كشف تقرير جديد عن الخسائر الضخمة الناجمة عن تأثيرات تغير المناخ في منطقة شرق أفريقيا، خلال العامين الماضيين.

وأكد التقرير الصادر من منظمة أوكسفام المعنية بمكافحة الفقر حول العالم، عن خسارة أكثر من 30 مليار دولار في أربع دول في شرق إفريقيا – إثيوبيا وكينيا والصومال وجنوب السودان – نتيجة لتأثيرات تغير المناخ منذ عام 2021.

 

وتأتي هذه الأخبار المؤلمة في الوقت الذي يجتمع فيه القادة الأفارقة في العاصمة الكينية نيروبي، لاتخاذ موقف موحد ومناقشة استراتيجيات تخصيص الأموال لمعالجة الأولويات البيئية الملحة للقارة قبل المؤتمرات العالمية المقبلة.

ونشرت منظمة أوكسفام التقرير الذي يحمل عنوان "حصة غير عادلة" أمس الاثنين 4 سبتمبر 2023 تزامنا مع انطلاق أعمال قمة أفريقيا للمناخ في نيروبي، والتي يشارك فيها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيرش، وأورسولا فان دير لاين رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي، والمبعوث الأمريكي للمناخ جون كيري، وغيره من المسئولين الدوليين المعنيين بالتغير المناخي حول العالم.

 ويسلط التقرير الضوء على فشل الدول الأكثر تلويثًا في تلبية احتياجات التمويل المناخي والإنساني لدول شرق إفريقيا، التي تعاني حاليًا من تغير المناخ، بحسب ما أوردته صحيفة "أديس ستاندرد" الإثيوبية.

وعلى الرغم من كونها مسؤولة إلى حد كبير عن أزمة المناخ المتفاقمة في شرق إفريقيا، فإن الدول الغنية قدمت فقط 2.4 مليار دولار من تمويل التنمية المتعلق بالمناخ لإثيوبيا وكينيا والصومال وجنوب السودان في عام 2021، وفقًا لوكالة المعونة البريطانية وهو ما يتناقض بشكل صارخ مع الـ53.3 مليار دولار التي تقول دول شرق أفريقيا إنها تحتاجها سنويا لتحقيق أهداف المناخ لعام 2030.

وفي بيان صحفي، أعرب فاتي نزي حسن، مدير منظمة أوكسفام في أفريقيا، عن خيبة أمله، قائلا: "حتى من خلال حساباتها السخية، لم تقدم الدول الملوثة سوى مبلغ زهيد لمساعدة شرق أفريقيا على توسيع نطاق جهود التخفيف والتكيف".

ويكشف التقرير أن دول شرق أفريقيا الأربعة تكبدت وحدها خسائر في الماشية بقيمة 7.4 مليار دولار بسبب تغير المناخ وقد أدى الجفاف الطويل الأمد وعدم انتظام هطول الأمطار في الآونة الأخيرة إلى نفوق ما يقرب من 13 مليون حيوان وتدمير مئات الآلاف من الهكتارات من المحاصيل، مما ترك الملايين بدون دخل أو طعام ونتيجة لذلك، يعاني أكثر من 40 مليون شخص في البلدان الأربعة من الجوع الشديد الناجم عن الجفاف الذي دام عامين، وسنوات من الفيضانات، والنزوح، والصراع.

وفي السنوات الأخيرة، واجهت دول شرق أفريقيا واحدة من أسوأ موجات الجفاف في التاريخ المسجل وتم تحديد الطقس المتطرف، الذي يزداد شدة ومتكررا، باعتباره المحرك الرئيسي للجوع في إثيوبيا وكينيا والصومال، وجزئيا في جنوب السودان، حيث أدى تغير المناخ إلى زيادة احتمالات الجفاف 100 مرة.

ومنذ عام 2021، ارتفع عدد الأفراد الذين يحتاجون إلى مساعدة عاجلة في البلدان الأربعة بأكثر من الضعف، حيث ارتفع من 20.7 مليونًا إلى 43.5 مليونا ولسوء الحظ، تواجه المنظمات الإنسانية الآن نقصًا ماليًا حادًا في تقديم المساعدات للمحتاجين.

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى ضرورة توفير مبلغ مذهل قدره 8.74 مليار دولار لحماية الأرواح في شرق أفريقيا ومع ذلك، لم يتم تأمين سوى ربع التمويل حتى الآن.

وقالت نزي حسن: "في قلب أزمة الجوع في شرق أفريقيا يكمن الظلم المناخي البغيض، وتواصل الدول الغنية الملوثة تلاعب النظام من خلال تجاهل المليارات المستحقة لشرق إفريقيا، في حين يُترك الملايين من الناس ليتضوروا جوعا بسبب الصدمات المناخية المتكررة".

وفي الوقت الحالي، يجتمع الزعماء الأفارقة في كينيا لمعالجة ضعف القارة المتزايد في مواجهة تغير المناخ والتكاليف المرتبطة به على الرغم من أنها تمثل 3% من انبعاثات الكربون على مستوى العالم، إلا أن أفريقيا كانت القارة الأكثر تضرراً من ظاهرة الانحباس الحراري العالمي. 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: تأثيرات تغير المناخ الفقر حول العالم تغير المناخ نيروبي قمة إفريقيا للمناخ جون كيري المبعوث الأمريكي للمناخ تغیر المناخ ملیار دولار شرق أفریقیا شرق إفریقیا دول شرق فی شرق

إقرأ أيضاً:

كيف تؤثر عودة ترامب للبيت الأبيض على انتشار الإيدز في أفريقيا؟.. نخبرك ما نعرفه

تنذر قرارات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بوقف المساعدات الخارجية، وإغلاق الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، بارتفاع إصابات مرض نقص المناعة المكتسب "الإيدز" حول العالم.

