رأي الوطن : خدمات تعزز قدرة القطاع اللوجستي التنافسية
تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT
يُعدُّ القِطاع اللوجستيُّ أحَدَ القِطاعات الرئيسة التي تعتمد عليها سلطنة عُمان لتحقيق التنويع الاقتصاديِّ المأمول، انطلاقًا من رؤية «عُمان 2040» الطموحة، التي تعتمد على القِطاع اللوجستيِّ كإحدى ركائز النُّموِّ والتنويع الاقتصاديِّ، وذلك عَبْرَ تعزيز سلاسل الإمداد المرتبطة به لِمَا له من فوائد كبرى في تحقيق القِيمة المضافة العالية، بالإضافة إلى الدَّوْر المتعاظم للقِطاع الخاصِّ وما يُحقِّقه من جذب استثماريٍّ نتيجة ما تملكه السَّلطنة من مُقوِّمات كبيرة وموقع جغرافي متفرِّد، يفتح المزيد من الفرص لروَّاد الأعمال، ويخلق العديد من الفرص الوظيفيَّة للكوادر الوطنيَّة، وغيرها من الأهداف الكبرى التي يُحقِّقها نُموُّ القِطاع محلِّيًّا وإقليميًّا وعالَميًّا، خصوصًا وأنَّه يؤدَّي دَوْرًا محوريًّا كرابطٍ مُهمٍّ وحيويٍّ بَيْنَ كافَّة القِطاعات الاقتصاديَّة، ومِنْها الصِّناعة وحركة التِّجارة وسلاسل الإمداد المحلِّيَّة والعالَميَّة.
وانطلاقًا من الفوائد الاقتصاديَّة الكبرى والتنمويَّة التي يُحقِّقها هذا القِطاع المُهمُّ والحيويُّ، والذي يعتمد على بنية أساسيَّة واعدة، عمدت سلطنة عُمان إلى إقامتها منذ بواكير عهد النهضة المباركة، وإدراكًا لحجم التنافسيَّة الكبرى التي يشهدها هذا القِطاع على المستويَيْنِ الإقليميِّ والعالَميِّ. فالجهات المسؤولة عن القِطاع اللوجستيِّ في السَّلطنة تعمل بشكلٍ متنامٍ على تطوير إمكانات القِطاع، والعمل على رفع كفاءته بشكلٍ مستمرٍّ، وتوطين أحدث التقنيَّات العالَميَّة التي تُحقِّق قدرة كبيرة على المنافسة. وتأكيدًا على تلك المنظومة، أطلقت مجموعة «أسياد» خدمة الشَّحن الجزئي المباشر التي تربط ميناء «خزائن» البَرِّيِّ بمدينة «خزائن» الاقتصاديَّة مع ميناء «نافا شيفا» في الهند، عَبْرَ ميناء صحار من خلال حلول «أسياد» للّوجستيَّات، وعلى متن أُسطول خطوط «أسياد».
ولعلَّ إطلاق هذه الخدمة التنافسيَّة الجديدة يهدف في المقام الأوَّل إلى دعم الشركات الخاصَّة العاملة في قِطاع التصدير والاستيراد ووكلاء الشَّحن، بالإضافة إلى المؤسَّسات الصغيرة والمتوسِّطة وروَّاد الأعمال، عَبْرَ ربطها بالسُّوق الهنديِّ. فهذه الخدمة التنافسيَّة الجديدة تُقدِّم حلولًا متكاملة، تنعكس على تقديم خدمة الشَّحن الجزئيِّ المباشر في ميناء «خزائن» البَرِّيِّ إيجابًا على مستوى تنافسيَّة وكلاء الشَّحن في سلطنة عُمان، الذين سيستفيدون من منشآت التخزين ومناولة الحاويات في الميناء البَرِّيِّ. كما ستَضْمن خدمة حلول الشَّحن الجزئيِّ للمستوردين المحلِّيِّين خطَّ استيراد وتصدير ثابتًا مع ميناء «نافا شيفا» بفضل الرحلات الأسبوعيَّة المباشرة التي تُشغِّلها خطوط «أسياد» بَيْنَ البَلدَيْنِ، ما يُسهمُ في تخفيض تكاليف النَّقل واختصار مدَّة الشَّحن، واستدامة عمليَّات التصدير والاستيراد المباشر من بلد المنشأ وتنشيط الحركة التِّجاريَّة.
إنَّ مِثل هذه الخدمات الجديدة التي تُعظِّم الاستفادة للقِطاع، والتي تؤدِّي دَوْرًا كبيرًا في تمكين القِطاع الخاصِّ من خلال تفعيل مبادرات وخدمات جديدة مُصمَّمة خصيصًا لِتناسبَ احتياجات المؤسَّسات الوطنيَّة والمشروعات الخاصَّة والأنشطة التِّجاريَّة، بالإضافة إلى ما تُسهمُ به من تنشيطٍ للحركة التِّجاريَّة عَبْرَ زيادة أحجام البضائع في الموانئ العُمانيَّة، وهو ما سينعكس على تعظيم دَوْر القِطاع اللوجستيِّ كمحرِّكٍ أساسيٍّ للاقتصاد الوطنيِّ، خصوصًا مع مواصلة البلاد استراتيجيَّتها التوسُّعيَّة القائمة على تعزيز خطوطها وخدماتها المباشرة وقدرات موانئها، ويُحقِّق المكاسب المرجوَّة من وراء هذا القِطاع الذي يُشكِّل مستقبلًا للتنويع الاقتصاديِّ المأمول.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: ة التی ت
إقرأ أيضاً:
خبير عسكري: استهداف دبابات بحي التفاح يؤكد قدرة المقاومة على الفعل
لا يعني صمت المقاومة خلال الفترة الماضية غياب الفعل، لأنها تعتمد على عمل كمائن بالأسلحة المضادة للدروع والدبابات محلية الصنع التي لا يتجاوز مداها 150 مترا، كما يقول الخبير العسكري اللواء محمد الصمادي.
ووفقا لما قاله الصمادي في مقابلة مع الجزيرة، فإن المقاومة تتجنب المواجهة المباشرة في ظروف تعبوية غير ملائمة لكنها تكمن لقوات الاحتلال في المناطق الحضرية والمدمرة بشكل كبير.
لذلك، فإن توغل قوات الاحتلال في هذه المناطق المذكورة سيجعلها عرضة لمزيد من الكمائن على غرار العمليات التي أعلنت المقاومة تنفيذها خلال الساعات الماضية.
تدمير 3 دباباتفقد أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) اليوم الأربعاء عن استهداف 3 دبابات من طراز "ميركافا 4″ بقذائف "الياسين 105" خلال توغلها شرقي حي التفاح خلال الساعات الـ24 الماضية.
ووقعت هذه العمليات في منطقة يقول الصمادي إنها شبه مدمرة تماما وتخضع للمراقبة على مدار الساعة، وهو ما يجعلها "معجزة" بالمقاييس العسكرية لأنها تأتي بعد 556 يوما من الحرب والحصار والسيطرة النارية والمراقبة المتواصلة بأحدث التكنولوجيات.
وتؤكد هذه العمليات -برأي الصمادي- أن المقاومة لا تزال فاعلة وقادرة على توجيه الضربات وتحريك مقاتليها إلى مناطق معينة، وأنها تقتنص الظروف المناسبة لإلحاق خسائر بقوات الاحتلال.
إعلانوشهدت عمليات استهداف الآليات الإسرائيلية تراجعا كبيرا منذ استئناف الحرب قبل شهر، إذ تعتمد إسرائيل على القصف الجوي وتطويق القطاع دون التوغل داخله.