مجلس حكماء المسلمين يدعو لمد يد العون دون النظر للمعتقدات والأعراق
تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT
بدأ اليوم الاحتفال باليوم الدولي للعمل الخيري كما يرجي كل عام في الخامس من سبتمبر، للتذكير بقدر الأعمال الخيرية في حياة الإنسان والتنمية المجتمع، وعنوان اليوم الدولي للعمل الخيري لهذا العام 2023 هو "التضامن العالمي لإنهاء الفقر" تحقيقًا للتنمية المستدامة ولقد حث الإسلام على فعل الخير بدون تمييز أو إقصاء على أساس الدين أو في النوع.
مجلس حكماء المسلمين يؤكد أهمية تنمية مهارات الشباب
حث مجلس حكماء المسلمين برئاسة برئاسة فضيلة الإمام الأكبر أحمد طيب شيخ الأزهر على المسارعة إلى فعل الخيرات بغض النظر عن المعتقدات والأعراق لما فيه من خير للإنسان ونبل في المقاصد وسمو في الغايات، وهو يسعى إلى ترسيخ القيم والتضامن بين أبناء البشرية جميعًا، وذلك عبر بيانٍ لهم في هذه المناسبة
ودعا المجلس في بيانه إلى تقديم يد العون لكل إنسان، لا سيما الفقراء والأكثر بؤسًا واحتياجًا، والمهمشين والنازحين والمهجرين من فقدوا أوطانهم ومأواهم، بما في ذلك كل ضحايا الحروب والظلم والأسرى وذلك من دون تمييز أو إقصاء.
العمل الخيري في القرآن
ولطالما حث الإسلام على المسارعة في فعل الخيرات لطلب مرضاة الله كما في قول الله تعالى ﴿فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا﴾ [المائدة:48] وابتغاء للفلاح في الدنيا والأخرة فقد قال تعالَى: ﴿وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ (الحج 77) وقد وفي سورة المؤمنون قوله تعالى ﴿أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ﴾ [المؤمنون:61]، وأيضًا في سورة فاطر: ﴿وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ﴾ [فاطر:32].
كما جعل الإسلام ثواب الدال على الخير كفاعل الخير في الحديث الشريف «مَنْ دَلَّ عَلَى خَيْرٍ فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ فَاعِلِه» رواه مسلمٌ.
وتؤكد تعاليم الإسلام أن العمل الخيري يضم البشرية جميعًا، لا يقتصر على إنسان فيضم الحيوان، ولا يقتصر على مسلم فيضم الغير مسلمين كما يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : «في كلِّ كَبِدٍ رَطبةٍ أَجْرٌ» رواه البخاريُّ ومسلمٌ
مجلس حكماء المسلمين
ويُذكر أن مجلس حكماء المسلمين هيئة دولية مستقلة، يرأسها فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وتهدف لتعزيز السِّلْم في المجتمعات سواء كانت المسلمة أو غير المسلمة، وتعزيز قيم التَّسامح والحوار والتعايش المشترك، وتبذل جهودًا ضخمة في بث التضامن الإنساني والعمل التطوعي في الأشخاص ومنظمات المجتمع المدني لمساعدة الفقراء والمحتاجين حول العالم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: اليوم الدولي للعمل الخيري رئيس مجلس حكماء المسلمين مجلس حكماء المسلمين شيخ الازهر فعل الخير يد العون الإسلام مجلس حکماء المسلمین ال خ ی ر
إقرأ أيضاً:
بعد تصريحات وسام شعيب .. دار الإفتاء: «منْ كشف عورة أخيه كشف الله عورته»
أثارت تصريحات طبيبة كفر الدوار وسام شعيب ، جدلاً كبيراً، بعدما نشرت مقطع فيديو تضمن وصفًا لحالات حمل سفاح لفتيات، بينهن طفلة 17 عامًا، في شهرها الثامن، وأن أسرتها حاولت إجهاضها، وفيديو آخر تحدث عن سيدة لجأت إلى الزواج العرفي من شاب أصغر منها لتسجيل الطفل باسمه، مؤكدة أن الطفل نتاج علاقة غير شرعية من رجل آخر.
