قنبلة سكانية عالمية؛ مؤشرات خطيرة تنذر بإنفلات النظام الدولي
تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT
صراحة نيوز- أ.د. محمد الفرجات
البشرية باتت تستهلك أكثر من طاقة الكوكب الانتاجيةدول تعاني كثافات سكانية كبيرة، أعداد سكانها مؤهلة للتضاعف خلال عقدينموارد المياه العذبة أصبحت شحيحة والطلب والتنافس بإزديادالتلوث بسبب زيادة الانتاج الصناعي والزراعي والأعمال والنقل والطلب على الرفاه والسفر لسد حاجات السكان يستنزف المصادر الطبيعية ويؤدي لأمراض خطيرةتزايد غير مسبوق للمخلفات الصلبة والسائلة والغازية، والطبيعة ما عادت تستوعبالتغير المناخي والكوارث الطبيعية والأوبئة أصبحت تهدد البشريةهجرات بشرية وموجات لجوء يشهدها العالم (قانونية وغير قانونية) بحثا عن النجاة أو فرص العملتساؤلات عن طاقة الكوكب الاستيعابية لأعداد البشر مقابل أنشطتهم اليومية ومتطلبات الحياة والرفاهبدأت أعراض ما سبق تظهر في العالم على شكل نزاعات وحروب وتكتلاتأكتب المقال وقد بلغت الساعة الآن الثانية صباحا، ويشغلني التفكير بمستقبل البشرية والعالم، خاصة مع كمية الأخبار السياسية والاقتصادية والمناخية من حول الكوكب، والتي تشير إلى خلل ما.
الأرض سخرها الله تعالى لحياة البشر، وكل ما فيها من صفات فيزيائية تعد داعمة للحياة؛ من درجات حرارة وقيم ضغط مناسبة، وحقول جاذبية تناسب ميكانيكية الحركة والتنقل والثبات وحقول مغناطيسية وأغلفة جوية تحمي أشكال الحياة من الأشعة الضارة، ووفرة مائية وغذائية ودورات طبيعية متزنة… إلخ.
عدد سكان الأرض لم يكن في يوم ما وعبر التاريخ البشري بالمليارات كما هو الحال اليوم، ويعزى ذلك للثورة الصناعية التي بدأت في القرن الثامن عشر، ليرافقها كذلك تطور اللقاحات ضد مختلف الأمراض المعدية التي كانت تفتك بمدن وقرى كاملة عبر العصور؛ فتتحسن الانتاجية الغذائية وتقل الوفيات وخاصة مع تحسن العناية الصحية، وتزداد فرص العمل ويزداد الطلب على الأراضي والمصادر الطبيعية والتوسع.
بلغ عدد سكان الأرض في القرن الثامن عشر نحو 200 مليون نسمة، لينمو خلال قرنين إلى 8 مليار نسمة، وهذا يعد نمو سكاني سريع وضخم ولم يشهده التاريخ من قبل.
وقد تضاعفت أعداد البشر مؤخرا مع حلول النظام الدولي، حيث نشأت مجالس دولية لفك النشب وحل النزاعات كمجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الانسانية ومنظمات الإغاثة وقوات حفظ السلام الدولية ومنظمات صحية وبيئية وغذائية إلخ، لتحمي وتسند سكان العالم، فيما أنه على النقيض قد سادت الحروب الطاحنة والأوبئة الشرسة عبر العصور الماضية، وحدثت كوارث طبيعية كثيرة لم تجد الحلول أو الإنعاشية كما يحدث اليوم، ليهلك بسبب هذه الحروب والأوبئة والكوارث مئات الملايين من البشر على مر الزمان، حيث تؤكد ذلك دراسات علم الآثار البيئي والجيولوجيا على بقايا التربة من مواقع مختلفة من العالم حيث سادت وبادت آلاف الحضارات التاريخية.
اليوم ومع الزيادة السكانية الهائلة ومع التغير المناخي الذي ندفعه كثمن للثورة الصناعية بمراحلها المختلفة وتقدم أدواتها ومنتجاتها في قطاعات الصناعة والزراعة والنقل والخدمات المختلفة وتوليد الكهرباء… إلخ، وما تتطلبه من طاقة تنتج عن حرق الوقود والفحم، ولإطعام وتنقل ورفاه البشر الذين أصبح عددهم بالمليارات، فيبدو بأن الأنظمة الدولية العالمية بشكلها الحالي باتت مرهقة، وأصبح الخلل يظهر بشكل متسارع وبمظاهر وأعرض كثيرة.
مع ما سبق، ومع القنبلة السكانية العالمية فأزمة المياه والغذاء والطاقة تفاقمت في العالم، وباتت بوادر حروب المياه والتعطيش تظهر، وأصبح المد السكاني يستهلك الأراضي الصالحة للزراعة.
