تفاقمت الأوضاع الصحية بشكل كبير في أوساط المواطنين بالمناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيات الحوثية- ذراع إيران في اليمن، وباتت أرقام الإصابات والوفيات جراء الأمراض والأوبئة تتصاعد بشكل مخيف منذ مطلع العام الحالي.

تقارير أممية كشفت عن ارتفاع أعداد المصابين بأمراض الحصبة والكوليرا وشلل الأطفال خلال السبعة الأشهر الأول من العام الجاري.

وأن أسباب هذا التدهور الكبير يعود بدرجة أساسية إلى استمرار حظر الميليشيات الحوثية تنفيذ حملات التطعيم التي تقوم بها فرق ميدانية من "منزل إلى منزل".

وبحسب الإحصائيات الصادرة عن منظمتي الصحة العالمية واليونيسيف التابعتين للأمم المتحدة، فإن عدد الإصابات جراء عودة انتشار الكوليرا 3,878 حالة، فيما تم الإبلاغ عن 227 طفلا مصابين بشلل الأطفال الناجم عن الفيروس المشتق من اللقاح من النوع الثاني (cVDP2). في حين جرى تسجيل أكثر من 34 ألف حالة إصابة بوباء الحصبة، وعدد الوفيات أكثر من 400 شخص.

وتؤكد التقارير الأممية أن استمرار الحرب التي يشنها الانقلابيون الحوثيون على اللقاحات، أدى إلى عودة انتشار الأمراض الوبائية التي يمكن الوقاية منها باللقاحات، مشيرة إلى أن السلطات الصحية في صنعاء تسلمت كمية كبيرة من اللقاحات الخاصة بعلاج الكثير من الأوبئة والأمراض خصوصا لقاح ثلاثي التكافؤ الخاصة بالوقاية من مرض شلل الأطفال.

وقالت تقرير اليونسيف إنه وفي الوقت الذي شهدت مناطق الحكومة اليمنية حملات تطعيم لنحو 1,224,153 طفلاً دون سن الخامسة باللقاح الثلاثي التكافؤ لشلل الأطفال (tOPV) في 12 محافظة؛ تواصل السلطات الحوثية استمرار حظر التطعيمات في المحافظات الخاضعة لسيطرتها وهو ما ساهم في انتشار الأمراض التي يمكن تفاديها باللقاحات.

ونبهت المنظمة الأممية إلى انتهاء صلاحية لقاحات شلل الأطفال التي سلمت إلى سلطات صنعاء بسبب عدم استخدامها جراء الحملات المناهضة للتطعيم؛ وأن منظمة اليونيسيف تسعى إلى التخلص الآمن منها.

وأكدت منظمة الصحة العالمية، أن زيادة الحالات المُصابة بالحصبة والحصبة الألمانية بين أطفال اليمن، أصبح أمرا مقلقا بعد تسجيل 413 حالة وفاة نتيجة هذين الوباءين، بينما لم تتجاوز الوفيات خلال العام الماضي 220 حالة، إلى جانب 27 ألف إصابة.

المصدر: نيوزيمن

إقرأ أيضاً:

كابوس لا نهاية له.. أطفال غزة بنك أهداف إسرائيل خلال عام

مع استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول من العالم الماضي، تتضاعف أعداد الشهداء من الأطفال في القطاع، كما تتزايد معاناتهم وتتكاثر جراحهم، وتتحول طفولة هؤلاء الأبرياء إلى سلسلة من الأحداث الصادمة التي تترك أثرًا عميقًا على حياتهم ونفسياتهم، وسط ظروف معيشية قاسية وحصار خانق.

وبعد مرور أكثر من 400 يوم من استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، شارك مغردون فلسطينيون ووسائل إعلام مختلفة صورًا ومقاطع فيديو توثق استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي للأطفال في قطاع غزة، الذي يتعرض للإبادة منذ 14 شهرًا، في محاولة لإيصال رسائلهم وصور معاناتهم للعالم والمنظمات الحقوقية للتحرك لوقف الإبادة التي يتعرضون لها.

