أكد الدكتور خالد خضر مدير المكتب الإقليمي لليونسكو بالقاهرة، أنه على الرغم من التقدم الكبير في النهوض بمحو الأمية في جميع أنحاء العالم، لا يزال ما يقدر بـ763 مليون شخص تقريبا، يفتقرون إلى مهارات القراءة والكتابة والحساب الأساسية، قائلا :«تمثل الإناث نسبة الثلثين، لذا فإن الحاجة ملحة لطرح استراتيجيات وبرامج مبتكرة لمحو الأمية، خاصة أن محو الأمية هو أساس التعلم مدى الحياة، بل هو جزء لا يتجزأ ليس فقط من الحق في التعليم، ولكن في الحق في الحياة، ولن نستطيع أن نرسي أسس المجتمع المستدام والسلمي، وإيقاف شعلة الحروب دون محو الأمية كحد أدني والتعلم المستمر كحق للجميع».

تعزيز مجتمع التعلم الحقيقي

وأضاف خضر، «من أجل تعزيز مجتمع التعلم الحقيقي، يجب أن تتحول أنظمة التعلم بعيدا عن الهياكل الصارمة والمجزأه نحو عملية التعلم مدى الحياة، المبنية على التعلم وتحسين المهارات طوال الحياة في الأماكن الرسمية وغير الرسمية»، مؤكدا على أهمية الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لجعل التعليم والتعلم أكثر انتشارا وسهولة وأكثر شمولا.

وأشار إلى أنّ المركز الإقليمي لتعليم الكبار في سرس الليان، وبالتعاون مع الجهات الشريكة من «مكتب اليونسكو بالقاهرة وهيئة تعليم الكبار، ووزارة التضامن الاجتماعي، ومؤسسات المجتمع المدني»، يحاول دائما تحقيق أهداف منظمة اليونسكو ووزارة التربية والتعليم، فيما يتعلق بأهداف التنمية المستدامة والتعلم مدي الحياة للمتعلم الكبير.

التسرب المبكر من التعليم

وخلال الاحتفالية، استعرض الدكتور حجازى إبراهيم، مستشار الوزير لمحو الأمية والتعلم مدى الحياة، عرض تقديمي عن «ملامح استراتيجية مصر الوطنية للتعلم مدى الحياة»، والتي استعرض خلالها مفهوم الأمية والتحرر منها والمعوقات التي تواجه المجتمعات من إحجام الأميين على التعلم والتسرب المبكر من التعليم، والفقر التعليمي، والارتداد إلى الأمية، والقناعات المجتمعية السلبية، مشيرا إلى أهمية توحيد الجهود للمجتمع المدنى للتغلب على الأمية.

كما استعرض الأهداف الرئيسية للمبادرة والحملات القومية لتعليم الكبار والبرامج والمحتويات التعليمية الموسعة، بالإضافة إلى استعراض ملامح لمنهجية عمل المبادرة لتكون متوازية ومتدرجة لتؤتى ثمارها وتحقق أهدافها. 

وشهد الدكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، فعاليات اليوم الدولي لمحو الأمية وتعليم الكبار، الذي ينظمه المكتب الإقليمي لليونسكو بالقاهرة.

جاء ذلك خلال فعاليات اليوم الدولي لمحو الأمية وتعليم الكبار، بحضور الدكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم، والدكتور نوريا سانز مدير المكتب الإقليمي لليونسكو بالقاهرة، والدكتور محمد ناصف رئيس هيئة تعليم الكبار، والدكتور خالد خضر مدير المركز الإقليمي لتعليم الكبار (اسفيك) مصر، والدكتور ماري آن تيريز منسون أخصائي برنامج التعليم بمكتب اليونسكو الإقليمي للعلوم في الدول العربية، والدكتور حجازى إبراهيم مستشار الوزير لمحو الأمية والتعلم مدي الحياة، ولفيف من الخبراء في برامج تعليم الكبار في مصر.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: التعليم محو الأمية القراءة والكتابة اليونسكو وزير التعليم لمحو الأمیة مدى الحیاة

إقرأ أيضاً:

محرقة المزروعات.. جريمة حرب مُتعمّدة للقضاء على سبل الحياة في غزة

 

 

 

أشجار الزيتون في مرمى نيران الاحتلال

11% نسبة إسهام القطاع الزراعي في الناتج المحلي الإجمالي لغزة

1.6 مليون دولار خسائر يومية مباشرة في الإنتاج الزراعي بالقطاع

75% من الأراضي الزراعية خارج الخدمة

الاحتلال يخالف القانون الدولي بتجريف 96 كيلومترًا مربعًا لضمها لـ"المنطقة العازلة"

 

الرؤية- غرفة الأخبار

 

في ظل الحصار المستمر والعدوان العسكري المتواصل، يتعرض قطاع الزراعة في قطاع غزة لأضرار جسيمة، أثرت بشكل كبير على استدامة الحياة، رغم أنه يمثل شريان الحياة لمئات الآلاف من سكانها، الذين يعتمدون عليه كمصدر رئيسي للغذاء والدخل. ويعد تدمير البنية التحتية الزراعية أحد الأساليب التي ينتهجها الاحتلال الإسرائيلي لضرب مصادر الحياة في غزة؛ مما أدى إلى تقويض قدرة المزارعين على الإنتاج وإدامة سبل عيشهم.

