يعيش متقاعدو الوكالة المستقلة المتعددة الخدمات بأكادير حالة من الاحتقان الشديد بسبب تلاعب إدارة الوكالة في نسختها الجديدة بمعاشات العمال الذين أفنوا زهرة شبابهم في بناء هذه الوكالة حيث تم إجهاض أهم مكتسب في هذا القطاع والمتمثل في التقاعد.

فمنذ سنة 2012 التي شهدت تحويل المعاش من الصندوق الجماعي للتقاعد إلى النظام الجماعي لمنح رواتب التقاعد، استفحلت حالة الريبة والشك في صفوف عمال ومستخدمي الوكالة الذين انتزعوا عددا من المكتسبات التي ناضل من أجلها الجيل السابق من النقابيين بقيادة المحجوب بن الصديق.

وبالفعل، فقد تبيّن للمستخدمين المحالين على التقاعد حسب النظام الجديد أن كل الوعود التي خاض من أجلها الجيل المؤسس للوكالة كافة أشكال الاحتجاج من إضرابات واعتصامات قد تبخّرت، وأمام هذا الوضع الذي أجبر مستخدمي الوكالة ومتقاعديها على الدخول في احتجاجات جديدة تم التوقيع على اتفاقية مراكش التي اتسمت بإقصاء جميع المستخدمين الذين أحيلوا على التقاعد ما بين 2012 و2019 في خرق واضح للقانون الأساسي للصندوق الجماعي للتقاعد.

والذي يصيب المرء بالذهول هو هذا الصمت الرهيب للمسؤولين وممثلي الهيئات النقابية والسياسية الذين يشاهدون بأم أعينهم ما يصدر عن إدارة الوكالة في نسختها الجديدة من انتهاكات في حق هؤلاء المتقاعدين، والذين يشهد تاريخهم على جهودهم الاستثنائية في بناء هذه الإدارة، وتفانيهم ليل نهار في ظروف قاسية وبوسائل شبه منعدمة، وهكذا تمت مكافئتهم بالحرمان من حقوقهم المكتسبة، مما دفع أغلب المتقاعدين إلى مواجهة منطق الغاب السائد باللجوء إلى القضاء طلبا للإنصاف.

وبعدما دأبت المحاكم الإدارية على الحكم لصالح العمال ومستخدمي الوكالة التجأت هذه الأخيرة، عن طريق رئيس قسم الموارد البشرية، إلى إلزام كل من يرغب في الحصول على التقاعد بالتوقيع على تصريح بالشرف يلتزم فيه بعدم رفع الدعاوى ضد الوكالة، وهو ما يعتبره المتابعون لشأن الوكالة ابتزازا رهيبا وإجراءً غريبا ينم عن عقلية بائدة وسلطوية لا تحترم الحقوق.

المصدر: مملكة بريس

إقرأ أيضاً:

غوتيريش يدين "العقاب الجماعي" للفلسطينيين في غزة

شدّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، على أنّ "لا شيء يبرّر العقاب الجماعي" الإسرائيلي اللاحق بسكان قطاع غزة الذين يعانون على نحو "لا يمكن تصوّره".

ووجّه الأمين العام انتقادات حادة للطريقة التي تدير بها الدولة العبرية حربها في القطاع الفلسطيني المدمّر والتي تدخل الشهر المقبل عامها الثاني.

وقال غوتيريش "هذا أمر لا يمكن تصوّره: مستوى المعاناة في غزة، ومستوى الموتى والدمار لا مثيل له في كل ما شهدته منذ أن أصبحت أميناً عاماً" في 2017.

اتهموها بالنفاق والازدواجية..خبراء أمميون ينتقدون الدول الغربية لصمتها على جرائم إسرائيل https://t.co/Hfq0KQQ7w1

— 24.ae (@20fourMedia) September 16, 2024

وأضاف "بالطبع، ندين كل الهجمات الإرهابية، وكذلك احتجاز الرهائن الذي هو انتهاك مطلق للقانون الإنساني الدولي".

لكن في معرض وصفه لما يشهده القطاع المحاصر من قتلى ودمار وجوع وأمراض، لفت إلى أنّ "الحقيقة هي أنّ لا شيء يبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني، وهذا ما نشهده على نحو دراماتيكي في غزة".

وقال غوتيريش إنّ "المساءلة يجب أن تكون ضرورية" في ما يتّصل بالقتلى المدنيين، مشيراً إلى "انتهاكات واسعة النطاق" ارتكبتها إسرائيل وكذلك أيضاً حماس.

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة مراراً إلى وقف فوري لإطلاق النار، لكنّ المحادثات التي تجرى بوساطة أمريكية مصرية قطرية ما زالت تراوح مكانها وسط تقاذف إسرائيل وحماس المسؤولية عن عرقلة جهود التوصل لاتفاق.

