لكن المؤامرة فشلت امام صمود ابناء اليمن الشرفاء وخابت اماني الاعداء وحصدوا الفشل الذريع فيما اصيبت امريكا بخيبة الرجاء وايقنت بفشل استراتيجيتها الاستعمارية التي اوكلت مهمة تنفيذها الى دول العدوان الامارات والسعودية من خلال الحرب التي شنوها على اليمن ولم يجنوا سوي الهزيمة والخزي رغم الدعم اللوجستي والعسكري الذي قدمته أمريكا وبريطانيا لهما الى جانب الحماية الدولية في التغطية على الجرائم والمجازر التي ارتكبت ضد النساء والشيوخ والاطفال خلال سنوات الحرب الثمان .

خرجت صنعاء من تلك الحرب رافعة لواء النصر وتمتلك من القوة والقدرة على قلب المعادلات العسكرية والتأثير على التوازنات الاقليمية والعربية وهو ما اصبحت تدركه  جليا الولايات المتحدة الامريكية  والحقيقة التي باتت ترعبها وتهدد طموحاتها الاستعمارية ومعها الدول الاستعمارية العائشة على نهب واستنزاف ثروات الشعوب، فتلك الحقيقة التي مثلت لأمريكا انتكاسة لاستراتيجيتها الاستعمارية لم تكن تتوقعها دفعها ومعها بريطانيا الى الدفع ببوارجها وطائراتها الحربية الى  المياه الاقليمية اليمنية ونشر الالاف من جنودها في المحافظات اليمنية المحتلة تزامن مع تحركاتها العسكرية تلك وصول المئات من الجنود البريطانيين الى مدينة الغيضة في المهرة .

وكشفت تقارير ان عدد الجنود الأمريكيين والبريطانيين الذين وصلوا الى المحافظات المحتلة يتجاوز العشرون الف جندي امريكي وبريطاني  واكدت تقارير صحفية ان امريكا ومعها الامارات يعملان منذ فترة غير قليلة على انشاء قاعدة عسكرية في جزيرة ميون اليمنية الواقعة على مضيق باب المندب ورافق ذلك تحركات دبلوماسية امريكية مكثفة لايقاف عملية السلام الجارية والتي رضخت اليها السعودية وافشال اي مساعي جديدة قد تحققها مفاوضات السلام والدفع بالعودة نحو الحرب لتستقر امريكا بتحركاتها الدبلوماسية والعسكرية تلك عن وجهها العدواني القبيح وعن مخططاتها الاستعمارية في السيطرة على الجزر اليمنية والتحكم بالملاحة البحرية الدولية  في باب المندب .

سياسيون يؤكدون ان التحركات الامريكية في الاراضي والمياه الاقليمية اليمنية تأتي لتغطية العجز والفشل الذريع الذي لحق بالسعودية والامارات واخفاقهما من خلال الحرب في تحقيق الاهداف الاستراتيجة الامريكية وتامين مصالح امريكا الاستعمارية .

ويؤكد متابعون للوضع في اليمن ان هزيمة تنتظر امريكا على ايدي قوات صنعاء التي اصبحت قوة لايمكن الاستهانة بها وقادرة على افشال كافة الرهانات والحسابات ولا يمكن لامريكا تغطية العجز والفشل الذي لحق بوكلائها السعودية والامارات على مدى الثمان السنوات من الحرب بل ستتلقى هي الاخرى صفعة منكرة هي الاخرى اذا ما حاولت تنفيذ عمليات عسكرية كبيرة ضد صنعاء.

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

إقرأ أيضاً:

استراتيجية الاستنزاف وتوسيع الحرب

منذ الأمس، وأنا أتابع التحليلات المختلفة التي تتناول استراتيجيات إسرائيل في الصراع مع حزب الله ودورها في غزة. أغلب هذه التحليلات تصب في فكرة أن إسرائيل تحاول الضغط على حزب الله لإيقاف دعمه لغزة، وأن طبيعة العمليات تضغط على الحزب ولكنها تهدف إلى تجنب توسيع نطاق العمليات إلى حرب إقليمية.

لكنني أختلف جذريا مع هذا الرأي، وأرى أن إسرائيل تسعى بالفعل إلى توسيع الحرب إقليميا. السبب؟ ببساطة، هذه هي الطريقة الوحيدة لجعل الولايات المتحدة تتدخل عسكريا وبقوة، وهو ما أراه هدفا استراتيجيا وليس مجرد تكتيك.

على عكس الرغبة المتداولة بين الجمهور العربي الذي يراقب المشهد مطالبا برد قوي وحاسم، فإن حزب الله وحماس، ومعهما أنصار الله ومن خلفهم إيران، يدركون أن المواجهة الإقليمية المباشرة لن تكون في مصلحتهم. ميزان القوى مختل بشكل واضح لصالح الولايات المتحدة، ولذلك فإن محور المقاومة يعتمد على "استراتيجية الاستنزاف" بدلا من السعي إلى مواجهة حاسمة.