وما زال يتعرض هذا القطاع الحيوي للتدمير الممنهج على أيدي قوات الاحتلال، منذ السابع من أكتوبر الماضي، إمعانًا في تدمير أسباب الحياة، وإحداث فجوة غذائية واسعة، ضمن سلاح التجويع الأشد فتكًا.

ويعتمد الفلسطينيون على الزراعة لتأمين غذائهم في مواجهة الحصار الخانق، الذي يستخدم الجوع كسلاح ضدهم. وقبل العدوان الإسرائيلي، تحولت الزراعة في القطاع إلى ملاذ آمن وعنصر مقاومة فعّال ضد الجوع؛ حيث تمكن المزارعون الفلسطينيون، على الرغم من الحرب والاستهداف المستمر والمباشر للأراضي الزراعية في جميع أنحاء القطاع، من توفير كميات كافية من الإنتاج الزراعي. كما إن مواصلة بعض المزارعين في قطاع غزة إنتاجهم الزراعي على الرغم من الحصار والقصف ومنع الوصول إلى الأراضي، شكل مفاجأة صادمة للاحتلال، الذي كان يتوقع أن يُسرع حصار الجوع والحرمان في استسلام قطاع غزة، معتبرا ذلك أسلحة مؤثرة لا تقل خطورة عن القصف المتواصل.

وتقول وزارة الزراعة في غزة إنه تم استهداف أشجار الزيتون بشكل ممنهج وواضح من قبل الاحتلال، والتي تشكل حوالي 60% من أشجار البستنة في القطاع، وتبلغ نسبة الأراضي المزروعة بأشجار البستنة 30.9% من المساحة الزراعية الكلية في غزة، منها 31.3% في محافظة خان يونس و22.3% في محافظة شمال غزة، فزراعة الأشجار المثمرة، وخصوصا أشجار الزيتون، لها دور كبير في الاقتصاد الزراعي للقطاع.

ويمثل القطاع الزراعي أحد أهم مكونات الناتج المحلي الإجمالي في قطاع غزة، إضافة إلى قطاعات إنتاجية أخرى، وذلك من خلال مساهمته في الاقتصاد الكلي، إضافة إلى مساهمة هذا القطاع في توفير العمل والتخفيف من حدة البطالة، حيث بلغت نسبة مساهمة قطاع الزراعة من الناتج المحلي الإجمالي في قطاع غزة نحو 11% للعام 2022.

وبحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني تقدر القيمة المضافة لنشاط الزراعة نحو 343 مليون دولار أمريكي في قطاع غزة للعام 2022، كما تقدر قيمة الإنتاج بالأسعار الجارية نحو 575 مليون دولار أمريكي، أما الاستهلاك الوسيط (مستلزمات ومصروفات الإنتاج) نحو 232 مليون دولار أمريكي في العام 2022، حيث بلغت نسبة الاستهلاك الوسيط إلى الإنتاج نحو 40%، وذلك يعني أن إنتاج 100 دولار من السلع الزراعية يحتاج إلى مستلزمات ومصروفات إنتاج بقيمة 40 دولار أمريكي.

وتقدر الخسائر اليومية المباشرة في الإنتاج الزراعي حوالي 1.6 مليون دولار أمريكي نتيجة توقف عجلة الإنتاج، وتتضاعف قيمة الخسائر عند احتساب الدمار في قيمة الأصول والممتلكات الزراعية وتجريف المساحات الزراعية والذي سيضاعف قيمة الخسائر الكلية؛ حيث تشير تقديرات مختلفة صادرة عن قطاع غزة حول القطاع الزراعي إلى أن إجمالي الخسائر الزراعية قد يتعدى 180 مليون دولار، في ظل إتلاف الاحتلال لآلاف الأشجار وتجريف العديد من المساحات والممتلكات الزراعية.

