شبكة انباء العراق:
2024-11-24@13:59:15 GMT

من يحمي المظلوم من الظالم ؟

تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT

بقلم:د. كمال فتاح حيدر ..

لكل مواطن في كوكب الأرض وطنه الذي ينتمي اليه، وحكومته التي تحميه. اما نحن أبناء السلالات البشرية التي سَنت الشرائع الأولى في ربوع الرافدين، فصرنا نبحث عن الملاذات الآمنة في المنافي البعيدة. حتى صارت الهجرة حلم الجميع. .
نبتهل إلى الله كل يوم، فنقول: (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ).

لكننا نوجه نداءنا هذه المرة إلى رجال الدولة وحماة القانون، وإلى قادة الاحزاب ودعاة الإصلاح، والى منظمات المجتمع المدني، والى الأئمة وخطباء المساجد، والى المحافظين الذي يتعين عليهم الحفاظ على حياة الناس من بطش العصابات المارقة، ومن ضراوة المافيات العشائرية والسياسية والاستثمارية والفهلوية، التي تتعامل الآن مع الضعفاء والفقراء بأساليب القبضايات والأشقياء والمستهترين. .
شاهدت بالأمس فيلماً سجلته كاميرة مثبتة على عمود فوق منزل في حي من أحياء العراق. يظهر فيه شاب بملابس رياضية زرقاء واقفاً بباب منزله، وفجأة يمتلئ الزقاق بعشرات الملثمين الذين يحملون السيوف والبنادق، فينهالوا عليه بخناجرهم بلا رحمة وبلا شفقة. يطعنونه ويجرحونه، ثم يقطعونه إربا إربا في مشهد مروّع، وأمام انظار الناس. .
لم يخطر ببالنا ان المشاهد الإجرامية التي كانت تصورها لنا السينما في شوارع كولمبيا والمكسيك تنتقل إلينا بهذه السرعة في ظل الكيانات السياسية المؤمنة بالعدل والاحسان. المؤمنة بدين الرحمة الذي أمر المسلمين أن يعدلوا مع إخوانهم وغير إخوانهم. أمرهم أن يلتزموا العدل في سلوكهم السياسي والاجتماعي. وان يحسنوا إلى الناس كافة. .
لقد انتشرت هذه المقاطع التي تصور قسوة هؤلاء المتحزبين، وتعكس وحشيتهم ونزعاتهم الدموية. انتشرت داخل العراق وخارجه. وتركت آثارها الصادمة في نفوس الصغار والكبار. ولم يعد أمامهم ما يستغيثون به سوى العزيز المقتدر المنتقم الجبار. .
المثير للدهشة اننا لم نسمع بأي بيان عن هذه المأساة من أي جهة سياسية أو دينية أو اجتماعية أو رسمية تعبر فيه عن رفضها وشجبها واستنكارها. ولم نسمع بأي بيان يطمئن المواطن الضعيف الذي نفذ صبره، وفقد ثقته تماماً بكل الاجهزة المكلفة بحمايته. .
وهل هنالك ثمة قيمة للوطن بعدما أصبحت المغادرة حلم الجميع ؟. .

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

حقيقة الاتصالات التحذيرية ورسائل التهديد على هواتف اللبنانيين

بيروت- في تمام الساعة الثانية والنصف بعد منتصف الليل، بدأت التحذيرات تتوالى على هواتف سكان مدينة صيدا، الذين تلقوا مكالمات صوتية استمرت حوالي 30 ثانية، تطالبهم فيها بمغادرة منازلهم فورا بسبب "وجودهم في مناطق تعرض حياتهم للخطر".

وفي حديثه للجزيرة نت، يروي إبراهيم الحاج تجربته قائلا "في البداية، ظننا أن التهديد يقتصر على بنايتين في منطقة سيروب بمدينة صيدا جنوبي لبنان، لكن مع مرور الوقت، اكتشفنا أن التحذيرات شملت مناطق أخرى في المدينة"، مضيفا أنهم انتقلوا من منطقة إلى أخرى وسط تزايد القلق، بينما استمرت محاولات البحث عن مكان آمن، واستمر الوضع على هذا النحو لساعات".

