نشرت صحيفة "الفاينانشيال تايمز" تقريرا يشير إلى ترسخ رغبة الولايات المتحدة في التوسط في اتفاق تطبيع العلاقات بين الاحتلال الإسرائيلي والمملكة العربية السعودية، مشددا على أنه لم تبقّ سوى انطلاق إدارة الرئيس بايدن في هذا المسار.

ورأى الكاتب غيديون راتشمان، في تقريره الذي جاء بعنوان "مساعي بايدن الضائعة للتوصل إلى اتفاق سعودي إسرائيلي"، وترجمته "عربي21" أن "واشنطن مستعدة لتقديم ضمانات أمنية للرياض، فضلا عن مساعدتها في برنامج نووي مدني من أجل تحقيق اتفاق التطبيع".



أما عن إسهام الاحتلال في الاتفاقية، قال راتشمان إنه "سيتمثل في عرض بعض التنازلات للفلسطينيين".

وأضاف: "يقول أنصار الخطوة إن اتفاق جو بايدن الكبير يبرز مكاسب تبدو مغرية، ومن شأنه أن يعزز السلام والرخاء والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، كما يدعم الولايات المتحدة في صراعها على النفوذ العالمي أمام الصين، فضلا عن كونه يعد إنجازا دبلوماسيا يتفاخر به بايدن في الوقت المناسب قبل الانتخابات الرئاسية عام 2024".

ورأى الكاتب أن "واقع الاتفاق أقل جاذبية بكثير من ذلك، وقد ينتهي الأمر بالولايات المتحدة إلى الوعد بالدفاع عن حكم استبدادي غريب الأطوار في السعودية، ودعمها لحكومة إسرائيلية تتآكل ديمقراطيتها بسرعة".

واعتبر راتشمان الاتفاق بأنه "مجرد وهم كبير" لأنه من الممكن "عدم تحقق المكاسب المنشودة، المتمثلة في مواجهة الصين وإحراز تقدم على الجبهة الفلسطينية".

وأضاف أن الحديث عن اتفاق مرتقب "يأتي في وقت اتسمت فيه العلاقات السعودية الأمريكية بالتوتر في ظل إدارة بايدن، بعد أن أعرب الحاكم الفعلي للسعودية، ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، عن غضبه من نشر تقرير من جانب الحكومة الأمريكية اتهمه بالتورط المباشر في اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي، الأمر الذي دفع إلى وصف الاستقبال الرسمي للرئيس الصيني، شي جين بينغ، عندما زار السعودية، بأنه أكثر دفئا بشكل ملحوظ من الاستقبال الذي حظي به بايدن."

و"كانت الصين، وليس الولايات المتحدة، هي التي ساعدت في التوسط في إبرام سلام بين إيران والسعودية في مارس/آذار الماضي، كما أعلن السعوديون مؤخرا أنهم سينضمون إلى مجموعة بريكس، وهو ما يبدو على نحو متزايد وكأنه رد بكين على مجموعة السبع"، وفقا للكاتب الذي أكد "أن كل هذه الخطوات هيأت حالة من عدم الارتياح لدى واشنطن".



وأضاف أن "إدارة بايدن أرادت الانفصال عن الشرق الأوسط والتركيز على صعود الصين، بيد أن مغازلة الرياض وبكين ساعدت في إقناع البيت الأبيض بأن إعادة الانخراط في المنطقة خطوة ضرورية، وجزء من المنافسة العالمية على النفوذ أمام الصين".

وقال راتشمان إن "هناك مخاطر للاتفاق الأمريكي السعودي الإسرائيلي على الرغم من عوامل الجذب التي تبدوا من ورائه".

كما نوه إلى أنه على النقيض من الدول الأخرى التي تعهدت واشنطن بالدفاع عنها، مثل اليابان أو ألمانيا، فإن السعودية لا تمثل دولة ديمقراطية على الإطلاق، ولا يزال سجلها في حقوق الإنسان سيئا، فضلا عن إصدار منظمة هيومن رايتس ووتش مؤخرا تقريرا اتهمت فيه السعودية بقتل مئات اللاجئين الإثيوبيين بالرصاص.

وتابع: "حتى الحلفاء المقربون لبايدن في واشنطن لا يشعرون بارتياح، مثل السيناتور، كريس ميرفي، الذي أوضح مؤخرا أن لديه أسئلة كبيرة بشأن ضمان حماية دولة كبيرة في الشرق الأوسط تميل إلى شن معارك مع جيرانها في كثير من الأحيان".

ومن جانب الاحتلال، أضاء الكاتب على "وجود إشكالية أخرى، لاسيما وأن الحكومة الحالية بزعامة بنيامين نتنياهو، تواجه انتقادات على نطاق واسع بتقويض الديمقراطية الإسرائيلية".

كما ذكر أن ائتلاف الأخير يضم "أحزابا عنصرية صعبة" تعمل على تسريع وتيرة التوسع في المستوطنات الإسرائيلية، على حساب الفلسطينيين، في حين يتصاعد العنف في الأراضي المحتلة.



