شبكة انباء العراق:
2025-04-06@23:57:38 GMT

من يحمي المظلوم من الظالم ؟

تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT

بقلم:د. كمال فتاح حيدر ..

لكل مواطن في كوكب الأرض وطنه الذي ينتمي اليه، وحكومته التي تحميه. اما نحن أبناء السلالات البشرية التي سَنت الشرائع الأولى في ربوع الرافدين، فصرنا نبحث عن الملاذات الآمنة في المنافي البعيدة. حتى صارت الهجرة حلم الجميع. .
نبتهل إلى الله كل يوم، فنقول: (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ).

لكننا نوجه نداءنا هذه المرة إلى رجال الدولة وحماة القانون، وإلى قادة الاحزاب ودعاة الإصلاح، والى منظمات المجتمع المدني، والى الأئمة وخطباء المساجد، والى المحافظين الذي يتعين عليهم الحفاظ على حياة الناس من بطش العصابات المارقة، ومن ضراوة المافيات العشائرية والسياسية والاستثمارية والفهلوية، التي تتعامل الآن مع الضعفاء والفقراء بأساليب القبضايات والأشقياء والمستهترين. .
شاهدت بالأمس فيلماً سجلته كاميرة مثبتة على عمود فوق منزل في حي من أحياء العراق. يظهر فيه شاب بملابس رياضية زرقاء واقفاً بباب منزله، وفجأة يمتلئ الزقاق بعشرات الملثمين الذين يحملون السيوف والبنادق، فينهالوا عليه بخناجرهم بلا رحمة وبلا شفقة. يطعنونه ويجرحونه، ثم يقطعونه إربا إربا في مشهد مروّع، وأمام انظار الناس. .
لم يخطر ببالنا ان المشاهد الإجرامية التي كانت تصورها لنا السينما في شوارع كولمبيا والمكسيك تنتقل إلينا بهذه السرعة في ظل الكيانات السياسية المؤمنة بالعدل والاحسان. المؤمنة بدين الرحمة الذي أمر المسلمين أن يعدلوا مع إخوانهم وغير إخوانهم. أمرهم أن يلتزموا العدل في سلوكهم السياسي والاجتماعي. وان يحسنوا إلى الناس كافة. .
لقد انتشرت هذه المقاطع التي تصور قسوة هؤلاء المتحزبين، وتعكس وحشيتهم ونزعاتهم الدموية. انتشرت داخل العراق وخارجه. وتركت آثارها الصادمة في نفوس الصغار والكبار. ولم يعد أمامهم ما يستغيثون به سوى العزيز المقتدر المنتقم الجبار. .
المثير للدهشة اننا لم نسمع بأي بيان عن هذه المأساة من أي جهة سياسية أو دينية أو اجتماعية أو رسمية تعبر فيه عن رفضها وشجبها واستنكارها. ولم نسمع بأي بيان يطمئن المواطن الضعيف الذي نفذ صبره، وفقد ثقته تماماً بكل الاجهزة المكلفة بحمايته. .
وهل هنالك ثمة قيمة للوطن بعدما أصبحت المغادرة حلم الجميع ؟. .

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

قطارات عُمان .. الحلم الذي آن أوانه

تخيّل أنك تستيقظ صباحا متأخرا قليلا عن موعد عملك، لكن بدلا من أن تقضي نصف ساعة أو أكثر في زحام الطرق، كل ما عليك فعله هو اللحاق بالقطار الذي سينقلك بسلاسة وسرعة إلى وجهتك، دون عناء القيادة أو القلق بشأن الوقود والزحام الخانق. تخيل أن رحلات السفر بين المدن أصبحت أسهل، حيث يمكنك الانتقال من مسقط إلى صلالة في بضع ساعات فقط، دون الحاجة إلى القيادة لمسافات طويلة أو انتظار رحلات الطيران.

لقد شهدت دول عديدة نهضة اقتصادية هائلة بفضل تطوير شبكات القطارات، فكيف يمكن لسلطنة عُمان أن تكون استثناء؟ نحن اليوم أمام فرصة ذهبية لإحداث نقلة نوعية في مجال النقل، ليس فقط لتسهيل الحياة اليومية، بل لتوفير حل مستدام يُسهم في تقليل استهلاك الوقود، وخفض التلوث، وتعزيز الاقتصاد والسياحة.

هذا المقال ليس مجرد طرح لأفكار نظرية، بل هو استعراض لحلم طال انتظاره، حلم يمكن أن يحوّل عُمان إلى مركز لوجستي متكامل، يربط مدنها ببعضها البعض، ويوفر فرصًا اقتصادية غير مسبوقة. دعونا نستكشف معًا كيف يمكن للقطارات أن تكون الحل الأمثل لمشاكلنا اليومية، وتفتح لنا أبواب المستقبل بكل أبعاده!

كل صباح، تبدأ رحلة المعاناة لمئات الآلاف من العُمانيين والمقيمين في مسقط والمدن الكبرى، حيث تمتد طوابير السيارات بلا نهاية، ويضيع الوقت الثمين بين زحام الطرق وإشارات المرور المتكدسة. كم مرة وجدت نفسك عالقًا في ازدحام خانق وأنت تفكر في كل ما يمكنك إنجازه لو لم تكن مضطرًا لقضاء ساعة أو أكثر في سيارتك؟

القطارات قادرة على تغيير هذا الواقع. تخيل لو كان بإمكانك الوصول إلى عملك في نصف الوقت، تقرأ كتابًا أو تستمتع بموسيقاك المفضلة، بدلًا من التوتر المستمر خلف عجلة القيادة. ستتحول رحلاتك اليومية من مصدر للإرهاق إلى تجربة مريحة وسلسة، مما يمنحك بداية يوم أكثر إنتاجية ونهاية يوم أكثر راحة.