ويؤكد إبراهيم أن أكثر من 100 منزل تلقت نفس المكالمة الصوتية، التي كانت تبدو كالتسجيلات الآلية، حيث تكرر النص نفسه بشكل دقيق، وسرعان ما عمّت حالة من الذعر، وبدأ سكان المنطقة يتحركون بشكل عاجل، مغادرين منازلهم وركضوا نحو سياراتهم، مبتعدين عن المكان".

ولم تكن هذه الحادثة حالة استثنائية، إذ تكررت مشاهد مشابهة في العديد من المناطق اللبنانية خلال الآونة الأخيرة، فبينما كانت التحذيرات تركز في البداية على المناطق الجنوبية والضاحية الجنوبية لبيروت، اتسعت رقعتها لتشمل مناطق أخرى في بيروت وخارجها، ما يعكس التصعيد العسكري في مختلف أنحاء البلاد.

الاتصالات كانت تبدو كالتسجيلات الآلية وتكرر النص نفسه بشكل دقيق (الجزيرة) ارتباك أمني

أكد الخبير العسكري والإستراتيجي حسن جوني أن مسألة الاتصالات الخادعة باتت تتكرر بشكل ملحوظ، مشيرا إلى أن بعض الأفراد يلجؤون لاستخدامها كوسيلة لتصفية الحسابات الشخصية أو لإرباك أطراف معينة، وهذا قد يؤدي إلى حالة من الخوف والارتباك تصل في بعض الأحيان إلى نزوح مؤقت قبل التحقق من صحتها، لكنها في أحيان أخرى تكون ذات أبعاد أمنية واضحة.

وأشار جوني في حديثه للجزيرة نت إلى أن بعض هذه الاتصالات تستهدف أشخاصا استنادا إلى أماكن سكنهم السابقة قبل نزوحهم، وليس إلى أماكنهم الحالية، ما يجعل التهديد جديا أحيانا، لكنه يستهدف مواقع غير دقيقة.

واعتبر أن هذا يزيد من الضغط النفسي على النازحين، الذين يعانون بالفعل من النزوح المتكرر والتهديدات المتواصلة، إلى جانب القصف والغارات، كما رأى أن هذه الظاهرة تؤثر سلبًا على الأمن والاستقرار، خاصة في المناطق التي تُعتبر بيئة داعمة للمقاومة.

وعن مواجهة هذه الظاهرة، لفت جوني إلى التحديات الكبيرة التي تواجهها الأجهزة الأمنية، موضحا أنها تبذل جهودا كبيرة في تتبع هذه الاتصالات والتحقق من حقيقتها، وتشكل ضغطا كبيرا عليها وتستغرق وقتا، وهذا يزيد من حالة القلق بين المواطنين، موضحا أن التعامل مع مثل هذه الحالات يتطلب أخذ كل اتصال على محمل الجد بسبب ارتباطه بحياة الناس.

أما عن ارتباط الاتصالات بالجانب الإسرائيلي، فاعتبر جوني أن تهديداته غالبا ما تكون عشوائية وتعتمد على معلومات غير دقيقة أو قواعد بيانات خاطئة، وأشار إلى أن "العدو لا يهتم بدقة المعلومات بقدر ما يعتمد على الوحشية في التعامل مع التهديدات، ما يجعل الوضع أكثر خطورة وتعقيدا".

شائعات أم حقيقة؟

ويوضح الخبير في الأمن السيبراني والتحول الرقمي رولان أبي نجم، للجزيرة نت، أن الأرقام التي تتصل بالناس لا تحمل رمز 07 المخصص للهاتف الأرضي في لبنان، بل هي أرقام لرموز دولية تستخدم عبر الإنترنت، ولا تتبع أي دولة معينة.

