعب التي ملأت قلوب قيادة الجماعة من مجموعة من النشطاء في وسائل التواصل الاجتماعي الذين يطالبون بحقوقهم وكذلك الأصوات التي تتعالى بعدد من أعضاء البرلمان الذين مازالوا تحت سيطرة المليشيا الحوثي، وما تم ملاحظته من إرتباك جراء كلمة الشيخ صادق أمين أبو رأس في صنعاء الأسبوع الماضي بالذكرى الواحدة و الاربعون لتأسيس المؤتمر، التي انتقد فيه نقدا عاما وبسيطا بعض ممارسات الجماعة وطريقتها البدائية في إدارة الدولة المختطفة في صنعاء من داخل الكهوف ورفضها إيجاد أي حل لملف الرواتب في مناطق سيطرة الانقلاب.
ولفت إلى أن الوضع في مناطق سيطرة الحوثي سيء جداً ومرتبك، حيث يعاني الحوثيون من ضغوطات شعبية، وحالة توتر وقلق ملحوظ في صعدة كشفت عنها تحركاتهم الأخيرة التي تشير إلى تنامي حالة السخط الشعبي الذي نراه في وجوه الناس وهو سخط كفيل بإسقاطهم من الداخل بسبب تصرفاتهم وارهابهم ونهبهم للحقوق الخاصة و العامة.
وتابع:" وما الجريمة النكراء التي ارتكبها الحوثي وميليشياته بحق مواطن أعزل في صعدة اختلف معهم على أرض فوجهوا مدافعهم وقصفوا منزله بما فيه من النساء والأطفال والشيوخ، إلا مؤشراً على حالة الخوف التي تنتابهم".
وأردف: "إذا كانت المليشيا تدعي أنها دولة، لماذا لم ترسل الأجهزة الأمنية للتحقق، وتضبطه وتحيله للقضاء، بدلًا من قصف منزله بالمدافع، كيف نأمن على شعبنا التعايش مع هؤلاء واهلنا وابنائنا في الداخل وهذه التصرفات تزيدان اصراراً على مواجهتهم و لن يسلم من أذاهم أحد في اليمن و الاقليم ؟ الحوثي لا يريد شراكة وطنية ولا سياسية، وليس لديه مفهومة للسلام ولن يترك أحد من الاذى".
وأشار مجلي إلى أن الحوثيين وإيران وحزب الله مشروع مشترك لنشر الفوضى والإرهاب في المنطقة، وما نراه من تعامل وسلوكيات ومشاريع على الواقع لا تمت إلى أبجديات السلام بأي صلة.
وأضاف:" نسعى إلى تفعيل العمل المشترك مع التحالف في مجال مكافحة التهريب، وتفعيل القوانين والدفع بالحكومة للعمل الجاد، وسنقف في مجلس القيادة بشجاعة لمحاربة الفساد والدفع بعجلة الإصلاحات، ومواجهة الصعوبات وندرك أن شعبنا سيكون معنا في الخطوات الاصلاحية ولن يدوم صبره على المليشيا والفساد، حيث ينهب الحوثي كل شيء أمام أعين الجميع، ينهب العقول والأرواح و الممتلكات والأموال وهو أسوأ ما مر على تاريخ اليمنيين".
وأثنى مجلي على الدعم الذي قدمه الأشقاء في المملكة العربية السعودية للبنك المركزي اليمني، واهتمام المملكة و دولة الإمارات و الدول الشقيقة و الصديقة بمساعدة الشعب اليمني للخروج من أزمته الاقتصادية والإنسانية.

المصدر: المشهد اليمني

إقرأ أيضاً:

جماعة الحوثي: أي حديث عن خارطة الطريق مجمدة في الوقت الحالي يأتي في إطار الاستجابة للضغوط الأمريكية

قالت جماعة الحوثي إن البداية الصحيحة لمعالجة الملف الاقتصادي تتمثل في وضع محددات ومعايير متفق عليها لعمل اللجنة الاقتصادية المشتركة، وحصر نقاط الخلاف والبدء من نقاط الالتقاء.

 

جاء ذلك على لسان جمال عامر وزير الخارجية والمغتربين في حكومة الجماعة غير المعترف بها دوليا، خلال لقائه اليوم في صنعاء مدير مكتب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن بصنعاء محمد الغنام، والمستشار الاقتصادي بمكتب المبعوث الأممي ديرك يان أومتزيغت، وفق وكالة سبأ التابعة للحوثيين.

 

وأضاف عامر أن تكون مخرجات عمل اللجنة الاقتصادية المشتركة مُلبية لتطلعات الشعب اليمني.

 

وقال إن موقف صنعاء واضح ولا يحتمل أي لبس بشأن استعدادها الفوري للتوقيع على خارطة الطريق، باعتباره المدخل لبدء عملية التسوية السياسية في اليمن.

 

وأفاد أن "أي حديث عن أن خارطة الطريق مجمدة في الوقت الحالي، يأتي في إطار الاستجابة للضغوط الأمريكية على صنعاء لوقف عملية الدعم والاسناد لقطاع غزة، وهذا الأمر مرفوض جملة وتفصيلاً كونه لا علاقة بين ملف السلام والتوقيع على خارطة الطريق وبين ملف التصعيد في البحر الأحمر، وأن أي ضغط بهذا الاتجاه ستأتي بنتائج عكسية".

 

بدوره أوضح مدير مكتب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن بصنعاء، الغنام، أن خارطة الطريق هي القناة المتفق عليها للمضي قدماً في ملف السلام في اليمن.

 

فيما أشار كبير المستشار الاقتصادي بمكتب المبعوث الأممي، إلى أن النقاش الذي أجراه بصنعاء كان إيجابياً.


مقالات مشابهة

  • شاهد | لقاء خاص مع محمد علي الحوثي من مجمع العرضي بالعاصمة صنعاء .. بماذا خاطب أمريكا؟؟
  • لحل أزمة اليمن.. الحوثي تعلن استعدادها الفوري لتوقيع خارطة الطريق
  • الحوثي: عملياتنا مستمرة ولا نكترث لأيّ تحرّك أمريكي أو غيره
  • عم عبدالملك الحوثي يعترف بالوضع الحرج الذي تعيشه قيادات الصف الاول ويحذر من مصير بشار الأسد
  • جماعة الحوثي: أي حديث عن خارطة الطريق مجمدة في الوقت الحالي يأتي في إطار الاستجابة للضغوط الأمريكية
  • الحوثي يزور العرضي … هكذا علق على التحركات الأميركية بشأن صنعاء 
  • الفرقة السادسة مشاة: ارتفاع قتلى مُسيّرة المليشيا التي استهدفت سوقا بالفاشر إلى ٤٠ قتيلاً و٢٥ جريحاً
  • "المحامين اليمنيين" تحذر من انهيار القضاء بسبب الانتهاكات في مناطق سيطرة الحوثي
  • من جامعة صنعاء إلى إب.. مليشيا الحوثي تعمّق سيطرتها الطائفية على التعليم الجامعي
  • مراسلة الجزيرة بموسكو تكشف عن الفندق الذي نزل به الأسد والأموال التي بحوزته