جي 42 ومايكروسوفت تطلقان خدمات سحابية محلية عبر قوة الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT
أبوظبي في 5 سبتمبر/ وام / بدأت مجموعة "جي 42" وشركة مايكروسوفت مرحلة جديدة في تعاونهما الاستراتيجي، حيث أعلنتا عن خطة طموحة تشمل توفير خدمات سحابية محلية ودعم الابتكار والاستثمار في تقنيات الذكاء الاصطناعي المتطورة، وكذلك تحسين وتوسيع البنية التحتية لمراكز البيانات بالإمارات.
وسوف تُمكّن خدمات السحابة السيادية التي تقدمها "مايكروسوفت" القطاع الحكومي والصناعات الخاضعة للرقابة في دولة الإمارات من تأمين البيانات الحساسة، وستوفر لهم فرصة الحصول على أحدث مميزات السحابة والذكاء الاصطناعي المتوفرة في سحابة "أزور"، كما ستسهل عليهم الامتثال للمعايير المحلية للخصوصية.
وتسعى الشركتان إلى الجمع بين الخبرات والإمكانيات التي تملكانها في سبيل تطوير أحدث الحلول الصناعية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي في مجالات الصحة وعلوم الحياة والطاقة والاستدامة والمشروعات الوطنية. كما ستشاركان هذا العام في فعاليات مؤتمر تغير المناخ "كوب 28" المقرر عقده في الإمارات.
وتعتزم مجموعة "جي 42" وشركة مايكروسوفت وضع معايير جديدة لأمن الحوسبة السحابية وابتكاراتها في القطاع الحكومي بجانب ذلك، تسعى كلا الشركتين إلى توسيع نطاق منظومتها التكنولوجية من خلال تقديم خدمات جديدة داخل الإمارات وتوفير فرص أكبر للشركاء للدخول إلى السوق.
وفي إطار هذه الشراكة، ستوسع مايكروسوفت نطاق خدماتها المتعلقة بسحابة أزور في الإمارات عن طريق شركة "خزنة داتا سنترز"، وهي مشروع مشترك بين مجموعة جي 42 ومجموعة اتصالات.
وأعرب سعادة الدكتور محمد الكويتي المدير العام للمركز الوطني للبيانات التابع للمجلس الأعلى للأمن الوطني ورئيس الأمن السيبراني في دولة الإمارات، عن تقديره العميق للتعاون بين مايكروسوفت ومجموعة جي 42.
وأكد أن هذه الشراكة ستدعم تطوير بيئة رقمية مستدامة وآمنة، بحيث يحقق القطاع الحكومي والصناعات الخاضعة للرقابة أداءً متميزًا وتصبح الخدمات المقدمة للمواطنين أكثر فاعلية ويسرًا، بينما يتقدم مجال الابتكار دون تهديد أمن البيانات أو انتهاك خصوصيتها.
من جانبه، وصف بينغ شياو، الرئيس التنفيذي لمجموعة "جي 42"، الخدمات المشتركة للسحابة السيادية والذكاء الاصطناعي مع شركة مايكروسوفت بأنها رحلة نحو مستقبل مشرق في مجال الابتكار والتكنولوجيا، مشددًا على أن الشراكة مع مايكروسوفت ليست مجرد تعاون في مجال التكنولوجيا، بل إنها تمثل خطة استراتيجية لتطوير بيئة تكنولوجية متجددة تعمل على تعزيز الابتكار والنمو المجتمعي.
وقال إنه بالاعتماد على الخبرات المشتركة والرؤية الموجهة نحو المستقبل، فإن الهدف ليس فقط إعادة ابتكار القطاعات، بل أيضًا توليد فرص اقتصادية وإحداث تأثير إيجابي على حياة الأشخاص والمجتمع برمته.
وأكد جودسون ألتهوف، نائب الرئيس التنفيذي والرئيس التنفيذي للشؤون التجارية في شركة مايكروسوفت، على اتجاه المؤسسات العالمية نحو استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي المتقدمة لإيجاد حلول مبتكرة لتحديات الأعمال والمجتمع والاستدامة.