وتفاعل ناشطون ومدونون على وسائل التواصل على إثر ذلك، حيث غرّد المدون خالد صافي عبر "إكس" قائلا: "الأسلحة التقنية الإسرائيلية المتطورة تثبت فعاليتها في تحييد أهدافها بدقة، وهذا ما حدث مع الرضيعين أحمد وجميلة، رغم أنهما في عمر الزهور ولم يعرفا طعم الحياة بعد، فإن الاحتلال استهدفهما في قصف إسرائيلي لمنزلهما في حي الصبرة جنوب مدينة غزة".

الأسلحة التقنية الإسرائيلية المتطورة تثبت فعاليتها في تحييد أهدافها بدقة..
وهذا ما حدث مع الرضيعين أحمد وجميلة، رغم أنهما في عمر الزهور ولم يعرفا طعم الحياة بعد إلا أن الاحتلال استهدفهما في قصف إسرائيلي لمنزلهما في حي الصبرة جنوب مدينة غزة.. pic.twitter.com/CAWJlgZoqe

— Khaled Safi ???????? خالد صافي (@KhaledSafi) November 12, 2024

أما الناشط تامر، فقد شارك صورة عن استهداف طفل وأوضح عبر حسابه في منصة "إكس" أن هذه الصورة تظهر جنديًا إسرائيليًا يتحكم عن بُعد في طائرة "كوادكوبتر"، قامت بقتل الطفل عبد الرحمن بعد إلقاء قنبلة عليه في حي الشيخ رضوان شمالي مدينة غزة.

كما نشر الصحفي الفلسطيني محمد الزعانين في تغريدة عبر موقع إكس صورة لأم ذهبت لشراء ألعاب لطفلها، لكنها عندما عادت وجدته غارقًا في دمائه بفعل استهداف إسرائيلي، وقد فارق الحياة. صدمة لن تفارق الأم، وهي الصدمة ذاتها التي عاشتها عشرات آلاف الأمهات في غزة، في قصة واحدة من القصص المروعة لعمليات قتل الأطفال في غزة.

أما الصحفي الفلسطيني عبد القادر صباح، فكتب على نفس الصورة: "خرجت الأم لشراء لعبة، لعلها ترى الابتسامة على وجه طفلها وسط حرب الإبادة، لكنها عادت لتجده جثة بين يديها. كيف لقلب أم أن يتحمل هذا، حيث تتلاشى الأحلام البسيطة وتتحول إلى كابوس لا نهاية له!".

هنا غزة الجريحة ❤️‍????

خرجت الأم لشراء لعبة، لعلها ترى الابتسامة على وجه طفلها وسط حرب الإبادة، لكنها عادت لتجده جثة بين يديها. كيف لقلب أم أن يتحمل هذا ، حيث تتلاشى الأحلام البسيطة وتتحول إلى كابوس لا نهاية له!؟
A mother went out to buy a toy, hoping to see a smile on her child's… pic.twitter.com/LW764Ra0me

— عبد القادر صباح (@AbdSabbah91) November 11, 2024

كما نشر مقطع فيديو لسيدة تحمل طفلًا رضيعًا بعد نزوحها من منطقة بيت لاهيا شمال قطاع غزة عبر حواجز أقامها الجيش الإسرائيلي لتفتيش النازحين لغزة وإلى الجنوب، حيث تقول هذه السيدة إن الطفلة مع جدتها، التي كانت كبيرة في العمر، لكنها سقطت منها عند الحاجز ولا نعرف أهلها، وننتظر هنا لكي نجدهم.

وكأنها أهوال يوم القيامة ،،#جباليا_تُباد #شمال_غزة_يُبااد pic.twitter.com/lgsZbmu5cb

— عبد القادر صباح (@AbdSabbah91) November 12, 2024

وشارك عدد من النشطاء مقطع فيديو يظهر أبا مكلوما بعد استشهاد ابنه الرضيع، حيث يقول: "ربنا أعطاني إياه في الحرب وأخذه في الحرب، هذا رصيدي في الجنة، الحمد لله".