وأشار الكاتب إلى أن "محاكمة نتنياهو بتهم فساد تدق ناقوس إنذار في البيت الأبيض في عهد بايدن، بيد أن الشيء الوحيد الذي قد ينقذ موقفه السياسي الداخلي كرئيس وزراء هو النهوض بدور رجل الدولة الذي في عهده تزعم اتفاق سلام تاريخي مع السعودية".

"ويرى مؤيدو الاتفاق أنه سيتعين على إسرائيل تقديم تنازلات للفلسطينيين، ومن الممكن أن يؤدي ذلك إلى إحياء حل الدولتين، في حين يجبر نتنياهو على الدخول في ائتلاف يضم عددا من الأحزاب الأكثر اعتدالا"، بحسب معد التقرير .

بيد أن هناك العديد من الطرق، وفقا للكاتب، التي يمكن لنتنياهو من خلالها المراوغة وتفادي تقديم أي تنازلات نظرية للفلسطينيين، فضلا عن الشكوك في أن يكون لدى السعوديين أو الأمريكيين الوسائل أو الإرادة لفرض تقدم حقيقي نحو حل الدولتين.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة الاحتلال السعودية بايدن التطبيع امريكا السعودية الاحتلال التطبيع بايدن صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة بایدن فی فضلا عن

إقرأ أيضاً:

"لا بديل عن الفوز".. السعودية في مهمة استعادة الهيبة أمام الصين

يرفع منتخب السعودية شعار "لا بديل عن الفوز"، عندما يواجه نظيره الصيني، ضمن منافسات الجولة السابعة من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى بطولة كأس العالم 2026، على ملعب الأول بارك، في تمام الساعة 22:15 بتوقيت أبوظبي.

يحتل منتخب السعودية المركز الرابع في جدول ترتيب المجموعة الثالثة برصيد 6 نقاط، متساوياً مع منتخب إندونيسيا صاحب المركز الثالث الذي يتفوق بفارق الأهداف، كما يتساوى منتخب السعودية مع منتخبا البحرين صاحب المركز الخامس والصين صاحب المركز السادس، ولكنه يتفوق عليهما بفارق الأهداف.

الأخضر يختتم استعداداته لمواجهة منتخب الصين

— تفاصيل مران ليلة المباراة ????????
???? https://t.co/0bm54JNP9I . #الطريق_إلى_كأس_العالم2026 pic.twitter.com/7q5pl7SnGM

— المنتخب السعودي (@SaudiNT) March 19, 2025

في حين تتصدر اليابان جدول ترتيب المجموعة الثالثة برصيد 16 نقطة، بفارق 9 نقاط عن أستراليا صاحب المركز الثاني، بينما يتأهل أول منتخبين من كل مجموعة مباشرة إلى كأس العالم، في حين يتحدد المقعدان المباشران المتبقيان لقارة آسيا عبر الدور الرابع في ملحق قاري، فيما سيكون هنالك فرصة لمقعد إضافي من خلال دور خامس في ملحق عالمي.

وفشل منتخب السعودية في تحقيق الفوز بمبارياته الأربعة الأخيرة في التصفيات، ليصعب من مهمته في بلوغ كأس العالم 2026، بينما يتبقى لـ"الأخضر" أربع مباريات مع الصين واليابان والبحرين وأستراليا.

وضمت قائمة منتخب السعودية لمواجهة الصين قبل أن يحل ضيفاً على منتخب اليابان الثلاثاء المقبل على ملعب "سايتاما" كل من: أحمد الكسار، نواف العقيدي، حامد يوسف، مشاري سنيور، حسن كادش، جهاد ذكري، سعد آل موسى، علي لاجامي، حسان التمبكتي، مهند الشنقيطي، سعود عبدالحميد، نواف بوشل، علي مجرشي، فيصل الغامدي، ناصر الدوسري، مصعب الجوير، زياد الجهني، محمد كنو، سالم الدوسري، تركي العمار، عبدالله الحمدان، أيمن يحيى، مهند آل سعد، أحمد الغامدي، مروان الصحفي، فراس البريكان، وعبدالله آل سالم.

 

مقالات مشابهة

  • تصفيات كأس العالم.. منتخب السعودية يتطلع لاستعادة نغمة الانتصارات أمام الصين
  • "لا بديل عن الفوز".. السعودية في مهمة استعادة الهيبة أمام الصين
  • مدرب منتخب السعودية متخوف من "مرتدات الصين"
  • وساطة إماراتية بين روسيا وأوكرانيا تنجح بإطلاق 350 أسيرا
  • وساطة إماراتية جديدة بين روسيا وأوكرانيا تنجح بإطلاق 350 أسيراً
  • وساطة إماراتية جديدة بين روسيا وأوكرانيا تنجح في إطلاق 350 أسيراً
  • أسماء ضحايا حادث العائلة الأردنية الذي وقع في السعودية أمس
  • الصين تنجح في زرع كلية خنزير معدلة وراثيا في إنسان
  • ترامب: زيارة مرتقبة للرئيس الصيني إلى واشنطن لتعزيز العلاقات الثنائية
  • منتخب الصين يستعين بلاعب برازيلي قبيل مواجهة السعودية في تصفيات كأس العالم