حزب الله وحماس، ومعهما أنصار الله ومن خلفهم إيران، يدركون أن المواجهة الإقليمية المباشرة لن تكون في مصلحتهم. ميزان القوى مختل بشكل واضح لصالح الولايات المتحدة، ولذلك فإن محور المقاومة يعتمد على "استراتيجية الاستنزاف" بدلا من السعي إلى مواجهة حاسمة
الاستنزاف، كما يثبت التاريخ، ليس مجرد تكيّف مع ضعف الموارد العسكرية، بل هو وسيلة فعالة لإضعاف العدو على المدى الطويل، تماما كما حدث في حرب فيتنام. الولايات المتحدة، رغم قوتها العسكرية الجبارة، تكبدت خسائر فادحة في حرب فيتنام، حيث فقدت حوالي 58 ألف جندي وتكبدت خسائر مادية هائلة. في النهاية، نجحت فيتنام الشمالية في طرد القوات الأمريكية رغم الفارق الكبير في القدرات العسكرية.

نفس الفكرة تتكرر هنا؛ إسرائيل تدرك أن حرب الاستنزاف ليست في مصلحتها. وإذا نظرنا إلى نتائج الصراع المستمر على مدار السنة، نجد أن كل المؤشرات، خاصة في الجانب السياسي والدعم الدولي، لا تصب في صالحها، ناهيك عن الوضع الداخلي الإسرائيلي الذي يزداد فرقة وضعفا يوما بعد يوم، لهذا السبب، تحاول إسرائيل جاهدة دفع الأمور نحو "الحرب الحاسمة" التي تتطلب تدخل الولايات المتحدة لإنهاء الصراع بشكل نهائي، تذكر ان هذه اطول حرب تخوضها إسرائيل منذ نشأتها.

على الجانب الآخر، لن يغامر حزب الله برد عسكري ضخم يجره إلى مواجهة غير متكافئة. ستبقي جبهة الإسناد مفتوحة بنفس الوتيرة المعتادة، وهو ما يشكل الخيار الأكثر حكمة في هذه المرحلة. هذه الاستراتيجية تشبه كثيرا ما قام به المجاهدون الأفغان خلال الحرب السوفيتية. حينها، دعمت قوى غربية المجاهدين ضد الروس بشكل كبير، ليس فقط بالسلاح والتدريب، بل أيضا بالدعم اللوجستي عبر أراضيها. هذا الإسناد، إلى جانب الاستنزاف طويل الأمد، أدى في النهاية إلى انسحاب الاتحاد السوفييتي من أفغانستان رغم قوته الهائلة.

محور المقاومة لا يسعى إلى مواجهة كبرى بل إلى إطالة أمد الصراع، مما سيضعف إسرائيل سياسيا وعسكريا. بالمقابل، تسعى إسرائيل لتجنب هذا المصير بمحاولة توسيع الحرب
لكن، كما نعلم، حروب الاستنزاف ليست بدون ثمن. الخسائر في صفوف محور المقاومة ستكون كبيرة، سواء من حيث الشهداء أو تدمير البنية التحتية، وهو ما شهدناه في كل الحروب التي اعتمدت على هذه الاستراتيجية. من حرب البوسنة التي أدت إلى مقتل أكثر من 100 ألف شخص، إلى حرب التحرير الفلسطيني المستمرة، يظهر أن الاستنزاف يؤدي إلى تدمير المدن ونزوح الملايين، لكن على المدى الطويل، تنتهي هذه الحروب بانتصار الشعوب المقاومة على القوى المحتلة، رغم كل الصعاب.

إذا قرأنا المشهد الحالي من هذا المنظور، يمكننا أن نفهم أن محور المقاومة لا يسعى إلى مواجهة كبرى بل إلى إطالة أمد الصراع، مما سيضعف إسرائيل سياسيا وعسكريا. بالمقابل، تسعى إسرائيل لتجنب هذا المصير بمحاولة توسيع الحرب. لهذا يجب على القوى الحية في الأمة أن تدرك أن تقديم الإسناد بكافة جوانبه منها من إمدادات وعتاد، هو الحل الأمثل لدعم محور المقاومة، دون السعي إلى مواجهة غير محسوبة.

مقالات مشابهة

  • مفتي سلطنة عمان يشيد بتطوير القدرات العسكرية اليمنية
  • بعد قصف “تل أبيب”.. مفتي عُمان يهنئ اليمن على إنجازاته العسكرية
  • أسعار خدمة ‘‘ستارلينك’’ والاشتراك الشهري بالريال اليمنية.. والكشف عن المناطق التي تتوفر فيها الخدمة
  • استراتيجية الاستنزاف وتوسيع الحرب
  • استياء سعودي من “المفاجآت” اليمنية .. صنعاء تستعدّ لـ”عمليات مشتركة”
  • وصول الطائرة العسكرية العراقية التي تحمل مساعدات طبية الى لبنان
  • الخارجية:صنعاء لن تسمح بزيارة مبعوث امريكا
  • استياء سعودي من المفاجآت العسكرية اليمنية: صنعاء تستعد لعمليات مشتركة
  • الخارجية اليمنية تندد بالتدخلات الأمريكية السافرة وتؤكد رفضها للوصاية
  • تدشين بطولة “الفتح الموعود والجهاد المقدس” لجرحى الحرب