View this post on Instagram

A post shared by Fadi (@fadi_shanaaa)

فيما نشر آخرون مقطع فيديو لأم تودع طفلها الشهيد إثر قصف الاحتلال خيمة للنازحين في منطقة البصة غرب دير البلح، حيث تقول: "لبس لبس جديد، فرحان عليه علشان يموت فيه اليوم شهيد".

"لبس لبْس جديد فرحان عليه علشان يموت فيه اليوم شهيد"
أم تودع نجلها الشهيد إثر قصف الاحتلال خيمة للنازحين في منطقة البصة غرب دير البلح..
وتستمر المعاناة.. pic.twitter.com/Dr7F9uoFiy

— Khaled Safi ???????? خالد صافي (@KhaledSafi) November 12, 2024

وتفاعل مغردون آخرون على صور عديدة منتشرة للأطفال بقولهم: "العدو الصهيوني يمارس أبشع وأفظع الإجرام والإبادة في قطاع غزة، والقادة العرب والمسلمون يمارسون أخزى تخاذل".

View this post on Instagram

A post shared by الجزيرة (@aljazeera)

ويرى كثيرون أن هذا ليس جديدًا على الاحتلال الإسرائيلي، فاستهدافُ الأطفال هو جزء من فكرٍ يرتكب جرائم حرب إبادة وجرائم ضد الإنسانية تجاه الشعب الفلسطيني، منذ النكبة في عام 1948. وهذا الفكر قائم إلى اليوم، وهذا ما يحدث الآن في العدوان على قطاع غزة، حيث يواصل جنود الاحتلال قتل الأطفال والنساء والشيوخ.

وبحسب تقرير للأمم المتحدة، فإن النساء والأطفال يشكّلون قرابة 70% من الشهداء جراء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في الفترة بين نوفمبر/تشرين الثاني 2023 وأبريل/نيسان 2024، وفق تحليل تفصيلي لعينة ممثلة للضحايا.

ويعد الأطفال هم الفئة الأكثر تمثيلا من الوفيات التي تم التحقق منها. وتتركز الفئات العمرية الأكثر تمثيلا في الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 إلى 9 سنوات، والأطفال من 10 إلى 14 سنة، والرُضَّع، والأطفال من 0 إلى 4 سنوات.

أكبر عدد من الضحايا في غزة هم الأطفال بين سن 5 و9 سنوات، يليهم الأطفال بين 10 و14 سنة، وفقاً لتقرير صادر عن مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.

The largest number of casualties in Gaza are children between the ages of 5 and 9, followed by children between 10… pic.twitter.com/hjRtSznh8s

— Dr.Muneer Alboursh د.منيرالبرش (@Dr_Muneer1) November 12, 2024

وكان المتحدث باسم وكالة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، جيمس إلدر، قد قال للصحفيين في جنيف في وقت سابق إن الحرب في غزة تسببت في مقتل 40 طفلًا كل يوم طيلة العام الماضي، واصفًا الوضع في القطاع بأنه "جحيم على الأرض".

مقالات مشابهة

  • السودان.. تفشي الكوليرا في مناطق سيطرة ميلشيات الدعم السريع بولاية الجزيرة
  • ارتفاع جرائم قتل الأقارب في مناطق سيطرة حكومة عدن .. أزمة تُنذر بالخطر
  • كابوس لا نهاية له.. أطفال غزة بنك أهداف إسرائيل خلال عام
  • تصاعد أعمدة الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية
  • تصاعد أعمدة دخان كثيفة جراء الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت
  • من غزة إلى لبنان: معاناة الأطفال التي لا تنتهي بين نارين
  • هل غسيل الفراخ صحى أم لا؟ ستتفاجئين بالنتيجة
  • انتشار واسع للأنفلونزا الفيروسية في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي
  • السودان: أكثر من 34 ألف حالة كوليرا و979 وفاة منذ أغسطس
  • مكافحة الأمراض: الجرعة التي تعطى حاليا تعزيزية بسبب تدفق المهاجرين