وقال " تهدف الشراكة بين مجموعة جي 42 وشركة مايكروسوفت إلى تزويد القطاع الحكومي بأحدث حلول الذكاء الاصطناعي باستخدام منصتنا السحابية الموثوقة والمتكاملة. ونظرًا لأننا نضع خصوصية البيانات والأمن على رأس أولوياتنا، فإننا نرى فرصة كبيرة لتقديم الدعم للمؤسسات في الإمارات في الابتكار بطريقة تحترم الناس وتخدم مصالحهم".
وصرّح سامر أبو لطيف، نائب رئيس شركة مايكروسوفت العالمية ورئيس مايكروسوفت في منطقة أوروبا الشرقية والوسطى ومنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.. أن الإمارات استطاعت التميز والوقوف في طليعة الدول التي تتبنى التقنيات الحديثة، ما أسهم في تهيئة مناخ ملائم لتقديم الحلول التكنولوجية الرائدة.
وأوضح أن هذا منح المؤسسات في مختلف القطاعات الفرصة لتطوير حلولها الرقمية وتحقيق أكبر قدر من الفعالية والمرونة.
وأضاف " في إطار تعزيز التعاون مع مجموعة جي 42، نسعى لدعم رؤية دولة الإمارات في تمكين الأفراد والمؤسسات لاستحداث حلول ذكاء اصطناعي تسهم ليس فقط في دعم النمو الاقتصادي، بل أيضًا في مواجهة التحديات الراهنة التي تواجهها مجتمعاتنا".
جاء هذا الإعلان كأول ثمرة للشراكة بين مجموعة جي 42 وشركة مايكروسوفت التي تم الإعلان عنها في أبريل 2023. وتتطلع الشركتان لتوسيع نطاق تعاونهما في الأشهر القليلة المقبلة.
المصدر: وكالة أنباء الإمارات
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی شرکة مایکروسوفت القطاع الحکومی
إقرأ أيضاً:
د. ندى عصام تكتب: العبادات في عصر الذكاء الاصطناعي
في عالمنا المعاصر، حيث تتسارع وتيرة التطورات التكنولوجية بشكل غير مسبوق، أصبحت التكنولوجيا جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، ولم يتوقف تأثيرها عند حدود الحياة العملية فقط، بل امتد ليشمل الجوانب الروحية والعبادية أيضًا، ويُعتبر الذكاء الاصطناعي (AI) أحد أبرز ملامح هذه الثورة التكنولوجية، حيث يوفر أدوات ووسائل مبتكرة يمكن أن تُحدث تغييرًا جذريًا في كيفية تعلم المسلمين لعباداتهم وممارستها.
إن العبادات في الإسلام، مثل الصلاة، والصوم، والزكاة، والحج، تحمل معاني عميقة ودلالات روحية سامية، وتعليمها بشكل صحيح يُعد أمرًا بالغ الأهمية لكل مسلم.
لذا، فإن دمج الذكاء الاصطناعي في هذا السياق يمكن أن يُعزز من فهم العبادات، ويسهل على الأفراد التعلم والممارسة بطريقة تتناسب مع احتياجاتهم الخاصة.
والجدير بالذكر، يمكن أن تُستخدم تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تطوير برامج تعليمية تفاعلية تساعد الأفراد على تعلم كيفية أداء العبادات بشكل صحيح، على سبيل المثال، هناك تطبيقات تتخصص في تعليم الصلاة، حيث تقدم شروحات مرئية وصوتية توضح كيفية أداء كل ركعة، مع توجيهات حول كيفية قراءة الآيات والأدعية هذه التطبيقات غالبًا ما تستخدم تقنيات التعرف على الصوت، مما يتيح للمستخدمين التفاعل بشكل مباشر مع البرنامج، وتصحيح الأخطاء أثناء أداء الصلاة، هذا النوع من التعلم العملي يُعتبر فعالًا بشكل خاص، حيث يتيح للمستخدمين فهم العبادات بصورة أعمق، ويعزز من تجربتهم الروحية.