وقالت دار الإفتاء، إن احترام خصوصياتِ الآخرين واجبٌ شرعيٌ وأخلاقيٌ، ومِن مظاهر احترامِ خصوصية الآخرين، -عدم نَشْر المقاطع المُصوَّرة أو المسموعة عن تفاصيل حياتهم وما يصنعونه -سواء كان هذا الصَّنيع مُبَاحًا أو لا-، فالشرع الشريف نَهَى عن نَشْر وإشاعة ما يُعيَّب به المرء؛ لأنَّ فيه تتبُّعًا للعورات.
لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتِهمواستشهدت الإفتاء في فتوى لها، في إجابتها عن سؤال: «كيف حث الإسلام على احترام خصوصية الآخرين؟» بقول النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-: «يا معشر مَن آمن بلسانه ولم يَدخُل الإيمان قلبه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتِهم، فإنَّه مَن اتبع عوراتهم يتبع الله عورته، ومَن يتبع الله عورته يَفْضَحه في بيته» (رواه أبو داود).
الشرع الشريف أمر بالستر
وتابعت: إن الشرع الشريف أمر بالستر وغض الطرف عن عثرات الناس وعيوبهم، وعدم تتبع عوراتهم، وعدم التشهير بهم؛ لئلا يكون سببًا في نشر السوء من وجه، وسترًا وعونًا على التوبة وإصلاح النفس من وجه آخر؛ فعَنْ أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ» أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه".
وواصلت: وفي رواية أخرجها الإمام ابن ماجه في "سننه": «مَنْ سَتَرَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ سَتَرَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ كَشَفَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ كَشَفَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ حَتَّى يَفْضَحَهُ بِهَا فِي بَيْتِهِ»؛ قال الإمام الصنعاني في "سبل السلام" (2/ 638، ط. دار الحديث): [من ستر مسلمًا اطلعَ منه على ما لا ينبغي إظهارهُ من الزلاتِ والعثراتِ، فإنه مأجور بما ذكره من سترهِ في الدنيا والآخرة؛ فيسترهُ في الدنيا بألَّا يأتي زلةً يَكْرَهُ اطلاعَ غيرهِ عليها، وإن أتاها لم يُطلعْ الله عليها أحدًا، وستره في الآخرة بالمغفرة لذنوبه وعدم إظهار قبائحه وغير ذلك].
وأكملت: قد حرص الإسلام على احترام خصوصية الإنسان، وهو أمر داخل في مقصد حفظ العرض، وهو أحد المقاصد الكبرى للشريعة، وشرع الله عزَّ وجلَّ لأجل ذلك من الأحكام والتشريعات ما يحفظ به للإنسان حقه في الخصوصية، في هيئته وصورته، وهذا ليس مقصورًا على أن يخترق الإنسان سترًا مسدلًا أو أن ينظر إلى عورةٍ، بل هو نهيٌ عن عموم اختراق خصوصية الآخرين بغير علمهم وبغير ضرورة لذلك.
رفض الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، تصريحات الطبيبة وسام شعيب، التي أفشت فيها أسرار المرضى، قائلاً: «إشاعة الأسرار أو كشفها أو كشف الأمور الخاصة التي يُعيَّر بها الإنسان يحرم البوح بها تحريمًا مؤكدًا لا سيما ما يتعلق بأمن الوطن».
ونبه الدكتور أحمد كريمة في تصريح له، على أنَّ هناك أسرارًا شخصية وأخرى عامة، وأن كل ما هو متفق عليه أو اقتضى العرف عدم البوح أو الكلام عنه فلا يجوز أن يتم إفشاؤه.
إفشاء الأسرار الشخصية حرام شرعاوشدد على أنَّ الأسرار الأمنية أو العلمية أو العسكرية يحرم تمامًا على الإنسان أن ينشرها، لكونها تضر بالوطن والأمن المجتمعي، كذلك بالأمر بالنسبة للأسرار الشخصية.
منهج الإسلام هو الستروأشار أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إلى أن منهج الإسلام هو الستر والاستتار، كما جاء بذلك الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «من سَتَر مسلمًا سترَهُ اللَّهُ في الدُّنيا والآخرةِ» (رواه مسلم)، موضحاً أن هذا الأمر يشمل المجتمع الإنساني بأسره وليس فقط المسلمين.
وختم: إن كل فعل فيه إشاعة الأسرار أو كشفها أو كشف الأمور الخاصة التي يُعيَّر بها الإنسان فيحرم البوح بها تحريمًا مؤكدًا، لا سيما ما يتعلق بأمن الوطن.