دول كثيرة باتت تنشيء السدود على مجاري الأنهار على أراضيها، مما يهدد مستقبل وبقاء شعوب ودول يستمر جريان هذه الأنهار في أراضيها؛ أزمة سد النهضة في إثيوبيا وتهديده للأمن القومي المصري مثال.
داخل الدول فالفلاحون والمزارعون ومربو الثروة الحيوانية في العالم (أو أبناؤهم على الأقل) يهجرون الأرياف والقرى والبوادي للمدن، ويتركون مهنتهم طلبا للكسب السريع وطلبا للراحة بعيد عن العمل المرهق وقليل الكسب، وخاصة مع تدني إنتاجية المحاصيل وغلاء الأعلاف… إلخ.
فرص العمل مع زيادة السكان شحت في معظم دول العالم خاصة الفقيرة منها، فتجد الشباب الأفارقة مثلا يهاجرون بالقوارب وبشكل غير قانوني إلى أوروبا، وشباب وعائلات من أمريكا الجنوبية يتسللون إلى أمريكا بحثا عن الحياة لتخرج الأمور أحيانا عن السيطرة.
فيما أصبح اللاجئون بسبب الحروب والنزاعات بعشرات الملايين، لتصبح منظمات الاغاثة عاجرة عن تأمين غذائهم وتمويل خدماتهم.
النزاعات على الأراضي الخصبة المنتجة وعلى العناصر النادرة والثروات الطبيعية والغاز والمعادن وعلى النفوذ تفاقمت؛ حرب روسيا أوكرانيا مثال.
دول العالم باتت تتجمع في تكتلات سياسية وإقتصادية لحماية مستقبلها، والعالم يشتعل بالصراعات المفتعلة؛ وما يحدث في إفريقيا من إنقلابات مثال.
أمريكا التي تعيد تموضعها في أجزاء من العراق وسوريا تصارع التضخم المالي فيما تسابق الزمن بحربها غير المعلنة مع روسيا والصين، والفيدرالي لا يتوقف برفع الفائدة لكبح جماح مئات مليارات الدولارات التي طبعت خلال العقد الأخير دون تغطية إقتصادية، والأزمة تعصف بإقتصادات عالمية وتؤدي إلى إنكماش إقتصادي وركود وتجمع تريليونات الأغنياء في البنوك طلبا للربح الأسهل والأسرع.
الإتحاد الأوروبي إستنزفته الحرب الروسية الأوكرانية وشح إمدادات الغاز، وهنالك تخوف من السقوط الاقتصادي.
الأمور مع بعضها البعض (تلوث، تغير مناخي) وقبل ثلاثة أعوام فاجأت سكان الكوكب بتطور وباء خطير حصد ملايين الأرواح، وهو فيروس كورونا.
يتسابق العالم اليوم مع الزمن نحو ممارسات الاقتصاد الأخضر لكبح جماح تضرر الكوكب الناتج عن نشاطات مليارات البشر ومتطلبات حياتهم ورفاههم.
الخلاصة تفيد بأن قول الله تعالى يتحقق “ظهر الفساد في البر والبحر”، وأن البشرية أصبحت في صراع مع طاقة الكوكب الاستيعابية الطبيعية، وأن النظام الدولي ما عاد قادرا على تحمل المزيد من النزاعات والصراعات، وأن القنبلة السكانية قد تنفجر في أية لحظة، ليختلط الحابل بالنابل وتخرج الأمور عن السيطرة الدولية، لتباد المليارات مع الفوضى القادمة، ثم نعود إلى عصر الكهوف، فتبدأ البشرية من جديد، هذا والله تعالى أجل وأعلم،،،
المصدر: صراحة نيوز
كلمات دلالية: اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة علوم و تكنولوجيا أقلام أقلام أقلام اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة علوم و تكنولوجيا أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة
إقرأ أيضاً:
هل الأرواح تسجد تحت عرش الرحمن أثناء النوم كل ليلة إذا باتت طاهرة؟
لاشك أن الاستفهام عن هل الأرواح تسجد تحت عرش الرحمن أثناء النوم كل ليلة إذا باتت طاهرة؟، يفتح إحدى بوابات الأسرار عن سنن النوم ، الواردة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم -، وحيث إن النوم يعد الموتة الصغرى ، ينبع التساؤل عن هل الأرواح تسجد تحت عرش الرحمن أثناء النوم كل ليلة إذا باتت طاهرة؟، من تلك الأحاديث المنتشرة بين الناس ، والتي تكثر بدرجة كبيرة في تلك الأمور المتعلقة بالغيبيات، فهذا يثير التساؤلات عن أين تذهب الروح أثناء النوم، وقد يكون هذا هو أصل تلك الأقاويل المنتشرة والأحاديث ، وهو ما يطرح سؤال هل الأرواح تسجد تحت عرش الرحمن أثناء النوم كل ليلة إذا باتت طاهرة؟، وهو ما يعني التحقق من صحة الحديث.
