محمود جمال - مباشر: من المتوقع أن تستمر التقلبات المؤقتة بأسواق الخليجية ليتفاوت أداء مؤشراتها خلال شهر سبتمبر الجاري، متأثرة بالحذر حيال المخاوف المحيطة بسياسة التشديد النقدي من قبل البنوك المركزية الرئيسية وعلى رأسها الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، إلّا أن صعود أسعار النفط واقترابها من مستوى 90 دولاراً للبرميل الواحد يظل العامل الأبرز في دعم أداء الأسهم الكبرى التي ما زالت تشير لاتجاه صاعد على مدى الـ100 يوم القادمة من التداولات.

وكانت تصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، مؤخراً جازمة، حيث اتجهت للإبقاء على السياسة النقدية المتشددة للفترة المتبقية من العام والتحرك بحذر، مع احتمالية رفع إضافي لسعر الفائدة للسيطرة أكثر على معدلات التضخم والوصول إلى المستوى المستهدف عند 2% قبل البدء بخفض معدلات الفائدة في النصف الأول من العام القادم.

ويجتمع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي خلال يومي الثلاثاء والأربعاء 20 21 سبتمبر 2023، بهدف مراجعة أسعار الفائدة.

ويوم الجمعة الماضي، ارتفعت أسعار النفط العالمية بشكل قوي وذلك مع اقتراب خام برنت من مستوى 90 دولاراً للبرميل الواحد، وعلى الرغم من ذلك فإن أداء بورصات الخليج ما زال باهتاً بسبب الرؤية بالنسبة لأسعار الفائدة وانتهاء موسم نتائج الأعمال الذي كان مليئاً بالمحفزات.

وبشكل عام تباين أداء مؤشرات أسواق المال العالمية والعربية خلال تداولات شهر أغسطس الماضي، حيث انخفضت أغلب مؤشرات الأسواق الأمريكية وتراجع مؤشر داو جونز الصناعي 2.3%، وسجل مؤشر ناسداك خسائر بنسبة 2.15%، ونزل مؤشر ستاندرد آند بورز 1.75%.

وعربياً، كانت البورصة المصرية الأكثر نمواً بين بورصات المنطقة بنسبة 7.3% يليها ارتفاع سوقي دبي وأبوظبي ومسقط في مقابل هبوط أسواق السعودية والكويت وقطر.

مستويات قياسية

ورغم هذا الأداء المتفاوت فإن إيهاب رشاد، نائب رئيس مجلس إدارة شركة مباشر كابيتال هولدنج للاستثمارات المالية، أكد لـ"معلومات مباشر"، أن السوق السعودية تنتظر انطلاقة قوية قد تدفع مؤشرها لمستوى 11600 نقطة على مدى الشهر الجاري مع اتجاهات أسعار النفط لمستويات قياسية مرتقبة.

ولفت إلى أن أكثر المستفيدين من هذا الارتفاع سيكون قطاع البتروكيماويات وخصوصاً سهم أكبر شركة منتجة للنفط في العالم وهي "أرامكو"، بالإضافة لشركة سابك والتي وقّع معها صندوق الاستثمارات العامة "السيادي السعودي" مؤخرًا اتفاقية لشراء شركة تابعة لها بـ12.5 مليار ريال.

إشارة منتظرة

أوضح محمد عطا مدير التداول بشركة يونيفرسال لتداول الأوراق المالية، لـ"معلومات مباشر"، أن المتعاملين بأسواق المنطقة ينتظرون إشارة من مؤشرات الأسواق العالمية وخصوصاً الأمريكية التي تؤثر نفسياً على سلوك مستثمري الأسواق بالمنطقة والتي تترقب حالياً مزيداً من التصريحات من مسؤولي الفيدرالي بشأن اتجاه تثبيت أسعار الفائدة أو تخفيضها في الفترة المقبلة ولا سيما مطلع العام القادم.

يشار إلى أن مؤشر "داو جونز الصناعي" أنهى تعاملات الجمعة الماضي وهي أول تعاملات بشهر سبتمبر الجاري مسجلاً أكبر مكاسب أسبوعية منذ يوليو الماضي بعد ارتفاعه إلى مستوى 34837 نقطة.

ضوء أخضر

بدوره، قال إبراهيم الفيلكاوي مستشار الاقتصادي بأسواق الأسهم لـ"معلومات مباشر" إنه من المتوقع أن تكون أسواق السعودية وقطر والكويت في مقدمة الارتفاعات خلال الشهر الجاري، في مقابل تعرض أسواق المال الإماراتية وغيرها لبعض عمليات جني الأرباح والتراجع الطفيف إلى أن يتم إعطاء الضوء الأخضر الواضح للبدء في سياسية التيسير النقدي من قبل الفيدرالي باجتماعه قبل نهاية سبتمبر الجاري.

بقاء الحياد

 من جانبه، أوضح نائب رئيس إدارة بحوث الاستثمار في شركة كامكو للاستثمار، رائد دياب، لـ"معلومات مباشر"، أنه من الملاحظ بقاء المستثمرين بأسواق الأسهم بالمنطقة على الحياد في الوقت الراهن لحين ظهور محفزات جديدة، لافتاً إلى أنه مع التوقعات بخفض أسعار الفائدة في العام المقبل قد تكون أسواق الأسهم ملاذاً للمستثمرين بالفترة القادمة في ظل بيانات التضخم المائلة إلى التراجع في الأشهر الماضية بعد بلوغها مستوى الذروة.