اللواء الخامس الإسرائيلي يبدأ هجوماً برياً جديداً وسط غزةhttps://t.co/qeXL7I55rG

— 24.ae (@20fourMedia) September 16, 2024

وإذ وصف غوتيريش المحادثات بأنها "لا نهاية لها"، أعرب عن اعتقاده أنه سيكون من "الصعب جداً" التوصل إلى تسوية، لافتاً في الوقت نفسه إلى أنه لا زال متفائلاً.

ومع رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الرد على اتصالاته منذ أكتوبر (تشرين الأول) لا يعوّل غوتيريش على تحقيق اختراق خلال أسبوع من الاجتماعات الرفيعة المستوى للجمعية العامة التي ستعقد اعتباراً من الأحد.

وفي العادة يستقبل الأمين العام كل رؤساء الدول والحكومات الذين يشاركون في الجمعية العامة، لكنّه، على الأرجح، لن يجتمع بنتانياهو هذه المرة.
وقال غوتيريش "على حدّ علمي فقد قيل بالفعل علناً إنه لا يعتزم طلب عقد اجتماع معي. لذلك بالطبع، من المحتمل جداً ألا يعقد الاجتماع".

وأضاف "ليس المهم مسألة إجراء مكالمة هاتفية من عدمها أو عقد اجتماع من عدمه، المهم هو ما يحدث على الأرض. المهم هو معاناة الناس".

وتابع "المهم هو الإنكار المستمر لحل الدولتين وتقويض حل الدولتين من خلال تدابير مختلفة تطبّق على الأرض".

وأوضح الأمين العام أنّه "مع قضم الأراضي، والإخلاءات، ومع المستوطنات الجديدة التي يتم بناؤها، وكل ذلك على نحو غير شرعي وفي سياق احتلال هو الآن، وفقا لرأي محكمة العدل الدولية، بحدّ ذاته أيضاً غير شرعي".

وقال إن بعثة المراقبة المقترحة التي يدعمها للإشراف على أي وقف لإطلاق النار في المستقبل تبدو "غير محتملة"، إذ من غير المرجح أن تحظى بموافقة كل الأطراف. وتتطلّب بعثات الأمم المتحدة موافقة الدول المضيفة.

A lack of accountability for the killing of United Nations staff and humanitarian aid workers in the Gaza Strip is 'totally unacceptable,' UN Secretary-General Antonio Guterres told Reuters in a wide-ranging interview https://t.co/kn7jce7MJ2

— Reuters (@Reuters) September 11, 2024

وهذا واحد من الأسباب التي دفعت مجلس الأمن قبل نحو عام إلى تفويض بعثة متعدّدة الجنسيات، بقيادة كينيا وليس الأمم المتحدة، دعم الشرطة في هايتي في مكافحة عنف العصابات في بلد ينبذ قوات حفظ السلام الأممية.

وفي معرض الرد على اتهامات للأمم المتحدة بأنها عاجزة عن كبح النزاعات في غزة وأوكرانيا وغيرها، حمّل غوتيريش المسؤولية للدول الأعضاء، خصوصاً في مجلس الأمن وأعضائه الـ15، في ما يتّصل بالقرارات، سواء المتّخذة أو غير المتّخذة.

وقال إنّ مجلس الأمن الدولي والمؤسسات المالية الدولية "عفا عليها الزمن وتعاني اختلالاً وغير عادلة".

وأضاف "لقد حاولنا إيجاد حلول لحروب، لكنّ المشكلة تكمن في أنّه ليست لدينا القدرة، وأحياناً الموارد، التي تمكّننا من ذلك".

مقالات مشابهة

  • رفع سن التقاعد الجديد 1446 في المملكة لموظفي الحكومة.. من هم؟
  • المالية النيابية تحدد شروط شمول متقاعدي الإقليم بقانون التقاعد الاتحادي
  • بالفيديو.. هل سنشهد مغادرة العلاق والفياض بموجب قانون التقاعد؟
  • قرار حكومي وقضائي: احالة المحافظين ورؤساء الهيئات المستقلة على التقاعد عند إكمالهم السن القانوني
  • غوتيريش يدين "العقاب الجماعي" للفلسطينيين في غزة
  • غوتيريش : “لا شيء يبرر العقاب الجماعي للفلسطينيين”
  • الأمين العام للأمم المتحدة: "لا شيء يبرر العقاب الجماعي للفلسطينيين"
  • جمال سليمان يُحاول فك شفرة الجيل الجديد في مُسلسل "مين قال" يوميًا على "MBC مصر"
  • الصين ترفع سن التقاعد في البلاد لدعم الاقتصاد
  • “زين”.. الأفضل في استراتيجيات تطوير الأعمال في الجيل الخامس