شبكة انباء العراق:
2024-10-05@01:10:52 GMT

ديمقراطية بلا أنياب

تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT

بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..

عندما تفقد الديمقراطية أنيابها تفقد البلدان أمنها واستقرارها، وتعصف رياح الفوضى في طبقاتها الضعيفة، ويُحسم فيها البقاء إلى الطرف الأقوى، والى الكيانات المدججة بالسلاح، وتصبح السلطات في قبضة المجاميع المتمردة على الاعراف والقيم والقوانين والتشريعات النافذة. وتتحول المحاصصة السياسية إلى مكاسب مقدسة لا ينبغي المساس بها مهما تفاقمت الخروقات ومهما تكررت الاخفاقات.

وهذا ما نراه اليوم في معظم المناصب والدرجات الخاصة التي أصبحت مجيرة بالكامل لحساب فئة بعينها، واصبح المتربعون على عروشها من الأباطرة والفراعنة والأكاسرة والبرامكة. وظهرت لدينا طبقات بورجوازية محمية ومدعومة ومعصومة. تعمل خارج التعليمات والضوابط، وغير مشمولة بالمسؤوليات التقصيرية. .
عندما نتحدث عن أنياب الديمقراطية. فإننا نعني بها: الدساتير والقوانين والأنظمة والتشريعات والعادات والتقاليد والأعراف والآداب والقواعد العامة. ولن تستطيع الديمقراطية الدفاع عن نفسها إذا فقدت أنيابها، أو إذا أصاب أذرعها الشلل الرعاشي ولم تعد قادرة على الانتصار للضعيف، وكبح جماح الظالم، وإحقاق الحق بتفعيل قوة القانون وإرساء قواعد العدل والإنصاف. .
المؤسف له هناك من يرى ان أنياب الديمقراطية تشترك في مسمياتها الغلافية في هدف واحد, وهو تمزيق المجتمع ومصادرة الحريات الشخصية, ويرى ان أنيابها أشد فتكاً بالشعب من الدكتاتورية, وذلك لأنها تعزز قوة السلطات التنفيذية والرقابية والتشريعية والقضائية. ولا ندري كيف تتحقق العدالة الاجتماعية في غياب السلطات كلها ؟. وهل من المنطق السماح باغتيال الديمقراطية بإسم الانفتاح والتحرر، وافراغها من أدواتها وواجباتها وصلاحياتها، وتعطيل دورها في المجتمع ؟. . فالديمقراطية بلا قوانين تعني الفوضى، وتعني الارهاب، وتعني التمرد والانفلات والضياع والتخبط والاستهتار. وبالتالي فأن مبدأ سيادة القانون شرط لا غنى عنه في الديمقراطية. .
اللافت للنظر ان بعض الكيانات السياسية الفاعلة في الساحة العراقية تسعى جاهدة نحو الربط بين برامجها الإصلاحية وبين تطلعاتها الديمقراطية. في الوقت الذي تصرّ فيه على التمسك بحصصها من الدرجات الخاصة، التي ورثتها من سلة المحاصصة في ظل التوافقات السياسية القديمة، بينما تسعى في إتجاه آخر نحو تعبئة الجماهير ضد الديمقراطية بأنيابها أو بدون أنيابها. .

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

مرحبا باليسار علي لسان الجبهة الديمقراطية-جامعة الخرطوم

مرحبا باليسار علي لسان الجبهة الديمقراطية-جامعة الخرطوم:
التشخيص الموضوعي أهم عامل لإتخاذ الموقف الصحيح أو الخطأ فيما يختص بالحرب السودانية. يوم أمس أصدرت الجبهة الديمقراطية-جامعة الخرطوم بيانا طويلة عن الحرب شخصتها فيه بالقول إن التوصيف الدقيق لهذة الحرب هي احتلال أو “استعمار كلاسيكي” يسعى للسيطرة على مقدرات و ثروات الشعب السوداني وتحطيم جيشه واستبداله بمليشيا أُسرية تضمن نهب موارد السودان وثرواته لمئات السنين . تنفذ مليشيا الدعم السريع الإرهابية هذا المشروع الرامي لتكوين إمارة أُسرية ورهن موارد السودان واحتلال البلاد بالمفهوم الحديث، وتهجير ملايين السودانيين قسرياً من مناطقهم.

بهذا تعلن الجبهة الديمقراطية-جامعة الخرطوم عن رفضها لسردية رائجة في أوساط يسارية تقول انها حرب عبثية وصراع علي السلطة بين طرفين يتساويان في السوء وان الخير، كل الخير أن تسفر الحرب عن درون/تعادل بين الجيش والجنجا .
إحترام.

معتصم اقرع
معتصم اقرعإنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • «التضامن»: المجتمع المدني شهد نقلة نوعية في ظل دعم واسع من القيادة السياسية
  • ما الجهات التي تحال إليها التظلمات وفقا لقانون التصالح في مخالفات البناء؟
  • مصرع نحو 80 شخصاً بانقلاب سفينة في جمهورية الكونغو الديمقراطية
  • حقوقيون يتحدثون عن احكام الإعدام خارج القانون التي يصدرها الحوثيون
  • ما هي الأزمات التي تواجه المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس؟
  • فيديو | محمد بن زايد يؤكد أهمية تعزيز قيم التكافل التي تميز مجتمع الإمارات
  • محمد بن زايد يؤكد أهمية تعزيز قيم التكافل التي تميز مجتمع الإمارات
  • مرحبا باليسار علي لسان الجبهة الديمقراطية-جامعة الخرطوم
  • مرتبط بترامب ومصر.. مطالب ديمقراطية بإعادة فتح تحقيق الـ10 ملايين دولار
  • معرض صوت المرأة يلقي الضوء على التحديات التي تواجه المرأة المبدعة بالإمارات