وأكبر المتضررين من قرارات ترامب أفريقيا جنوب الصحراء التي يعيش فيها ثلثا المصابين بالمرض الذي لا علاج له حتى الآن.

أين تتركز الإصابات بالإيدز؟

تعد أفريقيا جنوب الصحراء المنطقة الأكثر تضررا حول العالم بسبب ضعف الرعاية الصحية، ومعدلات الفقر ‏العالية، وأبرز البلدان المتضررة جنوب أفريقيا، وموزمبيق.‏

يأتي بعد أفريقيا، آسيا والمحيط الهادئ بسبب التعداد الكبير للسكان، لا سيما في الهند وإندونيسيا.‏

إظهار أخبار متعلقة



بعدها تأتي أمريكا الشمالية وأوروبا حيث المعدلات أقل، ولكنها تتركز في المدن الكبرى مثل نيويورك وسان ‏فرانسيسكو.‏

وفي أمريكا اللاتينية، تعد الأنظمة العلاجية لمرضى الإيدز أفضل حالا من أماكن أخرى في العالم، لكن الإصابات ‏تتركز في البرازيل.‏

وفي أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى، تتركز الإصابات في روسيا وأوكرانيا، وتعزى في الغالب إلى تعاطي ‏المخدرات عن طريق الحقن.‏

وتعد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الأقل عالميا، وتعزى النسبة المنخفضة فيها إلى ضعف التسجيل ‏الرسمي للحالات.

كم تنفق واشنطن على دعم مكافحة المرض؟

أنفقت الولايات المتحدة الأمريكية على المساعدات الخارجية 71.9 مليار دولار في السنة المالية 2023، ويعادل هذا المبلغ 1.2٪ من ‏إجمالي النفقات الفيدرالية في ذلك العام، التي تجاوزت 6.1 تريليون دولار.‏


وبحسب معهد "بيو الأمريكي للأبحاث، فإن المبلغ الذي أنفق على الجهود الرامية لمكافحة فيروس نقص المناعة المكتسبة "الإيدز" كان 10.6 مليار دولار، أو ما نسبته ‏‏14.7% من المساعدات الخارجية.

وأظهرت أحدث بيانات للحكومة الأمريكية، أن الولايات المتحدة تعهدت بتقديم مساعدات بقيمة نحو 440 مليون دولار لجنوب أفريقيا في 2023.

وقال رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامابوسا؛ إنه باستثناء مساعدات تشكل 17 بالمئة من برنامج مكافحة الإيدز في بلاده، ليس هناك تمويل كبير تقدمه الولايات المتحدة.

وأوقف ترامب أيضا حزمة مساعدات خارجية، كان يفترض أن تذهب إلى موزمبيق على شكل شحنة واقيات ذكرية بقيمة 50 مليون دولار، لمجابهة الإيدز والأمراض المنقولة جنسيا هناك.

تراجع قد لا يستمر

انخفضت أعداد الإصابات الجديدة بالإيدز في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، بمقدار الخُمس في مختلف أنحاء العالم، بحسب تقرير حديث نشر في في مجلة "ذي لانسيت اتش آي في"، لكن قرارات ترامب ربما تغير هذا المسار.

وانخفضت نسبة الوفيات الناجمة عموما عن الإصابات بفيروس نقص المناعة البشرية، عندما يكون الإيدز في المرحلة الأخيرة من العدوى، بنحو 40% ليصبح دون عتبة المليون إصابة سنويا.

إظهار أخبار متعلقة



وهذا الاتجاه يغذيه بشكل رئيسي التحسن الواضح الذي تشهده أفريقيا جنوب الصحراء، وهي المنطقة التي تشهد أكبر تفشّ لوباء الإيدز في العالم.

لكنّ الوضع لا يزال متباينا، إذ إن الإصابات تعاود الارتفاع في دول أخرى في أوروبا الشرقية والشرق الأوسط مثلا.

مقالات مشابهة

  • ارتفاع خسائر «مجموعة ترامب للإعلام» بعد منح موظفيها أسهما بـ 107 ملايين دولار
  • مطالبات بعزل الرئيس الأرجنتيني بعد خسائر فادحة تقدر بـ 4 مليارات دولار في 5 ساعات
  • برلمانية: دور مصر محوري في دعم أفريقيا لتحقيق التنمية والأمن والاستقرار
  • حسام صاحب رئيسا لاتحاد شمال أفريقيا للرجبي
  • حسام صاحب رئيسا لاتحاد شمال أفريقيا للرجبيI
  • أنطونيو جوتيريش: يجب أن تكون أفريقيا قوة عالمية لإنتاج الطاقة المتجددة
  • تغير المناخ يهدد “شوكولاتة عيد الحب”!
  • «300» مليون دولار خسائر جامعة الجزيرة بسبب الحرب
  • تبون يواصل الكذب على الجزائريين ويثير سخرية الأفارقة بإعلان إستثمار مليار دولار في أفريقيا دون أثر على أرض الواقع
  • كيف تؤثر عودة ترامب للبيت الأبيض على انتشار الإيدز في أفريقيا؟.. نخبرك ما نعرفه