يصادف اليوم ذكرى تولي نيلسون مانديلا، الزعيم الأفريقي الأسطوري، رئاسة جنوب إفريقيا كأول رئيس أسود في مايو1949 واستمر في منصبه حتى تقاعده في 1999، وفي عام 2005، اختارته الأمم المتحدة كسفير للنوايا الحسنة.

السجن مدى الحياة

تاريخ مانديلا يبدأ في 11 يونيو 1964 عندما حكم عليه بالسجن مدى الحياة، وهذا كان أول حجر في مسيرة أول رئيس سود في جنوب إفريقيا، حيث كافح بشدة لإنهاء نظام الفصل العنصري.

ولد مانديلا في قبيلة الهوسا ودرس القانون في جامعة فورت هير وجامعة ويتواترسراند،  عاش في جوهانسبورج وكان نشطًا في السياسة المناهضة للاستعمار. انضم إلى حزب المؤتمر الوطني الأفريقي وأصبح عضوًا مؤسسًا لعصبة الشبيبة التابعة للحزب، وعمل كمحامٍ، تم اعتقاله عدة مرات بسبب نشاطه الرافض لنظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا. تمت محاكمته بتهمة الخيانة في الفترة من 1956 إلى 1961 وتمت براءته لاحقًا.

شارك في تأسيس منظمة رمح الأمة المتشددة في عام 1961، وتم اعتقاله واتهامه بالاعتداء على أهداف حكومية. في عام 1962، أدين بتهم التخريب والتآمر لقلب نظام الحكم، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة من قبل محكمة ريفونيا. قضى مانديلا 27 عامًا في السجن، حيث كان محتجزًا في جزيرة روبن آيلاند، ثم نقل إلى سجن بولسمور وسجن فيكتور فيرستر.

نبيل نعيم لـ صدى البلد: اعتصام رابعة كان هدفه إعلان حكومة يعترف بها الاتحاد الأوروبي|فيديو أقاله بسبب كتاب.. كيف أغضب عبد العزيز باشا فهمى الملك فؤاد حملة لإطلاق سراحه

خلال فترة اعتقاله، شهدت حملة دولية للضغط من أجل إطلاق سراحه. تحقق ذلك في عام 1990 في ظل تصاعد الصراعات الأهلية. بعد الإفراج عنه، أصبح مانديلا رئيسًا لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي وقاد المفاوضات مع الرئيس دي كليرك لإلغاء نظام الفصل العنصري وإجراء انتخابات متعددة الأعراق في عام 1994، حقق حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الأغلبية الفوز في تلك الانتخابات، وأصبح مانديلا أول رئيس أسود لجنوب إفريقيا.

خلال فترة رئاسته، عمل مانديلا على تعزيز المصالحة الوطنية وبناء جنوب إفريقيا الجديدة التي تعتمد على المساواة والعدالة الاجتماعية، قاد جهودًا لمكافحة الفقر وتعزيز التعليم والصحة وتوفير فرص العمل لجميع السكان.

ترك مانديلا السلطة في عام 1999 بعد انتهاء فترته الرئاسية الأولى، وانتقلت الحكومة إلى يد خلفائه، لكنه استمر في العمل السياسي والنضال من أجل العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان، توفي نيلسون مانديلا في 5 ديسمبر 2013، لكن إرثه باق ويعتبر رمزًا للنضال من أجل الحرية والمساواة في جميع أنحاء العالم.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: جنوب افريقيا الفصل العنصري جنوب إفریقیا فی عام

إقرأ أيضاً:

جنوب العالم لا يحتاجإلى نظام تصنيف ائتماني جديد

ترجمة: قاسم مكي -

تعهدت قمة مجموعة العشرين التي ستنعقد هذا الشهر في جوهانسبرج بمناقشة اللامساواة الاقتصادية والاجتماعية وتحريك النمو في بلدان جنوب العالم.

خفضُ تكلفة رأس المال إلى مستوى يعكس بدقة أكبر المخاطر الحقيقية في العالم النامي يساهم كثيرًا في تحقيق هذين الهدفين.