ويشرح أبي نجم أن الإسرائيليين يعتمدون على وسائل أخرى، مثل النشر على تطبيق "إكس" أو تصريحات الناطقين الرسميين، لنقل رسائلهم التحذيرية، بينما الاتصالات الهاتفية المباشرة نادرة جدا، حيث إنه من غير المنطقي أن يتصلوا بشخص بعينه لتحذيره شخصيا، وأي شخص يتابع السياق العام يدرك ذلك".

ويشدد أبي نجم على أن النقطة الأهم في نظره هي أن "الإسرائيليين لا يقومون بالاتصال بالناس مباشرة عبر الهاتف لإبلاغهم بإخلاء المباني، لكن هناك من يستغل هذا الواقع والفوضى الحالية لتحقيق أغراض مختلفة، مثل إثارة البلبلة بين الناس من خلال اتصالات أو رسائل تهديد وتحذير زائفة، تهدف في بعض الأحيان إلى السرقة أو العبث غير المسؤول".

ويشدد أبي نجم بالتأكيد على أهمية توضيح أن الإسرائيليين حتى الآن لم يقوموا بأي اتصالات مباشرة لتحذير الناس، وأن هذه الأخبار تفتقر للمنطق والدقة.

حرب نفسية

ويشرح الطبيب النفسي الدكتور أحمد عياش للجزيرة نت، أن القلق الذي يعيشه الناس حالة طبيعية وغير مرضية، إذ يعكس استجابتهم لأحداث واقعية، ويقول "يشعر الناس كأن الريح تحت أقدامهم والموت يطرق الأبواب، فهم يرون بأعينهم أهوال غزة ودمار الضاحية الجنوبية، والخوف هنا ليس وهميا، بل هو نتيجة لتجارب حقيقية عاشها البعض أو حدثت لأقربائهم، حيث لا تزال الدماء حاضرة في الساحات".

من ناحية أخرى، يشير الدكتور عياش إلى أن التعامل غير الجاد مع بعض المعلومات قد أدى إلى مآسٍ في الماضي، وهذا دفع الناس إلى الميل لتصديق الأخبار بدلا من إنكارها، ويوضح أن هذه الحالة نابعة من حرص الناس على حماية أنفسهم من أخطار محتملة، رغم غموض بعض المعلومات.

ويضيف الدكتور عياش: "الحرب النفسية تلعب دورا مركزيا في نشر الخوف بين الناس، حيث إنها أداة تهدف إلى خلق ضغط نفسي على مستويات عدة، تبدأ بالمقاتلين ثم القيادات، وصولا إلى عامة الناس، خاصة الذين لا يعتبرون أنفسهم معنيين مباشرة بالحرب، لحثهم على معارضة الأطراف الداعمة لغزة".

ويوضح الدكتور عياش أن "الناس بدؤوا يدركون أن الاتصالات تواجه بإجراءات مضادة من الجهات الأمنية والجيش تهدف إلى استجلاء الحقائق وتقييم التهديدات الأمنية"، ويشير إلى أن التعليمات الأمنية غالبا ما تتلخص في دعوة المواطنين لأخذ الحيطة والابتعاد لمدة 24 ساعة، حتى تتضح الصورة الأمنية وطبيعة المخاطر.

مقالات مشابهة

  • نائبة: قانون اللجوء يحمي الدولة من إقامة أي شخص مجهول الهوية على أرضها
  • النائبة سكينة سلامة: قانون اللجوء يحمي الدولة من إقامة أي شخص غير معروف الهوية
  • محمد العدل يكشف عن سبب وفاة محمد رحيم (صورة)
  • شاهد الشخص الذي قام باحراق “هايبر شملان” ومصيره بعد اكتشافه وخسائر الهايبر التي تجاوزت المليار
  • الصحة تنعى علام: عرف بقربه من الناس وخسارة كبيرة
  • حقيقة الاتصالات التحذيرية ورسائل التهديد على هواتف اللبنانيين
  • الحيرة القاتلة
  • وجه شبه بين حميدتي وأوليائه من المدنيّين
  • روابط وعرى وثيقة تجمع السودانيين من الفاشر حتى بورتسودان
  • (نص + فيديو) كلمة السيد القائد .. 21 نوفمبر 2024