من يحمي المظلوم من الظالم ؟
تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT
بقلم:د. كمال فتاح حيدر ..
لكل مواطن في كوكب الأرض وطنه الذي ينتمي اليه، وحكومته التي تحميه. اما نحن أبناء السلالات البشرية التي سَنت الشرائع الأولى في ربوع الرافدين، فصرنا نبحث عن الملاذات الآمنة في المنافي البعيدة. حتى صارت الهجرة حلم الجميع. .
نبتهل إلى الله كل يوم، فنقول: (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ).
شاهدت بالأمس فيلماً سجلته كاميرة مثبتة على عمود فوق منزل في حي من أحياء العراق. يظهر فيه شاب بملابس رياضية زرقاء واقفاً بباب منزله، وفجأة يمتلئ الزقاق بعشرات الملثمين الذين يحملون السيوف والبنادق، فينهالوا عليه بخناجرهم بلا رحمة وبلا شفقة. يطعنونه ويجرحونه، ثم يقطعونه إربا إربا في مشهد مروّع، وأمام انظار الناس. .
لم يخطر ببالنا ان المشاهد الإجرامية التي كانت تصورها لنا السينما في شوارع كولمبيا والمكسيك تنتقل إلينا بهذه السرعة في ظل الكيانات السياسية المؤمنة بالعدل والاحسان. المؤمنة بدين الرحمة الذي أمر المسلمين أن يعدلوا مع إخوانهم وغير إخوانهم. أمرهم أن يلتزموا العدل في سلوكهم السياسي والاجتماعي. وان يحسنوا إلى الناس كافة. .
لقد انتشرت هذه المقاطع التي تصور قسوة هؤلاء المتحزبين، وتعكس وحشيتهم ونزعاتهم الدموية. انتشرت داخل العراق وخارجه. وتركت آثارها الصادمة في نفوس الصغار والكبار. ولم يعد أمامهم ما يستغيثون به سوى العزيز المقتدر المنتقم الجبار. .
المثير للدهشة اننا لم نسمع بأي بيان عن هذه المأساة من أي جهة سياسية أو دينية أو اجتماعية أو رسمية تعبر فيه عن رفضها وشجبها واستنكارها. ولم نسمع بأي بيان يطمئن المواطن الضعيف الذي نفذ صبره، وفقد ثقته تماماً بكل الاجهزة المكلفة بحمايته. .
وهل هنالك ثمة قيمة للوطن بعدما أصبحت المغادرة حلم الجميع ؟. .
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
رسائل فيلم The Substance
نوفمبر 3, 2024آخر تحديث: نوفمبر 3, 2024
حيدر حسين سويري
فيلم The Substance (المادة)، هو فيلم أكثر رائع، نستطيع القول أنهُ فيلم يحمل بين طياته حكمة كبيرة أو كثير من الحكمة، بالرغم من أن تصنيفه فيلماً للرعب، إلا أنهُ بعث برسائل عديدة لكل من له عقل وتدبر، سواء في ذلك المتدين والملحد، فالحكمة تخص عقل الانسان ونفسه دون اضافات اخرى.
تبدأ القصة بنجمة شاشة شهيرة اسمها (اليزي بيث)، لها متابعين بالملايين، بعد ذلك تفاجئ بأن صاحب القناة التي تقدم فيها برنامجها الشهير يريد الاستغناء عنها، لكبر سنها، واستبدالها بشابة صغيرة السن أكثر حيوية وجمالاً، فلا تتقبل (اليزي بيث) الامر وتحاول اللجوء لطريقة تجعلها اكثر شباباً، فتصل من خلال اعلان الى منتج يجعل لها نسخة ثانية، وكل منهما تعيش لمدة اسبوع، ودائما يذكرها بانها ونسختها (شخص واحد). تجرى احداث الفيلم على هذا المنوال، الى ان تبدأ الاضطرابات والتمرد من النسخة الشابة (سو) …
لست هنا في صدد عرض احداث الفيلم، بل الرسائل والحِكم التي بعثها، وهي في عدة نقاط (ولعل غيري عرف اكثر مني فليضيفه):
يجب على الانسان ان يرضى بعمره المقدر له، وان يفسح المجال لغيره لكي يأخذ فرصته في الحياة، وأن لا يكون أنانياً يجب محاربة النفس الامارة بالسوء، والتي تحث الانسان على التشبث بالأشياء واحتكارها لنفسه، دون الاكتراث للآخرين، وكما قيل (أعدى أعدائك نفسك التي بين جنبيك)، ولذلك اصبحت (سو) وهي نسخة (اليزي بيث) عدوتها. لابد للإنسان من تكوين اسرة، فهي ضرورة ملحة له ولمجتمعه، لكي يلجأ اليهم نفسيا وجسديا، منها عندما يتقدم به العمر على الخصوص، وان يبذل قصارى جهده في تربيتهم وتعليمهم، كي يكون اداة تنفعه ومجتمعه في المستقبل لا يجعل الانسان من نفسه اسيراً لرغبة الناس، فرغبة الناس بك تزول بزوال ما يريدونه منك. لا يجعل الانسان قيمتهُ بجسده وصورته، بل لتكن قيمتهُ في بناء شخصيته ومقدار عمله ونوعه، فأما الزبدُ فيذهب جفاء واما ما يتفع الناس فيمكث في الارض. كانت (الزي بيث) تعتمد على شبابها وجمالها فلما ذهبا ذهبت معهم. الشباب والجمال صفات ذاتية، اكثر من كونها جسدية، فالسعادة تأتي من داخلك ولا بأس بمن يساعدك لنيلها من الخارج. على شرط أن تكون بطريقة صحيحة انتقد الفيلم عمليات التجميل بصورة واضحة، وانها تجعل من الانسان مسخاً ووحشاً، تخشاه الناس وتهرب منه. ليس عليك حينما تفقد عملك من نوعٍ ما، أو في مكانٍ ما أن تيأس، بل عليك ان تكون واثقاً من نفسك بأنك ستجد ما هو أفضل منه في نفس المكان أو في مكان آخر. الايمان بأن الموت حقيقة لا مفر منها ويجب تقبل ذلك، فانك ميت وهم ميتون.بقي شيء…
أعتقد أن مشاهد العري في هذا الفيلم أدت دورها، وكانت مخرجة الفيلم ناجحة في عرضها، ليس كباقي الافلام والمسلسلات فالمشاهد تكون اضافية مبتذلة، لا معنى لها سوى إثارت الشهوات، وبث سموم جنسية مقيته.