تواجه كل بلدان جنوب العالم تقريبًا نقصًا مزمنًا في الاستثمار في البنية التحتية، ويعود ذلك في جزء منه إلى التكلفة المرتفعة لرأس المال وعلى نحو لا يتناسب مع واقعها.

في إفريقيا وحدها قد يصل حجم هذا النقص في الاستثمار إلى 100 بليون دولار سنويا. في الواقع تدفع بلدانها على قروض أسواق رأس المال ما يساوي خمسة أضعاف فائدة التمويل الذي تحصل عليه من بنوك التنمية متعددة الأطراف. بل في العام الماضي فاقت الأموال التي خرجت من البلدان النامية لخدمة الدين ما حصلت عليه من تمويل جديد وعون تنموي.

في المتوسط تدفع البلدان الإفريقية دولارين في خدمة الدين مقابل كل دولار من العون الذي يقدم اليها. على سبيل المثال مقابل كل دولار يمكن أن تنفقه كينيا على البنية التحتية يلزمها إنفاق دولار على خدمة الدين ومقابل كل دولار تتلقاه في شكل عون تدفع 1.85 دولار في خدمة الدين، حسب تحليل مصرف ستاندارد بانك.

وفي جنوب العالم بأكمله يصل النقص السنوي في الاستثمار في البنية التحتية بسهولة إلى مئات البلايين من الدولارات.

عزا بعض النقاد تكاليف رأس المال المرتفعة إلى المقاييس المستخدمة في تقييم الجدارة الائتمانية لمشاريع البنية التحتية في بلدان جنوب العالم.

يزعم هؤلاء إنها مقاييس مصممة للاقتصادات المتقدمة. والحل في نظرهم هو إنشاء أنظمة تصنيف مخصصة لمنطقة معينة مثل الوكالة الإفريقية الجديدة للتصنيف الائتماني.

لكن وجود مجموعتين لأنظمة تصنيف الجدارة الائتمانية ليس السبيل إلى الأمام. فتطبيقهما وبناء صدقيتهما يحتاجان إلى وقت وجهود، ووجود مقاييس بديلة غالبًا ما سيعني تقديم تقييمات متضاربة، يمكن أن تجعل المستثمرين أكثر ترددًا في الاستثمار في المشاريع الإفريقية.

كما يمكن أن يفتّت تكرارُ التصنيف النظامَ المالي العالمي الهش أصلا بإيجاد نظامين متنافسين وغير متجانسين للافتراضات المتعلقة بالمخاطر، وهذا بدوره يزيد من صعوبة تدفق رأس المال عبر الحدود.

بدلا من البحث عن حلول جديدة يتطلب خفض التكلفة المرتفعة لرأس المال تحسين الاستراتيجيات الحالية لهذه البلدان في لعبة التصنيفات الدولية. والإجماع ينعقد حول مسار عملي إلى الأمام وضعه فريقُ العمل الخاص بالتمويل والبنية التحتية التابع لمنتدى كبار رجال الأعمال ورؤساء الشركات، وهو جزء من جهود رئاسة جنوب إفريقيا لمجموعة العشرين.

أولا، من الضروري رعاية مجموعة من المشاريع الواعدة والقابلة للاستثمار. يمكن تحقيق ذلك عبر دعم الحكومة وبنوك التنمية لمشاريع البنية التحتية في كل مرحلة من مراحل تنفيذها. تشمل الإجراءات الرئيسية في هذا الجانب تعزيز متطلبات تنفيذ المشروع وتبسيط الإجراءات التنظيمية اللازمة بما في ذلك تلك المتعلقة بالحصول على التراخيص وزيادة الشفافية في المشاريع الوطنية والإقليمية التي يجري تنفيذها.

ويمكن أن تتعاون الكيانات السيادية مع مطوِّري المشاريع وجهات الاستثمار الخاص لتيسير تجميع المشاريع (في حزمة استثمارية واحدة- المترجم) وتنويع المخاطر؛ وهذا يقلل تكلفة رأس المال في نهاية المطاف.

ثانيا، تعزيز البيانات المتاحة بشكل عام حول الاستثمارات في البنية التحتية أمر بالغ الأهمية؛ وذلك لزيادة الشفافية ومتابعة التقدم في التنفيذ.