لماذا يجب نفض الفراش 3 مرات عند النوم؟ للتحصين من 5 شرور هل تشغيل إذاعة القرآن الكريم أثناء النوم حرام؟.. انتبه لـ 5 حقائق هل الأرواح تسجد تحت عرش الرحمنوردت حقيقة هل الأرواح تسجد تحت عرش الرحمن أثناء النوم كل ليلة إذا باتت طاهرة؟، ضمن الأحاديث المنتشرة التي لا تصح ، ما روي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: الأرواح تعرج في منامها إلى السماء، فتؤمر بالسجود عند العرش؛ فمَن كان طاهرًا، سجَد عند العرش، ومن ليس بطاهر، سجد بعيدًا عن العرش)، ودرجته : لا يصح.
النوم على طهارةقالت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية، إن الوضوء قبل النوم سنة، وليس واجبا، وقد كان من هدي النبي -صلى الله عليه وسلم-، ومن فضائل الوضوء قبل النوم أن من بات طاهرًا بات معه ملك يستغفر له، بدليل الحديث الذي رواه ابن حبان وغيره: «مَنْ بَاتَ طَاهِرًا بَاتَ فِي شِعَارِهِ مَلَكٌ فَلَمْ يَسْتَيْقِظْ إِلَّا، قَالَ الْمَلَكُ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعَبْدِكَ فُلَانٍ، فَإِنَّهُ بَاتَ طَاهِرًا»، وقال النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَبِيتُ عَلَى ذِكْرٍ طَاهِرًا، فَيَتَعَارُّ مِنَ اللَّيْلِ فَيَسْأَلُ اللَّهَ خَيْرًا مِنَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ» سنن أبي داوود.
صعود الروح أثناء النوموأوضح الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، عن صعود الروح أثناء النوم ، أن قول الله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا}إنما يعني عملية خروج الروح من الجسد، منوهًا بأن الوفاة هي خروج الروح من الجسد، ونحن لا ندرك تمامًا ما علاقة الروح بالجسد.. يعني هل الروح بداخل الجسد أم حول الجسد أم جزء داخل الجسد وجزء حوله؟.. لا نعرف؛ {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} فعلمنا قليل.
وأشار إلى أنه حاول الماديون كثيرًا أن يصلوا إلى وزنها وإلى شكلها بالأشعة تحت الحمراء وفوق البنفسجية، ولم يصلوا لشيء، لكن على كل حال؛ ليس هذا هو الإشكال؛ الإشكال أن هناك وفاة؛ فما معنى الوفاة؟ علاقة الروح بالجسد إما أن تغادر الروح الجسد، موضحًا أنه قد تغادر الروح الجسد مُؤقتًا؛ وهذا يتم عند النوم، وإما أنها تغادر الروح الجسد فُراقًا طويلًا؛ وهذا هو الذي يُحدث الموت.. إذًا هناك وفاة عند النوم، وهناك وفاة عن الموت، وعند النوم تُغادر الروح الجسد مُؤقتًا، وترجع مرة أخرى إلى الحياة المعيشة، وهناك عند الموت؛ تُغادر الروح الجسد، ولا ترجع إلا إلى يوم الدين {وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ}، {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا}.
وتابع : إذن ربنا سبحانه وتعالى قضى في العلاقة بين الروح والجسد مرتبتين: مرتبة النوم،ومرتبة الوفاة؛ ولذلك نجد في الأثر «الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا»، كأننا في حالة نوم فعندما تغادر الروح الجسد مغادرة نهائية مغادرة طويلة تنتبه الروح، وهذا يُسلي قلب من أصيب في أبنائه أو في عزيزٍ لديه ؛إن الروح باقية وأنها في حالة أسعد من الحالة التي كانت في الجسد، طبعًا الفراق عزيز «إن العين تدمع، وإن القلب ليحزن، ولا نقول ما يغضب الله»، لكن هذا أمر الله فماذا نفعل ؟ الصبر {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ}، هذا الصبر الجميل ما مبناه ؟ إن الروح ليست فانية، وإنه يسمعني الآن.
وأفاد بأنه لذلك كان أولياء الله الكبار يحدث لهم أحوال من إدراكهم الشديد وإيمانهم الشديد بالحقيقة؛ إن الروح عندما تُغادر وتترك الجسد؛ هي في الحقيقة تتحرر من قيود الدنيا، ومن قيود الجسد، ومن كثافة هذا الجسد، يأتينا في القصص أن الشبلي في مرة من المرات، مات ابن له فضحك؛ سألوه: ابنك مات لماذا تضحك ؟ قال: أضحك لما أعد الله لي من الخير في الجنة عندما جعل ابني يسبقني، فيأخذ بيدي يوم القيامة ويجعله شفيعًا لي.