مع كل ارتفاع في أسعار الوقود، يشعر المواطن بالضغط أكثر، حيث ترتفع تكلفة التنقل، وتزداد الأعباء المالية على الأسر. كم مرة فكرت في كمّ الأموال التي تنفقها شهريًا على البنزين فقط؟ القطارات تقدم بديلاً أقل تكلفة وأكثر استدامة. تخيل أن بإمكانك التنقل بحرية بين المدن دون القلق بشأن تعبئة الوقود أو صيانة السيارة المستمرة.

إضافة إلى ذلك، فإن استخدام القطارات سيسهم في تقليل استهلاك الوقود الوطني، مما يخفف العبء على الاقتصاد، ويضمن مستقبلًا أكثر استقرارًا للطاقة في السلطنة.

كثير من العُمانيين، خاصة الطلاب والموظفين، يعانون من قلة خيارات النقل العام. قد يكون لديك عمل مهم في مدينة أخرى، لكنك تواجه صعوبة في إيجاد وسيلة مريحة وسريعة للوصول إليها.

وجود شبكة قطارات متطورة سيجعل التنقل بين المدن أكثر سهولة. تخيل أنك تستطيع الوصول من مسقط إلى صحار أو نزوى خلال ساعة واحدة فقط، دون الحاجة إلى القلق بشأن القيادة الطويلة أو إيجاد موقف للسيارة. كما ستساهم القطارات في تعزيز التواصل بين مختلف المحافظات، مما يجعل عُمان أكثر ترابطًا وانفتاحًا على الفرص الاقتصادية الجديدة.

لا شيء يضاهي الإحساس بأنك تصل إلى وجهتك في الوقت المناسب، دون قلق أو استعجال. تخيل أن رحلتك التي تستغرق ساعتين بالسيارة يمكن اختصارها إلى 45 دقيقة فقط بالقطار.

هذا يعني إنتاجية أكبر للموظفين، حيث يمكنهم الوصول إلى أعمالهم دون تأخير أو تعب، ومزيدًا من الوقت النوعي الذي يمكن قضاؤه مع العائلة أو في تنمية الذات. كما أن السرعة العالية للقطارات ستجعل السفر تجربة ممتعة وسهلة، مما يعزز السياحة الداخلية ويمنح الزوار فرصة لاكتشاف عُمان بطريقة أكثر راحة وسلاسة.

ككاتبة ومواطنة عُمانية، أؤمن أن الوقت قد حان لنخطو خطوة جريئة نحو مستقبل أكثر حداثة، حيث تصبح القطارات جزءًا من حياتنا اليومية، تمامًا كما أصبحت في دول العالم المتقدمة.

نحن اليوم أمام فرصة ذهبية لتحقيق نقلة نوعية في قطاع النقل، فرصة تتماشى مع رؤية عُمان 2040، التي تسعى إلى بناء بنية تحتية متطورة ومستدامة، تدعم الاقتصاد الوطني وتحسّن جودة الحياة.

لطالما كانت عُمان دولة سبّاقة في استثمار مواردها بحكمة، واليوم نحن بحاجة إلى الاستثمار في الزمن، في الراحة، وفي الاستدامة. القطارات ليست مجرد وسيلة نقل، بل هي مشروع وطني يربط الناس، يسهل التنقل، ويوفر حلاً لمشكلات الزحام والتكاليف المتزايدة للطاقة.

أنا على يقين بأن وجود شبكة قطارات حديثة في عُمان لن يكون مجرد حلم، بل حقيقة نراها قريبًا، تسهم في تحقيق تطلعاتنا نحو مستقبل أكثر استدامة، حيث يكون لكل فرد في هذا الوطن فرصة عيش حياة أكثر سهولة وكفاءة.

فلتكن هذه الدعوة صدىً لتطلعات كل مواطن، ولتكن القطارات في عُمان علامة فارقة في مسيرتنا نحو التقدم. متى سنبدأ؟ هذا هو السؤال الذي يستحق الإجابة الآن!

مقالات مشابهة

  • أكبر قوة عسكرية في المنطقة.. أحمد موسى: الجيش المصري يحمي ولا يسمح بالتهديد
  • الفراج: أين الهلال سفير الكرة السعودية الذي لا يصمد أمامه احد
  • اللهم نصرك الذي وعدت ورحمتك التي بها اتصفت
  • فال كيلمر.. نجم باتمان الذي رحل صامتا
  • والى الجزيرة يفاجئ مواطني الولاية في مصر
  • الصلح خير.. لكن بأي ثمن؟!
  • عيد محور المقاومة الذي لا يشبه الأعياد
  • العراق يدين العدوان الذي شنّته اسرائيل على الأراضي الفلسطينية
  • قطارات عُمان .. الحلم الذي آن أوانه
  • الرصد الزلزلي ينشر الهزات الأرضية القوية في الدول منذ عام 1900 والى الان