هذا يمكِّن الرعاة من تخصيص رأس المال بقدر أكبر من الفعالية للمشاريع ذات الجدوى. وتعمل سلفًا المؤسسات مثل: البنك الدولي، وبنك التنمية للبلدان الأمريكية، ومعهد هوفر على إقامة قاعدة بيانات دولية عامة لمخاطر الأسواق الناشئة، تجمع معلومات تاريخية غير منسوبة الى مشاريع محددة حول معدلات التعثر، واسترداد الأموال المستثمرة في البنية التحتية.

يمكن تقديم المزيد من الدعم لهذه المبادرة بواسطة بنوك التنمية الوطنية والمنظمات متعددة الأطراف الأخرى الى جانب بذل جهود أوسع نطاقا لتعزيز قدراتها الإحصائية.

ثالثا، من الحيوي تطوير خرائط طريق وطنية تهدف الى تحسين تصنيفات الائتمان السيادية للبلدان النامية.

بالإضافة إلى ذلك، تطوير فهم أعمق للعوامل التي تساهم في خفض تصنيفات الائتمان وجمع القادة حول خطة جماعية أمران لهما أهمية بالغة في تقليل التكلفة الكلية لرأس المال، وسيعزز تمتين العلاقات مع المستثمرين صياغة وتنفيذ سياسة فاعلة حقًا.

عندما يتضح أن النظام السائد فاشل، كثيرا ما تكون الخطوة الطبيعية هي استبداله بنظام جديد تماما، لكن هذه النزعة التلقائية تتجاهل الأهمية البالغة للتعاون الدولي.

على البلدان والشركات الاستمرار في خفض تكاليف تشظِّي السياسات بما في ذلك العواقب السلبية لتقييمات المخاطر المتفاوتة والتحويلات الدولية مرتفعة التكلفة والتشوهات الناجمة عن متطلبات رأس المال المتباينة التي تفرضها السلطات التنظيمية في البلدان على البنوك.

هذه التكاليف إذا جمعناها معا يمكن أن تكون بالغة الضخامة وقد تصل الى خسارة 5.7 تريليون دولار في الناتج المحلي الإجمالي العالمي سنويا، حسب المنتدى الاقتصادي العالمي والشركة الاستشارية «اوليفر وايمان».

للحيلولة دون مثل هذا التبعثر والتباين في السياسات علينا مساعدة بلدان العالم النامي في الحصول على رأس المال الذي تحتاجه للنمو.

ـ

سِم تشابالالا الرئيس التنفيذي لمجموعة ستاندارد بانك المصرفية الجنوب إفريقية ورئيس فريق العمل الخاص بالتمويل والبنية التحتية لمنتدى كبار رجال الأعمال ورؤساء الشركات ببلدان مجموعة العشرين

الترجمة عن الفاينانشال تايمز

مقالات مشابهة

  • جنوب العالم لا يحتاجإلى نظام تصنيف ائتماني جديد
  • رئيس الموانئ بـ لوجيستك: شرق بورسعيد تحول إلى مركز دولي للتجارة والخدمات اللوجستية
  • رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي يثمن جهود الرئيس السيسي في قيادة ملف إعادة الإعمار والتنمية
  • 8 اقتراحات برلمانية لوضع مصر على قمة صناعة الدواء في إفريقيا والشرق الأوسط
  • قيادي بالمؤتمر: توطين صناعة الدواء ركيزة استراتيجية لبناء اقتصاد صحي مستدام
  • "الكشافة السعودية " تستعرض تطورها وتسهم في "صناعة القرار" العربي في أبوظبي
  • رئيس جنوب إفريقيا يفتح تحقيقاً بعد وصول 150 فلسطينياً من غزة بطريقة غامضة
  • تفاصيل جديدة بشأن مسافري غزة الذين وصلوا جنوب إفريقيا
  • جنوب إفريقيا تسمح بدخول 130 فلسطينيا بعد رفضها في البداية
  • انتهاء أزمة "طائرة الفلسطينيين" في جنوب إفريقيا