وفي السياق، يقول المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، في أحدث بيان له، إن الاحتلال الإسرائيلي أخرج أكثر من 75% من مساحة الأراضي الزراعية عن الخدمة في قطاع غزة، إما بعزلها تمهيدا لضمها للمنطقة العازلة على نحو غير قانوني أو بتدميرها وتجريفها، ويضيف بيان المرصد أن قوات الاحتلال عملت بشكل منهجي منذ بدء هجومها العسكري على القطاع، على تدمير واسع النطاق للأراضي الزراعية ومزارع الطيور والمواشي، وذلك في إطار تكريسها للمجاعة في القطاع كسلاح حرب، للشهر التاسع على التوالي.

كما لفت بيان المرصد إلى أن القوات الإسرائيلية جرفت ودمرت جميع الأراضي الزراعية على امتداد السياج الأمني الفاصل شرقي قطاع غزة وشماله بعمق يصل إلى قرابة 2 كيلومتر؛ حيث جرفت ما يقارب 96 كيلومترًا مربعًا، في محاولة لضمها للمنطقة العازلة؛ بما يخالف قواعد القانون الدولي، يضاف إليها نحو 3 كيلومترات مربعة، جراء شق طريق ومنطقة عازلة تفصل مدينة غزة عن وسطها من محور نتساريم.

وتشير معلومات المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إلى أن أراضي خارج هذه المنطقة العازلة تعرضت أيضا للتدمير خلال التوغلات الإسرائيلية أو جراء القصف الجوي والمدفعي، والذي طال ما لا يقل عن 34 كيلومترا مربعا من الأراضي الزراعية والشوارع، مثلما أن إجمالي الأراضي المدمرة بلغ 36.9%، وهذه المساحة تمثل أكثر من 75% من المساحة المخصصة للزراعة في قطاع غزة.

وتوضح أن ما تبقى من مساحات مخصصة للزراعة في القطاع محدودة جدا، غالبيتها في منطقة "المواصي" غربي خان يونس، التي باتت هذه الأيام تؤوي مئات الآلاف من النازحين قسرا، وتحمل الهجمات العسكرية الإسرائيلية المتواصلة آثارا وخيمة على الصحة العامة والبيئة والأراضي الزراعية وجودة المياه والتربة والهواء، بينما تتفاعل تأثيرات ذلك بشكل تراكمي، مما يمهد لقفزات مرعبة في حالات الوفاة.

ووفقا للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني بشأن تأثير العدوان الإسرائيلي على القطاع الزراعي في قطاع غزة لعام 2023، أظهرت الإحصاءات أن نسبة الصادرات الزراعية من قطاع غزة شكلت 55% من مجمل الصادرات للعام 2022، بقيمة أولية للصادرات السلعية وصلت إلى 32.8 مليون دولار أميركي، وقد تركزت هذه الصادرات بشكل أساسي في زراعة الخضراوات ومنتوجات البستنة والمشاتل، بقيمة بلغت 16.1 مليون دولار.

وعن الوضع الحالي للأمن الغذائي في غزة والأضرار التي لحقت بقطاع الأغذية الزراعية هناك، تقول بيث بيكدول نائبة المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "الفاو"، التي تشرف على عمل المنظمة في حالات الطوارئ: "هناك مستويات غير مسبوقة من انعدام الأمن الغذائي الحاد، والجوع، والظروف الشبيهة بالمجاعة في غزة. إنه وضع غير مسبوق نجد أنفسنا فيه. لدينا مقياس لانعدام الأمن الغذائي الحاد نسميه التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي. المراحل 3 و4 و5 هي مراحل الطوارئ والأزمة والكارثة على التوالي. وجميع سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة هم الآن ضمن هذه الفئات الثلاث".

مقالات مشابهة

  • «دبي للثقافة»: جلسات نوعية لـ«مدارس الحياة»
  • تطوير مهارات المعلمين.. وزير التعليم يكشف أهم الملفات خلال الفترة القادمة - فيديو
  • وزير التعليم: سنعمل على تنمية وتطوير مهارات المعلمين
  • جامعة بنها تنظم دورة تدريبية حول توصيف البرامج والمقررات وتقويم نواتج التعلم
  • جامعة النيل تستضيف تصفيات الجمهورية لرياضات التنمية الذهنية
  • قدر الأمة ومصيرها يبدأ من الفصل الدراسي: طموحات ما بعد الحرب – الجزء (25)
  • محرقة المزروعات.. جريمة حرب مُتعمّدة للقضاء على سبل الحياة في غزة
  • تدشين مبادرة «زدني علما» لتعليم القراءة في مطروح.. تنطلق 21 يوليو
  • بالصور: مدير عام التعليم المستمر بوزارة التعليم يتابع سير الحملات الصيفية لمحو الأمية بالباحة
  • وفد مصر يشارك في الاجتماع الإقليمي رفيع المستوي لانتقال الشباب من التعلم للعمل بالعاصمة التونسية