واستناداً لما سبق، يُعزز الذكاء الاصطناعي من إمكانية تخصيص المحتوى التعليمي وفقًا لاحتياجات الأفراد والفئة العمرية المستهدفة، كما يمكن للأنظمة الذكية تحليل بيانات المستخدمين لتحديد المجالات التي يحتاجون فيها إلى تحسين، مثل فهم أحكام الصوم أو تعلم كيفية إخراج الزكاة، هذا التحليل الدقيق يمكن أن يُنتج خططًا تعليمية مخصصة، مما يضمن أن يتلقى كل فرد التعليم الذي يناسب مستواه واحتياجاته، وعلى سبيل المثال يمكن لنظام الذكاء الاصطناعي أن يقترح موارد إضافية أو دروسًا تفاعلية بناءً على أداء المستخدم، مما يساعده في تعزيز معرفته وفهمه.
ولتسليط الضوء على تقنيات الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR) في تعليم العبادات، تعتبر هذه التقنيات تجربة غامرة للمستخدمين، فيمكنهم زيارة المساجد أو أداء مناسك الحج في بيئة افتراضية، هذه التجارب لا تُعزز فقط من المعرفة العملية، بل تساعد أيضًا في تحفيز المشاعر الروحية والارتباط الشخصي بالعبادات، وعلى سبيل المثال يمكن للمستخدمين تجربة الطواف حول الكعبة أو أداء الصلاة في المسجد الحرام، مما يضفي طابعًا واقعيًا على التعلم ويعزز الفهم الروحي للعبادات.
ومع كل هذا التطور، لا تخلو هذه التكنولوجيا من التحديات والاعتبارات الضرورية، أحد أهم هذه التحديات هو التأكد من دقة المعلومات المقدمة، يُعد التعليم الديني أمرًا حساسًا، لذا يجب أن تكون المصادر المستخدمة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي موثوقة ومتوافقة مع التعاليم الإسلامية، كما ينبغي أن تكون هناك معايير واضحة لضمان أن المحتوى لا يتعارض مع القيم الإسلامية الأساسية، وتخضع للمراقبة والإشراف الديني مثل الأزهر الشريف.
تحدٍ آخر يتعلق بالخصوصية والأمان، إذ يجب حماية بيانات المستخدمين وضمان عدم استخدامها بشكل غير مصرح به، وفي عالم تتزايد فيه المخاوف بشأن الأمان الرقمي، يجب على المطورين والشركات العاملة في هذا المجال أن يضعوا معايير صارمة لحماية المعلومات الشخصية.
علاوة على ذلك، يجب أن يُنظر إلى الذكاء الاصطناعي كأداة مكملة للتعليم التقليدي، وليس بديلاً عنه، لا يزال دور المعلمين والمرشدين الدينيين ضروريًا، حيث إن التعليم الروحي يتطلب تفاعلًا إنسانيًا وفهمًا عميقًا للمعاني والمقاصد. لذا، يجب أن يُستخدم الذكاء الاصطناعي لتعزيز هذه التجربة، بدلاً من استبدالها.
في الختام، يُعتبر الذكاء الاصطناعي رفيقًا جديدًا في رحلة تعليم العبادات الإسلامية، حيث يمكن أن يسهم في تعزيز الفهم والممارسة الصحيحة للعبادات بطرق مبتكرة وفعالة، ومن خلال دمج هذه التكنولوجيا مع المعرفة الدينية، يمكننا تعزيز التجربة الروحية للمسلمين، مما يجعل رحلة الإيمان أكثر غنى وعمقًا، ومع الاستمرار في تطوير هذه الأنظمة يجب علينا التأكيد على أهمية القيم الإسلامية في كل خطوة من خطوات هذا التطور، لتكون النتيجة تجربة تعليمية شاملة ترتقي بالفرد وتنمي علاقته بالله عز وجل.