وأكد أنه من الضروري بقاء وتيرة ارتفاع أرباح الشركات على وضعها بعد انتعاشها من أزمة تفشي فيروس كورونا وما خلفتها من أضرار على الاقتصادات العالمية والنتائج المالية للشركات.

شريان رئيسي

من جانبه، أكد مدير الاستثمار بشركة جدوى لتداول الأوراق المالية أحمد سعد لـ"معلومات مباشر"، أن ارتفاع أسعار النفط يعتبر الشريان الرئيسي لأسواق الأسهم بالمنطقة الخليجية وحافزاً للمستثمرين، حيث إن عائداته تشجّع على المضي قدماً بخطط الاصلاحات والتوسع في تنويع الدخل وتنفيذ العديد من المشاريع الحيوية للمنطقة.

وأشار إلى أن وجوده مرتفعًا عند المستويات الحالية إلى جانب الاستقرار في الوضع الجيوسياسي الإقليمي، إيجابياً أيضاً لأسواق الأسهم على المدى القريب.

يشار إلى أنه بسبب انتعاش حركة السفر بالصين من جديد واستمرار قيود المعروض من قبل تحالف "أوبك بلس" قد يبقي النفط بالقرب من مستوى 100 دولار للبرميل الواحد إلى نهاية عام 2023، بحسب مؤسسات بحثية عالمية منها "بلاك جولد إنفستورز".

للتداول والاستثمار في البورصات الخليجية اضغط هنا

المصدر: معلومات مباشر

كلمات دلالية: أسعار الفائدة أسواق الأسهم أسعار النفط إلى أن

إقرأ أيضاً:

أسعار الذهب يفاقم خسائره ويفقد مستوى 3300 دولار للأونصة

الاقتصاد نيوز - متابعة

انخفضت أسعار الذهب، الأربعاء، بنحو 3%، بعدما تراجع الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن تهديده بإقالة رئيس الفدرالي جيروم باول، مبدياً تفاؤله بإمكانية التوصل إلى اتفاق تجاري مع الصين، مما أثّر سلباً على جاذبية المعدن الأصفر كملاذ آمن.

وتراجع الذهب في المعاملات الفورية 102 دولار أو بنسبة 3% إلى 3279.27 دولار للأونصة في الساعة 3:42 مساءً بتوقيت غرينتش.

بينما هبطت العقود الآجلة الأميركية للذهب 132 دولاراً أو بنسبة 3.86% إلى 3287.50 دولار.

وقال كلفن وونغ، كبير محللي السوق في منطقة آسيا والمحيط الهادئ لدى "أواندا" لرويترز، إن تلميحات ترامب بشأن استئناف المفاوضات مع الصين وتراجعه عن لهجته الحادة تجاه باول، شكّلت ضغوطاً على أسعار الذهب.

الدولار والأسهم يعاودان الارتفاع

ارتفع الدولار والأسهم الأميركية مجدداً بعد تصريحات ترامب، التي خفّف فيها من حدة تهديداته تجاه الفدرالي، عقب أيام من انتقاده لعدم خفض معدلات الفائدة. ويؤدي ارتفاع الدولار إلى جعل الذهب أكثر تكلفة على حائزي العملات الأخرى.

وأبدى ترامب تفاؤله بإمكانية خفض "كبير" للرسوم الجمركية على الواردات الصينية، في حال التوصل إلى اتفاق تجاري، لكنه شدد على أن الاتفاق لن يُخفّض الرسوم إلى "الصفر".

من جانبه، قال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت إن التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين قد يتراجع، غير أن المفاوضات مع بكين لم تبدأ بعد، متوقعاً أن تكون "مضنية".

الذهب يهبط بعد تسجيله قمة تاريخية

وكان الذهب قد بلغ أمس الثلاثاء مستوى قياسياً جديداً هو الثامن والعشرون خلال هذا العام، مسجّلاً 3500 دولاراً للأونصة للمرة الأولى في تاريخه.

ويرى "جيه.بي مورغان" أن أسعار الذهب قد تتجاوز حاجز 4000 دولاراً للأونصة خلال العام المقبل، في ظل استمرار التحديات الاقتصادية والتجارية.

وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة بنسبة 0.5% إلى 32.67 دولاراً للأونصة، بينما تراجع البلاتين بنسبة 0.2% إلى 956.53 دولاراً، وانخفض البلاديوم بنسبة 0.2% إلى 933.72 دولاراً.


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام

مقالات مشابهة

  • أسواق الأسهم الأوروبية تغلق على ارتفاع وسط حالة من عدم اليقين التجاري
  • أسعار النفط تتكبد أكبر خسارة في أسبوعين
  • تراجع ترامب عن تهديد رئيس الاحتياطي الاتحادي يرفع أسواق الخليج
  • أسعار الذهب يفاقم خسائره ويفقد مستوى 3300 دولار للأونصة
  • مفاجأة في أسواق النفط: أسعار خام البصرة تنخفض رغم ارتفاع الأسعار العالمية
  • ترامب: لا أنوي إقالة رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي "جيروم باول"
  • ترامب يعلن موقفه بشأن بقاء رئيس الاحتياطي الفيدرالي في منصبه
  • الذهب يقفز إلى 3500 دولار مع تصاعد التوتر بين ترامب وباول
  • أسعار النفط ترتفع بعد انخفاض إثر انتقادات ترمب لرئيس "الفيدرالي"
  • أسعار النفط ترتفع بعد انخفاض إثر انتقادات ترمب لرئيس الفيدرالي