أول رد رسمي من الأزهر على عمرة البدل: تتنافى مع المقصود الشرعي للشعيرة
تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT
أثار الداعية والبلوجر أمير منير، الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب ترويجه لتطبيق يقوم بعمل العمرة عن الغير فيما يعرف بـ"عمرة البدل" بمقابل 4 آلاف جنيه يتم دفعها ليقوم أحد الأشخاص بعمل العمرة وإرسال مقاطع فيديو له أثناء أداء العمرة.
الإنابة في العمرة
قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن تعظِيم شعائر الله واجبٌ على كلِّ مسلم، ويتعيّن أن يؤديها بنفسه، متى كان قادرًا على أداء مناسكها، لما يحققه قصد بيت الله الحرام وزيارة سيدنا رسول الله ﷺ من تعزيز التواصل الرّوحي، والإيمان بالله، والتعلق به سبحانه.
وأكد الأزهر أن تهوين الشعائر الدينية في نفوس الناس يتنافى ومقاصدها؛ لقوله سبحانه: {ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ}. [الحج: 32]
حكم العمرة
وتابع:يدور حكم العمرة بين السّنة والواجب، والرَّاجح أنها سنة مؤكدة في العُمر مرة واحدة، بشرط الاستطاعة في جهتيها البدنية والماديّة؛ فعلى المسلم أن يبادر إلى أدائها حال استطاعته بدنيًّا وماديًّا.
وواصل: عدم توافر شرط الاستطاعة المادية والبدنية يرفع الحرج عن الإنسان في الأداء بنفسه أو إنابة غيره؛ لقوله تعالى: {مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} [آل عمران:97]
ونبه على أن الأصل في العمرة أنها عبادة بدنية لا تجوز الإنابة فيها إلَّا عن كبير السن وأصحاب الأمراض المزمنة التي تعجزهم عن الأداء بأنفسهم.
وأكمل: من استطاع العمرة وتوفي قبل أن يؤديها، فالأولى أن تؤدى عنه من تركته خروجًا من خلاف من أوجب العمرة على المستطيع كالحج.
وشدد على أنه لا مانع شرعًا أن يُعطَى المعتمِر عن غيره من أصحاب الأعذار نفقات سفره وإقامته في الأراضي المقدسة، على ألا تكون مهنة بغرض التربح؛ يترتب عليها تهوين الشعيرة في نفوس الناس، وتنافي المقصود منها.
ولفت إلى أنه يشترط فيمن يقوم بالعُمرة عن غيره أن يكون قد اعتمر عن نفسه.
الأعذار المبيحة للإنابة
وأفاد بأن الأعذار المبيحة للإنابة يقدرها أهل الاختصاص بقدرها المشروط في الشريعة الإسلامية، وتكون الفتوى بإجازة الوكالة فردية، وليست حكمًا عامًّا لجميع الناس، فضلًا عن امتهان الوكالة فيها، فإنه خروج على الأصل الذي ذكرنا، ومناقض لمقاصد الشريعة الإسلامية، وذريعة للتهوين من الشعائر ومحاولة طمسها، وباب للممارسات غير المشروعة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: أمير منير عمرة البدل الإنابة في العمرة حكم العمرة
إقرأ أيضاً:
عضو «الأعلى للشؤون الإسلامية»: يجوز إظهار الصدقة في هذه الحالة
قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، إن الإسلام يعلي من شأن الأعمال التي تتم في السر، مؤكدًا على ما جاء في الحديث الشريف: «إن الله لا ينظر إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم».
وأشار خالد الجندي، خلال حلقة برنامج «لعلهم يفقهون»، المذاع على قناة «dmc»، اليوم الثلاثاء، إلى أن العمل في السر مثل الصدقة التي تُعطى دون أن يعلم أحد بها، تكون أكثر قربًا إلى الإخلاص، موضحا أن هناك حالة استثنائية حيث يكون من المهم إظهار بعض الأعمال الصالحة، مثل الصدقات أو المعاملات الحسنة، وذلك بهدف تعليم الآخرين وتحفيزهم على الخير، على سبيل المثال، وقال: «ممكن أن يظهر الشخص صدقته أمام زميل له لكي يعلمه قيمة العطاء، أو أمام ابنه لتغرز فيه حب الخير والصدقات».
وتابع عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية: «كل الكلام ده قلناه ونقوله ونعيشه إلى آخره، ما الذي حصل؟ ومع ذلك، تبين أن الأعمال الصالحة عندما تظهر، تظهر بدون قصد الظهور إلا للتعليم، دون قصد الظهور إلا للتعليم، في هذه الحالة، لهذه الأعمال منزلة أخرى عند الله، منزلة مختلفة تمامًا تتحول إلى ثناء الناس، الناس ستمدحك يعني أنت خرجت تعمل عملًا لله، فالناس رآوا العمل وأنت لم تقصد، إذًا ما الحل، يا مولانا؟ الناس رأت العمل وأنت لم تقصد إلا التعليم، للتعليم فقط، أكررها مرارًا، قد يظهر الشخص صدقته لشخص آخر، أنت تعطيه صدقة فتظهر علنًا أمام شخص آخر للتعليم».
وأكد: «ربما يكون هذا الشخص زميلك الذي لا يعرف أن هذا الشخص يقبل صدقة، يوجد أناس يظن البعض أنهم أغنياء، بسبب تعففهم، ليسوا بحاجة، قد يكون الشخص الذي تعتقد أنه مرتاح من أهل الصدقات وأنت لا تعلم، إذاً، أنت تعطي معلومات لصديقك، وتخبره أن هذا الشخص يقبل صدقة، لكي تساعده ويساعده الآخرون، كما قال تعالى: وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلْمِسْكِينِ، يعني يجب تحفيز الآخرين على إطعام المسكين، يجب الدعوة لذلك، لا علينا، لكن خذ بالك.. قلنا أن الهدف هنا هو التعليم، أو ربما يكون ابنك معك، وأنت ترغب في غرس حب الصدقة في قلبه، فتظهر صدقتك أمامه حتى يتربى على حب الخير وحب الصدقات، هذا أيضًا من أجل التعليم».